الجَنَّـة
فى طبقات الصوفية
عبد الرحمن السلمى
عَن حازم بن حرملة الغِفَاري، صاحبِ رسولِ اللهِ، صَلّى اللهُ عليه و سلم، قال: (مَرَرْتُ يَوْمًا فَرَآنِي رَسُولُ اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ. فَقَالَ: يَا حَازِمُ! أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: " لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ " فَإنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ).
***
الإمام على كرم الله وجهه يقولُ: " يا أيُّها الناسُ! انتم تُحبون ثلاثةً، وليستْ هى لكم:تحبون النَّفْسِ، وهى لله؛ وتُحبون الرُّوحَ، والرُّوحُ لله؛ وتُحبون المالَ، والمالُ للوَرَثة وتطلبون اثنين، ولا تجدونهما الفَرَجُ والراحةُ؛ وهما فى الجنَّة " .
***
عن ابن عباس: قال:(تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ هَذِهِ الآيَةَ:(رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إلَيْكَ). فَقَالَ: قَالَ يَامُوسَى! إنَّهُ لاَ يَرانِي حَيُّ إلاَّ مَاتَ، وَ لاَ يَابِسٌ إلاَّ تَدَهْدَهَ، وَ لاَ رَطْبٌ إلاَّ تَفَرَّقَ. وَ إنَّمَا يَرانِي أَهْلُ الجَنَّةِ الذِينَ لاَ تَمُوتُ أَعْيُنُهُمْ، وَ لاَ تَبْلَى أَجْسَادُهُمْ).
***
وقال شقيقٌ: " مَن دَارَ حولَ العُلُوِّ، فإِنما يدورُ حولَ النَّارِ. ومن دارَ حَوْل الشهواتِ، فإِنه يدورُ بِدَرجاتهِ في الجنةِ ليَاْكُلَها، ويُنقْصَها في الدُّنيا " .
***
وقال أبو يزيد: " الجنَّةُ لا خَطَر لها عندَ أَهْلِ المَحَبَّةِ. وأَهْلُ المحبَّة مَحْجوبون بمحبَّتِهِمْ " .
***
قال أبو سليمانَ: " لكل شيءٍ مَهْرٌ، و مَهْر الجنة تركَ الدنيا بما فيها "
***
،قال معروفٌ: " طلبُ الجَنَّةِ بِلا عَمَلٍ،ذنبُ من الذُّنوبِ. وانتظارُ الشَّفَاعَةِ بِلا سَبَبٍ نَوْعٌ من الغُرور. وارْتجِاءُ رحمةِ من لا يُطاعُ، جَهْلٌ وحُمْقٌ " .
***
قال حاتم: " من ادَّعى ثلاثاً بغير ثلاثٍ فهو كذَّاب: من ادعى حبَّ اللهِ، من غير وَرَعٍ عن محارمه، فهو كذاب.
ومن ادعى حُبَّ الجنة، من غير انفاقِ ماله، فهو كذاب.
***
سمعت عُبَيْدَ اللهِ بنَ محمد بن مْحَمَّد بن حَمْدَانَ يقول:سمعت يحيى بن معاذ الرازى، يقول: الدنيا دارُ أَشْغالٍ، والآخرةُ دار أَهْوَال. ولا يزالُ العبْدُ بين الأهْوَال والأشْغال، حتى يستَقِرَّ به القرارُ؛ إما إلى الجَنَّةِ وإما إلى النَّار "
***
قال أبو الحسن: ((أهل المحبة - فى لهيب شوقهم إلى محبوبهم - يتنعمون فى ذلك اللهيب، أحسن مما يتنعم أهل الجنة، فيما أُهلوا له من النعيم.)).
***
قال أبو حمزة، لبعض أصحابه: ((خف سطوة العدل، وارج رأفة الفضل؛ ولا تأمن من مكره، وإن أنزلك الجنان؛ ففى الجنة وقع لأبيك ما وقع .)).
***
ابرهيم بن شيبان، يقول: (( عوض الله المؤمنين - فى الدنيا - مما لهم، فى الآخرة، بشيئين: عوضهم عن الجنة بالجلوس فى المساجد؛ وعوضهم عن النظر إلى وجهه تعالى النظر إلى إخوانهم من المؤمنين)).
***
عن ابن عمر، رضى اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه، صلى اللذه عليه وسلم: (لو أذن اللّه لأهل الجنة فى التجارة، لاتجروا بالبزِّ والعطر)
***
ابا سعيد الأعرابى، يقول: ((إن اللّه تعالى طيب الدنيا للعارفين بالخروج منها، وطيب الجنة لاهلها بالخلود فيها. فلو قيل للعارف: إنك تبقى فى الدنيا، لمات كمدا؛ ولو قيل لاهل الجنة إنكم تخرجون منها، لماتو كمدا. فطابت الدنيا بذكر الخروج منها. وطابت الجنة بذكر الخلود فيها))
***
الشيخ ابا الحسن الحصرى يقول
((لاأحد أقل قدراً ممن يشتغل بالفضائل، فيقدم ذا، ويؤخر ذا. فى الدنيا يكون ناساً مع ناس؛ وفى الآخرة: (ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم) من المطاعم والمشارب، الجنة لعلنا إذا نجونا منها، ومن طالبها، تفرغنا من مشاهدة من اكرمنا بمعرفته. بل لو عرفناه، ما شاهدنا سواه)).