تفسير الأحلام: مناهجه وضوابطه
د.صبري محمد خليل/ أستاذ بجامعه الخرطوم/ تخصص فلسفه القيم الاسلاميه
sabri.khalil@hotmail.com
أولا: مناهج تفسير الأحلام في علم النفس الفلسفي الغربي: تعددت مناهج تفسير الأحلام في علم النفس الفلسفي الغربي ، ومن أهم هذه المناهج:
منهج فرويد: يمكن تلخيص النقاط الاساسيه لمنهج فرويد في تفسير الأحلام كالاتى:أولا: يرى فرويد ان الحلم تعبير عن اللاوعي، ثانيا: كما أنه انعكاس سلبي للرغبات، ثالثا: وان عناصر الحلم تمثل رموزاً يجب تحليلها بالعودة إلى وضع الشخص المعني ، رابعا: ويجب التعامل مع الرمز الذي يظهر في الحلم وكأننا أمام منظومتين: رامز ومرموز له، و المعنى الحقيقي لا يتبدى إلا بعد الإزاحة ، خامسا: ولكن فرويد انطلق في تحليل الرموز من وجهة نظر سببية تميل إلى الإرجاع الأوحد المعنى.
منهج يونج : كما يمكن تلخيص النقاط الاساسيه لمنهج يونج في التفسير الأحلام كالاتى: أولا: يرى يونج أن الحلم نشاط مستقل ، يعوِّض عن الرغبات ويحل صراعاتها، كتعبير عن القدرة الذاتية للنفس على التعديل، ثانيا:وقد اخذ بوجهة النظر الغائية، التي ترى في تقلبات الصور الأحلامية انعكاساً لأوضاع نفسية متنوعة، فلا تضفي على الرموز معاني جامدة، ثالثا: ويرى أن تفسير الأحلام لا يكتسب أهميته الخاصة إلا بعد النظر إلى سلسلة من الأحلام يدونها الشخص الذي يخضع للتحليل، رابعا :كما يجب إدراك ما يمكن للرمز أن يكتسبه من معانٍ من خلال السياق العام للحلم ، فالتحليل السليم للأحلام يأخذ بعين الاعتبار جنس الحالم، وظروف حياته، وتفاعله مع قضاياه الفطرية، وميوله... خامسا: وهكذا فقط يمكن أن يظهر السياق الذي يقود إلى فهم الشخصية النفسي والجسدي من خلال الحلم.
ثانيا: مناهج تفسير الأحلام في علم النفس الفلسفي الاسلامى: أما علم النفس الفلسفي فيتضمن ، على مستوى الأصول، الضوابط الشرعية لتفسير الأحلام ، والتي أشار إليها علماء الإسلام ،كما يتضمن على مستوى الفروع اجتهادات العلماء المسلمين في مجال مناهج تفسير الأحلام.
الأصول: ضوابط تفسير الأحلام:
العلم: من أهم شروط تفسير الأحلام العلم ، ورد في "الآداب الشرعية والمنح الربانية" لابن مفلح(أن المعبر يجب أن يكون عالماً ذكياً، تقياً، نقياً من الفواحش ، عالماً بكتاب الله تعالى، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولغة العرب وأمثالهم،وما يجري على ألسنة الناس، كما ينبغي له أن يعبر الرؤيا المسئول عنها على مقادير الناس، ومراتبهم، ومذاهبهم، وأديانهم، وأوقاتهم، وأرزاقهم، وفصول سنتهم) .
الجمع بين المعرفة والموهبة: لكن تفسير الأحلام ليس علم مجرد يكتسب بالمعرفة فقط، بل هو أيضا فن يتطلب الموهبة، قال الدرديري في (الشرح الصغير)(والعِلْم بتفسير الرُّؤيا ليس من كتب، كما يقع للنَّاس من التفسير من ابن سيرين، فيَحْرُم تفسيرُها بما فيه، بل يكون بفهْمِ الأحْوال والأوْقات، وفراسة وعلم بالمعاني).
تفسير الأحلام اجتهاد: كما أن تفسير الأحلام هو اجتهاد، وبالتالي يحتمل الصواب والخطأ، وهو الأمر الذي قرره العلماء ، جاء في تفسير المظهري (الرؤيا مختصة بما يكون في النوم أو نحو ذلك من الاستغراق، قال البيضاوي: الرؤيا انطباع الصورة المنحدرة من أفق المتخيلة إلى الحس المشترك،... وهي على ثلاث أقسام، والقسم الثالث منها صحيحة صالحة من حيث الأصل، لكنها قد تفسد بالعوارض، ويقع فيها الخطأ بها، وقد يقع الخطأ في تأويلها...). ويستثنى من كون التفسير هو اجتهاد ، تفسير الأنبياء(عليهم السلام) للأحلام ، فهي جزء من الوحي .
الأحلام تصدق على وجه الاحتمال لا القطع: والأحلام والرؤى قد تكون صادقه لكن على وجه الاحتمال لا على وجه القطع ، خلافا لرؤى الأنبياء فإنها صادقه على وجه القطع لأنها جزء من الوحي.يدل على هذا : تصنيف العديد من النصوص للرؤى، على وجه تتفاوت فيه في درجه صدقيتها، ومن هذه النصوص قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم)(الرؤيا ثلاث، فبشرى من الله، وحديث النفس، وتخويف الشيطان)، والرؤية الصادقة لها اعلي درجه صدقيه، دون أن تكون صادقه على وجه القطع، لان القول بذلك يلزم منه المساواة بينها وبين والوحي في درجه الصدقيه، وهو ما نفته العديد من النصوص كقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)(رؤيا المؤمن جزء من سبعين جزءاً من النبوة)( متفق عليه)،واتساقا مع ذلك ميز العلماء بين أحلام ورؤى الأنبياء،وأحلام ورؤى غيرهم من الناس ، جاء في تفسير المظهري (الرؤيا مختصة بما يكون في النوم أو نحو ذلك من الاستغراق، قال البيضاوي: الرؤيا انطباع الصورة المنحدرة من أفق المتخيلة إلى الحس المشترك... فالأنبياء -عليهم الصلوات والتسليمات- لأجل عصمتهم عن الشيطان وعن معارضة الأوهام، ولأجل كون مناماتهم مقتصرة على العيون، تنام عيونهم وقلبهم يقظان، فيميزون مخترعات الخيال عن حقائق الإلهام، وانحصرت رؤياهم في القسم الثالث، ثم عدم العوارض -المفسدة للمنامات الموجبة لوقوع الخطأ فيها- متيقن فيهم عليهم السلام، فرؤيا الأنبياء يكون وحياً قطعياً... ورؤيا الصلحاء أعني الأولياء الذين زكوا أنفسهم بالرياضات وأزالوا عنها الكدورات الجبلية، وتنزهوا عن ظلمات الذنوب والآثام، تجلت بواطنهم باقتباس أنوار النبوة صالحة صادقة -إلا نادراً-، وذلك عند عروض كدورة، بأكل شيء من المشتبهات، أو زائداً على الحاجة، بحيث تولدت منه دورة ما، أو لأجل لمم من المعصية فإنهم غير معصومين، أو لانعكاس من صحبة العوام، فرؤيا الأولياء شبيهة بالوحي....وأما رؤيا العوام، فمناماتهم وإن كانت مستفادة من عالم المثال، لكنها تفسد وتكذب غالباً، لأجل انكدار خيالاتهم بالكدورات الجبلية النفسانية، والكدورات والمكتسبة بالذنوب والآثام...)، فالنص السابق يشير إلى أن الرؤية الصادقة هي صادقه إلا نادرا – اى ليست صادقه قطعا كما في الوحي، وان من يحصلون على الرؤية الصادقة غير معصومين، وان الرؤية الصادقة شبيه بالوحي_اى ليست مكافئه أو مساوية له في الدرجة.
الفروع: مناهج تفسير الأحلام:
منهج ابن سيرين نموذجا: يعد ابن سيرين ( ت 110هـ) من أهم رواد تفسير الأحلام في علم النفس الفلسفي الاسلامى ، وينسب له كتاب (تفسير الأحلام)، لكن يرى العديد من العلماء أن هذا الكتاب ليس من تأليفه ، بل من جمع تلاميذه لأسباب عديدة منها: أولا:أن جميع الذين ترجموا له خلال القرون الأولى لم يذكروا له كتاباً أصلا مع ذكرهم لبراعته في التعبير، ثانيا: ينقل الكتاب عن أناس لم يعاشرهم ابن سيرين لأنهم إما ماتوا قبله أو عاشوا بعده ، ثالثا: أن الكتاب لم يكتب بلغة القرون المتقدمة بل المتأخرة
قواعد منهجه: وفى كل الأحوال فانه ينقل عن ابن سيرين انه يرى انه يجب للمعبر عن الرؤيا أن يكون حاصلا على ثلاثة علوم، هي:
أولا: حفظ الأصول : على المعبر أن يكون حافظا للأصول الشرعية ، عارفا بالقرآن الكريم والسنة المحمدية .
ثانيا: تأليف الأصول : كما أنه يتوجب على المعبر أن يكون قادرا على تأليف الأصول، في آخر الأمر بعضها مع البعض ، حتى يمكن أن يستخرج معنى صحيحا واضحا ، وبذلك يتمكن من إخراج الأضغاث والأماني النفسية وتخاويف الشيطان وأحزانه من الرؤيا..
ثالثا:التفحص والدراسة : كما انه يجدر أن يقوم المعبر بالتفحص والتمعن والتثبت من الرؤيا قبل تأويل الرؤيا أو تفسيرها ، إذ عليه أن يعرف الرؤيا حق المعرفة ، ويستدل عليها من الأصول ومن كلام صاحبها.. كما أن عليه أن يقتدى فى تفسيره بالأنبياء والرسل والحكماء .
التثبت: ويرى الإمام ابن سيرين أيضا أنه يتوجب على المعبر أن يتثبت مما يروى له ، وألا يتعسف برأيه ، وأن لايأنف من الاعتذار عن تأويلها لعدم معرفته أو لاستشكالها عليه .
ثالثا:التفسير المنهجي للأحلام : بعد العرض السابق لأهم مناهج تفسير الأحلام في علم النفس الفسفى الغربي والاسلامى، نعرض فيما يلي للمفاهيم الكلية لمنهج معين في تفسير الأحلام، هو التفسير المنهجي للأحلام، والذي يستند إلى تعريف وتصنيف معينين للأحلام، وهو منهج يستند إلى الضوابط الشرعية لتفسير الأحلام ، التي أشار إليها علماء الإسلام ، ويتخذ من اجتهادات العلماء المسلمين في مجال مناهج تفسير الأحلام نقطه بداية لا نقطه نهاية، كما يستند في ذات الوقت إلى ما صح من نظريات علميه في تعريف الأحلام و تفسيرها:
التعريف المنهجي للأحلام : يمكن تعريف الأحلام منهجيا بأنها: أولا: نشاط أو فاعليه معرفيه (محاوله حل مشكله)، وجدانيه (الشعور بمشكله "شعور سلبي" أو بحل المشكلة "شعور ايجابي")..ثانيا:هذا النشاط يجئ كمحصله لشكل معين من أشكال علاقة التأثير المتبادل بين النشاط العقلي (الوعي) وجهازه المادي (المخ) ، في مرحله بطْ نشاط الجهاز العصبي ( وليس توقفه الكامل )، والتي تتميز بانخفاض الاستجابة للمؤثرات الخارجية . ثالثا: كما يتميز هذا النشاط من جهة وسائل المعرفة بانخفاض فاعليه الإحساس، مع استمرار التفكير المجرد بأشكاله المختلفة:التصور التذكر الإدراك.رابعا: ويمكن التعبير عن غاية هذا النشاط منهجيا: ايجابيا بمحاوله حل مشكله يتناقض فيها واقع الإنسان مع أرادته ، وسلبيا بمحاوله تحرره من حاجته كما يعرفها من ذاته، فهو تعبير عن مشكله أو حل أو عمل. خامسا: ولما كان العقل كجهاز لحل المشاكل أو تفسير الوجود يتصف بالاطراد ، فالحل الذي يتحقق بالعمل ينهي بها تناقض، وينشا تناقض جديد كخطوه إلى الإمام ، ولهذا فانه عاده ما يبدأ النشاط المعرفي للعقل في النوم من ذات الفكرة التي انتهى إليها العقل في حاله اليقظة، من ناحية التناول لا الزمان، اى انه يبدأ من أخر مشكلة حاول العقل حلها دون أن يصل إلى حل نهائي لها ، أو واقع حاول تفسيره دون أن يصل إلى تفسير صحيح له .
التصنيف المنهجي للأحلام (أنواع الأحلام): أما التصنيف المنهجي للأحلام – والذي يتسق مع التعريف المنهجي لها- فمضمونه تتنوع الأحلام طبقا لمضمون المشاكل التي يعبر عنها الحلم ، أو لحظات حل المشكلة(المشكلة،الحل،العمل)، أو وسيله المعرفة الاساسيه التي تستخدم في الحلم (تذكر ،تخيل، إدراك"تحليل، تركيب..."....)، أو المؤثر الذي أحدث الحلم...، و أهم أنواع الأحلام هي :أولا: الأحلام الواضحة (المنظمة): وهى التي يضعها العقل الواعي في صورة منطقية منظمه. ثانيا:الأحلام المكررة: وهى تعبير عن مشكله لم تحل، أو نمط تفكير أو سلوك لا يزال يتناقض مع الواقع أو القيم. ثالثا:أحلام المخاوف : وهى تعبير عن مشكلة حادة ، اى تناقض لعميق بين واقع وغاية ، وصراع قوى بينهما.رابعا:أحلام التعويض(تحقيق الرغبة) : وهى تعبير سلبي عن مشكلة: اى شعور ألذات بعدم الاكتفاء في اليقظة، ونزوعها إلى الاكتفاء في الحلم.خامسا:أحلام التنبؤ : وهى استقدام المستقبل بالمخيلة.سادسا:الأحلام الاسترجاعيه: وهى استرجاع الماضي بالذاكرة.سابعا: أضغاث الأحلام : وهى مجموعة من الصور والمواقف المختزنة في الذاكرة، التي يعرضها العقل بشكل غير منتظم , دون أن يقوم العقل الواعي بوضعها في صورة منطقية منظمه. ثامنا:الرؤية الصادقة: وقد أشارت إليها العديد من النصوص، كقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) ( رؤيا المؤمن جزء من سبعين جزءاً من النبوة) (متفق عليه) ، وهي نوع من أنواع الأحلام يتصف بالصدق، ومصدر الرؤية الصادقة هي الخبرة المعرفية المتراكمة، فهي معرفه ذاتية ، لابد لها من معيار موضوعي لها للأخذ بها كوسيلة للمعرفة ، وهو اتساقها مع الوحي في إدراكها لما هو تكليفي ، ومع الحواس في إدراكها لما هو تكويني.
التفسير المنهجي للأحلام: انطلاقا من التعريف والتصنيف المنهجي للأحلام السابق ذكرهما، فان التفسير المنهجي للأحلام قائم على أن غاية تفسير الأحلام منهجيا من ناحية ايجابية: محاوله تحديد المشكلة أو الحل أو العمل التي يعبر عنها الحلم، ومن ناحية سلبية تحديد الحاجة التي يعبر عنها الحلم، ووجوديا تحديد الواقع الذي يعبر الحلم عن محاوله تفسيره.
الضوابط: ولتحقيق هذه الغاية لابد من الالتزام بالضوابط التالية:
أولا: التمييز بين الأنماط المختلفة للأحلام: اى التمييز بين الأحلام التي تعبر عن المشكلة التي يواجهها الإنسان،أو الحاجة التي يسعى إلى إشباعها، أو الواقع الذي يسعى تفسيره ، والأحلام التي لا تعبر ذلك، ومنها الأحلام التي تسمى (أضغاث أحلام). جاء في مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده :... وهي (اى الرؤيا) ضربان: ضرب وهو الأكثر أضغاث أحلام وأحاديث النفس من الخواطر الرديّة، لكون النفس في تلك الحالة كالماء المتموج الذي لا يقبل صورة، وضرب وهو الأقل صحيح، وذلك قسمان: قسم لا يحتاج إلى تأويل، وقسم يحتاج إليه. ولهذا يحتاج المعبِّر إلى مهارة الفرق بين الأضغاث والأحلام، وبين غيرها، ليميز الفرق بين الكلمات الروحانية والجسمانية، ويفرق بين طبقات الناس، إذْ كان فيهم من لا يصح له رؤيا، وفيهم من تصح رؤياه، ثم من صح له ذلك: منهم من يرشح أن تلقى إليه في المنام الأشياء العظيمة الخطر، ومنهم لا يرشح لذلك.
ثانيا: التمييز بين الدلالات المشتركة والمتعددة للرموز : اى التمييز بين الرموز ذات الدلالة الواحدة المشتركة ، التي تعبر عن وحده البشر كنوع ،أو وحده الأفراد الذين ينتمون إلى مصدر حضاري واحد، والرموز ذات الدلالات المتعددة التي تعبر عن تميز كل شخص عن الأخر، وقد أشار العلماء إلى النوع الأخير من الرموز، جاء في (الفواكه الدواني) للنفراوي المالكي(ولا يَجوزُ له تعبيرُها بِمجرَّد النَّظر في كتاب، كما يفعله بعض الجهلة، يكشف نحو ابن سيرين عندما يقال له: أنا رأيت كذا، والحال أنَّه لا عِلْم له بأصول التَّعبير، فهذا حرام؛ لأنَّها تَختلِف باختِلاف الأشخاص والأحوال، والأزْمان وأوْصاف الرَّائين، فعِلْمها عويصٌ يَحتاج إلى مزيد معرفةٍ بالمناسبات).
ثالثا :أهميه السياق في تفسير الرموز:أن التفسير الصحيح لاى رمز هو الذي لا يعزله عن سياقه الذاتي(اى السياق الذي ورد فيه الرمز في الحلم)، والموضوعي (اى دلاله الرمز عند الشخص والبيئة الحضارية التي نشاْ فيها)، لذا قرر العلماء أن ذات الرمز قد يكون له دلالات متعددة بتعدد سياقاته،اتساقا مع ذلك ذُكِرَ عنِ ابن سيرين: أنَّه جاءه رجلٌ فقال له: رأيتُ أنِّي أؤذِّن، فقال له(ستحجُّ إن شاء الله)، وجاءه آخَر فقال: رأيت أني أؤذِّن، فقال له(لعلَّ في نيَّتِك أن تسرق)، فقيل له في ذلك، فقال: أمَّا الأوَّل، فرأيْت في وجهه نورَ الطَّاعة، فتذكَّرتُ قوْل الله تعالى(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) [الحج: 27]، وأمَّا الآخر، فرأيتُ على وجهِه سوادَ المعصية، فتذكَّرت قولَ الله تعالى(ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُون) [يوسف: 70]".
رابعا:الاطراد: ولما كان العقل في الحلم عاده ما يبدأ من ذات الفكرة التي انتهى إليها في حاله اليقظة من ناحية التناول لا من الناحية الزمانيه، اى انه يبدأ من أخر مشكلة حاول العقل حلها دون أن يصل إلى حل نهائي لها ، أو واقع حاول تفسيره دون أن يصل إلى تفسير صحيح له ، فانه لابد من معرفه المشكلة أو الواقع الذي انتهى العقل إلى محاوله معرفته أو تفسيره في حاله اليقظة،وبالرجوع إلى الحالم.
خامسا: الربط بين النظري والعملي: أن الطابع النظري لتفسير الأحلام لا يعنى انه منفصل الجانب العملي في حياه الإنسان، فهو يمهد للعمل على حل المشكلة أو إشباع الحاجة، أو تغيير الواقع الذي يعبر عنه الحلم الذي تم تفسيره . جاء في مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده (علم تعبير الرؤيا : وهو علم يتعرف منه المناسبة بين التخيلات النفسانية ،والأمور الغيبية لينتقل من الأولى إلى الثانية، ليستدل بذلك على الأحوال النفسانية في الخارج، أو على الأحوال الجارية في الآفاق، ومنفعته البشرى أو الإنذار بما يرد...).
للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان drsabrikhalil.wordpress.com