الآداب ....في اصطلاح الكسنزان
نقول : الآداب : هي أحوال ربانية ، وهي من أول الأحوال النورانية التي يكتسبها المريد من روحانية شيخه وتسمى بـ( مكارم الأخلاق ) ، حيث يجد المريد في داخله قوة تلقائية تحمله على إعطاء كل زمان ومكان حقه ومستحقة من الآداب التي تليق به من دون إختيار أو كلفة ، ومع استمرار السلوك في نهج الطريقة ودوام تأثر المريد بهذه الأحوال ، تتغير صفاته وتترقى من المرتبة الدنيا إلى مرتبة أحسن تقويم والمسماة بمرتبة
( الربانية ) أو ( الخلق العظيم ).
إضافات وإيضاحات
[ مسألة - 1 ] : في أهمية الأدب .
يقول الصحابي أنس بن مالك {رضى الله عنه} :
" الأدب في العمل علامة قبول العمل " .
ويقول الشيخ الجلاجلي البصري :
" التوحيد موجب يوجب الإيمان ، فمن لا إيمان له لا توحيد له .
والإيمان موجب يوجب الشريعة ، فمن لا شريعة له لا إيمان له ولا توحيد له .والشريعة موجب يوجب الأدب ، فمن لا أدب له لا شريعة له ولا إيمان ولا توحيد "
ويقول الشيخ أبو علي الدقاق :
" العبد يصل بطاعته إلى الجنة ، وبأدبه في طاعته إلى الله تعالى ".
أركان الأدب
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
" كل الآداب منحصرة في متابعة النبي قولاً وفعلاً وحالاً وخُلُقاً .فالصوفي آدابه تدل على مقامه " .
ويقول الشيخ أحمد زروق :
" الآداب كلها منحصرة في خمسة :
أولها : حفظ الحرمة مع الله ، ومع من له نسبة في جانب الله من نبي أو ولي أو عالم أو غيرهم حتى عوام المسلمين على مراتبهم .
الثاني : علو الهمة في أمر الدين والدنيا ، حتى لا يكون له تعلق بشيء من النقائص ظاهراً ولا باطناً ، وما جرى عليه من ذلك بادره بالتوبة .
الثالث : حسن الخدمة بلزوم الاتباع وترك الابتداع ، والتبري من الحول والقوة في كل أمر .
الرابع : نفوذ العزيمة بحيث لا يسمح لنفسه في حل عزيمةٍ ، ولا بتراخ في محل تشمير ، ولا بركون لموقع تقصير .
الخامس : شكر النعمة ، وأصله شهود المنة ، وهو مبني على خالص التوحيد ، وخالص الإيمان " .
ويقول : " الأدب يختلف باختلاف الأمور والأحوال لكنه يرجع لثلاث :
إقامة الفرائض ، واتباع السنن ، ومعاملة الخلق
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
موسوعة الكسنزان للسيد الشيخ محمد الكسنزان ( قدس الله سره العزيز)