مخاطبة
يا عبد أنا أبدي ما أشاء أقلب به ما أشاء
11
أظهرتك لي وحدي ـ النفري
اجمل ما في النفري انه يفر من كل شئ حتي من نفسه و معارفه
لكن لا يفر من عبوديته
و هي عبودية العبد الصالح المتحرك بأمر ربه
رغم فراره من الحروف و الحجب ايا ماكانت
فذاتية العبد سيدة محبته فهي القالب و هي القلب و هي القابل
و لا سبيل لكون الإثنين واحدا من باب العبد
لكن الواحد يكون الي المالانهائي
و كان ابن عربي يطرح ذلك حتي في خلافه مع الطرح
أن عيسي ابن الله و وجه كفر ذلك او خطأه
و ان البنوة ان جازت فهي للبشر كافة
فالنفري يتلاشي ليصير عبدا
و كيف للعبد الموافقة او المرافقة فالموج شديد و القارب صغير
يكاد الا يكون الا وجودا مؤقتا مستعارا او خيالا كما يقول ابن عربي
و يبقي العبد عبد لكن عبد صالح لا دنيوي فرار حتي من اسمه و نفسه
مشاهد لما يبدوا من الإرادة المقتدرة بلا حدود فالمشيئة بادية لعبادها
قد سطرت في كتابها كل صغيرة و كبيرة ومقام العبد الصالح الحكمة أو رؤية ذلك من قبل وقوعه فلا يحجب نفسه بما يتترجم امامه من علم سابق قديم فتكون رؤيته كما كانت ازلية ليبق العبد رائيا من داخله و و من داخل حاله و قلبه و قربه
فحال التجلي لا بقاء فيه لغير الرب و بالتالي فلا رؤية للعبد من غير سبق الأزل
بمعني الخروج من هذا العالم
يمتلئ قلب العبد بأمر ربه
فلا هوية لعبد مع ربه فالعبد منسحق افنته الطينة بالحكم المخلوق
و افناه العشق كفناء المحدود في اللامحدود فلا أنا له تذكر
فيما لا هوية الا هوية المحبوب و لا أنا إلا أناه و لا شبيه لذلك و لا مثيل
غير ان العبد الصالح يكون مدرجا للأنوار و منزلا للرحمات و قلبا للحب
و يكون جسرا و مدرجة ذكر للإخوان و الأحباب و الأصحاب
بل و فعلا للإرادة نفسها
وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً [الكهف : 82]
يتصل نور السماء بالأرض برجال الحقيقة و يتواصل النور مع الصادقين
كالشجرة النورارنية المباركة الطيبة
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ [المؤمنون : 20]
و مازال الرب يحب العبد بسبق حب الرب
فيما هو الحق
أظهرتك لي وحدي ـ النفري
--------
ما لملك خلقتك ولا لنبي صنعتك ولا على مدرجة وقفتك
ولا لملك وملكوت بنيتك ولا لعلم صنعتك
ولا للحكمة أظهرتك ولا لغيري أردتك، أظهرتك لي وحدي
فجريت بإذني وقلبتك فانقلبت على الثبت الذي شئته
والثبت سترك الأصلي وتحته ثبتت الفروع كلها،
وبدأت فأخرقت الستر وما تحته
ونصبت الأخرق ستراً بيني وبينك وإنما قلت لك أبدو لأعرفك،
إنما يبدو من يغيب ويغيب من يبدو
وأنا الدائم صفته المنزه عن بدو وغيبة،
وإنما أبديك وأخفيك وأفرشك وأطويك