farajmatari
عدد الرسائل : 1 تاريخ التسجيل : 10/05/2010
| موضوع: تحياتي لكل مجدلية علي هذة المعمورة الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 7:46 pm | |
| مريم المجدليةَ تقوم من بين الأموات المجدليّة التي آمنت ولم تر. المجدليّة التي أتت مسيحها مسلِمةً، كما أتت بلقيسُ سليمانَها، يقودها العشقُ إليه لما رأت ذاتَ عرشها عنده. تاركةً عبادة "الشّمس - النّفس"، لتعبدَ ما يعبدُ الحبيب. عشقٌ حرّرها ليجعلَها ترى الأشياءَ بعينيها لا بعيون الغير. وتستنشقُ الأنفاسَ بأنفها لا بأنف سواها. وتتلمّسُ الوجودَ بيديها، ساعيةً بقدميها إلى توحيد ذاتها، في دربِ إخلاصها لكينونتها. مسدلة بينها وبين مفاهيمِ الغير حجابا. ملقية عن كاهلها حملَ الحطب، وخالعةً أثواب التقليد والموروث الكثيفة الثقيلة. غرقتْ الزائرةُ العابرةُ في نورانيّة الحضور، وتلاشى الإحساسُ بالزمان والمكان عندها شيئًا فشيئًا، حتى إذا ما امتلأت محبةً ورحمةً ونعمةً، وشعورًا بأنها الوجود اللا محدود، لفّتها تلك الغبطةُ التي تمنحُها الاستنارةُ لعشّاقها، وتلاشى الفرقُ بين الأنا والأنت والهو، حيث لا هو إلا هو. رأت مريمَ المطوّبةَ منذ الأزلِ إلى الأبد. المكرّمةَ بأن تكون المرأةَ الوحيدةَ التي يُذكر اسمُها في القرآن، بنسب المسيح إليها. مريمَ - الرحم الذي ضمّ إنسانًا كان تجسيدًا خاصًا للرحمن. مريمَ الكوكب الدريّ .. وقارورة الطيبِ التي أحالت الدمَ حليبًا. وسمعت ترنيمةً سماويّة تلفّ أرجاء الكنيسة وتحملها معها إلى أعلى علييّن: مريمُ أيتها الروحُ الإلهيّة يا حبيبةَ الغيبِ وجميلةَ الله أيتها المنذورةُ المحرّرةُ مذ كنت في رحم أمك يا المُعاذة وذريّتك من الشيطانِ الرجيم يا العذراءُ يا طاهرةً مطهّرة يا مصطفاة من قبل ومن بعد أيتها النفسُ اللوامةُ البالغةُ ها قد صرت مستعدةً للإخصاب ما دمت قد انتبذتِ من أهلك مكانًا شرقيا حيث للشمسِ طلوع مسدلةً دون أفكارهم ومفاهيمهم حجابا ليتنزّل عليك في محرابِ صدقك يا صدِّيقة رزقًا بغير واسطة ولا حساب فإن كان الرجالُ محتاجين لوصلةِ الإيمان فإنك المرأةُ المتحققةُ بالعيان وها رسولٌ من الله جاء ينفخُ فيك يا مليكةَ النحل في رقصةِ الموتِ والفناء متمثلاً بشرًا سويّا لأنك أحصنتِ فرجَك عن سواه فلا تجزعي ولا تضطربي بل اكرمي ضيفَك يا جميلة كما أكرم أبوك إبراهيم ضيفَه بعد أن قهرَ خوفه وتوجّسه ليُنسب المحمولُ للرحم الذي حمل وأمياّ يدعى مسيحُك الحيّ كما مثله دُعي محمدٌ النبيّ يا أمّ الربّ ظاهرًا كما هاجر أمّ الربّ باطنًا - وما هما اثنتان بل في المركز تتقاطعان- وسطَ الخضرةِ ضعيه ولهاجرَ أن تضعه بوادٍ غير ذي زرع فإن وضعته ضمّي سرّك من جديد اصمتي وصومي وأشيري إليه يا أختَ هارونَ مقامًا اقنتي واسجدي وبعد السجود اركعي مع الراكعين لأن لك أن تحملي وله أن يكلمَ الناس في المهد صبيا "سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيّا" إلى متى تبقى المجدليّة في عين كلّ إنسان طوال هذه السنين إما مومسًا - وما أكبر الفرق بين المومس والخاطئة - أو مجنونة لعجزهم عن فهم حقيقةِ الشياطين السبعةِ التي أخرجها منها عبرَ مقاماتِ العروجِ وسلوكِ الطريق. وهي التي كانت أول من شهدَ قيامته، وفاقتْ بمحبّتها له جميعَ التلامذة، فكانتْ الأقربَ إليه. يشهد بذلك فيليبوس إذ يقول: "لقد أحبّ المعلّم مريم أكثر من كل رسله. وغالبًا ما كان يقبِّلها من فمها." وقد شاهد باقي الرسل حبّه لمريم، وقالوا له: لماذا تحبّها أكثر منّا؟ فأجابهم المخلِّص قائلاً: لماذا يا ترى، لا أحبكم بمقدار ما أحبها" - إنجيل فيليبوس. تحياتي لكل مجدلية علي هذة المعمورة مراجع: كتاب ثناء درويش من إيمان العقل إلى دين القلب. | |
|