قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: علم النفس عند أهل الحقيقة الصوفية ..الجزء الخامس ..كتاب من إنتاجنا الثلاثاء يوليو 12, 2011 10:20 am | |
| سُئِل ذا النونِ : " ما أخفي الحجابِ وأشدُّه؟ " قال: " رُؤيةُ النفس وتَدْبيرُها " . قال السَّرِيُّ : " مِنْ علامةِ الاسْتِدْرَاجِ العَمَى عن عُيُوبِ النّفْسِ " . قال أبو سليمانَ : " أفضلُ الأَعمالِ خلافُ هوى النَّفسِ " . عن حاتمٍ الأَصَم، أنه قال : " من دخَلَ في مذهَبِنا هذا ، فَلْيجعلْ في نفسِه أربعَ خصالٍ من الموتِ : موتٌ أبيضُ ، و موتٌ أسودُ ، و موتٌ أحمرُ ، و موتٌ أخضرُ : فالموتُ الأبيضُ الجوعُ . و الموتُ الأسودُ احْتِمالُ أَذَى الناسِ . و الموتُ الأحمرُ مُخالَفَةُ النَّفْسِ . و الموتُ الأَخْضَرُ طَرْحُ الرِّقاعِ بعضُها على بعضٍ . وقيل لحَمدون : " ما بالُ كلام السَّلف أنفعُ من كلامنا ؟ " . قال: " لأنهم تكلموا لعِزِّ الدين ، ونجاةِ النفوس، ورضا الرحمنِ ؛ ونحن نتكلمُ لِعِزِّ النَّفْس ، وطلب الدنيا، وقُبولِ الخلق " . وقال منصور : " سَلامَةُ النّفْس في مخالَفَتِها ، وبلاؤُها فى مُتابَعَتِها . الإمام على بن أبى طالب يقولُ : " يا أيُّها الناسُ! انتم تُحبون ثلاثةً ، وليستْ هى لكم:تحبون النَّفْسِ، وهى لله؛ وتُحبون الرُّوحَ ، والرُّوحُ لله ؛ وتُحبون المالَ، والمالُ للوَرَثة وتطلبون اثنين ، ولا تجدونهما الفَرَجُ والراحةُ ؛ وهما فى الجنَّة " . أبو عثمان الحِيري النيسابوري قال : " العُجْب يتولَّد من رُؤية النَّفْس و ذِكْرها ؛ و رُؤْية الخَلْق و ذكرهم " . محمد بن علي: " المكلَّم و المحدَّث ، إذا تحقَّقا في درجتهما ، لم يخافا من حديث النفس. و كما أن النُّبُوَّة محفوظة بالنَّسخِ لألقاء الشيطان ، كذلك محلُّ المكالمة و المحادثة مصونةٌ من ألقاء النَّفْس و فتنتها، محروسة بالحق و السَّكينة ، لأن السكينة حجاب المكلَّم و المحدَّث مع نفسه " . قال أبو سعيدٍ الخَرازُ: " مَثَل النَّفْس مَثَلُ ماءٍ واقفٍ طاهرٍ صافٍ ، فإنْ حركْته ظهر ماتحتَه من الحَمْأَةِ ؛ وكذلك النَّفسُ تظهر عن المحن والفاقَةِ والمخَالفة. ومن لم يعرف ما فى نفسه ، كيف يعرفُ رَبَّه ؟ ! " . محمد الجريرى، يقول : من استولت عليه النفس صار اسيراً فى حكم الشهوات، محصوراً فى سجن الهوى ؛ وحرم اللّه على قلبه الفوائد، فلا يستلذ كلامه، ولا يستحليه وإن كثر ترداده على لسانه؛ لأن اللّه تعالى يقول : (سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق) ؛ أى: حتى لايفهمونه، ولا يجدون له لذة ؛ لأنهم تكبروا بأحوال النفس والخلق والدنيا، فصرف اللّه عن قلوبهم فهم مخاطباته ، وأغلق عليهم سبيل فهمكتابه، وسلبهم الانتفاع بالمواعظ ، وحبسهم فى عقولهم وآرائهم ؛ فلا يعرفون طرق الحق ، ولا يسلكون سبيله . أبا عمرو الدمشقى ، يقول: خواص خصال العارفين أربعة أشياء : السياسة ، والرياضة ، والحراسة ، والرعاية ، فالسياسة والرياضة ظاهرا ؛ والحراسة والرعاية باطنان . فبالسياسة يصل العبد إلى التطهير، وبالرياضة يصل إلى التحقيق . والسياسة حفظ النفس ومعرفتها، والرياضة مخالفة النفسومعاداتها ، والحراسة معاينة بر اللّه فى الضمائر، والرعاية مراعاة حقوق المولى بالسرائر . وميراث السياسة القيام على وفاء العبودية ، وميراث الرياضة الرضا عند الحكم ، وميراث الحراسة الصفوة والمشاهدة، وميراث الرعاية المحبة والهيبة ثم الوفاء متصل بالصفاء ، والرضا متصل بالمحبة ، علمه من علمه، وجهله من جهله . وقال بنان : من ألبس ذل العجز فقد مات من شاهده؛ ومن البس عز الاقتدار فقد حىَّ بشاهده ، وجعل سببا احياة الهياكل ، فهذا هو الفرق بين النفس والروح .. وقال أبو الحسين الوراق : لايصل العبد إلى اللّه إلا باللّه، وبموافقة حبيبه ، صلى اللّه عليه وسلم، فى شرائعه. ومن جعل الطريق إلى الوصول فى غير الأقتداء يضل، من حيث يضن أنه مهتد . ومن وصل اتصل. وما رجع من رحع من الطريق إلا من الإشفاق على النفس ، وطلب الراحة ؛ لأت الطريق إلى اللّه صعب لمن لم يدخل فيه بوجد غالب ، وشوق مزعج ؛ فيهون عليه إذ ذاك حمل الأثقال، وركوب الأهوال؛ فإذا انقادت له النفس على ذلك ، وهان عليه ما يلى فى طلب المحبوب سهل اللّه عليه سبيل الوصول . قال أبو الحسن بن الصائغ الدينورى : الأحوال كالبروق ؛ فإذا ثبتت فهو حديث النفس، وملائمة الطبع . قال المرتعش _ أحد مشايخ العراق وأئمتهم _ : الإرادة حبس النفس عن مراداتها، والإقبال على أوامر اللّه، والرضا بموارد القضاء عليه . قال مظفر القرميسينى : الصوم ثلاثة : صوم الروح ، بقصر الأمل ؛ وصوم العقل، بخلاف الهوى ؛ وصوم النفس ، بالإمساك عن الطعام والمحارم . ابن يزدنار، يقول: الروح مزرعة الخير، لأنها معدن الرحمة؛ والنفس والجسد مزرعة الشر، لأنها معدن الشهوة؛ والروح مطبوعة بلإرادة الخير ؛ والنفس مطبوعة بلإرادة الشر ؛ والهوى مدبر الجسد ، والعقل مدبر الروح؛ والمعرفة حاضرة فيما بين العقل والهوى ؛ والمعرفة فى القلب ؛ والهوى والعقل يتنازعان ويتحاربان؛ والهوى صاحب جيش النفس ؛ والعقل صاحب جيش القلب؛ والتوفيق من اللّه مدد العقل؛ والخذلان مدد الهوى ؛ والظفر لمن اراد اللّه سعادته ؛ والخذلان لمن اراد اللذه شقاوته . . محمد بن عليان ، يقول: من صحب الفقراء فليصحبهم على سلامة السر، وسخاء النفس ، وسعة الصدر، وقبول المحن بالنعم . محمد بن على ، يقول: البر والمروءة حفظ الدين ، وصيانة النفس، وحفظ حرمات المؤمنين ، والجود بالموجود ، وقصور الرؤية عنه وعن جميع أفعالك وقال جعفر: الفتوة احتقار النفس وتعظيم حرمة المسلمين . وقال جعفر : المجاهدات فى السياحات. والسياحة سياحتان : سياحة النفس، بالسير فى الأرض ، ليرى اولياء اللّه ، أو يعتبر بىثار قدرته . وسياحة القلب ، ليجول فى الملكوت ، فيورد على صاحبه بركات مشاهدات الغيوب ؛ فيطمئن القلب عند الموارد ، لمشاهدة الغيوب ؛ وتطمئن النفس عن المرادات ، لبركة آثار القدرة عليه . أبا العباس السيارى ، يقول : كيف السبيل إلى ترك ذنب كان عليك - فى اللوح المحفوظ - محفوظا؟؟ . فقيل له: بم يروض المريد نفسه ؟ وكيف يروضها ؟. فقال: بالصبر على الأوامر، واجتناب النواهى ، وصحبة الصالحين ، وخدمة الرفقاء ، ومجالسة الفقراء . والمرء حيث وضع نفسه. ثم تمثل وأنشد يقول : صبرت على اللذات، حتى تولت والزمت نفسى هجرها ، فاستمرت وما النفس غلا حيث يجعلها الفتى فإن أُطعمت تاقت ، وإلا تسلت وكانت - على الأيام - نفس عزيزة فلما رأت عزمى على الذل ذلت النفس طبقات الصوفية عبد الرحمن السلمى قدرى 2011
| |
|