مقدمة الشارح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح العالم الرباني والعارف الصمداني يوسف ابن أحمد المولوي
مقدمة الشارح الشيخ يوسف ان أحمد المولوي
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله الذي جعل الشريعة سراجا للطالبين . والطريقة مذهبا للسالكين . والحقيقة مشهدا للواصلين و أوجد الأشياء من عدم فجعلها مثنويا. صوريا أو معنويا ما كان وما ی?ون .كما أخبر سبحانه وتعالى في كتابه المكنون ، ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون. فسبحان الذي خلق الأزواج ?لها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون. وأصلي على نبيه محمد سيد الكونين . ومفخرة الثقلين و إمام القبلتين. ما اختلف اللوان وماكر الجديدان. وما ذكر الله الذاكرون، وعلى آله وأصحابه الطاهرين و أوليائه الذين هم في سماء شرع، كالنجوم ونحن على آثارهم مقتدون.(أما بعد) فيقول فقير ربه العلي يوسف بن أحمد المولوي خادم الفقراء بزاوية بشكطاش التي هي من لواحق اسلامبول.ان بعض فقراء المولوية من أهل الشام أفاض الله على قلوبهم بنایع الحكم من عين اللطف والكرم طلب مني شرحا للمثنوي وأن يكون باللسان العربي ?ی ينتفع بها السالكين من أبناء العرب.لأنه يحصل لهم بقراءة شروحه التركية النصب .فآلت روحی الی آداء مراده وان لم اكن أهلا للاستطاعة لان المثنوي بحر بلا غاية لا يصل أحد معانيه بمجرد العقل والدراية.بل بتأييد من الله تعالى مع التوفيق والهداية وأسأل الله تعالى الكريم أن يلهمني ما هو المراد من كلام وليه الحكيم فان وراء العمل علما يدق عن مدارك غاياته العقول الصحيحة فكيف بالسقيمة أعاذنا الله وإياكم من أوهام المتوهمين وسوء أفكار المتفكرين أنه على ذلك قدير و بالاجابة جدير.وسميته (المنهج القوى لطلاب المثنوى) وأهديته لأولاد العرب ، لأنه لفهمهم أقرب والله الهادي وعليه إعتادی والمأمول من اطلع عليه أن ينظر إليه بعين الإنصاف وليجعل ما ينطق به في حق هذا الفقير الإسعاف. (تنبيه) لا يخفى أن الله تعالى أبدع الأشياء وأودع فيها سره فكان الابداع والايداع عند أهل الله وخاصته هو نور الجمال وغمور الجلال فالله تعالى أوجد واحيا وأبدع بنور جماله ، فكانت النسب والاضافات ظاهرة والقوی الحسية باهرة والدنيا صريحة و العقبى متضمنة.وأفنى وأمات وأخفي وأعدم بوجه غمور جلاله أى شدته . فكانت العقبى ظاهرة والدنيا غير مستقيمة ولكل من الجمال والجلال صورة الجمعية والإحاطة النورية ولكل من التدريج والدفع اقتضاء ومدة معينة وتربية مبينة .والاقتضاء في المراتب الأربعة :وهي الفردية والكلية والجمعية وجمع الجمعیة تمام وللشؤنات الذاتية والأفعال الربانية رباط مع الظاهر من الآثار الكونية المضبوطة بعضها ببعض، وضبطها حاصل ببداية الأفعال ونهايتها مقدرة بمقتضى الاسماء الالهية الدورية .فتكون النهاية عين البداية بالعكس . كان لكل من الأسماء السبعة استدعاء وهي العليم والحي والقادر والمريد والسميع والبصير والمتكلم. فالعلم والحياة والقدرة والإرادة بسائط والسمع والبصر والكلام وسائط فاعتبروا حر?ات بسائط الأسماء الأربعة على الترتيب بالعظمى والكبرى والصغرى .وعبروا عن دورتها :العظمى لاهوتية والكبرى جبروتية والوسطى ملكوتية فلهذا تحتاج كل صورة من الاشخاص التي هي في تعين عالم الحس إلى مداد اسم وجودی ، و يترتب للحقيقة الإنسانية اسم وجودی و?لی.ويختص الإنسان بهذا الاسم وعاقبه العاقبة يتعلق برجوعه إليه ، وله في كل فلك من حيث الكواكب والمنازل وغيرها صورة ومظهر ثابت فالأسماء المزبورة في هذا العالم وهو عالم السكون والفساد بتلك المظاهر ظاهرة ولكل منها صورة من حضرته بشری ومزاج انساني فان كان ذلك الاسم وجوديا وكليا فهو متعين مطابقا لمزاج كامل ومدد وواحدي السير من غير توقف ولا تعويق يذهب فى العناصر والمواليد بصورة الغذائية من صلب الأب إلى رحم الأم .فيتعين خروج ذلك الكامل وان كان وجودا جزئيا فيكون التعين المزبور غير كامل.وتلك التعينات والتشكيلات بواسطة تعويقات فلك القمر مظاهرها المولدات وصور: العنصرية المزبورة مرادة لغيره بعضها لاجل تعين صورة كامل بمثابة الأسباب والشروط كالآباء والأمهات.و بعضها كيفية مراتب ومقامات المؤمنين لتعميرها بمثابة الآلات والمعاونات وبعضها مسخر لتعمير هذا العالم وهو عالم الشهادة وترتيبه كعوام الناس .فالجزئي الوجودی من جهة اقتضاء وضعه الفلكي متعين بمزاج اسم آخر يكون حكمه لهذا الاسم مضافا بوضع اتصالي وبالاتصال هذا الاسم المضاد له يقتضي منعه حتى الى ذاك الوقت على اتفاق ذاك الاسم من حيث مظهريته بلا معارض يستقر في رحم الأم .ويظهر سالما بصورة الانسانية ولا تذهب مذهب التناسخ.وتتفكر الدور والتسلسل لأن مراتب التنزلات الإنسانية تكون أخروية ، ولا ترجع لعالم الشهادة على وفق تموتون كما تبعثون وتحشرون كما تموتون و الاعمال والافعال سيئة او حسنة ترتبط بصورة في البرزخ وتحشر بتلك الصورة المكتسبة ولايذعن لهذا اهل الضلال .وأما مقربو ذات الكبرياء فحصلوا بقبول الامانة لا ظهاران غير الإنسان ليس قابل المعرفة الربانية . وحملها الإنسان ، فكان جنسه على ثلاثة أقسام: قسم كالبهائم وقسم كالملائكة وقسم كالانبياء الفرقة الناجية في الصف الاول أرسلوا لأجل التجارة الاخروية لم ينسوا وطنهم الأصلي قلوبهم مرايا الانوار الالهية هم أصحاب الشهود والايقان والذوق والوجدان رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .محروقون بنار العشق على حكم حب الوطن من الإيمان جل همتهم إرشاد الخلق .وقسم مسكوا فى العالم الفاني وطنا و ذهلوا عن رجوعهم لوطنهم الأصلي فاحتاجوا لمذاكرة وطنهم الأصلي حتى إذا نصحوا وأقبلوا وصفوا وتشبثوا واقتدوا بأثر الأنبياء والأولياء .وقسم رأوا وطن هذا العالم وطنا أصليا فمالوا الى أمان طبيعتهم بملابسة اللذات والشهوات النفسانية ومتابعة التسويلات الشيطانية ، فمالوا إلى الخيال الباطل فإذا دعوا علموا قال الله تعالى :" ?لا سيعلمون ثم كلا سيعلمون" .فالقسم الأول مرتبة الأنبياء والمرسلين والعارفين .والثاني أصحاب اليمين .والثالث أصحاب الشمال .ومقتدى الكل من الأنبياء والمرسلين والأولياء والمؤمنين سلطان سلاطين الموحدين خاتم الانبياء والمرسلين على موجب "بلغ رسالة ربك" وليبلغ الشاهد الغائب .كانت خلفاؤه على أثره، وارثين حقيقته مبلغين ما أمرهم به مخاطبین لأصحاب اليمين وهو صلى الله عليه وسلم المخاطب بقوله :"اقرأ باسم ربك الذي خلق" وب?ون هذه الآية أول نزول القرآن .وقال الله تعالى : "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" و بهذا علم أن من لوازم التعليم السمع فقال سلطان الطريقة من معدن الحقيقة بالنفس الرحماني والسر الاحمدي إرشاد الطالبين وتعليما للسالكين..