*
مخاطبة 18
يا عبد أجبت كل من يدعوك لا تجيبني ولا تعرف كيف تجيبني.
يا عبد من لا يعرف جوابي كيف يعرف خطابي ومن لا يعرف خطابي كيف يظفر بحسن ثوابي.
يا عبد من لا يكون من أهل ثوابي كيف أنجيه غداً من عذابي.
يا عبد من كان من أهل عقابي كيف ينكشف عن قلبه حجابي.
يا عبد من لا ينكشف عن قلبه حجابي كيف تكون أسبابه من أسبابي فقد حقت عليه كلمة عذابي
ومن حقت عليه كلمتي جاءه الكلام بتصاريف الكلام فجعلته ناراً تتصرف فيه كما يتصرف في الكلام.
يا عبد أنا عدة الموقنين وأنا قوة الأقوياء الصادقين.
يا عبد كل مقال تعلق المعقول أو خيال ممثول فهو في ديوان العرض حسنه في الحسن وقبحه في القبيح.
يا عبد التعلق بالمعنى هو إرادته وإرادته هو قصده.
يا عبد علق بي مقالك يتعلق بي فعالك وعلق بي فعالك يدأب في عبادتي خيالك.
يا عبد لك وعليك في ديوان العرض كثر ما لك وكثر ما عليك.
يا عبد لا تأيس مني فتبرئ منك ذمتي.
يا عبد كيف تأيس مني وفي قلبك متحدثي.
يا عبد أنا كهف التائبين وإلى ملجأ الخاطئين.
يا عبد أنا السند الذي لا يسلم وأنا السيد الذي لا يظلم.
يا عبد إذا رأيتني فلا تركن إلى الأركان، وإذا سمعتني فلا تسمع إلى البيان.
*