لا أعتقد فساد العالم سينتهي
أو ان الشر سينتهي فجأة
و يجلس العالم حول مائدة مستديرة
و يخلص اصحاب المذاهب المتقاتلة
الي التوحيد البسيط و الذي لا يتجاوز ايمان عامة عمر
من تجاوزوا الفقر و الشكاية
الذين أظنهم تعدوا علماءنا و اساتذة تفرقنا و تشتتنا
و حتي ابناء الطريقة الواحدة
او أن المرء نفسه مع نفسه يحسم نقائصة الوجودية ابتداءا
و الحجبية المتعددة التي تحجب الرؤية
فلا يمكن التعويل علي كل ما ينتج عن فساد العالم
و لوجود الكمال كمبدأ للرؤية والعالم مقيد
و ما بان الحق الا لمن تعدي العالم كاللاعودة
فلا عطاء يشمل الروح بدون تعدي النفس و الأفقي عموما
الي الضوئيات و هي وضوء المؤمن
الذي اشارت اليه السيدة نفيسة في قولها
رحم الله الشافعي كان يحسن الوضوء
و الوضوء طهارة الجسد من متعلقات التراب
و صور ذلك بالوقوف مع العالم موقف صومي
أو نفضه تيمما و تيمنا بالتراب منتهاها و منتهانا
نفض كل شئ
او العودة لحضرة الماء المومية النافية
فمن لم يجد الحضرة المومية
و هي الحضرة النافية لكل الوهية علي الخلق من دون الرحمن
بل و علي التراب
للآمنين المحسنين الشاهدين و المشاهدين
و هم اهل التحقيق لا ينظرون العالم اصلا
قلوبهم كأفئدة الطير يجدون نفس الرحمن
من باب القرب اليمني
سفن النجاة و مصابيح ظلماتنا
نجوم سماء العقل التي يبدأ منها الروح بارقا
تتنزل عليهم الملائكة لتأخذهم تلقاء مدين الي طور التجلي
و الأرض المشرقة و نار الهدي
و مشاهد القرب و المجالسة و المؤانسة و الحب
بل و عشق سكاري الذات
تأخذ عقلهم انهار خمر معارفهم و مشاهداتهم الجارية جدا
و هم لا يلتفتون الي فساد العالم و نقصه فهم عارفوه
و يكادون يقرؤنه من بين صفحات الغيب و الواح الأكوان
لكنهم في حضرة أمره غافلين عما سواه
ناظرين ناضرين لوجه الحق