في صباح يوم الفناء وقبل الموت , كان قلبي في إضلاعي ولم يكن معي , لقد سبقني إلي شيخي , وطار متحررا من الأرض إلى السماء , شهر سيفه من غمد همته في وجه ملائكة الجاذبية الأرضية , وخاطبهم قائلا : لن أعود اليوم إلى أرضكم وها أنا اترك لكم حفنة ترابكم . هرولت وخلعت قميص الصلصال , ولحقت بقلبي , وركبته كطائر أسطوري ابيض من البياض وأجمل من الجمال له أجنحة على مد البصر , وتعجبت من قلبي الذي لم أكن اعرف أن فيه هذا البهاء , وإذا بنا نحلق متحررين من روابط الأرض ودنسها , وكلما ارتفعنا زاد النور حتى أني لم اعد أدرك هل النور حولي أو فيّ . كان القلب يطير كنغمة موسيقية عذبة تتمايل بين الأنوار , حتى وصلنا باب الشيخ , حط هذا الطائر وقال : ترجل . ترجلت وكنت كلي شوق ورهبة وشعور جديد لا أكاد افهمه , ولما خطوت نحو الباب , إذا بالباب يفتح , دخلت وبحثت في كل الأرجاء فلم أجد شيخي . وسمعت صوتا يقول انظر في المرآة التي أمامك . نظرت فإذا بصورتي في أحسن تقويم , تقول : اعلم انك أنا , وليس هناك سواي , لكنك فصلت فانفصلت ولما وصلت توصلت .