كلام علمى عام .. له إشاراته فى كل أركان الدين ..

كلام علمى عام .. له إشاراته فى كل أركان الدين ..
فى الشهادة حينما نقول لاإله إلا الله ... فمن ضمن إشارتها فبينما نقول لإله إلا الله .. أى لاغنى إلا الله .. لاعظيم إلا الله .. لاقدوس ( طاهر) إلا الله سبحانه وتعالى عما يصفون .. لامقصود إلا هو .. لاموجود فى الحقيقة إلا هو ...نفى لكل صفات الغنى والقوة وغيرها إلا هو ..
وأيضا نفى لصفة قوتك .. نفى لصفة غناك ..بل ويصل البعض إلى نفى صفة وجوده وهى بالمعنى البسيط إنكار الذات ..فى تقديم الغيرمن الأحباب دائما على النفس .. صعود من مفهوم لى مفهو أرقى ..وتعالى مستمر فى التصور بعيدا عن ارتباطات الإسم بالمجسمات أو الأشياء ..فحينما أسأل الغنى فى الدعاء يتبادر الذهن إلى المال مثلا .. وحينما نقول الخالق تتبادر المخلوقات .. صورفى الخيال مختزنة .. ولكن حينما نذكر القدوس تتغير المسألة وتتعالى من الوجود .. إلى الواجد .. من الأحياء إلى الحى
أو كما قال سيدى عبد الكريم الجيلى مانحن إلا كالكتابة فى الهواء
وفى الصلاة تكبيرة الإحرام إشارتها ..أن الله أكبر من كل شيىء ..أكبر من كل مخلوق .. وهى انفصال عن كل شيىء .. وتجرد من كل أمور الدنيا .. وتوقف عن أفعال الدنيا فلا طعام ولامال ولاملبس ..موت عن كل ذلك..وفصل عن كل شيىء .. توجه للواحد .. هجرة .. غربة بين الأهل والدنيا .. مع الله .. كما كان حال سيدنا الحسن ابن على حينما يقبل على صلاته
لن يكون فى درجة خير منك عند الله من كانت سيارته أكبر من سيارتك أو عيونه أجمل من عيونك .. أو مرتبه أكبر من مرتبك .. وإنما الدرجات بالأعمال الصالحات .. و هى لشيىء وقر فى القلب وصدقه العمل وهو الإيمان إو الإحسان وأوله العبادة فى المراقبة وهى الأساس فى الطريق إلى الله فمنن لايراقب نفسه فى الله لم يدخل إلى طريق الله بعد .. ومن لم يترقب الحبيب ليس يعرف الحب .. الحب ترقب ومراقبة مستمرة .. ملاحظة للمحبوب .. تقييم ومراجعة دائما للنفس .. ليس إصرار أو تشبث بالنفس أو الرأى ولابإسم العزة والكرامة ..
أخلاق وصال .. ومودة .. جمع .. إتحاد ..إهتمام بالحبيب .. شوق لا يبدد ..سفر بغير نهاية .. وقت سعادو وسرور تتمنى ألاينتهى .. شهود فى حضرة أبدية
كذلك الصيام إشارته تدريب النفس على هذا الموت فى الحقيقة .. وليس فقط مجرد إحساس الأغنياء بالفقراء كما يقولون .. وإلا ماكان الامتناع عن الشراب والطعام فقط .. ولكنه موت البدن أو وفاة الجسد أو انتقال الجسم من الدنيا للآخرة .. لذلك وجدنا الصالحين يصومون دائما
والحج من إشارته فى التجرد من الملابس إلى ارتداء البياض بغير خياط .. كارتداء الكفن والإحرام تحريم كل ماكان من أمر الدنيا .. ثم عودة للطفولة بلبس أبيض كيوم ولدته أمه .. للبرزخ ومنه للآخرة .. للبئر ومنه البحر ومنه إلى المحيط .. ومنه إلى الماء الحى برمز زمزم .. وتحت العرش .. فيقول سيدى أبو الحسن الشاذلى عن سيدى ياقوت إن قلبه معلق بالعرش أى رمز الحج الدائم .. ومن أحوال ذلك الشهود .. يعنى شهود الأفعال من الله .. وتلك إشارة كبيرة تستغرق كل شيىء لمن أراد أن يجرب
هذه الإشارات كلها نصنعها بفرح وببهجة .. بسعادة الدخول فى الحضرة .. والخروج عن النفس والدنيا ..
ولكن كيف يستمر معك صفاء هذه الحضرة ولاينقطع عنك بعد انتهائها .. ؟
أقول لك إن تجهيز نفسك قبل الحضرة هو الأساس لو تجهزت للحضرة قبلها بنصف ساعة مثلا .. سيبقى صفاء الحضرة فى نفسك بعدها نصف ساعة أيضا..
لو تجهزت لها قبلها بيوم سيكون لك صفاء يوم ..
لو تجهزت للحضرة بعمل صالح مقداره 50 س سيحتوى صفائك كذلك على 50 س .. وهذا ما نقول عنه دائما " الآنية" على قدر تمليتك على قدر شربك ..
ثم المرحلة الثانية على قدر حفاظك على هذا الصفاء سيستمر معك .. فيما تنفق هذا الصفاء .. هل ستنفقه بسهولة .. هناك من يستهلك قوته سريعا باستهتار ثم يبدأ فى الحاجة والسؤال .. وهل تتخلى عن صفائك بسهوله لمجرد كلمة سمعتها فأغضبتك أو حاجة طلبتها فتأخرت .. إحرص عل صفائك حرصك على حياتك ..أو على الأقل حرصك على صحتك فهذه صحة روحك
من أحوال هذا الصفاء الروحى وعلاماته فى النفس السكون والسلام والهدوء والسكينة والسعادة من آثارة الفكر والذكر وكل أعمال الإيمان
كل ماسبق هو مانختصره حين يقول السادة "إن عبور مرحلة القبريكون بالنفس المطمئنة "
aaa