قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: النظام القمرى والدورتين الأحد فبراير 14, 2010 1:31 am | |
|
النظام القمري :
قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ )([sup][1])[/sup]
وقال تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ )([sup][2])[/sup] .
إن هذا النظام يتخذ من الأهلة و الشهور القمرية علما بمواقيت الحوادث والوقائع وما جرى وما يجري من أخبار الزمان وأحوال الأمم ومداولة الأيام بين الناس ، ومواليد الخلق ومماتهم ، ومعرفة أوقات شعائرهم ومناسكهم و أعيادهم ، وعدة الأرملة و المطلقة و الايلاء ، وغير ذلك مما يتطلبه نظام حياة الناس و تقويمها .
وبحسب الآيات القرآنية المتقدمة ، فان هذا النظام علمه الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وآله ، وجعل له يوما معينا ليكون هو اليوم الأول الذي يبتدئ به هذا التاريخ ، وهو اليوم الذي هاجر فيه رسول الله ( ص) من مكة إلى المدينة المنورة ، وهو الأول من شهر ربيع الأول .
قال المسعودي :
( فأما العرب فإنها تراعى رؤية الأهلة فتجعل حساب سنتها عليها وشهورهم شهر ثلاثون يوما ، وشهر تسعة وعشرون يوما ، فيكون ستة أشهر من السنة تامة وستة ناقصة وأيام سنتهم ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما بالحساب المطلق وهو الجلبل ، فأما على التحصيل والتدقيق فان عدد هذه الأيام للسنة تزيد في كل ثلاثين سنة احد عشر يوما تكون حصة السنة الواحدة من ذلك خمسا وسدس يوم فتكون أيام السنة بالحقيقة ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوما وخمسا وسدس يوم والسنة التي ينجبر فيها هذا الكسر تكون شهورها سبعة تامة وخمسة ناقصة وهذا العدد لأيام الشهور هو بالحساب المصحح من اجتماع الشمس والقمر بمسيرهما الأوسط ، فأما برؤية الأهلة فانه يختلف بزيادة ونقصان ، فيمكن أن تكون شهور متوالية تامة وشهور متوالية ناقصة .
ثم قال المسعودي : ( وقد كان العرب في الجاهلية تنسئ لأجل اختلاف الزمان والمواقيت وما بين السنة الشمسية والقمرية وفيه أنزل " إنما النسئ زيادة في الكفر " ، وكانوا ينسئون في كل ثلاث سنين شهرا يسقطونه من السنة ويسمون الشهر الذى يليه باسمه ، ويجعلون يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر الثامن والتاسع والعاشر من ذلك الشهر ، فيكون ذلك دائرا في سائر شهور السنة موجبا ، وكانوا بذلك مقاربين لغيرهم من الأمم في مدة زمان سنتهم الشمسية . فلم يزالون على ذلك إلى أن ظهر الإسلام وفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فوجه أبا بكر في السنة التاسعة من الهجرة على الموسم فحج بالناس وهي آخر حجة حجها المشركون وكان الحج في تلك السنة اليوم العاشر من ذى القعدة ونزلت آيات من سورة براءة فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع على بن أبى طالب عليه السلام وأمره بقراءتها على الناس بمنى ، وكانت الأشهر التي قال " فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " عشرين يوما من ذى القعدة وذا الحجة والمحرم وصفر وعشرة أيام من شهر ربيع الأول ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا عليه السلام بأداء أربع كلمات :
" أن لا يحجن بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا مسلم ، ومن كانت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته " .
فلما كان من قابل حج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذى الحجة وهي حجة الوداع ، وخطب الناس ، فقال " ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر بين جمادى وشعبان " هذه حكاية لفظه عليه السلام ، ولو عدّ عادٌ هذه الأشهر ، فبدأ بالمحرم ثم رجب وذى القعدة وذى الحجة لكان ذلك جائزا ، وإنما ذكرنا هذا لان في الناس من يجعلها من سنتين ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما قال منها ، فدل على أنها من سنة واحدة )([sup][3])[/sup] .
ومعنى ما يقوله المسعودي : هو أن تسلسل شهر محرم من السنة هو الشهر الحادي عشر وليس الأول ، وهو يعني على سبيل المثال : إن شهر محرم الذي نعده بحسب التاريخ المعمول به عندنا اليوم هو الشهر الأول من سنة (1431) هج ، فهو في الحقيقة وكما يؤرخ به رسول الله و أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فانه يتبع إلى سنة (1430) هج ، وهو الشهر الحادي عشر منها ، والذي نعده الشهر الأول من سنة (1432) هج ، هو الشهر الحادي عشر من سنة (1431) هج ، وهذا الأمر يجعل الناس تجهل معرفة شهر محرم في تلك السنة هل هو في سنة وتر أم شفع ، من اجل ذلك نكرر لفت الانتباه لأهميته في علامات الظهور .
إن هذه الأنظمة جميعها ـ بعد التحقيق و المطابقة ـ تجد أنها أشبه بأنظمة الأجور و الرواتب التي تتبعها الدول و المؤسسات العامة والخاصة ، فمنها من يتبع نظام الأجور الشهري ، ومنها نصف الشهري ، ومنها الأسبوعي ، ومنها اليومي ، إلا أنها في النهاية تصل إلى النتيجة نفسها وتلتقي عند الغايات نفسها وتؤدي نفس المطلوب وان اختلفت في الأسلوب ، وسيتضح لنا هذا الأمر أكثر في حينه .
وعلى أية حال ، فان أمير المؤمنين عليه السلام قد قسم التاريخ إلى قرون ( ستون سنة ) ثم قسم القرن إلى أثلاث ، فكل ثلث يكون ( عشرون سنة ) ثم قسم الثلث إلى أعشار ، فكل عُشر ( سنتان ) ، ثم أعطانا مجرى التاريخ والحوادث الواقعة على مدار اثنى عشر قرنا فقط ، وفي آخر الخطبة أنبأنا بان ظهور الإمام المهدي عليه السلام سيكون في القرن الثاني عشر .
وحيث أن القرن الثاني عشر يبدء من سنة (660 هج ) وينتهي سنة ( 720 هج ) ، وقد مر هذا القرن ووقعت فيه الأخبار و الحوادث تماما كما اخبر بذلك وخاصة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر ـ على ما عثرنا عليه من تاريخ مفصل لهذه الفترة ـ ثم وجدنا أن كل ما اخبر به من الوقائع والأحداث ، عايشناه نحن في زماننا ، من هنا بدءنا بحثنا المقارن لوقائع التاريخ ، بناء على ما يذكره في الخطبة في قوله عليه السلام ( الحمد لله مكور الدهور و مكررها ) ومطابقة أحداث القرنين الحادي عشر و الثاني عشر من الدورة الأولى للقرون الاثنى عشر ، مع أحداث القرنين الحادي عشر و الثاني عشر من الدورة الثانية ، أي القرنين الثالث و العشرين و الرابع و العشرين ، حيث أن :
القرن الحادي عشر : من ( 600 هج ـ 660 هج ) .
القرن الثاني عشر : من ( 660 هج ـ 720 هج ) .
القرن الثالث والعشرون : من ( 1320هج ـ 1380هج )
القرن الرابع والعشرون من سنة ( 1380 هج ـ 1440 هج ) .
ونحن اليوم في سنة (1430 هج ) ولم يبق من نهاية القرن الرابع والعشرين إلا تسع سنين ، فوجدنا أن معنى ما يقوله أمير المؤمنين عليه السلام من ( تكوير الدهور و تكريرها ) الآتي :
أن المقادير الإلهية تتكرر عند نهاية كل اثنى عشر قرنا ، فتبدأ من البداية ، أي أن أحداث ووقائع القرن الثاني عشر تتكرر بشكل عجيب في القرن الرابع والعشرين ، وأحداث ووقائع القرن الحادي عشر تتكرر بشكل عجيب في القرن الثالث و العشرين ، وأحداث القرن العاشر تتكرر في القرن الثاني والعشرين ، وهكذا .
ولكون أن ما نستطيع ضبطه من التاريخ بناء على ما هو متوفر لدينا من مصادر موثقة ومحل اطمئنان لدينا ، أو أننا عايشناه و نحن الشهود عليه ، أو على أكثره ، فقد أخذنا أهم و اخطر الأحداث التي غيرت واقع العالم ومثلت انعطافات خطيرة في مجرى التاريخ في كلا الدورتين التاريخيتين، وهما:
1 ـ غزو التتار ـ أو التتر ـ المغول وما سبقه وما ترتب عليه ، وأوقاته ، ومراحله ، والفترة الفاصلة بين كل مرحلة منه .
2 ـ الغزو الأمريكي لنفس الرقعة الجغرافية ، وما سبقه وما ترتب عليه ، وأوقاته ، ومراحله ، والفترة الفاصلة بين كل مرحلة منه .
وبحسب تقسيم الروايات وواقع الأحداث ، فإننا نستطيع تقسيم هذه الفترة ـ في كل دورة تاريخية ـ إلى أربعة مراحل :
المرحلة الأولى : وهي الفترة التي تدور فيها الفتنة في بلاد الترك إلى أذربيجان ، وتستمر هذه الفترة ثلاثون سنة .
المرحلة الثانية : وهي الفترة التي تطرق فيها الفتنة أبواب العراق وتنشر الخوف والجوع والمرض والفساد ، وتستمر هذه الفترة اثنا عشر عاما .
المرحلة الثالثة : وهي الفترة التي يكون فيها سقوط بغداد وقتل الخليفة أو الرئيس ، واحتلال كامل للعراق ويعم فيها الخراب والدمار والقتل والموت الذريع ، وتستمر هذه الفترة ستة أعوام .
المرحلة الرابعة : وهي مرحلة ردّ الكرة ، وتكون بعد سبع سنين من بداية المرحلة الثالثة .
ففي الفصل الآتي ( الخامس ) نقوم بفحص أحداث كل مرحلة من المراحل الأربع من خلال التحقيق التاريخي ، ثم نقوم في الفصل اللاحق ( السادس ) بمقارنة كل مرحلة من هذه المراحل مع ما يقابلها من الدورة التاريخية الثانية ، بعد اثنى عشر قرنا قمريا .
صفحات من كتاب التكوير والتكرير تلخيص الفقير
([b][1]) البقرة 189 ([2]) يونس من الآية 5 ([3]) التنبيه والاشراف- المسعودي ص 185 : [/b] | |
|