الإصطفاء
في اللغة
" اصطفاه : اختاره وفضَّله " .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (15) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : ثُمَّ أَوْرَثْنا الْكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ محمد بن عبد الجبار النفري
يقول : " الاصطفاء : هو نعت من نعوت الإئتمان " .
الإمام القشيري
يقول : " الاصطفاء : هو الاصطفاء في سابق العلم " .
الشيخ أبو الحسن الهجويري
يقول : " الاصطفاء :
هو إفراغ القلب من كل شيء عدا البحث عن الكمال ، فنتخيل أن الجسم فارغ وأن كل الأفكار قد غابت عنه للحظة ، فانسابت إليه الأفكار الحقيقية " .
الدكتور عبد المنعم الحفني
يقول : " الإصطفاء :
هو أن يجعل الله تعالى قلب العبد فارغاً لمعرفته حتى تبسط معرفته الصفاء في قلبه
، وتتساوى في هذه الدرجة خواص المؤمنين وعامتهم من عاص ومطيع وولي ونبي ...
لقوله تعالى : ثُمَّ أَوْرَثْنا الْكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ " .
يقول الشيخ السراج الطوسي :
" الاصطفاء على وجهين :
اصطفاء الأنبياء عليهم السلام بالعصمة والتأييد والوحي وتبليغ الرسالة .
ولسائرهم من المؤمنين الاصطفاء بصفاء المعاملة وحسن المجاهدة والتعلق بالحقائق والمنازلة " .
يقول الشيخ ولي الله الدهلوي :
" إذا اصطفى الله عبداً واصطنعه لنفسه ، فأول ما يفعل به أنه يجذبه إليه مرتبة بعد مرتبة حتى يصل إلى التجلي الذاتي
ويتحقق له الفناء ثم البقاء كما أصطلح عليه جمهور الأولياء .
ثم أن له وصولاً آخر وهو كونه الجهة التي هو عليها أزلاً وأبداً ، فلا يكون له علم سواه ولا كرامة غيره " .
الفرق بين الاصطفاء والمحبة والخلة
يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
" الاصطفاء أعم من المحبة والخلة ، فيشتمل الأنبياء كلهم لأنهم خيرة الله وصفوته وتتفاضل فيه مراتبهم
كما قال تعالى : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ . فأخص المراتب هو المحبة المشار إليها بقوله :
وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ . فلذلك كان أفضلهم حبيب الله محمداً ، ثم الخلة التي هي صفة إبراهيم {عليه السلام}
وأعمها الصفاء الذي هو صفة آدم صفي الله {عليه السلام} " .
صفي الله - أصفياء الله
" أولاً : بمعنى الرسول
الشيخ أبو عبد الله الجزولي
يقول : " صفي الله : سمي بهذا الاسم : لأن الله اصطفاه واختاره لمزيد القرب من بين سائر الخلق " .
" ثانياً : بالمعنى العام
الإمام محمد الباقر {عليه السلام}
أصفياء الله : هم الذين يحبون في الله ، ويبغضون في الله ، ويعطون في الله ، ويمنعون في الله .
الشيخ الحكيم الترمذي
يقول : " الأصفياء : هم أهل البناء واليقظة " .
الشيخ يحيى بن معاذ الرازي
يقول : " الأصفياء : هم رهائن كرم الله تعالى " .
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" من تصفى من صفات ناسوته رقى إلى صفات لاهوته .
يقول الشيخ يوسف بن الحسين الرازي :
الصفوة : هم الصوفية ، صفوة الأمة المحمدية ، وهم وديعة الله الذين أخفاهم عن خلقه .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " الصفوة : هم المتحققون بالصفاء عن كدر الغيرية " .
عامة الصفوة
الدكتور عبد المنعم الحفني
وعامة الصفوة : هم المؤمنين .
أما خاصة الصفوة : فهم الأئمة الحافظين للحدود ، القائمين على أمر الدين ، والداعين له "
.
وأما خاصة خاصة الصفوة : هم المقتدون برسول الله ، وعلى سنته وآدابه واخلاقه وأفعاله وأحواله وحقائقه
وهم المعنيون بقوله تعالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللَّهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ " .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " صفوة أهل الله : هم الصفوة على اختلاف مقاماتهم " .
أما صفوة الصفاء : فهم أهل الأفق الأعلى ، الذي هو مقام أحدية الجمع ومقام أو أدنى " .
يقول الشيخ الجنيد البغدادي :
صفوة العباد : هم خلصاء الله ـ عز وجل ـ من خلقه ، انتخبهم للولاية ، واستخلصهم للكرامة ، وأفردهم به له
جعل أجسامهم دنيوية ، وأرواحهم نورانية ، وأوهامهم روحانية ، وأفهامهم عرشية ، وعقولهم حجبية
جعل أوطان أرواحهم غيبية في مغيب الغيب ، جعل لهم تسرحاً في غوامض غيوب الملكوت ، ليس لهم مأوى إلا إليه ، ولا مستقر إلا عنده .
المصطفى
الشيخ أبو عبد الله الجزولي
يقول : " المصطفى : هو المختار المستخلص ... وهو مصطفى الله تعالى ومختاره ومستخلصه من خلقه ، وهو صفوة الخلق وخيرتهم عنده .
وقيل : معناه المختار لغاية القرب ، فسمي بما ناسب منزلته عند ربه ، لأن لاصطفائية عبارة عن غاية القرب " .
_________________
وإذا غلا شيء علي تركته .. فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
إبراهيم بن أدهــــم