1
“علاء الدين
يا من بك الدين يعلو ويسمو
قل لي :
بما همست لمصباحك حتى انطلق مارده
وأية لمسة سحرية هي لمستك
جعلت العالم طوع أمرك وملك يمينك *
سيدي .. يا علاء الدين
لا قصور لديك .. ولا كنوز
لا لؤلؤ .. ولا مرجان
ولا حور حسان
وأنت الذي بكلمة واحدة ..
يصبح كل شيء رهن أمرك ” *
علاء الدين الغارق في سكينته
ابتسم
ولم يجب
بل لملم الدخان
وأعاد مارده لداخل المصباح
في حنان *
ما أشد غفلتي
كنت أسأل
وأنتظر جواباً كما أشتهي
بينما سكينته تعجز البيان *
****
2
تلعب النفس معنا عبر رحلة الحياة
لعبتها الطريفة :
” املأ الفراغات التالية بالكلمة المناسبة ”
ونحن بجدّ .. وجدّنا هزل
نستعرض قاموس الرغبات
كلمة .. كلمة
رغبة .. رغبة :
المال
الجنس
السلطة
الشهرة
الـ …..
…….
……
ويمضي العمر
سريعاً يمرّ
كاشتعال عود ثقاب
فلا نحن نجد الكلمة المناسبة
ولا الفراغات تمتلئ
بل تزداد اتساعا وعمقا
رغم أن الكلمة المناسبة
بسيطة ولا متناهية
كهذا الوجود
****
3
جاء و جاء
ما أكثر ما جاء .. وما أندر ما عرفناه
دق بابنا .. يطلب رغيف خبز
لم نعطه سؤله
فقد كان يرتدي بذلة أنيقة وربطة عنق
ثم عاد ودق بابنا
بثياب متسخة
لم ندخله
خشينا على أثاثنا النظيف
من وحل نعليه
ثم عاد وجاء
قال : أنا هو
فاستكبرنا وقلنا هات الدليل
ثم عاد وجاء
استنصَرنا ضد شيعتنا
لم ننصره
فذاك عكس ما تعودناه
ثم عاد وجاء
بصقنا في وجهه
لما عرّى ادعاءنا وكذبنا
ولم يكترث لجعجعة كلماتنا
ثم عاد وجاء
ما ملّ مرة المجيء
غيّر أثوابه
قلنا له في لجاجة :
” لو خرجت من جلدك لم نعرفك ”
أيقظنا .. كي لا تقوم الحجة علينا
ونسقط في الامتحان
لكننا كنا غارقين في خدر وهم انتظاره
في غنائيات الحب
ورسم صورة تناسب بناءنا الداخلي
أقول الصدق :
لقد مرّ بنا جميعاً
فأنكرناه
****
4
ذات يوم
رمى صياد صنارته في مائين متباينين
قائلاً :
لقد ” سرق ” أحدهم إحدى قصائدك
ونشرها باسمه في أحد مواقع الانترنيت
الأول : أي شعور بالنقص هذا , وأية دونية .
يريد أن يتسلق سلم الشهرة على أكتاف غيره .
الثاني : هدئ من روعك
وانظر للأمر من زاوية مختلفة
ألا ترى أنه خدمني دون أن يدري
لقد ساعد على انتشار فكرة القصيدة
لما رأى تهاوني في ذلك
وهذا كل المراد .
وفي اليوم التالي :
- هل لاحظت
هناك من يقلد أسلوبك في الكتابة
الأول : لو كان موهوباً فعلاً لم يقلدني
يدعون الموهبة وهي منهم براء
الثاني : كم أسعدتني !!!
لو لم يعجبه الأسلوب ما اختاره
في يوم آخر :
- يقولون أنك متطفل على عالم الأدب
الأول : يا للعجب
وهل يظنون حقاً أن ما يكتبونه أدباً
الثاني : ربما أكون …
ولكن ألا تتسع مائدتهم , وكرم ضيافتهم .. لطفيلي مثلي ؟!
وفي اليوم الأخير :
- ويقال أن …
الأول : قبل أن تتابع اسمح لي أن أشكرك
لولاك يا صديقي
كيف كنت سأعرف هذه النفوس المريضة الحسودة
الثاني : ما رأيك أن تكف عن الصيد بي
لأن طعمك خلّب كشفته سمكاتي ..
ولن تعلق بصنارتك أبداً
ونصيحة لوجه الله
اقلع عن حرفة الصيد من أساسها
لأنها لن تعود عليك إلا بالخسارة
*****
5
إذاً .. هل نبتدئ من أول السطر
لعل خطأنا منذ البدء
أننا لم نتقن استخدام علامات الترقيم في قصة حبنا.
كنت أحتاج أن أرى إشارة تعجب
ترتسم على شفتيك وترقص طرباً عند كل لقاء
كأنك تكتشف الحب لأول مرة
وكنت تحتاج أن ترى إشارة استفهام في عيني
حين تكون حزيناً أو منهكاً
تكفي لمواساتك وإشعارك أني أتألم لألمك
وكلانا كان عليه أن يتعلم
كيف تنهي نقطة .. خلافاً بيننا
أو كيف تجذب نقطتان فوق بعضهما
الأذن للاستماع للآخر
وكيف تمنح الفواصل
دفقاً وتجديداً لقصة تحاول الرتابة النيل منها.
إذاً .. هل نبتدئ اليوم فصلاً آخر
بجمل مترابطة مع إشارات الترقيم
ومن أول السطر
****
6
أنا الناي
قصبة كنت على كتف النهر لقرون
أجوفاً تصفر بي الريح
في رواحها والإياب
مرّ بي سيدي ذات يوم
من منبتي اقتلعني
وسبع ثقوب أحدث في وجهي
ثم وضع فمه على فمي
وقبّلني قبلة الحياة
نفخة الروح صارت أنغاماً علوية لا متناهية
أنا الناي
هذي أنغامي تنبي عن العازف الفنان
بسبع نوافذ دائرية
في وجهي
فاتحة كتابي
آخذة واهبة
بلا وقف .
من زفرته المقدسة
نطق لساني
ليدلّ عليه
اسمعني
تسمعه
أنا الناي
أنا الناي
****
7
قال :
لكأني حبة طلّ على امتداد صفحة اخضرارك
أتكور في حضنك
متعلقاً بك تعلق الطفل بثدي أمه
قالت وفي العينين فرح مشوب بالحزن :
بعد قليل
وحين تنهض الشمس من رقادها
تسرح شعرها وتجدله ضفائراً ضفائرا
وحين ترسل لك إحداها لتتعلق بها
هل لك أن تقول لا
وحين يأتي الخريف ليلوي عنقي
ثم يسقطني باهتة في الظل كأني لم أكن
هل لي أن أعترض أو أسأله مهلة
لأحبك أكثر
ولكن لا تحزن
فعما قريب نعود
في دورة جديدة
فتذكر ملامح روحي جيداً
أيها الندي
كي لا أضيع منك من جديد
في زئبقية الصور
************