منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المحبة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7397
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

المحبة Empty
مُساهمةموضوع: المحبة   المحبة Emptyالجمعة فبراير 26, 2010 8:28 am

المحبة
تفسير التسترى
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)

وقوله : { يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله والذين آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } 165 أي يحبون الأنداد كحبهم الله عزَّ وجلَّ ، فقد وصف الله تعالى شدة كفرهم وصدقهم في حال الكفر جهلاً ، ووصف محبة المؤمنين وصدقهم في الإيمان بالله تعالى حقاً ، ثم فضل المؤمنين بالمعرفة فقال : { والذين آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } 165 بمعرفتهم وسائر أسباب العبد المؤمن إلى الإقبال عليه وإقامة الذكر له ، وتلك منزلة العارفين المحبين ، إذ المحبة عطف من الله تعالى بخالصة الحق . فقيل له : ما علامة المحبة؟ قال : معانقة الطاعة ومباينة الفاقة . وقد حكي أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام : أتدري لم ألقيت عليك محبتي؟ فقال : لا يا رب . فقال : لأنك ابتغيت مسرتي . يا موسى : أنزلني منك على بال ، ولا تنس ذكري على حال ، وليكن همتك ذكري ، فإن طريقك عليّ ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)

وسئل عن قوله : { لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } 92 أي لن تبلغوا التقوى كلها حتى تحاربوا أنفسكم ، فتنفقوا بعض ما تحبون ، ولا إنفاق كإنفاق النفس في مخالفتها وطلب مرضاة الله عزَّ وجلَّ . وحكي عن عيسى عليه السلام مر بثلاثة نفر نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم ، فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الخوف من خالقنا ، والحذر من عقوبة عصياننا فقال : حق على الله أن يؤمن الخائف . قال : فجاوزهم إلى ثلاثة هم أشد نحولاً ، فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الشوق إلى ربنا . فقال : حق على الله أن يعطيكم ما رجوتم . فجاوزهم إلى ثلاثة نفر هم أشد نحولاً ، كأن وجوههم البدور ، قال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الحب قال : أنتم المقربون ثلاثاً ، فمن أحب الله تعالى فهو المقرب ، لأن من أحب شيئاً تسارع إليه ، فالمرتبة الأولى مرتبة التوابين ، والمرتبة الثانية مرتبة المشتاقين ، ثم يبلغ العبد المرتبة الثالثة ، وهي المحبة ، ألا ترون أنهم كيف اتفقوا كلهم فيمن الكل له ، وأعرضوا عن الكل إلى من له الكل؟ .
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)

قوله تعالى : { وَفَارَ التنور } 40 قال : كان تنوراً من حجارة ، وهو تنور آدم صار لنوح قد جعل الله فوران الماء منه علامة عذابه ، وجعل ينبوع عيون قلب محمد صلى الله عليه وسلم بأنوار العلوم رحمة لأمته ، إذ أكرمه الله تعالى بهذه الكرامة ، فنور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من نوره ، ونور الملكوت من نوره ، ونور الدنيا والآخرة من نوره ، فمن أراد المحبة حقيقة فليتبعه ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فاتبعوني يُحْبِبْكُمُ الله } آل عمران : 31 فجعل المحبة في اتباعه ، وجعل جزاء اتباعه محبته لعباده ، وهي أعلى الكرامة .
وقد حكي عن أبي موسى الأشعري قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل بنا حتى نصبنا وجهه كأنه يريد أن يخبرنا ، ثم سجد وسجدنا معه في أول النهار ، حتى كان نحو نصف من النهار ، حتى و جد بعضنا طعم التراب في أنفه ، حتى قال بعضنا لبعض : قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم رفع رأسه فقال : « الله أكبر » فقلنا : الله أكبر . فقال له قائل : يا رسول الله ، لقد ظننا أنك مت ، ولو كان ذلك ما بالينا أن تقع السماء على الأرض . فقال : « أتاني حبيبي جبريل صلوات الله عليه ، فقال لي : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ، ويخيرك بين أن يدخل ثلث أمتك الجنة ، وبين الشفاعة ، فلما طمعت في الثلث اخترت الشفاعة ، فارتفع ونصبتكم وجهي أريد أن أخبركم ، فأتاني فقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ، ويخيرك بين أن يدخل ثلثي أمتك الجنة ، وبين الشفاعة ، فلما طمعت في الثلثين اخترت الشفاعة ، فارتفع ونصبتكم وجهي أريد أن أخبركم ، ثم أتاني فقال لي : يا محمد ، إن ربك قد شفعك في الثلثين ، ولم يجبك في الثلث ، فسجدت شكراً لله تعالى فيما أعطاني »
وقال سهل : انتهت همم العارفين إلى الحجب ، فوقفت مطرقة ، فأذن لها بالدخول ، فدخلت فسلمت ، فخلع عليها خلع التأييد ، وكتب لها من الرقع براءات ، وأن همم الأنبياء صلوات الله عليهم جالت حول العرش ، فألبست الأنوار ، ورفع منها الأقدار ، واتصلت بالجبار فأفنى حظوظها ، وأسقط مرادها ، وجعلها متصرفة به له . وقال : آخر درجات الصديقين أول أحوال للأنبياء صلوات الله عليهم ، وإن صلى الله عليه وسلم عبد الله تعالى بجميع أحوال الأنبياء ، وليس في الجنة ورقة من أوراق الأشجار إلا ومكتوب عليها محمد صلى الله عليه وسلم ، به ابتدأ الأشياء وبه ختمها ، فسماه خاتم النبيين .

قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)

قوله : { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السماوات والأرض الغيب إِلاَّ الله } 65 قال : أخفى غيبه عن المخلوقين بجبروته ، ولم يطلع عليه أحداً ، لئلا يأمن أحد من عبيده مكره ، فلا يعلم أحد ما سبق له منه ، فيكون همهم في إبهام العواقب ومجاري السوابق ، لئلا يدعو ما لا يليق بهم من أنواع الدعاوى في المحبة والمعرفة وغير ذلك . قال : كان مائة ألف صديق ظاهرين للخلق ، حتى كان لا يسمع أصوات الميازيب بيت المقدس من المجتهدين بالميل ، فلما ظهر شيئان ، سألوا الله تعالى فأماتهم دعوى الحب ودعوى التوكل . فقيل له في القول قول الحارث حيث قال : سهرت ليلي وأظمأت نهاري . فقال : يعني لا حاجة لي إلى الكشف ، لأنه حظ الكفار في الدنيا ، فأنا لا أشاركهم في حظهم ، فلذلك قلت : أنا مؤمن . قيل له : قوم يقولون مثل ما قال الحارث ، فقال : دعواهم باطلة ، وكيف تصح لهم الدعوى ، ولم يدع ذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، وكانت شعرة في صدرهما أفضل من الحارث ، وإنما قال ذلك الحارث رضي الله عنه لا بنفسه ، وإنما أظهر الله ذلك فتنة لمن بعده من المدعين ، فكيف يصح لهؤلاء أن يدعوا ذلك لأنفسهم .

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)

قوله : { إِنَّ المسلمين والمسلمات } 35 قال : الإيمان أفضل من الإسلام ، والتقوى في الإيمان أفضل من الإيمان ، واليقين في التقوى أفضل من التقوى ، والصدق في اليقين أفضل من اليقين ، وإنما تمسكتم بالأنا فإياكم أن تنفلت من أيديكم . وقال : الإيمان بالله في القلب ثابت ، واليقين بالصدق راسخ ، فصدق العين ترك النظر إلى المحظورات ، وصدق اللسان في ترك ما لا يعني ، وصدق اليد ترك البطش للحرام ، وصدق الرجلين ترك المشي إلى الفواحش ، وحقيقة الصدق من دوام النظر فيما مضى ، وترك النظر فيما بقي ، وإن الله تعالى أعطى الصديقين من العلم ما لو نطقوا به لنفذ البحر من نطقهم ، وهم مختفون لا يظهرون للناس إلا فيما لا بد لهم منه ، حتى يخرج العبد الصالح ، فعند ذلك يظهرون ، ويعلمون العلماء من علومهم .
قوله تعالى : { والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات } 35 قال : الذاكر على الحقيقة من يعلم أن الله مشاهده فيراه بقلبه قريباً منه ، فيستحي منه ، ثم يؤثره على نفسه وعلى كل شيء من جميع أحواله . وسئل سهل مرة أخرى : ما الذكر؟ فقال : الطاعة . قيل : ما الطاعة؟ قال : الإخلاص قيل : ما الإخلاص؟ قال : المشاهدة . قيل : ما المشاهدة؟ قال : العبودية . قيل : ما العبودية؟ قال : الرضا . قيل : ما الرضا؟ قال : الافتقار . قيل : ما الافتقار؟ قال : التضرع والالتجاء سلم سلم إلى الممات . وقال ابن سالم : الذكر ثلاث : ذكر باللسان فذاك الحسنة بعشر ، وذكر بالقلب فذاك الحسنة بسبعمائة ، وذكر لا يوزن ثوابه وهو الامتلاء من المحبة .

إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)

قوله تعالى : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } 1 قال : يعني أسرار العلوم في قلبك حتى ظهر عليك آثارها ، وهي من أعلام المحبة وتمام النعمة .

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19)

قوله تعالى : { مَرَجَ البحرين يَلْتَقِيَانِ } 19 قال : أحد البحرين القلب ، فيه أنواع الجواهر : جوهر الإيمان وجوهر المعرفة وجوهر التوحيد وجوهر الرضى وجوهر المحبة وجوهر الشوق وجوهر الحزن وجوهر الفقر وغيرها؛ والبحر الآخر النفس .

نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)

قوله تعالى : { نَارُ الله الموقدة } 6 أي لا تخمد بأكل الجلد واللحم ، حتى يخلص حرها إلى القلوب . والنيران أربعة : نار الشهوة ونار الشقاوة ونار القطيعة ونار المحبة . فنار الشهوة تحرق الطاعات ، ونار الشقاوة تحرق التوحيد ، ونار القطيعة تحرق القلوب ، ونار المحبة تحرق النيران كلها .
ولقد حكي أن علي بن الحسين رضي الله عنه دخل مغارة مع أصحاب له ، فرأى امرأة في المغارة وحدها ، فقال لها : من أنت؟ قالت : أمة من إماء الله ، إليك عني لا يذهب الحب . فقال لها علي رضي الله عنه : وما الحب؟ قال : أخفى من أن يرى ، وأبين من أن يخفى ، كمونه في الحشاء ككمون النار في الحجر ، إن قدحته أورى وإن تركته توارى ، ثم أنشأت تقول :
من البسيط
إنَّ المحبينَ في شغلٍ لسيِّدهم ... كَفِتيَة الكهفِ لا يدرون كم لبثوا

لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)

وسئل عن قوله : { لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } 92 أي لن تبلغوا التقوى كلها حتى تحاربوا أنفسكم ، فتنفقوا بعض ما تحبون ، ولا إنفاق كإنفاق النفس في مخالفتها وطلب مرضاة الله عزَّ وجلَّ . وحكي عن عيسى عليه السلام مر بثلاثة نفر نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم ، فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الخوف من خالقنا ، والحذر من عقوبة عصياننا فقال : حق على الله أن يؤمن الخائف . قال : فجاوزهم إلى ثلاثة هم أشد نحولاً ، فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الشوق إلى ربنا . فقال : حق على الله أن يعطيكم ما رجوتم . فجاوزهم إلى ثلاثة نفر هم أشد نحولاً ، كأن وجوههم البدور ، قال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الحب قال : أنتم المقربون ثلاثاً ، فمن أحب الله تعالى فهو المقرب ، لأن من أحب شيئاً تسارع إليه ، فالمرتبة الأولى مرتبة التوابين ، والمرتبة الثانية مرتبة المشتاقين ، ثم يبلغ العبد المرتبة الثالثة ، وهي المحبة ، ألا ترون أنهم كيف اتفقوا كلهم فيمن الكل له ، وأعرضوا عن الكل إلى من له الكل؟ .
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)

قوله تعالى : { أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب } 28 قال : الذكر من العلم السكون ، والذكر من العقل الطمأنينة . قيل : وكيف ذاك؟ قال : إذا كان العبد في طاعة الله فهو الذاكر ، فإذا خطر بباله شيء فهو القاطع ، وإذا كان في فعل نفسه فحضر بقلبه ما يدله على الذكر والطاعة فهو موضع العقل . ثم قال : كل من ادعى الذكر فهو على وجهين : قوم لم يفارقهم خوف الله عزَّ وجلَّ ، مع ما وجدوا في قلوبهم من الحب والنشاط ، فهم على حقيقة من الذكر ، وهم لله والآخرة والعلم والسنة . وقوم ادعوا النشاط والفرح والسرور في جميع الأحوال ، فهم للعدو والدنيا والجهل والبدعة ، وهم شر الخلق
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)

قوله : { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السماوات والأرض الغيب إِلاَّ الله } 65 قال : أخفى غيبه عن المخلوقين بجبروته ، ولم يطلع عليه أحداً ، لئلا يأمن أحد من عبيده مكره ، فلا يعلم أحد ما سبق له منه ، فيكون همهم في إبهام العواقب ومجاري السوابق ، لئلا يدعو ما لا يليق بهم من أنواع الدعاوى في المحبة والمعرفة وغير ذلك . قال : كان مائة ألف صديق ظاهرين للخلق ، حتى كان لا يسمع أصوات الميازيب بيت المقدس من المجتهدين بالميل ، فلما ظهر شيئان ، سألوا الله تعالى فأماتهم دعوى الحب ودعوى التوكل . فقيل له في القول قول الحارث حيث قال : سهرت ليلي وأظمأت نهاري . فقال : يعني لا حاجة لي إلى الكشف ، لأنه حظ الكفار في الدنيا ، فأنا لا أشاركهم في حظهم ، فلذلك قلت : أنا مؤمن . قيل له : قوم يقولون مثل ما قال الحارث ، فقال : دعواهم باطلة ، وكيف تصح لهم الدعوى ، ولم يدع ذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، وكانت شعرة في صدرهما أفضل من الحارث ، وإنما قال ذلك الحارث رضي الله عنه لا بنفسه ، وإنما أظهر الله ذلك فتنة لمن بعده من المدعين ، فكيف يصح لهؤلاء أن يدعوا ذلك لأنفسهم .
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)

قوله تعالى : { وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } 9 قال : يعني مجاعة وفقراً . تقول العرب : فلان مخصوص إذا كان فقيراً ، فيؤثرون رضا الله على هواهم ، والإيثار شاهد الحب .
وقد حكي عن وهيب بن الورد أنه قال : يقول الله تعالى : « وعزتي وعظمتي وجلالي ، ما من عبد آثر هواي على هواه إلا قللت همومه وجمعت عليه ضيعته ، ونزعت الفقر من قلبه ، وجعلت الغنى بين عينيه ، واتجرت له من وراء كل تاجر . وعزتي وجلالي ، ما من عبد آثر هواه على هواي إلا كثرت همومه ، وفرقت عليه ضيعته ، ونزعت الغنى من قلبه ، وجعلت الفقر بين عينيه ، ثم لا أبالي في أي واد هلك » .
قوله تعالى : { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فأولئك هُمُ المفلحون } 9 قال : أي ومن يوق حرص نفسه وبخلها على شيء هو غير الله وغير ذكره ، فأولئك هم الباقون مع الله حياة طيبة بحياة طيبة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
شمس الدين2015




عدد الرسائل : 9
تاريخ التسجيل : 25/03/2015

المحبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المحبة   المحبة Emptyالخميس مارس 26, 2015 4:27 pm

4444 4444 4444 4444
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المحبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: تأويل آية-
انتقل الى: