هذه حلقات بلغت إلى الآن السبعين ولمن أراد مراجعتها فسيكون هناك رابطا في نهاية هذه المشاركة إن شاء الله ..
وهي عن سياحة العدناني المريد وشيخه في بر مصر .. يجوبون أرض المحروسة بحثاً عن أهل الله ملح الأرض .. وحجة الله البالغة ..ووراث الطيب والمسك والعنبر من نور أحمد صلى الله عليه وآله وسلم ...كتبتها أختنا fatma بعنوان العدناني مريد من رجب إلى العيد وسأنقل لحضراتكم هذه الحلقات الرائعة والتي تشبه في كتابتها كتابات الرائع عبد الحكيم قاسم في كتابه الأشهر ايام الإنسان السبعة ..لتقص علينا fatma بعضا من أحوال الدراويش وسياحتهم الرياضية الربانية ......
وإليكم الحلقات بداية من شهر رمضان الكريم وفي إنتظار أختنا fatma أميرة المعاني :
الحلقة الحادية والستون
الخميس أول رمضان
كل عام والجميع بخير، والعدناني وشيخه منتشيان بعبق رحاب شارع الأشراف بساحة السيدة رقية، وقيد خطوات من السيدة سكينة، أو السيدة نفيسة وكذلك السيدة عائشة، وبقليل من السعي على القدم يذهبان لسيدي علي زين العابدين ومن هناك لسيدتنا السيدة زينب.
وشرف الجوار هذا حلم للكثيرين، ومنحة لا تصل لغير الموصولين، والمحسوبين، وكانت هذه القناعة هي مبعث قبول المكوث في هذه الخدمة بهذا التكليف، ودار العدناني في دولاب عمل الطهاة الدراويش، وكل يد تمتد لشيء تفعله بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
حتى كاد العدناني يحسد نفسه من السعادة التي من الله عليه بها بأول يوم بشهر الصيام رغم إجهاد العمل بين الطهاة، ومقدمي الطعام للفقراء والأحباب على السواء، ولا نو إلا بعد شروق شمس اليوم التالي.
الحلقة الثانية والستون
الجمعة ثاني أيام رمضان
الجمعة ملتقى جمع من الإخوان طوال العام بمقر خدمة الشيخ أحمد مجاهد، ولذا فقد كانت بالجمعة الأولى من رمضان ذات تميز في الحشد الحاضر، وجميعهم ذوو وجوه مشرقة وقلوب عامرة بالحب والإيمان.وبعد صلاة العصر عزم كل راغب في الانصراف على المغادرة، وهم الطهاة بترتيب شئونهم، حين مال أحد الحاضرين للواء كمال زهران مسرا إليه حديثا، تهللت بعده أسارير اللواء بشرا، ثم قام يتفرس الحاضرين، فأشار إلى رجل قائلا أنت وفريقك، ثم آخر وفريقه حتى جاء العدناني فقال وأنت وشيخك، ثم سأل كم جماعة قسمناكم، فكانوا خمس جماعات، ثم أردف قائلا: على كل جماعة منكم أن ترشح واحدا منهم ليسافر في أداء عمرة بعد أيام، وكان من الطبيعي أن يقدم العدناني شيخه، ولكن الشيخ أقسم أن يقدم العدناني، فلما رأى الشيخ من العدناني أسى شديدا لإيثار الشيخ إياه بهذه العمرة، مال إليه الشيخ وقال له نلتقي هناك إن شاء الله، أما تذكر رحلتنا من شمس المعاني لأبي الحسن الشاذلي؟، فانبسطت أسارير العدناني، وكان من الفائزين بهذه العمرة كواحد من الخمسة.ثم قال لهم اللواء هذه هدية أخيكم هذا وعلى نفقة شركته نفقة كاملة بأعلى الدرجات، نسأل الله له دوام النعمة، أما أنتم فبعد يومين ينبغي أن يقدم لنا كل واحد من خمستكم جواز سفره، ومن ليس له جواز سفر فليستخرج له واحدا غدا.وبات العدناني بين أحلام الرحلة المرتقبة ومن الله الغامر بات شاكرا حامدا ما أمكن لعبد مثله أن يحمد ربه.الحلقة الثالثة والستون
السبت ثالث أيام رمضان
لا عهد للعدناني بالدواوين الحكومية، ولكن لابد مما ليس منه بد، وكانت تجربة ميسرة، فمرورا بجهة عمل أحد الإخوان لاستيفاء اعتماد الأوراق، ثم لمصلحة ا لجوازات، وسرعان ما عاد بعد الظهر وبيده جواز سفره الأول.وإكراما له من إخوانه الطهاة تركوه يعوض ما فاته من نوم فما فعل بهذا اليوم غير الإفطار والصلاة حتى انقضت الليلة.
الحلقة الرابعة والستون
الأحد رابع أيام رمضان
اليوم موعد تسليم الجوازات للواء كمال، وعند العصر جاء الرجل فقدمت له خمس جوازات سفر فحصها ولم يعلق، ثم أودعها حقيبة بيده، وتوالت الساعات، حتى ما بعد صلاة التراويح، ثم انتقل المتواجدون لحضرة بالسيدة نفيسة، ولم يكن بالحضرة ما يميزها عن سواها من الحضرات، وعاد العدناني والجماعة بقلوب عمرها الذكر والصلوات.الحلقة الخامسة والستون
الاثنين خامس أيام رمضان
بينما ينصرف العدناني بعد صلاة الظهر من مسجد السيدة نفيسة إذ لقيه رجال من قرية العجميين من الفيوم فسلم عليهم ودعاهم لاصطحابه لمقر الخدمة بالسيدة رقية، فاعتذروا فقد كان معهم مريض جاءوا به ليتلقى علاجه بالقاهرة، وبناحية من المسجد رأى العدناني مريضهم الذاهل وكأنه يعاني سكرات الموت، فلم جاءوا به هنا؟رأى الرجال أن يطوفوا بمريضهم ساحات أهل البيت قبل إدخاله مستشفى، فببركة أهل البيت يعجل الله بالشفاء وييسر عسير الظروف، وتبين للعدناني أن إخوانه لا وجهة لهم لمستشفى بذاتها، ولا فكرة لديهم عن الأمر، فاصطحب أحدهم وترك الباقين مع المريض، وانطلق نحو مقر الخدمة، فلم يجد من يفيده، فانتقل لخدمة آل أبو العزم، وهناك لقيته الحاجة ليلى أبو العزم وهي السيدة الفاضلة فأخبرها الخبر، وأمكن لها على الفور استقدام سيارة إسعاف تقل المريض إلى مستشفى الحسين الجامعي، وبرعاية إخوة من كبار أطباء المستشفى أدخل الرجل المستشفى، ولم يبق مع المريض غير رفيق واحد، بينما عاد الباقون مع العدناني إلى مقر الخدمة قبل المغرب والإفطار.كان امتنان الرجال وشكرهم لله ثم لآل البيت وللعدناني لا حد له، فهم أدركوا أن الأمر لم يكن بوسعهم إنجازه، فاختيار مستشفى، والتمكن من العثور على مكان لإدخال مريض بشكل فوري فيها وشمول المريض برعاية وعناية خاصة من ضروب المستحيل لهؤلاء البسطاء الذين ألقوا بمرساتهم ومريضهم بساحة السيدة نفيسة.فمن الله عليهم بإجابة دعائهم بالتيسير، ومن عليهم بمقر إقامة يتابعون منه مريضهم.الحلقة السادسة والستون
الثلاثاء سادس أيام رمضان
اليوم موعد تسلم تأشيرات العمرة للمعتمرين وحجز تذاكر الطيران، وشراء ما يلزم من إزار ورداء للإحرام وبعض لزوميات السفر، ولكن بأيها تبدأ جماعة المعتمرين؟.
هم لا يملكون دفعا ولا جذبا في التأشيرات أو تذاكر الطيران، فليس أمامهم سوى النزول إلى السوق لشراء لوازمهم.
ولذلك فكانت صلاة الظهر بمسجد سيدنا الحسين، ثم بدأت مسيرة التسوق بوسط المدينة، ومع تعدد مطالب الجماعة وارتباطهم في شراء كل شيء، بلغ وقت التسوق أضعاف ما يلزم لكل واحد منهم، وبلغ إجهاد التسوق أضعاف ما يصيب كل واحد منهم، وكان أثر ذلك أنهم عادوا لمقر الخدمة عند المغرب وقد بلغ منهم الإجهاد ما بلغ.
ولكن لن يشفي قلقهم سوى لقاء المساء بعد صلاة القيام ليطمئن المعتمرون على رحلتهم، وقد كان، فقد تسلم كل منهم جواز سفره وتذكرة الرحلة ذهابا وإيابا ومبلغا للنفقة، وسرعان ما تحول المجلس إلى عرس بهيج كان نجومه المعتمرين، وبعد مراسم الحفل البسيط تم جمع الجوازات وتذاكر السفر مجددا لتكون بيد مشرف شركة السياحة التي تنظم الرحلة.
والخلاصة تحدد موعد السفر في اليوم الرابع عشر من رمضان على أن تكون العودة يوم عيد الفطر.
الحلقة السابعة والستون
الأربعاء سابع أيام رمضان
أجريت اليوم الجراحة ناجحة لمريض الفيوم، وبعد زيارة قصيرة عاد العدناني لمقر الخدمة، وكانت مؤامرة الدعابة بانتظاره، فهو منذ أيام لم ينتفع به في أعمال الطبخ، بين إخوانه ويذهب ويعود وكأنه شيخ العربان فما أن عاد واطمأن الإخوة على المريض حتى دفعوا به لأعمال الطبخ، واختاروا له أشقها على النفس، فعهدوا إليه بكيس كبير من البصل يزن خمسين كيلو جرام اضطر العدناني أن يرده إليهم محمرا، ولكن البصل لم يحمر قبل أن تحمر عينا ووجه العدناني أيضا، فأقسم أن لا يأكل هذا اليوم من هذا الطعام، وكاد أن يفتي بتحريم البصل أو الطبخ بمجمله.وكان على العدناني ليلا أن يغسل أوعية الطعام، فكان هذا أسوأ يوم وليلة في عامه أو في عمره، ولعله أكثر الأيام ثوابا عند الله.الحلقة الثامنة والستون
الخميس ثامن أيام رمضان
اليوم ذكرى ميلاد سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن سيدي علي زين العابدين ابن سيدنا الحسين عليهم السلام وعلى جدهم أفضل الصلاة والسلام.
وليس لسيدي جعفر الصادق ضريح بمصر يلتف حوله الناس ليحتفلوا.
ومن العبارات الشهيرة بين الدراويش ظاهرة "المولد المتنقل"، فما هو المولد المتنقل؟
هو الشيخ ياسين التهامي نجم المنشدين، فأينما يقام سرادقه بأي أرض بمصر أو بخارجها ينعقد المولد بطقوسه كاملة، ويتطوع الشيخ ياسين التهامي بإحياء الذكرى بساحة سيدي علي زين العابدين فانعقد المولد هناك خرقا لعادة كف الموالد برمضان.
وكل ممنوع مرغوب، فكان هذا المولد على شوق فوق العادة في رمضان، وكانت ليلة واحدة ولكنها بدت وكأنها ليلة القدر، لولا أنها في الثامن من رمضان.
الحلقة التاسعة والستون
الجمعة تاسع أيام رمضان
صلاة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها طوال العام تشعرك بعزة الدين فكل ما تراه تشهد فيه الرقي والرفعة، وفي رمضان يتدفق الخير بساحة حضرتها تدفقا فكأنك في شعب ومجتمع غير الذي تعرفه فوق هذه الأرض.وسنة الله أن طيب الوقت قصير، فقد جاء العصر سريعا، ودارت دورة إعداد مائدة الرحمن ككل يوم بالشهر الفضيل، وانقضت صلاة القيام، وككل يوم جمعة كان المكان حافلا برواده من الأحباب، وانعقد مجلس الأحباب.وسأل أحد الحاضرين العدناني، أهل بقي لك مقام ولي لم تزره، فأجاب العدناني: نعم- لم أزر مقام السيدة رابعة العدوية، وأسمع أن لها مسجدا بالقاهرة، لكني لم أزره.فضحك الرجل وقال يا أخي: ذلك مسجد حديث لا علاقة له بالسيدة رابعة العدوية وليس إلا اسم اختاره الناس، فمدينة نصر عمرها أقل من الخمسين عاما، بينما كانت رابعة من قديم، فسأله العدناني وفي أي عصر كانت السيدة رابعة، ومن شيخها؟.....فلم يجد الرجل جوابا، وأعاد طرح السؤال على الحاضرين، فما وجد أحدهم جوابا، فالتفت العدناني لشيخه وكأنه يطالبه بالجواب ظنا منه أن شيخه رغم صمته وسمته هو أعلم الحاضرين.فقال الشيخ: الحقيقة أن رابعة العدوية أسطورة لا حقيقة لها، فلم تكن يوما ما امرأة لها هذا الاسم، ولها هذه السيرة، وإنما كان الأدباء والشعراء من بني أمية يستنكفون أن يعرف عنهم كتابة الشعر أو اعتناق سلوك الدراويش فكان الرجل منهم أو المرأة يتخذ اسما مستعارا لأعماله، ثم يدفعها لأحد عبيده كاتمي سره ليلقيها إلى راوية يروج لها بين الناس، وهو أو هي في خفاء، وصانع سيرة رابعة أديب أموي من المتأخرين انتحل لها من شعر أبي فراس الحمداني الذي كتبه في سيف الدولة، ومنه الأبيات التي تقول:فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
وهي أبيات من قصيدة كتبها أبو فراس في أسره يعاتب سيف الدولة ومطلعها:
أَما لِجَميلٍ عِندَكُنَّ ثَوابُ وَلا لِمُسيءٍ عِندَكُنَّ مَتابُ
ويختم القصيدة بالبيتين المشار إليهما.ويضيف الشيخ: ولذلك يا ولدي لا يعرف لها أحد موطنا ولا شيخا ولا قبرا ولا عصرا.....والله أعلم.وجرى الحديث في تأييد الأدلة التي ساقها الشيخ حتى انقضى الليل، وقد أسقط الحاضرون رابعة العدوية من ديوان الأولياء.الحلقة السبعون
السبت عاشر أيام رمضان
على أثر حديث أمس تذكر العدناني أنهما لم يزورا دسوق ومقام سيدي إبراهيم الدسوقي، فطلب ذلك من شيخه، فأجابه لمطلبه واستأذنا القائم على الخدمة، وصليا الظهر ثم غادرا قاصدين دسوق، بمحافظة كفر الشيخ، وقيل المغرب كانا هناك، فزارا المقام وصليا العصر، وجلسا بالمسجد قليلا ثم قاما خارجين، وإذا بالأخ/ سيد إبراهيم، وهو من كفر الشيخ مولدا ونشأة ولكنه مقيم بالقاهرة، إذا به يسلم على الشيخ سلام اشتياق، ويذكره أنهما التقوا بإدفو بساحة الشيخ مصطفى عبد السلام، وأصر أن يصحبهما، فهو وإن كان ضيفا بيومه بدسوق، إلا أنه من أهل الإقليم مولدا، والخلاصة – أنه اصطحبهما إلى ساحة وخدمة بجوار سيدي إبراهيم الدسوقي فأمضيا بها ليلتهم.color=black]http://amiratulm3any.malware-site.www/*
الرئيسية 
