بسم الله الرحم الرحيم
اللهم لا تُؤْمِنَّا مَكْرَك*
ولا تُنسِنا ذِكْرك*ولا تَهْتِكْ عنا سِتْرك*
ولا تولّنا غيرك*ولا تجعلْنا من الغافلين.
صـلى الإلـه على النبي وآلـه *
وثنى عليه بعدها بسلام*
والخـلق كلهـم بمثل صـلاتهم *
من في السماء وأرضه الأيام*
العقل
كالبحر كلما إزداد عمقاً قلت ضوضاءه.
إذا لم نقرأ سوى ما نوافق عليه فلن نتعلم إطلاقًا.
اللهم صل على مَطْلَعِ شَمْسِ القِدَمِ * وفاتِقِ رَتْقِ العَدَمِ *
ودليلِ الكنزِ الأعظمِ * وسبيلِ الملِكِ الأرحمِ * ولسانِ عِلْمِ القلمِ *
وإمامِ كلِّ مُـقَـدَّمٍ * وأصلِ نِعَمِ العَالَمِ * الذي جعلتَ باطِنَهُ لوحدتِكَ *
وظاهِرَهُ لرحمتِك * وآخِرَتَهُ لشفاعتِكَ * سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه وسلم
تسليماً كثيراً إلى يومِ الدين *
أصل تفرق الأهواء والسبل واختلاف الملل والنحل وذلك لأنهم لما كلفوا
بالاقرار بالوحدانية من طريق الخبر وحجبوا عن تعين المخبر به
وهو معاينته بالقلب توددوا واضطربوا فرجعوا إلى عقول مسلوبة
وأفهام محجوبة وتحيروا في ظلمة أنفسهم وضعفت أبصار فكرهم
فلم يبصروا فحصلت قلوبهم في أكنة الخذلان وعليها الصدأ والحرمان .
فالهجوم على الأمور من غير نظر في العواقب موقع في المعاطب.
قال بعض الحكماء من استعان (بذوي العقول) فاز بدرك المأمول.
وقال بعضهم :
(لا تصلح الأمور إلا برأي أولي الألباب. والرحى لا تدور إلا على الأقطاب)
قال البيهقي :قيل لرجل من بني عبس: ما أكثر صوابكم!!! فقال:
نحن ألف رجل فينا حازم ونحن نطيعه فكأننا ألف حازم!!!.
وقال علي كرم الله وجهه: نعم الموازرة المشاورة، وبئس الاستعداد الاستبداد.
قال الماوردي: فيتعين على( العاقل) أن يسترشد إخوان الصدق الذين هم
ضياء القلوب ومزايا المحاسن والعيوب على ما ينبهونه عليه من مساويه
التي صرفه حسن الظن عنها فإنهم أمكن نظراً وأسلم فكراً ويجعل ما ينبهونه
عليه من مساويه عوضاً عن تصديق المدح فيه.
وقال بعض الكاملين: [حكمة الأمر بالاستشارة أن صاحب الواقعة لا ينفك
عن هوى يحجبه عن الرشد فيسترشد (عاقلاً كامل العقل حازم الرأي)
لا هوى عنده].
فأشد الناس جهلاً في نفسه من يُـريِ الناس أن فيه خيراً
ولا خير فيه في باطن الأمر. فلما تخلق بأخلاق الأخيار وهو في الباطن
من الفجار ، وسيجزي الله شديد العذاب عليه يوم القرار.
وحكمة الحكمة:
العلل في طريق السالكين ليس لها محل إلا النفوس فقط
لا حظ فيها للعقول!!!. ولا للبدن!!!
فإن دواء علل العقول اتخاذ الميزان الطبيعي وإزالة الفكر
ومداومة الذكر ليس إلا .. وعلل البدن الأدوية الطبية...
وأما أمراض النفس :
مرض في الأقوال: كالتزام قول الحق فإن الغيبة حق وقد نهى عنها .
والنصيحة في الملاْ حق وهي نصيحة مذمومة .
وكالمنِّ والتحدث بما لا يعني ونحو ذلك.
ومرض في الأفعال كالرياء والعجب
ومرض في الأحوال كصحبة للأولياء ليشيع أنه منهم وهو في نفسه
مع شهوته !!!.
فمن عرف هذه العلل وأدواءها وخلص نفسه منها فقد نفعها واستصحب عقله
وكان وزيراً ناصاً له !!
فنعم الواهب
ونعم الموهوب له
ونعمت المواهب .
ولا يكون هذا إلا بالمجاهدات والنوافل بواسطة الأسماء والصفات
التي تُرفع إلى الكبير المتعال.
فمن قام بها كان من الأولياء
فإنها عماد الأعمال.
وهذا حال
مثل
بحر ليس له ساحل
يغرق فيه المحبين
لا خروج منه
ولا يوصف كنهِ ما قلنا إلا أولي الألباب
أصحاب
العقول الخالصة
عن قشور الأوهام
واللزوم في قرع الأبواب! .
سمير عبد الحي.