مادة ( ك ل م )
الكلام
في اللغة
" كلام : 1. قول ، وهو أصوات متتابعة مفيدة .
2. جملة مركبة مفيدة .
كلمة : 1. لفظة واحدة دالة على معنى .
2. عبارة تامة المعنى .
3. كلام مؤلَّف مطوَّل ". .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (72) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : " لا يَتَكَلَّمونَ إِلّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقالَ صَواباً ". .
في الاصطلاح الصوفي
الإمام جعفر الصادق {عليه السلام}
يقول : " الكلام : إظهار ما في القلب من الصفاء ، والكدر ، والعلم ، والجهل ". .
الشريف الجرجاني
يقول : " الكلام : علم باحث عن أمور ، يعلم منها المعاد ، وما يتعلق به من الجنة والنار والصراط والميزان والثواب والعقاب .
وقيل : الكلام : هو العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية المكتسبة عن الأدلة ". .
الشيخ عبيد الله الحيدري
يقول : " الكلام : مفتاح الدخول إلى عالم الفرق ". .
" مسألة - 1 " : في أقسام الكلام من حيث الاصطلاح الصوفي
يقول الشيخ علي الكيزواني :
" الكلام يشتمل على حروف وأصوات ومعاني ومفاهيم .
الحرف شريعة ، والصوت طريقة ، والمعنى حقيقة ، وما وراء ذلك غيب ". .
" مسألة - 2 " : في نورانية كلام الحضرة المحمدية المطهرة
يقول الشيخ عبد العزيز الدباغ :
" من تكلم بكلام النبي ، خرج النور مع كلامه ، ومن تكلم بغير كلامه ، خرج الكلام بغير نور ". .
" مسألة - 3 " : في مراتب كلام الصوفية
يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
" للكلام مراتب ، فكلام هو عين المتكلم ، وكلام هو معنى قائم به كالكلام النفسي ، وكلام مركب من الحروف ومتعين بها ، وهو في عالمي المثال والحس بحسبهما ". .
ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري :
" كل كلام ينسب لموجود فذلك الكلام بحسب مرتبة الموجود ، فإذا كان الموجود مطلقا كان كلامه مطلقا ...
وإذا كان الموجود مقيدا ببعض القيود دون بعض ، أو مقيدا بجميع ما يدرك من القيود فكلامه كذلك ". .
ويقول الدكتور علي العناني :
يرجع ابن خلدون كلام الصوفية الى أربع نقط :
الأولى : تشمل الكلام على المجاهدة ، ومحاسبة النفس والزهد .
والثانية : تشمل الكلام على الكشف والحقيقة المدركة من عالم الغيب ، مثل الصفات الإلهية ، والعرش ، والكرسي ، والوحي ، وكل ما في عالم الملكوت .
والثالثة : وتشمل التصرفات في عالم الأكوان .
والرابعة : تحوي الألفاظ المشكلة الصادرة عن المتصوفة ، في حالة الغيبة عن الحواس وعن عالم الحس ، وهذه الحالة تسمى ( الشطح ) . .
" مسألة - 4 " : في أجزاء أنواع الكلام
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
أجزاء أنواع الكلام :
فهي جزء القرآن ، وجزء الوحي ، وجزء السلام ، وجزء الحديث ، وجزء الإلهام ، وجزء القول ، وجزء النطق ، وجزء النداء ، وجزء الدعاء ، وجزء الخطاب ". .
" مسألة - 5 " : في كلام العارفين
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
" كلام العارفين ، هو كلمات لاهوتية ، وإشارات قدسية ، وعبارات أزلية ". .
ويقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" العارف ساكت ، والحق ينطق على لسانه بالمعاني الفائضة على قلبه ". .
" مسألة - 6 " : في أوجه كلام العارفين
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
" كلامهم " العارفون " يدور على خمسة أوجه : به وله ومنه وإليه وعليه ، وليس في كلامهم أنا وإني ونحن ولي وبي ، لأن ألفاظهم فردانية
وحركاتهم صمدانية ، وأخلاقهم ربانية ، وإرادتهم وحدانية ، لا يعرف إشارتهم إلا من له قلب حريق ، فيه خزائن الأسرار ، وجواهر القدس
وسرادقات الأنوار ، وبحار الوداد ، ومفاتيح الغيب ، وأودية الشوق ، ورياض الأنس . فكلما أبرز العارف لسان الحكمة من ينبوع المعرفة بإشارات
استأنس بها قلوب المريدين والمشتاقين ". .
" مسألة - 7 " : في ألسن العارفين
يقول الشيخ الجنيد البغدادي :
" يقال : إن الله تعالى أعطى للعارفين الألسن كلها ، حتى أنه ينطق بكل لسان ، حتى في لسان المعرفة له لسان ، وفي لسان الشريعة له لسان
وفي لسان المحبة له لسان ، وفي لسان الافتقار له لسان ، ثم كلت تلك الألسن وتلاشت في سلطان الحق ، ثم تلاشت فيه صفاته ، فهذا عبد ناطق ساكت حاضر غائب ". .
" مسألة - 8 " : في أن العارفين لا يتكلمون إلا بالإذن
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
" أبو القاسم الجنيد قال : ما تكلمت إلا بعد شهادة أربعين من الأبدال في جملتهم السري السقطي .
ولم يفعل بقولهم حتى رأى الرسول وهو يقول : يا جنيد تكلم على الناس فإنه قد آن لك أن تتكلم الآن ". .
" مسألة - 9 " : في شرط الكلام بكلام أهل المعرفة
يقول الشيخ أبو يزيد البسطامي :
" من تكلم بكلام أهل المعرفة يحتاج أن يكون له نور المعرفة ". .
" مسألة - 10 " : في فضيلة الكلام في مرضاة الله تعالى
يقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} :
" ليس على الجوارح عبادة أخف مؤنة وأفضل منزلة وأعظم قدراً عند الله من كلام فيه رضى الله ـ عز وجل ـ ،
ولوجهه ونشر آلاء الله ، ونعمائه في عباده . ألا ترى أن الله لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسر إليهم من مكنونات علمه ومخزونات وحيه غير الكلام
وكذلك بين الرسل وبين الأمم .
ثبت بهذا أنه أفضل الوسائل ، والطف العبادة ، وكذلك لا معصية أثقل على العبد وأسرع عقوبة عند الله وأشدها ملامة وأعجلها عند الخلق منه .
واللسان ترجمان الضمير ، وصاحب خبر القلب ، وبه ينكشف ما في سر الباطن ، وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة .
والكلام خمر يسكر العقول ما كان منه لغير الله ، وليس شيء أحق بطول السجن من اللسان ". .
" مسألة - 11 " : في طريقة فهم كلام أهل الله
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" ما دون أهل الله تعالى كلامهم لعامة الناس ، وإنما هو لقوم مخصوصين
فمن انقاد لهم بحكم الصدق رقوه إلى فهم كلامهم حتى وجده مطابقا للكتاب والسنة ، ومن لا فلا ، ولا طريق إلى فهمه إلا ذلك ". .
_________________
وإذا غلا شيء علي تركته .. فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
إبراهيم بن أدهــــم