الخلق العظيم
إن الطريقة تفرض سلوكاً خاصاً يحارب المرء فيه صفاته النفسية التي تدفعه إلى سوء الأدب مع الخالق ـ عز وجل ـ ، والتشبه بدلاً منها بالخلق النبوي الشريف الذي هو سبب كل فعل نبيل وعمل صالح وأصله ، فبحمل حضرة الرسول الأعظم لكل طيب وعظيم
من الصفات جاءت أفعاله مثالاً ، أمر الله ـ عز وجل ـ الخلق بالاقتداء به فقال ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجو اللَّهَ والْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيراً (سورة الاحزاب آيه 21 ) فكان من أخلاقه : التقوى - والزهد - والتواضع - والصبر - والجود - والحياء -والصدق - والإخلاص - والرضا - والمجاهدة - والورع - والتوكل - والحزن -والقناعة - والرجاء - والاستقامة - والشكر - وغيرها من الصفات الزكية .
فمن أهداف الطريقة : التخلي عن الأخلاق الدنية والتحلي بالأخلاق المحمدية ، التي تعني مراتب الكمال في العبودية .
وإن الإنسان مطالب بتحقيق عبوديته ليس من خلال ما يقوم به من سلوك مباشر تجاه ربه ـ عز وجل ـ فقط ، أي بالعبادات ، ولكن في كل أموره وتصرفاته ، بما فيها تعامله مع الناس ، فالعبد الحقيقي يبقى عبداً في كل أحواله وأوقاته ، وفي تعامله مع الخالق والخلق ، اذ يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني : " الفوز هو في أدب الصحبة والمعاشرة مع الخالق ـ عز وجل ـ والخلق