صبرى محمد خليل
عدد الرسائل : 187 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
| موضوع: بدعه التحليل والتحريم بدون نص قطعي الأحد يناير 11, 2015 8:10 am | |
| بدعه التحليل والتحريم بدون نص قطعي د. صبري محمد خليل / أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم Sabri.m.khalil@hotmail.com نهى النصوص عن التحليل والتحريم بدون نص قطعي : نهت النصوص عن التحليل والتحريم بدون نص يقيني الورود قطعي الدلالة : قال تعالى ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ.)(النحل:116).وقال تعالى ﴿ يَا أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ (المائدة 78)، يقول الإمام الشوكاني في تفسيرالايه (لا تعتدوا على الله بتحريم طيبات ما أحل الله، ولا تعتـدوا فتحـلوا ما حرم الله عليكم، فهو اعتداء في الحالتين؛ ولهذا قال تعالى" إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" ﴾. وقال تعالى﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾ (المائدة 79) يقول ابن كثير (ما ينبغي لبشر آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة أن يقول للناس اعبدوني من دون الله بالطاعة في الحلال والحرام دون إذن من الله، كما كان يفعل أهل الكتاب مع الأحبار والرهبان، فإنهم كان يعبد بعضهم بعضاً من هذا الوجه، فيتبعون في التحليل والتحريم. أما الرسل وأتباعهم من العلماء العاملين فإنهم إنما يأمرون بما يأمر الله، وينهون عما نهى الله، أداءً للرسالة وإبلاغاً للأمانة). امتناع السلف وعلماء أهل السنة عن التحريم والتحليل بدون نص قطعي : اتساقا مع النهى الوارد في النصوص المشار إليها أعلاه ، فقد امتنع السلف الصالح وعلماءاهل السنة عن السلف عن التحريم والتحليل بدون نص يقيني الورود قطعي الدلالة ، قال ابن وهب (سمعت مالك بن أنس يقول: أدركت علماءنا يقول أحدهم إذا سئل: أكره هذا ولا أحبه، ولا يقول حلال وحرام.)( ابن رجب، جامع العلوم والحكم، تحقيق محمد الأحمدي أبو النور "القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر، ط2، 1424هـ" ص822-823. ) ، وقال الإمام الشافعي، في الرسالة(ليس لأحد أبداً أن يقول في شيء حلَّ ولا حَـرُمَ إلا من جهة العلم، وجهة العلم الخبر في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس). التحليل والتحريم بدون نص قطعي بدعه(المستوى العملي ) : و على المستوى العملي فان التحليل والتحريم بدون نص نص يقيني الورود قطعي الدلالة بدعه في ذاته فيما يلزم منه ، ذلك ان البدعة هي الاضافه إلى أصول الدين، بدون نص يقيني الورود قطعي الدلالة ، قال الرسول( صلى الله عليه وسلم)(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)( رواه البخاري ومسلم) وفي رواية(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)( رواه مسلم). وبالتالي فان فعل التحليل والتحريم بدون نص يقيني الورود قطعي الدلالة هو في ذاته بدعه، لأنه يخالف النصوص الواردة في النهى عن ذلك، ويخالف السلف الصالح وعلماء أهل السنة فى امتناعهم عن ذلك. كما أن ما يلزم من فعل التحليل والتحريم بدون نص يقينى الورود قطعي الدلالة من مفاهيم وقيم وقواعد هي بدعه ، لأنها لم تستند إلى نصوص يقينية الورود قطعيه الدلالة . ادعاء حق التحليل والتحريم شرك في الربوبية(المستوى العقدي ) :و على المستوى العقدي فان ادعاء حق التحليل والتحريم هو شرك في الربوبية ، ذلك أن التحليل والتحريم هو أساس التشريع ، الذي هو صفه من صفات ربوبية الله تعالى ، والتي لا يجوز إسنادها لغيره تعالى ، قال تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ). لذا قرن القران الكريم بين القول على الله بغير علم " والتحليل والتحريم بدون نص يقينى الورود قطعي الدلالة من أشكاله " والشرك بالله ، قال تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).(الأعراف:33). كما قرر القران الكريم أن طاعة من يحرمون ويحللون هو اتخاذ لهم اربابا من دون الله ، قال تعالى (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(التوبة: 31) ، وعند الترمذي وغيره (أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية على عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه فقال"يا رسول الله لسنا نعبدهم. قال: أليس يحلون لحكم ما حرم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال: بلى. قال النبي صلى الله عليه وسلم فتلك عبادتهم" ) للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة المواقع التالية: 1- د.صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات https://drsabrikhalil.wordpress.com 2- د صبري محمد خليل Google Sites https://sites.google.com/site/sabriymkh
| |
|