منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:27 am

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية

الفقرة الأولي:
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه.
وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات.
فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.
فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.
فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.
فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «و ما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه.
لكن الأمر يقتضي الانقياد: وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.
فصح أن الدين هو الجزاء، وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون.
فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.
ثم السر الذي فوق هذا في مثل هذه المسألة أن الممكنات على أصلها من العدم، وليس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هي عليه الممكنات في أنفسها وأعيانها.
فقد علمت من يلتذ ومن يتألم وما يعقب كل حال من الأحوال وبه سمي عقوبة وعقابا وهو سائغ في الخير والشر غير أن العرف سماه في الخير ثوابا وفي الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدين بالعادة، لأنه عاد عليه ما يقتضيه ويطلبه حاله.
فالدين العادة قال الشاعر: كدينك من أم الحويرث قبلها أي عادتك.
ومعقول العادة أن يعود الأمر بعينه إلى حاله: وهذا ليس ثم فإن العادة تكرار.
لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد.
فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا! إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة. فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة.
فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.
ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه.
وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.


متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
08 – نقش فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية:
الدين عند الله الإسلام. ومعناه الإنقياد.
ومن طلب منه أمراً فانقاد إلى الطالب فيما يطلب فهو مسلم. فافهم.
فإنه لا يسري والدين دينان:
* دينٌ مامورٌ به. وهو ما جاءت به الرسل.
* ودينٌ معتبر وهو الإبداع الذي فيه تعظيم الحق فمن رعاه حق رعايته ابتغاء رضوان الله فقد أفلج.
والأمر الإلهي أمران:
* أمرٌ بواسطة فما فيه من الأمر الإلهي إلا صيغته واسطة وهو الذي لا يتصور مخالفته وبالواسطة قد يخالف وليس.
* وأمرٌ بلا واسطة وإلا لكان خاصة لا الموجود.

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :
08 - فك ختم الفص اليعقوبي


1 / 8   اعلم ان اقران الشيخ رضى الله عنه هذا الفص بالصفة الروحية وبناء  الكلام فيه على ذكر الدين وأحكامه اسرار عظيمة ما لم تعلم لم تفهم مقصوده مما ذكره فالسر الواحد الجامع بين الصفة الروحية والدين هو التدبير وهو على قسمين :
1- ذاتى  
2 - وكسبى تعملي.
والنسخة الانسانية مشتملة على التدبيرين وبهما بقاء الإنسان وصلاح حاله عاجلا وآجلا فالتدبير الذاتي هو كتدبير الطبيعة المزاجية بموجب ما يشتمل عليه من القوى الذاتية والقوى المستفادة من العالم العلوي الحاصلة في طبيعة مزاج الإنسان ، فإنها ايضا فائضة من الفيض دون تعمل ، كما هو قبول الطبيعة المزاجية لها وتصرفها الذاتي بذاتها وبموجب ما قبلته من تلك الآثار العلوية دون تعمل .


2 / 8  والتدبير الاخر تدبير الروح وهو على قسمين : تدبيره العقلي طلبا للاستكمال والتخلق بأخلاق الله والتجلي بصفاته وقصد التشبه بجنابه – دون التهمم بأحوال المزاج وتدقق النظر في مراعاة مصالحه - والقسم الاخر من التدبير للبدن والنظر لمصالحه ، وهو تدبير جامع بين الدبيرين : الروحي والطبيعي فان التدبير للبدن والنظر في مصالحه تدبير يتوقع منه البقاء على الوجه الأصلح ويتضمن ايضا بالنسبة الى بعض النفوس ان يكون هذا التدبير والتهمم لطب البقاء على الوجه الأصلح مقصودا بعينه ، بمعنى انه الغاية ، بل يهتم بذلك ويراعيه لأمر أخر ومطلب اعلى منه ، وهو التخلق والتحلي والتشبه ونحو ذلك كما مر .
3 / 8  ولا شك ان هذا التدبير مخالف للتدبير الأول ولتدبير من لا يعتقد بقاء النفوس ولا يعتقد المعاد الروحاني والجسماني المحقق الذي جاءت به الشرائع فان من هذا شأنه يهتم من حيث نفسه تدبير المزاج ومراعاته لعينه ، لا لأمر أخر ورائه.


4 / 8   والسر الاخر في اقران الصفة الروحية بيعقوب عليه السلام هو ما أشرت اليه فيما قبل من ان يعقوب عليه السلام كالمظهر والمثال للفلك الأول المسمى بالعرش ، فهو اول صورة جسمية دبرها روح ، فناسب ذكر الصفة الروحية هاهنا وأقرانها بيعقوب عليه السلام.

5 / 8  ثم أقول : وهكذا هو امر الدين ، فالدين دينان : عقلى وشرعي  كما ذكره الشيخ رضى الله عنه ولكل منهما معنيان :
أحدهما الطاعة والانقياد ، كما قال تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِسْلامُ " [ آل عمران / 19 ] والانقياد والطاعة على قسمين : ظاهر وباطن.
وكل واحد من القسمين ينقسم الى قسمين :
انقياد وطاعة بالطبع والذات .
وانقياد وطاعة بتعمل .
والمعنى الاخر الاجزاء ويترتب على ذلك من وجهين : ذاتى ايضا وارادى
، فالذاتى يكون بالعدل والموازنة ومعرفته من اجلّ المعارف.
والإرادي يظهر على وجه يظن ان فيه مزيدا على الموازنة ، وليس الامر كذلك .

6 / 8  وتدبير الدين ايضا على وجهين : أحدهما سياسة المتضمنة حفظ مصلحة العالم في الحالة الراهنة عموما وخصوصا ، واليه الإشارة بقولى :
عاجلا والتدبير الاخر هو النظر في امر المعاد وعواقب الأمور .


7 / 8  وإذا صح هذا فأقول : كل ما ذكر الشيخ رضى الله عنه من اسرار الأنبياء ومحتد أحوالهم من اول الكتاب الى هنا راعى فيه التنبيه على سر اولية كل مرتبة من مراتبهم ، ولقد نبهنا على ذلك  فلا يغفل عنه المتأمل لهذا الكلام فحق لنا بعد ان نبهنا على سر الصفة الروحية واختصاصها من حيث هذه الإضافة بيعقوب عليه السلام واقران ذلك بالدين ان ننبه على اصل المجازاة وبما يلائم وبما لا يلائم ومحتدها.


8 / 8  فنقول : اعلم ان المجازاة الاولى الكلية تعينت باعتبار الرحمة العامة الايجادية التي وسعت كل شيء بمطلق قابلية الممكنات المخلوقة ، وقيامها مقام المرايا لظهور الوجود فيها ، وظهور آثاره وتنوعاته ظهوراته بها .
ومن حيث انها لما كانت شرطا في ظهور احكام الأسماء وتعيناتها - كما مر - عوضت بالتجلى الوجودي الذاتي الذي ظهر به عينها لها ونفذ حكم بعضها في البعض ، فظهر بذلك ايضا شرف بعضها على البعض بمزيد الاستعداد وقبول الوجود على وجه أتم ووضوح حجة الحق على القوابل الناقصة والموجودات الموصوفة بالشقاء .
ان ذلك لم يوجبه الحق عليها من حيث هو ، بل ذلك منها لا من سواها . والذي للحق إظهارها بالتجلى الوجودي على نحو ما علمها ، وهذا السر هو مفتاح سر القضاء والقدر ايضا . فاعلم ذلك .


9 / 8   فهذا اصل المجازاة بالموافق ، واما اصل المجازاة بما لا يوافق :
فذلك راجع الى القيود والتغير العارض للتجلى الوجودي من القوابل وحسن المواتاة لما يراد من القابل وعدمه ، فالتكليفات من مقابلة تلك التقيدات الغير المرضية ، ففي اى قابل تقل القيود والتغيرات في التجلي المقبول وظهرت فيه مواتاة مرضية ، كان تكليفه اقل وكان ما لا مندوحة عنه من التقيدات مما هو ضرورى الوقوع معفوا عنه ومغفورا لصاحبه ومستهلك الحكم في جنب باقى الصفات والاحكام التي ظهر القابل بها على الوجه المراد.

10 / 8  فافهم هذا فإنه من اغمض العلوم ، ومن علم سره علم سر الوجوب والتكليف وسر الاباحة والتقييد المسمى بالمحرم والحلال المطلق ، والعفو والمغفرة ، وسبب الشقاء والسعادة والرضاء الحق  وسخطه .
وسر عدم تكليف الصغار من الأناسي وعدم تكليف الحيوانات ، وان ذلك راجع كما بينا الى المطاوعة الذاتية والانقياد بالطبع والظهور بما أريد منه ، بخلاف الإنسان ، فإنه ادعى بحاله من حيث قابليته الصورة الانسانية ان يكون مرآة لحقيقتها تماما ، بحيث يظهر أحكامها بالفعل ، فقوبل بالامتحان مقابلة ذاتية بموازنة حقيقة عدلية  كما سبقت الإشارة اليه وكما أخبر الله سبحانه عن ذلك بلسان بعض المقامات التي يشتمل عليها الحقيقة الانسانية وهو قوله تعالى : " الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ . . . " الى أخر الاية والى قوله : " ولَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ " [ العنكبوت / 1 - 3 ] .


11 / 8  ويعلم من هذا الفصل ايضا سر الرحمة العامة الذاتية والفيض  الجودي وانه في مقابلة مطلق القبول للتجلى الوجودي ، فيدرك الفرق بين مطلق القبول وبين القبول على وجه مخصوص ، ويعلم غير ذلك مما يطول ذكره .

12 / 8 وهذا المقام يحتوي على علوم جمة كلية أضربت عن إيرادها طلبا للاختصار ، وما سوى ما أشرت اليه من اصول هذا الفص فقد نبه شيخنا رضى الله عنه عليه فلنقتصر على ذلك.

13 / 8 لكن بقي تتمة لطيفة من اسرار هذا الفص اليعقوبي اذكرها واختم الكلام عليها ان شاء الله تعالى وهو ان يعقوب عليه السلام ظهر بوصف الدينين فجوزى بالجزائين ، فكان من جزائه بما لا يلائم ما قاساه من فراق يوسف عليه السلام ووقع ذلك في مقابلة فعل صدر منه.

14 / 8 فإنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ما هذا معناه وهو ان يعقوب عليه السلام ناجى ربه بعد فراق يوسف فقال : يا رب أخذت ولدى وريحانة قلبى فرده على أشم شمة ثم افعل بى ما شئت ، فأوحى الله اليه :
ألم تعلم لم كان ذلك ؟
قال : لا !
قيل له : انك كنت تأكل في بعض الأيام طعاما شهيا فمر ببابك سائل جائع فلم تعطه من ذلك الطعام ، فكما احرمته ما يشتهي حرمناك ما تشتهي ، فتاب يعقوب عليه السلام .
قال: وكان بعد ذلك إذا أراد ان يتغذى يقيم شخصا بباب بيته ينادى : الا ان يعقوب اسرائيل الله يتغذى ، فمن شاء ان يتغذى معه فليأت ولما أخذ يوسف أخاه بحجة الصواع كتب الى يوسف قبل ان يعلم من هو صاحب مصر .

15 / 8 بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب اسرائيل الله الى عزيز مصر ! سلام عليك ! اما بعد : فانا اهل بيت خص بنا البلاء.
فاما جدى : فإنه ألقي في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأما أبي فابتلي بالذبح ففداه الله بذبح عظيم وأما أنا فكان لي ولد أحبه وآنس به ، فأخذ مني ، وقد بلغني أنك أخذت لي أيضا ولدا لأنه سارق ، فاللَّه الله في بني فإني لم أسرق ولم ألد سارقا ، والسلام .

16 / 8 فاجابه يوسف : سلام عليك ! من عزيز مصر الى اسرائيل الله !
اما بعد : فإنه وصل كتابك الذي ذكرت فيه شأنك وشأن آبائك ، وقد عرفنا ذلك ، فاصبر كما صبروا تظفر بما ظفروا ، فوطن نفسك على الصبر والرضاء فجازاه الله بما يلائم وجمع بينه وبين أولاده على ما يحب ويرضى .

17 / 8  والسر الاخر في ذلك هو ان القلوب التي شاء الحق منها ان يتجلى له ليصير مستواه ومنصة تجليه ، لا يرضى ان يشارك فيها ، فلما أخذ يوسف من قلب أبيه مكانا لبقية مناسبة ثابتة بين يعقوب وبين ما سوى الحق .
أخذ الحق يوسف عنه بيد الغيرة وصقل بالحزن والم الفراق قلبه فلما آيس وانفرد للحق وتطهر من حكم السوي ، رد الله اليه أولاده على احسن حال وهو الجزاء بما يلائم ، وهذه معالجة الربانية وطب الهى قل من يعرف سره وهذا مقام شريف في طريق الله جربت له بركات لا تحصى وشاهدت صحة هذا الحكم والمجازاة في نفسى وفي جماعة من اهل الله.
والحمد لله .

.


كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية:


يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي عن إله المعتقدات:
هو ظهور الله تعالى في صورة معتقد العبد، فهو الإله المحدد الذي وسعه قلب عبده .
ونورد فيما يلي نصوص الشيخ ابن العربي التي تثبت تعريف (إله المعتقدات) الذي ابتدرنا به كلامنا:
" إن الناظر في الله خالق في نفسه بنظره ما يعتقد، فما عبد إلا إلها خلقه بنظره، وقال له كن فكان.
ولهذا امرنا الناس أن يعبدوا الله الذي جاء به الرسول ونطق به الكتاب، فإنك إذا عبدت ذلك الإله، عبدت ما لم تخلق بل عبدت خالقك ... فإن العلم بالله لا يصح أن يكون علما إلا عن تقليد ... 


" ... قال كل صاحب نظر بما أداه إليه نظره، فتقرر عنده أن الإله هو الذي له هذا الحكم وما علم أن ذلك عين جعله، فما عبد إلا إلها خلقه في نفسه واعتقده ... فما ترى أحدا يعبد إلها غير مجعول فيخلق الإنسان في نفسه ما يعبده وما يحكم عليه والله هو الحاكم .
""المقصود بـ صاحب النظر هنا اهل الفلسفة والنظريات والمنطق والتفكير العقلي واهل العقلانية بعيدا على الشرائع الإلهية وما أوتى الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم جميعا . فـ إبليس من أصحاب النظر "إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) " سورة البقرة ، " إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74)" سورة ص ""

" الحق الذي يخلقه العبد في قلبه بنظره الفكري أو بتقليده الإله المعتقد .
" فكان موسى أعلم بالأمر من هارون، لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه بأن الله قد قضى إلا يعبد إلا إياه، وما حكم الله بشي إلا وقع ... فإن العارف من يرى الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء .

في النص الأخير يبين الشيخ ابن العربي  أن العلم هو الفيصل الدقيق بين الكفر والإيمان، فعبادة أصحاب العجل للعجل كفر، لأنهم غير عارفين بما يعبدون، أما العارف فهو من يرى الحق في كل شيء، حتى في العجل.

ثم يختتم ابن العربي الطائي الحاتمي فصوص الحكم بجملة فيها مكانة الإله المطلق من إله المعتقدات، يقول: " إله المعتقدات تأخذه الحدود وهو الإله الذي وسعه قلب عبده، فإن الإله المطلق لا يسعه شيء، لأنه عين الأشياء وعين نفسه، والشيء لا يقال فيه نفسه ولا لا يسعها.

تقول الدكتورة سعاد الحكيم " إله المعتقدات عند ابن العربي الطائي الحاتمي :
هو صورة أو فكرة الله التي يخلقها عقل العبد أو تقليده، فيسعها قلبه، إنها صورة صفاتية لله يسعها كل إنسان قدر طاقته وعلمه .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن إله المعتقدات في اصطلاح ابن العربي  :
" إن فكرة (إله المعتقدات) ليست استنباطا جديدا وإنما هي في الواقع عملية عزل وتسمية.


لقد لاحظ الشيخ ابن العربي أنه لابد لكل إنسان من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها.
كما لاحظ تعدد هذه العقائد بعدد معتقديها، وإذ لا يمكن أن يتعدد (الله) حقيقة بعدد عبيده، فليس للعبد منه إلا صورة، وهكذا بعدما عزل عملية خلق الإنسان لصورة إلهه الذي يعبده، سمي هذا الإله أو بالأحرى هذه الصورة بـ (إله المعتقدات).
فالله حقيقة لا يصل إلى أعتاب إطلاقه مخلوق، فهو المجهول، ولا يزيد نصيب العبد منه عن صورة مخلوقه، فالإنسان لم يعبد في الحقيقة سوى نفسه، لأن الصورة من خلقه هو، فما ثمة إلا عابد وثنا.
ويؤكد ما ذهب إليه بهذا الحديث الشريف الذي يردده في أكثر من نص:" إن الحق يتجلى يوم القيامة للخلق في صورة منكرة، فيقول: أنا ربكم الأعلى، فيقولون: نعوذ بالله منك، فيتجلى في صورة عقائدهم فيسجدون له ".


ولكن الشيخ ابن العربي لا يترك المخلوق أمام هذه النتيجة، يدور في حلقة ذاته، لا يخرج منها بفعل الإيمان إلى الخالق، وإلا قضى على الإنسان بعزلة أبدية، بل نجده بما أوتي من عبقرية في قمة البعد بين الحق والخلق، يخرج من مأزق الفصل، هذا بجانب من جوانب نظريته في وحدة الوجود.


إذ أن (إله المعتقدات) هو مخلوق من جملة المخلوقات، إذن تجل من جملة التجليات الإلهية التي رحمها الله أي أوجدها.

وإذن، كل صورة أو معبود عبد، هو مجلى من المجالي الإلهية، علم العابد من ذلك أم لم يعلمه، فلا يخرج شيء عن الدائرة، فما ثمة إلا ذات وتجلياتها، فكل من عبد شجرة أو نجما أو صنما فهو في الحقيقة لم يعبد سوى الله في مجلى من مجاليه، وهكذا يفسر ابن العربي الطائي الحاتمي الآية:" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ".

ولكن ابن العربي الطائي الحاتمي ليس من عداد الذين يكتفون بصورة أو مجلى من مجالي الألوهية يتعبدون الله فيه، بل يحاول من خلال تجربته الخاصة ومراقبته لما توصل إليه السالكون إلى الحق، أن يضع يده على العقبات، ويطرح حلولا مناسبة.
فأبرز خطأ وقع به عبدة الإله المخلوق هو أنهم أصحاب عقل، فالعقل للحصر والتقييد ليس من طاقته أن يتقلب في أنواع الصور، أي يتقلب مع تجليات الحق، على حين أن القلب يتقلب مع تجليات الحق.
وبذلك يخالف الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي كل من سبقه من المتصوفة الذين يثبتون أن: الحق يتجلى لقلب العبد بقدر طاقته واستعداده، فالقلب عنده هو الذي يتقلب مع تجليات الحق.
إذن الخطوة الأولى هي استبدال العقل بالقلب ، والوصول به إلى مرتبة الكمال، أي القابلية المحضة كما يشير إلى ذلك قائلا:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورةٍ .... فمرعى لغزلانٍ وديرٍ لرهبانٍ
وبيتٍ لأوثانٍ وكعبةَ طائفٍ .... وألواح توراةٍ ومصحف قرآن
وعندما يصل القلب إلى مرتبة الكمال لا يتقيد بعقد مخصوص، بل يصبح هيولي لصور المعتقدات كلها.



يقول الشيخ الأكبر ابن العربي عن الإله المخلوق:
هو الإله الذي يعتقده ويعبده صاحب النظر، وليس في الحقيقة إلا ما أوجده هو بنظره في المحل واعتقده، وما أوجده في محله وقلبه إلا مخلوق وليس هو الإله الحق .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي عن الإله المجهول :
هو الإله المطلق، وإنما كان مجهولا، لأنه ما عبده أحد عن الإضافة .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي " الإله الحق:
هو الذي لا يكون بالاتخاذ والجعل، إذ ألوهيته محققة في نفس الأمر .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي " الإله المطلق:
هو من لا يسعه شيء، لأنه عين الأشياء وعين نفسه، والشيء لا يقال فيه يسع نفسه ولا يسعها ".

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي في الفرق بين الرب والإله:
" إن الرب له الثبوت، والإله يتنوع بالأسماء فهو كل يوم في شأن ".

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي عن الإلهيون:
هم أعلى الطوائف الذين لا مقام لهم، وذلك لأن المقامات حاكمة على من كان فيها، وهم من لهم الحكم لا من يحكم عليهم، وهم المحمديون.

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي لا يسمى الشخص إلهيا:
إلا أن يكون أخذه العلوم عن الله من فتوح المكاشفة بالحق .

يقول الغوث الأعظم عبد القادر الجيلاني :
" كل من اعتمدت عليه: فهو إلهك. وكل من خفته ورجوته: فهو إلهك.
كل من رأيته في الضر والنفع ولم تر أن الحق ـ عز وجل ـ مجري ذلك على يديه: فهو إلهك ".


يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي سفر المكر والابتلاء :
هو سفر يعقوب ويوسف عليهما السلام ، وهو سفر الابتلاء بالرق تحت القهر الإلهي لمن كمل فيه العز والراحة والحسن  .

يقول الشريف الجرجاني : " القرب ... هو قرب العبد من الله تعالى بكل ما يعطيه السعادة لا قرب الحق من العبد ، فإنه من حيث الدلالة " وهو معكم أين ما كنتم " قرب عام سواء كان العبد سعيدا أو شقيا "  .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي في الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل :
لأن الحق قديم والخلق حادث، والعبارة الفهوانية لا تحمل المعاني الذوقية إلاَّ لمن سبقه الذوق.
فهي مطية له لأنها لا تطيق أن تحمل الأمر على ما هو عليه، ولكنها تأخذ منه طرفاً.
فمن كان يعقوبي الحزن جلى عن بصره العمى بطرح البشير إليه قميص يوسف، ومن لم يكن له ذوق سابق فلا يكاد يقع على المطلوب.
لحاجة في نفس يعقوب قضاها وأنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
ولكن من مراتب الشرف " فمنهم من كلم الله " وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس .
فمنهم من فضل بان خلقه بيده وأسجد له الملائكة .
ومنهم من فضل بالكلام القديم الإلهي بارتفاع الوسائط .
ومنهم من فضل بالخلة .
ومنهم من فضل بالصفوة وهو اسرائيل يعقوب .
فهذه كلها صفات شرف ومجد لا يقال ان خلته أشرف من كلامه ولا ان كلامه أفضل من خلقه بيديه بل كل ذلك راجع إلى ذات واحدة لا تقبل الكثرة ولا العدد.
فهي بالنسبة إلى كذا خالقة وبالنسبة إلى كذا مالكة وبالنسبة إلى كذا عالمة إلى ما نسبت من صفات الشرف والعين واحدة .
وأما المسئلة الطفولية التي بين الناس واختلافهم في فضل الملائكة على البشر فانى سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الواقعة:
فقال لي ان الملائكة أفضل !
فقلت له يا رسول الله فان سئلت ما الدليل على ذلك فما أقول؟
فأشار إلى ان قد علمتم انى أفضل الناس وقد صح عندكم وثبت وهو صحيح انى قلت عن الله تعالى انه قال " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم "
وكم ذاكر لله تعالى ذكره في ملأ خير من ذلك الملأ الذي انا فيهم .
فذكره الله في ملأ خير من ذلك الملأ الذي أنا فيهم .
فما سررت بشئ سروري بهذه المسئلة فانه كان على قلبي منها كثير وان تدبرت قوله تعالى " هو الذي يصلي عليكم وملائكته ".
وهذا كله بلسان التفصيل وأما جهة الحقائق فلا مفاضلة ولا أفضل لأرتباط الأشخاص بالمراتب وارتباط المراتب بالاسماء الإلهية وان كان لها الابتهاج بذاتها وكمالها فابتهاجا بظهور آثارها في أعيان المظاهر أتم ابتهاجا لظهور سلطانها كما تعطي الأشارة ."
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس سبتمبر 12, 2019 7:07 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثانية الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:28 am

الفقرة الثانية الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية :الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
هذا نص الحكمة اليعقوبية، ذكره بعد حكمة إسماعيل عليه السلام لبيان أن ما ذكره في حكمة إسماعيل عليه السلام من الدين الذي هو عند الله تعالى وعند من هو عند الله لا من الدين الذي عند الخلق، ولأن يعقوب عليه السلام ابن إسحاق فناسب أن يذكر الولد بعد أبيه وإن فصل بأخيه إسماعيل عليه السلام احتراما للعمومة وتتميما للنعمة الموهوبة لإبراهيم عليه السلام حيث قال كما حكى الله تعالی عنه : "الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحق" [إبراهيم: 39].
(فص حكمة روحية) منسوبة إلى الروح كما مر بیانه (في كلمة يعقوبية) إنما اختص يعقوب عليه السلام بالروحية، لأنه كان الغالب على يعقوب عليه السلام الميل إلى الجمال ومحبة الحسن الظاهر في الصور الكونية، وهذا حظ الروح ولذة الروحانيين . ولهذا ورد أن نعيم الملائكة عليهم السلام رؤية الوجوه الحسان والتمتع بمشاهدة ذلك من غير شيء زائد على ذلك من شهوة بطن أو فرج، فإن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون.
وكان يعقوب عليه السلام روحانية من غلبه استيلاء الروح على باطنه ولهذا أحب ابنه يوسف عليه السلام وهام قلبه به، لأن يوسف عليه السلام أعطي شطر الحسن كما ورد في الحديث .
قال الشيخ رضي الله عنه : "الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله. فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. "

قال رضي الله عنه : (الدين)، أي الملة والشريعة والحق الذي ينقاد إليه أهل الإسلام من أمة محمد عليه السلام إذ أديان الكفر كثيرة (دینان) الأول (دین) هو (عند الله)، أي في حضرته سبحانه وتعالى لا يعامل خلقه إلا بمقتضاه في الدنيا والآخرة (وعند كل من عرف) به (الحق تعالی) بأن ألهمه إياه كما ورد في الحديث «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده» رواه الطبراني وأبي نعيم وابن السري وغيرهم .
(و) عند أيضا (من عرفه من عرف الحق) ?اتباع الأولياء رضي الله عنهم من المريدين الصادقين .
(و) الثاني : (دین) هو (عند الخلق)، أي المخلوقين وهم عوام المؤمنین غیر الأولياء العارفين واتباعهم في قدم الصدق إلى يوم الدين (وقد اعتبره)، أي هذا الدين الثاني (الله تعالى وألزم أهله به وقبله منهم وجازاهم عليه وإن لم يكن هو الدين الذي عنده سبحانه كما سيأتي (فالدين) الأول قال رضي الله عنه : (الذي) هو (عند الله) تعالى وعند من عرفه الله تعالی به وعند من عرف من عرفه الله تعالى كما مر (هو) الدين (الذي اصطفاه)، أي استخلصه الله تعالى به، وجعله صفوة، أي خلاصة من بين جميع الأديان .
قال رضي الله عنه : (وأعطاه) سبحانه (الرتبة)، أي المنزلة (العلية)، أي الرفيعة (على) الدين الثاني الذي هو (دین الخلق فقال) الله (تعالی): "ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإليه في الآخرة لمن الصالحين . إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " [البقرة : 130-131].
قال رضي الله عنه : (ووصى بها)، أي بالملة المذكورة وبقوله : "أسلمت لرب العالميين" على معنى الكلمة ("إبراهيم") عليه السلام ("بنيه")، أي أولاده : إسماعيل وإسحاق عليهما السلام ("ويعقوب" ) معطوف على إبراهيم عليه السلام، أي وصى یعقوب أيضا بنیه بها وصورة تلك الوصية قول أبيهما ("يابني")، أي يا أولادي .
قال رضي الله عنه : ("إن الله") سبحانه (" اصطفى")، أي اختار وانتقي ("لكم") من بين سائر الأديان ("الدين") الذي عنده سبحانه وبيانه ("فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" [البقرة : 132]، أي منقادون) مستسلمون (إليه) سبحانه لا حول لكم ولا قوة إلا به عن كشف منكم لذلك وشهود لا بمجرد التصديق بذلك مع الغفلة.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
فص حكمة روحية في العلوم التي تختص إدراكها بالروح في كلمة يعقوبية أي مودع في روح هذا النبي عليه السلام روحية بضم الراء أتم من فتحه فكان المراد ههنا الضم لأن العلوم التي تذكر في هذا الفص كلها من إدراكات الروح ومن خواصه.
"" أضاف المحقق و الجامع : يبحث هذا الفص في المعاني المختلفة لكلمة "دين" وما يتصل بها من معاني "الإسلام"، و"الانقياد" و "الجزاء" و"العادة" وقد ربط ابن العربي بين هذه المعاني ومعنى الدين الذي يرتضيه ربطا بارعا محكما ووضح مفهومات هذه الألفاظ توضيحا دقيقا على طريقته الخاصة بحيث وصل في النهاية إلى الغاية التي ينشدها وهي أن "الدين" هو دين وحدة الوجود لا التوقف عند التفاسير العقلية على بعض نصوص الدين الشرعي دون البعض الآخر، الذي جاءت به الرسل.
فهو عبادة الأصنام الفكرية المبنية على اجتهاد العقول العاجزة وليس عن الكشف والفتوح الإلهية الدائمة لأوليائه على مر الزمان والمكان 
فيقول الشريف الجرجاني الإسلام: الخضوع والانقياد لما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويقول الشريف الجرجاني التسليم: هو الانقياد لأمر الله تعالى وترك الاعتراض فيما لا يلائم.
والخشوع: هو الانقياد للحق، وقيل: هو الخوف الدائم في القلب و العصيان: هو ترك الانقياد .""
ولما وصى يعقوب بنيه وقال : "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) سورة البقرة .
أراد أن يبين أن أسرار الدين الذي مودع علمه في روح يعقوب عليه السلام فقال) : الدين دینان  (أي الدين يطلق عند أهل الله تعالى على معنيين أحدهما )دین عند الله و  (دین عند )من عرفه الحق تعالی) وهم الرسل .
(و) دین عند (من عرفه من عرفه الحق) وهم العلماء ورثة الأنبياء فهذا كله دين عند الله تعالى (و) ثانيها (دين عند الخلق) أي عند الخواص وهو الطريق الخاص الحاصل لهم باختراعهم (وقد اعتبره الله فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلبة على دين الخلق) فدل ذلك على أن الشريعة أقوى وأفضل على طريقة أهل الله .
وإن كانت تلك الطريقة جامعة لدين الحق (فقال تعالى :"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله إصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون "[البقرة:132] . أي منقادون إليه .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
قال رضي الله عنه : " الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.  فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. "
قلت: مشرع هذه الحكمة هو الآية الكريمة وهو قوله تعالى: "ووصی ب?ا إبراهيم بنيه ويعقوب یا بنی" الآية (البقرة: 132)
وقد قسم الدين إلى قسمين:
الأول: هو الدين الذي هو عند الله تعالى وعند من عرفه الله وعند من عرفه من عرفها الله تعالى، وهو مبني على قاعدتين :
إحديهما الانقياد وهو منا، والأخرى ما انقدنا إليه وهو الشرع.
فنصيبنا سعادتنا بالانقياد ونصيب الحضرة الإلهية كما ذكر، رضي الله عنه، ظهور الألوهية بانقيادنا إلى شرعته
فبفعله، وهو خلقه لنا، كانت ألوهيته، وبفعلنا، وهو الانقياد، كانت سعادتنا.
ثانيا : وأما الدين الذي عند الخلق وأعتبره الله تعالى فهو ما شرعه العباد من تلقاء أنفسهم يبتغون به رضوان الله ?الرهبانية التي ابتدعوها.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
08 -  فصّ حكمة روحية في كلمة يعقوبية
وقد ذكرنا المناسبة بين الحكمة الروحية والكلمة اليعقوبية في شرح فهرس الحكم فليطلب من هناك “. وهي : قال رضي الله عنه : حكمة روحية في كلمة يعقوبية
قال العبد : " وحكمة إضافة هذه الحكمة إلى الروحية لأنّ الغالب على ذوق يعقوب عليه السّلام كان علم الأنفاس والأرواح ، حتى ظهر في وصاياه وإخباراته ، مثل قوله : "إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ".
ووصيّى بنيه فقال : " لا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله إِنَّه ُ لا يَيْأَسُ من رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ " وذوق أهل الأنفاس عزيز المثال ، قد جعل الله لهم التجلَّي والعلم في الشمّ .
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " إنّي لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ".
قيل : إنّه عليه السّلام ، كنى بذلك عن الإبصار وهم صور القوى الروحانية التي نضرتهم على صور القوى الطبيعية ، واليمن أيضا من اليمين ، وهو إشارة إلى الروحية وعالم القدس ."
قال رضي الله عنه: ) الدين دينان : دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرفه من عرف الحق تعالى . ودين عند الخلق وقد اعتبره الحق ، فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتب العليّة على دين الخلق ، فقال تعالى : "وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيه ِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ". أي منقادون إليه.

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
إنما خصت الكلمة اليعقوبية بالحكمة الروحية لغلبة الروحانية عليه ، ولذلك بنى الكلام في هذا الفص على الدين .
"" إضافة بالي زادة فولدت له يوسف وبنيامين ، وعمره إحدى وتسعون سنة ، وتوفى وعمره مائة وسبع وأربعون سنة ، أوصى إلى يوسف أن يدفنه مع أبيه إسحاق فسار به إلى الشام ودفنه عند أبيه ، ثم عاد إلى مصر وتوفى بها في ملكه ودفن فيها ، إلى أن نبشه موسى وحمله معه حين سار ببني إسرائيل إلى التيه ، ولما مات موسى حمله يوشع إلى الشام مع بني إسرائيل ودفنه عند الخليل ، وقيل بالقرب من نابلس اهـ . ""

فإن الدين الأصل القيم هو ما غلب الروح الإنسانى بحسب الفطرة من التوحيد وإسلام الوجه لله ، كما قال : "فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ " ولهذا وصى بها يعقوب بنيه بقوله  : "إِنَّ الله اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " وذلك هو الدين المعروف بين الأنبياء المتفق عليه المعهود المذكور في قوله : " شَرَعَ لَكُمْ من الدِّينِ ما وَصَّى به نُوحاً والَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وما وَصَّيْنا به إِبْراهِيمَ ومُوسى وعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيه".
ولأن الروح إذا بقي على فطرته ولم يتدنس بأحكام النشأة والعادة دبر البدن وقواه الطبيعية تدبيرا يؤدى إلى صلاح الدارين ، وهو الانقياد لأمر الله مع بقاء الروح الفائض من عند الله ، والمراد النازل مع الأنفاس عليه للاتصال الأزلي بينه وبين الحق تعالى ، ألا ترى إلى قوله : " لا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله إِنَّه لا يَيْأَسُ من رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ ". 
ومن خاصية الروح ذوق الأنفاس وعلمها وقوة المحبة والعشق وسلطان التجلي الإلهي في الشم ، من قوله عليه الصلاة والسلام « الأرواح تشامّ كما تشام الخيل ، ومن ثم وجد ريح يوسف في كنعان من مصر قال " إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ " الآية » وقال صلى الله عليه وسلم :" إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن " .
(الدين ، دينان : دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ، ومن عرفه من عرفه الحق . ودين عند الخلق وقد اعتبره الله تعالى ) الدين في اللفظ يطلق بمعنى الانقياد وبمعنى الشرع الموضوع من عند الله وبمعنى الجزاء ، والمراد هاهنا الانقياد كما يأتي ، والدين الذي عند الخلق طريقة محمودة مصطلح عليها بين طائفة من أهل الصلاح ، استحسانا منهم يؤدى إلى سعادة المعاد والمعاش ، وإنما اعتبره الله لأن الغرض منه موافق لما أراد الله من الشرع الموضوع من عنده.
( فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلية على دين الخلق ، فقال الله تعالى : " ووَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيه ويَعْقُوبُ ، يا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " أي منقادون إليه ) ظاهرا بإتيان ما أمر به طوعا وباطنا ، لترك الاعتراض وحسن قبول الأحكام بطيب النفس ونقائها من الجرح .
كما قال تعالى : " فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا " .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
الظاهر أن ( الروح ) - مفتوح الراء الذي هو الراحة - أورده ملاحظا لقوله
تعالى من لسان يعقوب ، عليه السلام : "يا بنى إذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه  ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ".
كما ذكر في حكمة كل نبي ما جاء في حقه في التنزيل . لأنه يبين في هذه الحكمة أحوال
( الدين ) من الانقياد والجزاء والعادة ، وبكل منها تحصل الراحة الحقيقية ويترتب
عليه الروح الدائم السرمدي .
إما بالانقياد ، فظاهر ، لأن من أنقاد لأوامر الحق وانتهى عن نواهيه واستسلم وجهه إلى الله تعالى ، نال الراحة العليا ووجد الراحة القصوى .
وإما بالجزاء ، فلأنه إذا عرف الإنسان أن الجزاء يترتب على أعماله وهي من مقتضيات ذاته واستعداداته - وإن كان وجودها من الله وخلقها - تحصل له الراحة العظيمة أيضا ، لأنه يعلم أن ما أعطاه الله تعالى - مما له وعليه - من نفسه وذاته ، فلا يحمد إلا نفسه ، ولا يؤاخذ إلا نفسه - كما قال في هذا الفص - بل هو  منعم ذاته ومعذبها ، فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه .
وأما العادة ، أيضا فظاهر ، لأن الإنسان إذا اعتاد بشئ ، يستلذ منه ويجد الراحة .
ويمكن أن يكون ( الروح ) مضموم الراء . لأن المعاني الثلاث التي هي  مفهومات ( الدين ) كلها من شان الروح المدبر للبدن ، فحصل التناسب بينهما وإليه مال شيخنا المحقق ( رض ) في فكوكه .
وتخصيصها ب‍ ( الكلمة اليعقوبية ) بأنه ، عليه السلام ، كان يعلم علم الأنفاس والأرواح ، وكان كشفه روحانيا ، لذلك قال : " لا تيأسوا من روح الله " . فإنه كان يجد في مقام روحه بقاء يوسف وأخيه وجدانا إجماليا ، كما قال : " إني لأجد ريح يوسف " .
ولا يجده عيانا تفصيليا ، لذلك : " ابيضت عيناه من الحزن " والله أعلم .
قال رضي الله عنه : " الدين دينان : دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرفه من
عرفه الحق ، ودين عند الخلق ، وقد اعتبره الله . فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلية على دين الخلق .
فقال تعالى : " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" . أي ، منقادون إليه" .
اعلم ، أن ( للدين ) لغة مفهومات يطلق عليها بالاشتراك . وقد اعتبر في نقله إلى الشرع هذه المفهومات الثلاث كلها . لأن الانسان ما لم ينقد لأحكام الله ظاهرا وباطنا ولم يعتد بالإتيان بالأوامر والانتهاء عن النواهي ولم يعتقد جزاء الأعمال ولم يصدق يومه وكون الحق مثيبا للمحسنين ومعاقبا للكافرين والعاصين ، لم يكن مؤمنا بالحق ونبيه ، ف‍ ( الدين ) شرعا جامع للمعاني الثلاث .
وهو لا يخلو إما أن يصدر من حضرة الجمع الإلهي بإرسال الأنبياء ، عليهم السلام ، وإما من حضرة التفصيل .
والأول هو الذي اصطفاه الله تعالى ، وأعطاه للأنبياء وعرفهم إياه ، وعرف باقي المؤمنين بواسطتهم ، وبهذا التعريف وتبليغ الرسالة وتبيين الدين صاروا حجة الله على الخلق .
والثاني ، هو الذي كلف المهتدون بنور الحق والمتفكرون في عالم الأمر والخلق نفوسهم بتكاليف من عندهم .
وذلك ، لما عرفوا مقام عبوديتهم ومقام ربوبية الحق إياهم بأنوار لمعت من بواطنهم النقية ولاحت من أسرارهم الزكية ، كلفوا نفوسهم بالعبودية شكرا لنعم الرب الذي خلقهم وهداهم .
كما قال : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) .
أي ، ما فرضنا تلك العبادة عليهم . ( إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها ) أي ، الذين كلفوا نفوسهم بها . ( حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا ) بها ، أي بتلك العبودية .
( أجرهم ) من الأنوار القدسية والكمالات النفسية التي هي الأخلاق الشريفة والملكات الفاضلة . وهذا هو المراد بقوله : ( وقد اعتبره الله ) . ( وكثير منهم ) أي ، من الناس الذين لم يعملوا بها ولا بما شرعه الله في  حقهم بلسان الأنبياء ( فاسقون ) . أي ، خارجون من الإتيان بمقتضاها والانقياد بأحكامها .
وإلى هذين القسمين أشار بقوله : ( الدين دينان : دين عند الله ، ودين عند الخلق .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
الفص اليعقوبي
08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
أي: ما يتزين به ويكمل العلم اليقيني المتعلق بتدبير الروح، والمصالح الدنيوية والأخروية بمقتضى الشرع والتصوف، ظهر ذلك العلم بزينته وكماله في الحقيقة الجامعة المنسوبة إلى يعقوب عليه السلام حيث قال لبنيه: "ووصى بها إبراهيم بنيه  ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" [البقرة:132]
وقال: «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون» [يوسف: 18].
وقال: "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" [ يوسف: 87].
وقال: "إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون" [يوسف: 94].
وقال لنبيه عليه السلام : "ولا تدخلوا من باپ واحد وادخلوا من أبواب متفرقة " [يوسف: 67].
وقال تعالى في حقه: "وإنه، لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون" [يوسف: 68].
ولقد أبعد من روی بالفتح لقوله: "ولا تيأسوا من روح الله" ، وإن كان الروح مرتبا على الرضا الذي يوجبه العلو، وحاصلا لمستعمل الشريعة، والتصوف حالا ومالا.
قال رضي الله عنه : " الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله. فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه"
قال رضي الله عنه : (الدين) أي الذي يتعبد به الإنسان (دینان) شريعة بمنزلة المسائل المنصوصة، وتصوف بمنزلة المسائل الاجتهادية، إذ هو مستنبط عن معاني الأول مؤكد له ومشتمل كل منهما على أصول وفروع، فأصول الشريعة مسائل الكلام، وفروعها الأحكام الفقهية، وأصول التصوف معرفة الحقائق، وفروعها معرفة الأحوال والمقامات والأخلاق.
والأول: (دين عند الله) ثبت بالكتاب، (وعند من عرفه الحق تعالی) من الأنبياء ثبت بالسنة، ومن عرفه الحق ثبت بالإجماع أو الاجتهاد.
والثاني : (دین عند الخلق) أخذوه من معاني الكتاب والسنة وأقوال الأئمة، وإشاراتها مع استعانة الرياضة والمجاهدة، (وقد اعتبره الله تعالی) بقوله: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" [العنكبوت: 69]، وإنما اعتبره لكونه مؤكد للغرض من وضع الشرع.
ثم بين رتبة كل منهما بقوله: (فالدين الذي عند الله)، ولم يقل: (و عند من عرفه ومن عرف من عرفه) إشعارا بأنهم مبينون لا يشرعون، وإنما الشارع هو الله تعالی (هو الذي اصطفاه الله)، حيث أنزله على الأنبياء وخصه بهم، (وأعطاه الرتبة العالية على دين الخلق) إذ جعله أصلا لا يقبل بدونه دین الخلق، وجعله كاملا مقبولا بدونه، وإن كان فيه زيادة مراتب الكمال.
( فقال: "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" [البقرة:132]) فلو كان دين الخلق أكمل منه، لكان أولى بالتوصية من هؤلاء الكمل، وقد بالغوا فيه من تضييعه عند من رؤية المراتب الزائدة في دين الخلق، وقد رأوا كثيرا من الناس انسلخوا منه بالكلية عند رؤية تلك المراتب، فخسر وهما جميعا، والعياذ بالله من ذلك.
ثم فسره بقوله : أي منقادون إليه يعني بالقلب واللسان والأركان، لئلا يتوهم اختصاصه بالأول وحده أو مع الثاني كما يقوله البعض.
وهو لا يكفي في حق أهل الكمال، ثم فسر الدین به وإن كان مفسرا بالشرع فيما تقدم وبالجزاء والعادة فيما يأتي.

"" أضاف الجامع : د. سعاد الحكيم تقول أن الدين عند الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
كانت نظرة الشيخ ابن العربي إلى كلمة دين ذات وجهين : لغوي وشرعي .
يفرع الشيخ ابن العربي المعنى اللغوي للدين إلى ثلاثة مفاهيم :
1. الدين : هو الجزاء . حيث يرى ابن العربي الطائي الحاتمي أن إمكانية الجزاء هي التي توجد الدين ، والعكس صحيح ، فالدين هو الذي يخلق إمكانية الجزاء ، والسبب في ذلك يعود إلى أن الشرك لا ينفع معه عمل ، فمهما أتى المشرك من أعمال صالحة وحسنات لا يخلق معها مفهوم الجزاء وإمكانيته ، لأنه لن يحاسب بل يدخل جهنم وذلك ليس جزاء بل اختصاص .
2. الدين : هو الانقياد ، لأن الانقياد فعل له غاية ووجهة ، بل لا تظهر قيمته إلا في الغاية التي هي وجهته ، فمن انقاد إلى الخير ليس كمن انقاد إلى الشر ، إذن الدين الذي هو انقياد إنما هو انقياد لما شرعه الله فالانقياد اتباع .
3. الدين : هو العادة . يبين ابن العربي الطائي الحاتمي هنا أن العادة هي معاوضة بالمثل مشتقة من فعل عاد ، أي رجع وتكرر ، وليست العادة سوى تكرار المثل ، والدين العادة بمعنى : أن الدين يعود على الإنسان بما يقتضيه حاله وهذا المعنى يقارب المعنى الأول الذي هو الجزاء.
قسم الشيخ الأكبر ، الدين من الوجهة الشرعية دينين :- دين عند الله ، ودين عند الخلق :
الدين الذي عند الله : هو الشرع الإلهي الذي أنزله الله على أنبيائه ، هذا الشرع الذي نلمس وحدته عبر تطوره في مراتب الظهور في صور الشرائع ، فالشرع الإلهي واحد يظهر في كل زمن بصورة شريعة نبي ذلك الزمن ، وما الشرائع كلها إلا صورة ذلك الشرع الإلهي الواحد ( الذي بدأ بآدم وختم بمحمد ) وهو الذي تم بشريعة خاتم الأنبياء.
الدين الذي عند الخلق : هي النواميس التي لم يرسل بها الله رسولا ، بل سنها الخلق ، فلما وافقت الحكم الإلهي ،اعتبرها الله اعتبار ما شرعه كالرهبانية.
واحد ، بل تكون المسيحية هي الدين واليهودية تدخل في باب ( تاريخ الدين ) .. وهكذا بالنسبة لزمن الإسلام والأديان السالفة .
فابن العربي الطائي الحاتمي لم يقل بوحدة الأديان ، بل أشار إلى عقيدته في ( الدين الواحد ) الذي يقبل في الزمن الواحد شريعة واحدة هي شريعة الزمن، وهذا الدين الواحد قد ختم بمحمد.
وينتج عن هذه الختمية كل ما تحمله من أبعاد تفترض الجمعية وغيرها ، لذلك كل ما نصادفه وغيرها.
نصادف عند الشيخ الأكبر من نصوص توحي ( بوحدة الأديان ) - التي قال بها بعض الباحثين - هي في الواقع نصوص تشير إلى جمعية الدين المحمدي ، ليس إلا.""
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثانية الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:29 am

الفقرة الثانية الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية :الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
08 - فصّ حكمة روحيّة في كلمة يعقوبيّة
ولذلك قال تعالى على لسانه : " لا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله " [ 12 / 87 ] ، و " إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ " [ 12 / 94 ] .
وبيّن أنّ أتمّ ما يظهر به الانبساط الوجودي المستتبع للطائف العلميّة هي الأوضاع الدينيّة والأحكام الشرعيّة ، فإنّها مع كونها هي المقوّمة للصورة الانبساطيّة ، والهيئة الجمعيّة الانتظاميّة التي بها قامت العين في الخارج متشخّصة بالفعل ، منطوية أيضا على جملة من الحقائق ، كاشفة عنها ، لذلك أخذ في هذا الفصّ يبيّن أمر الدين بأقسامه وأحكامه ، في قوله :

الدين دينان
( الدين دينان : دين عند الله وعند من عرّفه الحقّ ) بوسيلة الوحي من الأنبياء والرسل ، ( ومن عرّفه من عرّفه الحقّ ) بوسيلة الفكر والإلهام ، والكشف من الوارثين لهم .
( ودين عند الخلق ) مما واطأ عليه خيار الناس وحكماؤهم من الأوضاع المستحسنة المستجلبة للمكارم ، الموافقة للحكم الخاصّة ، المطابقة لمصلحة العامّة ، ( وقد اعتبره الله ) بلسان الخاتم صلى الله عليه وسلم، المعرب عن الحكم والمصالح كلَّها ، فإنّه ما لم يعتبره كذلك فهو من العادات الرديئة المردية التي تتبعها الغواشي المظلمة المضلَّة .
"إشارة إلى الآية الكريمة : " وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّه ِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ" [الحديد : 27].
( فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليّة على دين الخلق .
فقال تعالى : " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) ".سورة البقرة
(بيّن أوضاعكم المرغوبة وعاداتكم المطبوعة من أفعالكم الاختياريّة ، التي تخرجكم عن مشتهياتكم المتفرقة وتجمعكم فيها جمعا " فَلا تَمُوتُنَّ " اختياريّا كان بالفطام عن تلك العادات ، أو اضطراريّا بالانفطام عن مطلق الطبيعيّات وانقطاع أحكامها " إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " [ البقرة: 123 ] .
( أي منقادون إليه ) ظاهرا بلزوم الاعتقاد والإخلاص فيه ، وإلزام الجوارح بالعكوف على مقتضاه ، وباطنا بالتدبّر في جزئيّات أوضاعه واستكشاف لطائف المعارف ودقائق الحقائق منها جملة كافية .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
الفص اليعقوبي
08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
قال الشيخ رضي الله عنه :"الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. "

الروح: إما بضم الراء كما يذهب إليه صاحب الفكوك رضي الله عنه وإما بفتحها كما ذهب إليه بعض الشارحين. "?تاب الفكوك في مستندات حكم الفصوص للشيخ صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي المتوفى سنة 673 هـ ."
ولما كانت هذه الحكمة المبتنية على قسمة الدين وذكر أقسامه وأحكامه روحيا، لأن المعاني الثلاث التي هي للذين أعني :الانقياد الجزاء والعادة إنما هي من شأن الروح المجرد المدبر للبدن.
وإنما كانت روحية بفتح الراء لأن بكل واحد من تلك المعاني الثلاث بخصل الروح الدائم السرمدي.
إما بالانقياد فلان من انقاد لأوامر الحق واستسلم وجهه وجد الراحة القصوى في العاجل والآجل.
وإما بالجزاء فلأن من عرف أن الجزاء يترتب على أعماله وأعماله من مقتضيات ذاته استراح من الاعتراض على غيره فلا يحمد إلا نفسه ولا يوجد إلا نفسه.
وإما بالعادة فلان من اعتاد بشيء ألفه، وفي الألفة ترتفع الكلفة و فيه الراحة.
وإنما خصت بالكلمة اليعقوبية تخصيص الحق سبحانه على يعقوب عليه السلام حين ح?ی وصية إبراهيم عليه السلام بنيه بالإقامة على الدين الذي له ينسب خاصة إلى كل من الروح والروح كما ذكرت.
اعلم أن الدين في اللغة يطلق على ثلاث معان : الانقياد والجزاء والعادة.
وفي الشرع على ما شرعه الله سبحانه لعباده من الأحكام أو شرعه بعض عباده فاعتبره الله سبحانه.
فالشيخ رضي الله عنه قسمه بالمعنى الشرعي إلى قسمين ونبه على اعتبار المعاني الثلاث اللغوية فيه فقال :
قال رضي الله عنه : (الدين دینان) أحدهما : (دین) تعین وتقرر (عند الله وعند من عرفه الحق تعالی) من الأنبياء بالوحي إليهم (و) عند (من عرفه من عرفه الحق). 
قال رضي الله عنه : " ودين عند الحق، وقد اعتبره الله. فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه." 
من ورثتهم طبقة بعد طبقة بتبليغ الأنبياء إليهم (و) ثانيهما (دین) تعين وتقرر (عند الخلق) موافقا لما شرحه الله سبحانه في الغابة المترتبة عليه في المعارف الإلهية والكمالات النفسانية والمراتب الأخروية .
قال رضي الله عنه : (وقد اعتبره الله سبحانه) لهذه الموافقة (فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه)، أي اختاره (الله وأعطاه الرتبة العلية على دين الخلق) والعامل في الجار والمجرور إما الاصطفاء أو العلو على سبيل التنازع .
قال رضي الله عنه : (فقال تعالی) مشيرا إلى هذا الدين و اصطفائه إياه (" ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " أي منقادون إليه) [البقرة : 132] .
أي إلى ذلك الدين باطنا بالإذعان والقبول، وظاهرا بالعمل بمقتضاه ، وإنما وصاهم بالانقياد إليه ، لأن الدين الذي هو الأحكام الشرعية الوضعية لا يثمر سعادة ما لم ينقد إليه .

فهذه الوصية تدل على اعتبار الانقياد إلى الدين ينبغي أن يراد به الأحكام الموضوعة لا الانقياد. فإنه لا معنی للانقياد إلى الانقياد.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثالثة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:30 am

الفقرة الثالثة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة :الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : "وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك. والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه. فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى. فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة. فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك. فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها و بآثارك سميت سعيدا. "
(وجاء الدين) في قوله : " أصطفى لكم الدين" (بالألف واللام للتعريف والعهد) الذهني أو الذكري بلفظ الملة فإنها ترادفه (فهو دين معلوم) عندهم (معروف) بينهم بحيث لا يحتاج إلى بيان (وهو قوله تعالى :" إن الدين ") الكامل الحق ("عند الله الإسلام") (وهو) [آل عمران: 19]، أي الإسلام معناه (الانقياد) لله تعالی بامتثال جميع أوامره واجتناب جميع مناهيه بحوله سبحانه وقوته لا بحول العبد وقوته كما ورد في بعض خطب النبي صلى الله عليه وسلم : «الحمد لله المحمود بنعته المعبود بقدرته»
(فالدين) الذي هو عند الله وهو دين الإسلام (عبارة عن انقیادك)، أي استسلامك وإطاعتك لله سبحانه، في كل ما ورد عنه سبحانه به سبحانه لا بنفسك .
(و) أما الدين (الذي) جاء (من عند الله) إلى الخلق فإنه (هو الشرع الذي انقدت)، أي أطعته واستسلمت (أنت) يا أيها المكلف به (إليه) لا نفس الانقياد الحاصل منك فقد فهمت أحكاما إلهية، وعلمتها وعملت بها على حسب ما تريد فهي الشرع الذي خاطب الله تعالى بها جميع المكلفين .
(فالدين) هو (الانقياد) منك لما شرع لك (والناموس)، أي القانون الوضعي الإلهي (هو الشرع) المحمدي (الذي شرعه) أي بينه وأوضحه ( الله تعالی له ) لعباده على ألسنة الوسائط.
قال تعالى : "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم" [الشورى: 13]، الآية .
(فمن اتصف) من المكلفين (بالانقياد)، أي التسليم والامتثال (لما شرعه)، أي بينه وأوضحه (الله تعالى له) من الاعتقادات والعمليات (فذلك) هو العبد (الذي قام بالدين المحمدي) على وجه العدل (وأقامه) يعني أقام الدين (أي أنشأه)، وأتى به على وجه الكمال قال تعالى : "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا" [الشورى : 13].
وقال عليه السلام: «الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين»، (كما يقيم الصلاة)، أي ينشئها ويفعلها على أكمل الوجوه  (فالعبد) المكلف (هو المنشيء)، أي العامل الفاعل (للدین)، لأن الاعتقادات الصحيحة وترك الباطل منها يصدر عنه بخلق الله تعالى له ذلك، وكذلك جميع الأعمال البدنية فعلا وكفا صادر منه، والله تعالى خلق لجميع ذلك فيه، فالفاعل العامل متصف بما فعله وعمله والخالق غير متصف بذلك (والحق) تعالی (هو الواضع للأحكام) الشرعية التي ينشئها العبد بفعله وعمله، كما ذكرنا .
(فالانقياد) لجميع ذلك والقيام به (عين فعلك) يا أيها المكلف (فالدين من فعلك، فما سعدت) يا أيها المكلف (إلا بما كان منك) من الدين، والدین انقیادك فهو عملك فما سعدت إلا بعملك (فكما أثبت السعادة في الدارين (لك ما كان فعلك) من الدين (كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية له تعالى إلا أفعاله) في مخلوقاته بما يريد على مقتضی ح?مته البالغة، فلولا فعله ما ظهر اسمه سبحانه، فأفعالك أثبتت لك السعادة، وأفعاله أثبتت له الكمال، وأفعاله من جملة كماله.
فكذلك أفعالك من جملة كمالك (وهي) أي أفعاله التي أثبتت له الأسماء وأظهرتها بإظهار آثارها (أنت) يا أيها المكلف، أي ذاتك وصفاتك في ظاهر و باطنك وجميع أفعالك في الخير والشر (وهي)، أي أفعاله جميع (المحدثات) أيضا، أي المخلوقات المحسوسة والمعقولة.
و (فبآثاره)، أي مخلوقاته الصادرة عنه من حضرات أسمائه وصفاته (سمي) سبحانه وتعالى (إلها)، أي معبودة بحق في السموات والأرض، لأنه سبحانه ما استحق العبادة إلا من كونه خالقا و رازقا إلى آخر أسمائه ، فعنده حاجة كل عبد فهو الإله الحق وما عداه من الآلهة باطل، لأنه لا تأثير له في شيء أصلا.
كما قال تعالى :" قل أتعبدون من دون" [المائدة: 76]، " ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون" [الأعراف : 191] الآية .
(وبآثارك)، أي أفعالك الصادرة عنك بسبب اتصاف بصفات المعاني وهي:
الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام.
وبالصفات المعنوية أيضا ، وهي: كونك حيا وعالما وقادرا ومريدا وسميعا وبصيرا ومتكلما إلى غير ذلك من الصفات بخلق الله تعالی فيك جميع ذلك.
ولا تأثير لك أصلا مباشرة ولا تولدة (سمیت) يا أيها المكلف (سعيدا) في الدنيا والآخرة، وكذلك تسمى شقية بآثارك في نقيض الخير من أنواع الشر.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف وللعهد وهو) أي المعهود (دین معلوم معروف) عند المخاطب (وهو) أي الدين المعروف (قوله تعالی) أي هو المراد من قوله تعالى: (" إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران: 19] وهو) أي الإسلام (الانقياد) فإذا كان الإسلام هو الانقياد (فالدين عبارة عن انقیادك والذي) جاء (من عند الله هو الشرع الذي أنقدت أنت إليه) .
فقوله تعالی: "إن الله اصطفى لكم الدين " [البقرة: 132] يدل على أن الدين عند الله هو الشرع المصطفوية والإسلام هو الانقياد إليه عز وجل .
وقوله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران : 19] يدل على أن الدين عند الله هو انقياد العبد إلى الشرع فصح إطلاق الدين على المعنيين قېنى كلامه على الفرق .
فقال : (فالدين الانقياد والناموس هو الشرع الذي شرعه الله) أي جعله طريقة ومذهبة لعباده يسلكونه .
(فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك) الشخص (الذي قام بالدين وأقامه أي أنشأه كما بقيم الصلاة فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام) وهي النواميس الإلهية.
فإذا كان العبد هو المنشئ للدين (فالانقياد عین فعلك) وهو الإنشاء (فالدين) حينئذ حاصل (من فعلك) وهو الانقياد .
وهو معنى ثالث للدين مغاير للمعنيين الأولين .
(فما سعدت إلا بما كان منك) أي بما حصل من أنقياد وهو الدين فما سعدت إلا بأثارك (فكما أثبت السعادة لك ما كان إلا فعلك) أي ما كان حاصلا من فعلك إذ نفس الفعل وهو الانقياد معنى مصدري معدوم في الخارج لا تثبت به السعادة بل تثبت بأثره الوجود في الخارج.
(كذلك ما أثبت) أي ما أظهر (الأسماء الإلهية إلا أفعاله) أي أفعال الحق (وهي) أفعال الحق (أنت) فقوله :
(وهي المحدثات) جملة مفسرة لجملة وهي أنت (فبآثاره) أي بآثار الحق هي المألوهات (يسمى) الحق (إلها وبآثارك) وهي إقامتك الدین (سمیت سعيدا) بالسعادة العظمى .
وهي سبب لنجاتك عن النار ودخولك في الجنان ، فما كان أحدا سعيدا ومرضيا عند ربه إلا بالانقياد إلى الشرع .

"" أضاف الجامع  قالوا ان عند الشيخ ابن العربي من نصوص توحي بوحدة الأديان والتي قال بها بعض الباحثين:
أولا : فالشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي لم يقل بوحدة الأديان ، بل أشار إلى عقيدته في ( الدين الواحد ) الذي يقبل في الزمن الواحد شريعة واحدة هي شريعة الزمن .
وهذا الدين الواحد قد ختم بمحمد  وينتج عن هذه الختمية كل ما تحمله من أبعاد تفترض الجمعية وغيرها ، لذلك كل ما نصادفه وغيرها.
لذلك كل ما نصادفه عند الشيخ الأكبر من نصوص توحي ( بوحدة الأديان ) - التي قال بها بعض الباحثين - هي في الواقع نصوص تشير إلى جمعية الدين المحمدي ، ليس إلا .
فهي في الواقع نصوص تشير إلى جمعية الدين المحمدي ، واعترافة بالأديان السماوية اليهودية والنصرانية والصابئة ليس إلا .
ثانيا : اعتمد القائلون بوحدة الأديان عند ابن العربي الطائي الحاتمي غالبا على نصين اشتهرا في هذا الموضوع ، وهما :
النص الأول :
عقد الخلائق في الإله عقائدا ... وأنا شهدت جميع ما اعتقدوه.
لقد صار قلبي قابلا كل صورة ...  وبيت لأوثان وكعبة طائف
النص الثاني :
أدين بدين الحب أنى توجهت ....        فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وألواح توراة ومصحف قرآن   .... ركائبه فالحب ديني وإيماني.
والآن لنرى هل يشير هذان النصان إلى وحدة الأديان ؟
وما مراد ابن العربي الطائي الحاتمي فيهما  طبعا من خلال معرفتنا لمجمل تفكيره ؟
النص الأول :
يشير ابن العربي الطائي الحاتمي إلى أن هذا النص هو من المقام الذي عم المعتقدات ، أي المقام المحمدي ، وفي تلك الإشارة ينبهنا إلى أن المقصود من النص ، ليس وحدة الأديان ، بل إيماء إلى : أن من يدين بالشرع المحمدي لا بد له من أن يعتقد بكل الشرائع التي سبقته ، من حيث أنه لا يلغي ما قبله بل بالعكس جاء متمما ومكملا وخاتما لها .
ومقامه يعم جميع المعتقدات ، لأن الختم صفته : الجمعية والشرع المحمدي خاتم الشرائع ، فله جمعيتها .
فالإيمان بمحمد يفترض من ناحية الإيمان ( بعيسى ) و ( موسى ) و ( داود ) عليهم السلام أجمعين .
ففي الشطر الأول من النص يثبت الحاتمي : إله المعتقدات ، ويؤكد في الشطر الثاني على إنه : عقدها جميعا ، أي يشير إلى كونه ( محمدي المقام ) له جمعية الشرع المحمدي الذي عم المعتقدات واستوعبها جميعا .
النص الثاني :
لفهم هذا النص تجب الإشارة إلى نقطتين :
1. إن الجدل الصوفي في نظرية المعرفة يتلخص في : أن الصوفي بقدر ما يفرغ قلبه من العلوم يحصل عليها ، بل الاستعداد للعلم الإلهي ( على عكس العلوم الأخرى ) يقتضي نقاوة القلب وفراغه ، على حين أن العلوم الكسبية كلها ترتفع بتوافق انسجامي مع ارتفاع درجة الثقافة والتحصيل .
2. إن كمال كل عضو من الأعضاء عند ابن العربي الطائي الحاتمي ، ليس بتنمية مواهبه واكتساب قدرات جديدة ، بل العكس رجوع به إلى حالة القبول المحض والقابلية التامة .
إذن ، في الشطر الأول يشير الحاتمي إلى : بلوغ قلبه مرتبة الكمال ، من حيث أنه صار قابلا كل صورة ، فهذه القابلية التامة هي : كمال القلب ، والنص صريح لم يقل ( قبل ) كل صورة ، بل ( قابلا ) .
فهو هنا يشرح حاله ، ولا يفيدنا النص في وحدة الأديان ، بل نستفيد منه إشارة ابن العربي الطائي الحاتمي إلى المقام الذي وصله ، مقام : كمال القلب بقابليتة التامة ليس أكثر .
ولكن ما الذي دفعه إلى الإشارة إلى مرتبة قلبه من القابلية المحضة لكل صورة ؟
نجد الجواب في البيت الخير من النص ، الذي نعتقد أن جذوره ترجع إلى الآية
الكريمة : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " . "يحبهم ويحبونه". " رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " . " يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ "
فدين الحب : هو هذا الحب المشار إليه في هذه الآية ( تحبون الله ) .
أما قوله : ( أنى توجهت ركائبه ) ، فذلك لأن الآية لم تحدد بوضوح وجهة الإتباع ومضمون شرعته بل ألصقته بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فاتسمت من ناحية الرقعة أي رقعة موضوع الاتباع أيما اتساع ( قرآن - سنة - كل ما نعرفه عن شريعته ) وضاقت من ناحية ثانية أبعد ضيق ( لا سبيل لحب الله إلا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم: باب واحد فقط ) .
إذن ، ابن العربي الطائي الحاتمي يقرر أن قلبه أصبح قابلا كل صورة ، فهو يدين بدين الحب ، فليتجلى له بما يريد ، ولا يتجلى إلا في جمعية الاتباع المحمدي ""

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : "وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك. والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.  فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى. فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة. فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك. فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  "
قلت: مشرع هذه الحكمة هو الآية الكريمة وهو قوله تعالى: "ووصی ب?ا إبراهيم بنيه ويعقوب یا بنی" الآية [البقرة: 132]  وقد قسم الدين إلى قسمين:
الأول: هو الدين الذي هو عند الله تعالى وعند من عرفه الله وعند من عرفه من عرفها الله تعالى، وهو مبني على قاعدتين :
إحديهما الانقياد وهو منا، والأخرى ما انقدنا إليه وهو الشرع.
فنصيبنا سعادتنا بالانقياد ونصيب الحضرة الإلهية كما ذكر، رضي الله عنه، ظهور الألوهية بانقيادنا إلى شرعته فبفعله، وهو خلقه لنا، كانت ألوهيته، وبفعلنا، وهو الانقياد، كانت سعادتنا.
وأما الدين الذي عند الخلق وأعتبره الله تعالى فهو ما شرعه العباد من تلقاء أنفسهم يبتغون به رضوان الله ?الرهبانية التي ابتدعوها.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : "والذي من عند الله فهو الشرع الذي انقدت أنت إليه ، فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى ، فمن اتّصف بالانقياد لما شرعه الله ، فذلك الذي قام بالدين وأقامه أي أنشأه كما يقيم الصلاة.  فالعبد هو المنشئ للدين ، والحق هو الواضع للأحكام ، والانقياد عين فعلك ، فما سعدت إلَّا بما كان منك ، فكما أثبت السعادة لك ما كان إلَّا فعلك ، كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلَّا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات ، فبآثاره سمّي إلها ، وبآثارك سمّيت سعيدا ."
قال العبد : لا شكّ أنّ الانقياد لأمر الله هو فعلك ، وسعادتك في الانقياد لأوامره ونواهيه ، والشقاوة في عدم انقيادك لذلك ، لأنّك إذا انقدت لأمره فقد أطعته ، وإذا أطعته فيما أمرك ونهاك ، كذلك أطاعك في إجابة سؤالك ، فما أجابك إلَّا بما أجبت له ، فما أسعدك إلَّا فعلك ، كما هو في الأصل ، فإنّ أفعال الله وهي المحدثات أثبتت له الأسماء الحسنى ، لأنّ المحدثات مخلوقات لله فأثبتت له الاسم " الخالق " وكذلك " الرازق " و " الربّ " و " الإله "


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : ( وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد فهو دين معروف وهو قوله تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِسْلامُ " وهو الانقياد ، فالدين عبارة عن انقيادك ) غنى عن الشرح.
"" إضافة بالي زادة : فقوله تعالى: " ِإنَّ الله اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ " يدل على أن الذين عند الله هو الشرع المصطفوى ، والإسلام هو الانقياد إليه ، وقوله : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِسْلامُ " يدل على أن الدين عند الله هو انقياد العبد إلى الشرع ، فصح إطلاق الدين على المعنيين فبنى كلامه على الفرق فقال فالدين الانقياد اهـ .""

قال رضي الله عنه : ( والذي من عند الله هو الشرع الذي انقدت أنت إليه ، فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى ) فرق بين الدين والشرع الذي هو المسمى بالناموس ، بأن الدين منك لأنه انقيادك لأمر الله ، والشرع من الله لأنه حكم الله تعالى .
قال رضي الله عنه : ( فمن اتصف بالانقياد لما شرع الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه أي أنشأه كما تقيم الصلاة ، فالعبد هو المنشئ للدين ، والحق هو الواضع للأحكام . فالانقياد عين فعلك فالدين من فعلك ، فما سعدت إلا بما كان منك ) لما كان الدين هو الانقياد والانقياد فعلك كنت فاعل الدين ومنشئه ولأن السعادة صفة لك والصفة الحاصلة لك لا تكون إلا من فعلك ، فسعادتك من فعلك ، لأن كل فعل اختيارى لا بد أن يخلق أثرا في نفس الفاعل ، فإذا انقدت لأوامره فقد أطعته ، وإذا أطعته فقد أطاعك وأفاد كمالك .
"" إضافة بالي زادة : ( هو الواضع للأحكام ) وهي النواميس الإلهية ، فإذا كان العبد هو المنشئ للدين ( فالانقياد عين فعلك ) وهو الإنشاء ( فالدين ) حينئذ حاصل ( من فعلك ) وهو الانقياد ، وهو معنى ثالث الدين مغاير للأولين ( فما سعدت إلا بما كان منك ) أي بما حصل من انقيادك وهو الدين فما سعدت إلا بآثارك ( فما أثبت السعادة لك ما كان فعلك ) أي ما كان حاصلا من فعلك إذ نفس الفعل ، وهو الانقياد معنى مصدري معدوم في الخارج لا تثبت به السعادة ، بل بأثره الموجود في الخارج ( فبآثاره ) أي آثار الحق وهي المألوهات ، يسمى الحق إلها ، وبآثارك وهي إقامتك الدين سميت سعيدا ( فأنزلك الله تعالى ) في التسمية وظهور كمالاتك منزلته في التسمية وظهور كمالاته ( فالدين كله ) أي سواء كان عند الحق أو الخلق مختص ( لله ) لا يكون لغيره ( لا منه ) أي من الله ( إلا بحكم الأصالة ) فإن الأشياء كلها بحكم الأصالة لله وباللَّه ، ومن الله وإلى الله . أهـ بالي زادة  ""

كما قال « أنا جليس من ذكرني ، وأنيس من شكرني ، ومطيع من أطاعنى » ( فكما أثبت السعادة لك ما كان فعلك ، كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله ، وهي أنت وهي المحدثان ، فبآثاره سمى إلها (وبآثارك سميت سعيدا ) أي ما أسعدك إلا فعلك .
كما أن الأسماء الإلهية لم يثبتها إليه إلا أفعاله وهي المحدثات ، فإن الخالق والرزاق والإله والرب ، لم يثبتها له إلا المخلوق والمرزوق والمألوه والمربوب التي هي آثار الخلق والرزق والألوهية والربوبية .
فكما أن الأصل بآثاره مسمى بالأسماء فكذلك سميت بآثارك سعيدا


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : ( وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد ، فهو دين معلوم معروف) .
 لأن المعهود لا بد أن يكون معلوما عند المخاطب . ( وهو قوله تعالى ) أي ، ذلك ( الدين ) المعلوم هو المراد من قوله تعالى : ( " إن الدين عند الله الإسلام " . وهو )  أي ، الإسلام . ) الانقياد . ف‍ ( الدين ) عبارة عن انقيادك .
والذي من عند الله هو ( الشرع ) الذي انقدت أنت إليه ) . أي ، إذا كان ( الدين ) عبارة عن الإسلام  و ( الإسلام ) هو الانقياد ، فالدين عبارة عن الانقياد . ولا شك أن الانقياد من العبد ، فالدين من العبد . ( والذي من عند الله هو الشرع ) .
أي ، الحكم الإلهي الذي ينقاد العبد إليه . ففرق بين " الدين" و " الشرع " بجعل الدين من العبد ، والشرع من الحق .
قال رضي الله عنه : (فالدين) الانقياد . و ( الناموس ) هو الشرع الذي شرعه الله  فمن اتصف بالانقياد ولما شرعه الله له ، فذلك الذي قام بالدين وأقامه ، أي ، أنشأه ، كما يقيم الصلاة . فالعبد هو المنشئ للدين ، والحق هو الواضع للأحكام . (فالانقياد عين فعلك ، فالدين من فعلك ) . ظاهر .
قال رضي الله عنه : ( فما سعدت إلا بما كان منك ) . أي ، ما سعدت إلا بما حصل منك ، وهو الانقياد للشرع .
( فكما أثبت السعادة لك ما كان فعلك ، كذلك ما أثبت ) أي ما أظهر .
قال رضي الله عنه : ( الأسماء الإلهية إلا أفعاله ) . أي ، كما أثبت سعادتك فعلك وهو الانقياد للشرع ، كذلك ما أثبت - أي ما أظهر - الأسماء الإلهية التي هي كمالات الذات ، إلا أفعاله .
ولا ينبغي أن يتوهم أن الأفعال سبب الأسماء لأن الأسماء علل للأفعال ومباديها ، لكن لما كانت الأسماء حقائق إلهية مخفية عن العالمين، فظهورها لا يحصل إلا بالآثار والأفعال .
كما لم تظهر سعادة العبد وشقاوته إلا بأفعاله لأنها معرفات لها - أسند رضي الله عنه  الإثبات بالأفعال ، إذ لو لم يظهر من الحق تعالى لطف ما ، ورحمة ، ما كان يظهر لنا أنه لطيف رحيم ، ولا كان يوصف بهما .
قال رضي الله عنه : ( وهي أنت وهي المحدثات ) . الضمير الأولى عائد إلى ( الأسماء ) ، والثاني إلى ( الأفعال ) . أي ، تلك الأسماء الإلهية عبارة عن الأعيان الثابتة .
فقوله : ( أنت ) خطاب لعين كل واحد من الموجودات ، كما مر في قول سهل رضي الله عنه   : أن للربوبية سرا وهو ( أنت ) . " قال الشيخ :كلمات الله ... أعيان الموجودات ."
يخاطب كل عين ، أو خطاب للحقيقة الجامعة الإنسانية لإحاطتها جميع الأسماء وحقائق العالم . أي ، وتلك الأسماء باعتبار الكل المجموعي عينك ، والأفعال الصادرة عنها هي الحوادث .
واعلم ، أنا بينا في فصل الأعيان أن الأسماء لها صور علمية .
وتلك الصور هي الحقائق والأعيان الثابتة ، وهي تارة عين الأسماء بحكم اتحاد الظاهر والمظهر ، وتارة غيرها ، لذلك قال : ( وهي أنت ) . أي ، تلك الأسماء عينك وحقيقتك باعتبار الأول .
قال رضي الله عنه : ( فبآثاره يسمى إلها وبآثارك سميت سعيدا ) . أي ، الحق بآثاره ، وهي المألوه ، يسمى إلها ، كما أن الرب بالمربوب سمى ربا ، والإنسان بالآثار المرضية يسمى سعيدا ، وغير المرضية يسمى شقيا .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه :" وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك. والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه."
فقال رضي الله عنه : (وجاء الدين) في قوله: "إن الله اصطفى لكم الدين" [البقرة:32] . (بالألف واللام بالتعريف)، فإن حمل على تعريف الجنس أو الاستغراق كان أمرا بالإتيان بدین من الأديان أو بجميعها، وهو باطل بالضرورة، فهو تعريف .
(العهد فهو) أي: المعهود (دین معلوم) للمخاطبين؛ لأنه (معروف) فيما بين الأنبياء، (وهو) الذي دل عليه( قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران:19])؛ لأنه الذي أمر به جميع الأنبياء، فلو كان عنده آخر الأمر به بعض الأنبياء، فالدين الإسلام، والإسلام (هو الانقياد)، والانقياد فعل العبد، (فالدين عبارة عن انقيادك)، ولا يناقض هذا ما تقدم من قوله: دین عند الله، ويجب تفسيره بالشرع الذي هو قديم، ولا مجال لفعل العبد فيه، إذ ذلك مجاز.
وذلك لأن (الذي من عند الله هو الشرع انقدت إليه)، فسمى الشرع بالدين مجاز؛ لأنه منقاد إليه فكأنه عين انقیادك.
قال رضي الله عنه : " فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك. فما سعدت إلا بما كان منك. "
قال رضي الله عنه : (فالدين) من حيث سمي به الشرع أيضا (هو الانقياد) الذي هو حقيقة، أي: لو خط به هذا المعنى (والناموس) أي: الحكم الإلهي الواصل من سر الغيب إلى جملة أسراره من قلوب الأنبياء (هو الشرع الذي شرعه الله) .
أي: هو الاسم الحقيقي للشرع من حيث نسبته إلى الله، وإنما يسمى بالدين من حيث نسبته إلى العبد المنقاد إليه، واستدل عليه بأنه يقال: إنه يقيم الدين، فلو كان اسم الشرع حقيقة لم يصح ذلك.
فقال: (فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله فذلك الذي قام بالدين) لا بمعنى أنه قائم به قيام العرض، ولكن الباء للتعدية ومعناه (اقامه)، وليس معنى إقامة الدين مثل إقامة الشرع.
أي: العمل به، بل معناه (أي: أنشأه)؛ فإنه المعنى الحقيقي للإقامة (كما يقيم الصلاة) التي يقال عليها الدين أيضا.
قال رضي الله عنه : (فالعبد هو المنشي للدين فكيف يكون حقيقة في الشرع، وليس قادرا على إنشائه إذ الحق هو الواضع للأحكام)، وإن كانت قد تنسب إلى العبد باعتبار انقياده إليها.
(فالانقياد) الذي سمي الشرع بسببه دين (عين فعلك فالدين) وإن أطلق على تلك الأحكام مجازا (من فعلك) .
أي: لوحظ في إطلاقه على الشرع المعنى الذي هو فعلك، فالدين منك حقيقة باعتبار معناه الحقيقي، ومجازا باعتبار معناه المجازي، وبه الكمال والسعادة للعبد.
قال رضي الله عنه : (فما سعدت إلا بما كان منك) من الانقياد، وإنما وضعه الله من حيث ما وضعه، إذ لا يفيدك وضعه للأحكام شيئا من السعادة ما لم تنقد إليها، فإذا كانت سعادتك ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثالثة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:31 am

الفقرة الثالثة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة :الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : ( وجاء « الدين » بالألف واللام للتعريف والعهد ، فهو دين معروف معلوم ) ضرورة أنّ الغاية التي هي الحقيقة الآدميّة لما كانت معلومة معروفة في الأزل .
فكذلك الطريقة الموصلة إياها إلى كمالها المتمّمة لها ، لا بدّ وأن تكون معلومة معروفة ، وإلى ذلك في القرآن الكريم إشارة : ( وهو قوله تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِسْلامُ " [ 3 / 19 ] وهو الانقياد ) - كما عرفت - ظاهرا وباطنا .
قال رضي الله عنه : ( فالدين عبارة عن انقيادك والذي من عند الله هو الشرع الذي انقدت أنت إليه ) ، فالانتساب إليه تعالى هو الذي يسمّيه الشرع ، وإلَّا ( فالدين الانقياد والناموس ) أي المستور المضنون به على غير الكمّل ، فإنّ ناموس الرجل هو صاحب سرّه الذي يخصّه بما يستره عن غيره .
وذلك ( هو الشرع الذي شرّعه الله ) للعامّة بحسب التعلَّق به أفعالا ، وللخاصّة بحسب التعلَّق والتخلَّق أفعالا وأوصافا ، ولخلَّص الخاصّة بحسب التعلَّق والتخلَّق والتحقّق أفعالا وأوصافا واستكشافا عمّا ينطويه من الحقائق المضنون بها.
قال رضي الله عنه : ( فمن اتّصف بالانقياد لما شرّعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه - أي : أنشأه - كما تقيم الصلاة ) فإنّ الإذعان والانقياد إنّما هو إعداد الجوارح والقوى الفعّالة لارتكاب الواجبات والكفّ عن المحرّمات ، وليس ذلك سوى فعل من أفعال العبد .
قال رضي الله عنه : ( فالعبد هو المنشئ للدين ، والحقّ هو الواضع للأحكام ) من الوجوب والتحريم ، المستدعي للإتيان أو الكفّ ، ( والانقياد ) والإذعان لهما ( عين فعلك فالدين من فعلك ، فما سعدت ) واتّصفت بكمال العبوديّة ( إلَّا بما كان منك ) .
قال رضي الله عنه : ( فكما أثبت السعادة ) التي هي كمال العبوديّة ( لك ما كان فعلك ، كذلك ما أثبت الأسماء الإلهيّة ) التي هي كمال الالوهيّة الأسمائيّة ( إلَّا أفعاله ، وهي أنت ) يعني العين باعتبار تفرقته في ثنويّة الخطاب وثبوته فيه عيانا ( وهي المحدثات ) .
( فبآثاره سمّي إلها ، وبآثارك سمّيت سعيدا).
"" أضاف الجامع : يقول الشيخ عمر السهروردي : " الدين هو الانقياد والخضوع ".
يقول الشيخ الفضيل بن عياض : " قوام الدين بشيئين بالاتباع ، وترك الابتداع ".
يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : " الدين دينان : دين مأمور به ، وهو ما جاءت به الرسل . ودين معتبر ، وهو الابتداع الذي فيه تعظيم الحق ، فمن رعاه حق رعايته ابتغاء رضوان الله فقد أفلح ".
ويقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي:"الدين المستقيم الحكمي النبوي الاختصاصي ،والدين غير المستقيم الحكمي الممزوج الفكري العقلي".
ويقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : " قواعد الدين خمسة : معرفة المعبود ، والقناعة بالموجود ، والوقوف على الحدود ، والوفاء بالعهود ، والصبر على المفقود ".

يقول الشيخ الشريف الجرجاني: " القرب هو قرب العبد من الله تعالى بكل ما يعطيه السعادة ، لا قرب الحق من العبد ، فإنه من حيث الدلالة "وهو معكم أين ما كنتم "قرب عام سواء كان العبد سعيدا أو شقيا" .""

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  ) 
قال رضي الله عنه : " وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك. والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه. فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى. فمن اتصف ."

ثم أكد ذلك الاعتبار بقوله : (وجاء الدين) في قوله تعالی : "إن الله اصطفى لكم الدين " (بالألف واللام للتعريف والعهد فهو)، أي الدين المعرف بالألف واللام (دین معلوم معروف) معهود بين المتكلم والمخاطب .
(وهو)، أي الدين المعروف ما يدل عليه ( قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام " وهو) [آل عمران :19 ]، أي الإسلام .
قال رضي الله عنه : (الانقياد) فالدين عند الله الانقياد وهذا الحكم من قبيل قوله عليه السلام : والحج عرفة.
مبالغة في اعتبار الانقياد في الدين لا أنه عين الدين، فإذا كان الألف واللام في الدين الذي وصى به إبراهيم إشارة إلى الدين الذي في قوله :" إن الدين عند الله الإسلام " كان الانقياد معتبرا هناك كما أنه معتبر ههنا .
قال رضي الله عنه : (فالدين عبارة عن انقياد)، أي عما شرعه الله من حيث انقیادك له، فهو من هذه الحيثية من عندك .
(والذي من عند الله) خاصة من غير مدخلية العبد فيه (هو الشرع الذي انقدت أنت إليه)، أي ذات هذا الشرع من غير اعتبار معنى الانقياد فيه (فالدين الانقياد)، أي ما شرعه الله من حيث الانقياد (والناموس هو الشرع الذي شرعه الله) من غير اعتبار معنى الانقياد فيه.
وإنما سمي ذلك ناموسا، فإن ناموس الرجل صاحب سره الذي يخصه ما يستره عن غيره، ولا شك أن الشرع سر مستور و مضنون به على غير الأنبياء فهو مختص لهم نزولا فسمي بإسمهم.

قال رضي الله عنه : " بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة. فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك. فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا."

قال رضي الله عنه : (فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه أي أنشأه)، كما أمر به في قوله تعالی : "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا [الشورى : 13] .
قال رضي الله عنه : (كما يقيم الصلاة. فالعبد هو المنشئ للدين) من حيث الانقياد (والحق هو الواضع للأحكام والانقياد عین فعلك فالدين) من حيث الانقياد (من فعلك فما سعدت إلا بما كان منك) من الانقياد .
قال رضي الله عنه : (فكما أثبت السعادة لك ما كان فعلك) يعني الانقياد، فإن الانقياد للأحكام الإلهية يصف العبد بالسعادة.
قال رضي الله عنه : (كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية له تعالی) "الأسماء" الفعلية (إلا أفعاله) فإن الحق سبحانه ما لم يخلق شيئا مثلا لم يتصف بالخلقية .
وإذا لم تقيد الأسماء الإلهية بالفعلية على ما هو الظاهر من كلام الشيخ رضي الله عنه .
فالمراد باثباتها إظهارها (وهي)، أي أفعاله (أنت) يخاطب كل عين فلا تختص بما له صلاحية الخطاب من ذوي العلم ولهذا صرح ثانيا بما هو نص في العموم.
قال رضي الله عنه : (وهی)، أي أفعاله (المحدثات فبأثاره سمي إلها و بآثارك سميت سعيدا).
في التسمية بالأسماء بواسطة الآثار.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الرابعة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:33 am

الفقرة الرابعة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
قال رضي الله عنه : " فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك. وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة. قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف." 
(فأنزلك)، أي أقامك الله (تعالی منزلته)، أي في مقامه (إذا أقمت)، أي أدمت القيام (في الدين) وهو الطاعة في الظاهر والباطن (وانقدت)، أي استسلمت (إلى ما شرعه)، أي بينه وأوضحه الحق تعالی (لك) يا أيها المكلف من الأحكام.
(وسأبسط)، أي أطيل الكلام في ذلك الأمر المذكور (إن شاء الله تعالی ما)، أي الذي أو شيئا (تقع به الفائدة)، أي الانتفاع للمريدين والأتباع (بعد أن نبين)، أي نشرح النوع الثاني من الدين كما مر وهو (الدين الذي عند الخلق)، أي المخلوقين (الذي اعتبره الله) تعالى، أي قبله ممن أتى به عاجزا عن غيره، لأنه مقدار الطاقة .
قال تعالى: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " [البقرة: 286] (فالدين كله)، أي الانقياد والطاعة إما لأمر الله تعالى كما في النوع الأول أو بمقدار وسع النفس من ذلك كما في النوع الثاني (الله تعالی). أما في الأول فلأنه منه وإليه قال تعالى :
"وإليه ترجع الأمر كله" [هود: 123]، وقال تعالى في سادات هذا النوع الأول: "وهم بأمره، يعملون" [الأنبياء: 27] "وما فعلته عن أمري" [الكهف: 82] "يا أيتها النفس المطمئنة " [الفجر: 27].
أي على أمر الله تعالی بعد قوله في موضع آخر: "إن النفس لأمارة بالسوء" [يوسف: 53].
وأما في الثاني فلأنه كان بقصده تعالی فعلا وكفا كما قال سبحانه: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " [البينة: 5] الآية .
(و) الدين (كله) أيضا ناشيء (منك) يا أيها المكلف لأنك أنت الذي تنقاد الحكمه سبحانه عليك وتطيعه في الأمر والنهي به سبحانه أو بنفسك، والدین هو الانقياد والطاعة كما ذكر (لا) ناشئا (منه ) سبحانه، لأنه هو الخالق لجميع أفعالك، الا هو المتصف بكونه فعلها.
وأنت المتصف بكونك فعلتها ولست خالقا لها كأعضائك، فيدك مثلا ما خلقتها أنت بل هو الخالق لها فيك وهي يدك لا يده، لأنه خلقها لك لتكون من أعضائك، وكذلك رجلك، وفمك ونحو ذلك ومثل هذا أعمالك كلها كما أوضحنا في كتابنا المطالب الوفية وغيره في عقائد العامة من المؤمنين (إلا بحكم الأصالة)، فإن الدين كله منه سبحانه ، لأنه الخالق للعبد وأفعاله كلها له، وحكمة ذلك ليظهر هو سبحانه بما شاء من مظاهر أسمائه وصفاته بمقتضی أسمائه وصفاته، فالأصل هو الظاهر لا غير والفرع الاعتباري هو العبد المكلف .
(قال تعالى) في حق هذا النوع الثاني من الدين وهو الدين الذي عند الخلق (ورهبانية) من الرهبة وهي الخوف، فكأنها حالة أو أعمال منسوبة إلى الرهبة، لأنهم ما اتصفوا بها وعملوها إلا من رهبتهم وخوفهم عقاب الله لهم في الآخرة.
وكانت هذه في ملة عيسى عليه السلام قبل أن تنسخ ثم جاءت في ملتنا في حق العموم (ابتدعوها)، أي اخترعوها بتحسين عقولهم ما ينبغي أن تكون عليه من الكميات والكيفيات والاتصاف بها والقيام بمقتضاها، وإن استندوا في فهم ذلك كله بعقولهم إلى ما خيلت لهم كلمات الكتاب والسنة من المعاني، وقاسوا بعضها على بعض، وقد قبل منهم ذلك وإن كان خطأ، لأنه غاية وسعهم كما قال عليه السلام من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد». رواه ابن حبان والحاكم و أبو داود.
(وهي)، أي الرهبانية المذكورة (النواميس)، أي القوانين (الحكمية)، أي المنسوبة إلى حكمة الحكماء وهم علماء العقول والأفهام الدقيقة التي نعت للنوامیس (لم يجيء الرسول إلى العباد (المعلوم) في كل زمان إلى زمان رسولنا محمد عليه السلام (بها)، أي بتلك النواميس (في) حق (العامة) أي عامة الناس (من عند الله) تعالى (بالطريقة الخاصة) أي بالوحي النبوي (المعلومة) من الأنبياء عليهم السلام في العرف)، أي اصطلاح أهل كل زمان وكان في زمان عيسى عليه السلام ح?ماء ماهرون ?جالینوس وأفلاطون الإلهي وأرسطاطالیس وغيرهم ولهم نواميس و قوانین اخترعوها لما لم يبق في الفترة دین عیسى علیه السلام .
وبعد رفع عیسی علیه السلام اخترع الرهابين أيضا من أمة عيسى عليه السلام لما ساحوا في الأرض وفروا من ملوك زمانهم رهبانية استحسنوها بعقولهم تعظيما لملة عيسى عليه السلام وقيامها بها على زعمهم فهي النواميس المذكورة .
وفي هذه الأمة أيضا عند العباد والزهاد ما يضارع ذلك من القوانين العقلية في الامتثال والاجتناب، اخترعوها جهلا منهم بالأحكام الشرعية المحمدية، أو استحسانا بآرائهم الخسيفة وطبائعهم الكثيفة من زيادات ونقصان في أحكام الله تعالی مشرعة بأصلها دون وصفها وبالعكس.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
قال رضي الله عنه : (فأنزل الله ) في التسمية وظهور ?مالاتك (منزلته) في التسمية وظهور ?مالانه (إذا أقمت الدين وإنقدت إلى ما شرعه لك و سأبسط) لك (في) بيان (ذلك) المقام (إن شاء الله تعالى ما) مفعول سأبسط أي الذي (يقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله تعالی) فإذا اعتبر الله الدين الذي عنده الخلق .
(فالدين كله) أي سواء كان عند الحق أو عند الخلق مختص (الله) لا يكون لغيره (وكله) أي سواء كان عند الحق أو عند الخلق (منك لا منه) أي حاصل منك لا من الله (إلا بحكم الأصالة) فإن الأشياء كلها بحكم الأصالة الله وبالله وإلى الله. ولما وعد بيان الدين الذي عند الخلق .
شرع في بيانه بقوله تعالی فقال : (قال تعالى " ورهبانيه" ) وهي التي يفعلها الراهب العالم في الدين العيسوي من العزلة عن الخلق والرياضة وتقليل الأكل والشرب وغير ذلك (" ابتدعوها") أي اخترعوا تلك الرهبانية من عند أنفسهم وكلفوا أنفسهم بذلك من غير تكليف من ربهم طلبا بذلك من الله أجرا.
(وهي) أي الرهبانية (النواميس) أي الشرائع (الحكمية) أي تحصل منها الحكمة والمعرفة الإلهية التي لا تحصل من غيرها .
لذلك اعتبره الله تعالى فالدين الذي عند الخلق هو الذي وضعه الخلق موافقة للأحكام الشرعية واعتبره الحق (التي لم يجيء الرسول المعلوم من عند الله تعالى بها) أي بهذه النواميس الحكمية (في) حق (العامة) قوله : (بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف) متعلق بقوله المعلوم.
وهذه الطريقة الخاصة المعلومة في العرف وهو ظهور إنسان بدعوى النبوة وإظهار المعجزة وبهذه الطريقة يعلم النبي في عرف الناس فهو من باب التنازع.
فقدر مفعول ابتدعوها أو متعلق بقوله لم يجي، فالمراد بالطريقة الخاصة طريق الوحي أو متعلق بقوله : ابتدعوها ، فالمراد طريق الرياضات .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
قال رضي الله عنه : "فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة. قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف."
الدين الذي عند الخلق وأعتبره الله تعالى فهو ما شرعه العباد من تلقاء أنفسهم يبتغون به رضوان الله ?الرهبانية التي ابتدعوها.
ولا شك أن الحق تعالی اعتبرها ولذلك قال :" فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم" (الحدید: 27) .
في قوة كلام الشيخ، رضي الله عنه، معنى أن الدين الذي شرعه الخلق لابتغاء رضوان الله هو برسول من عند الله في قلوب عباده، لكنه ماهو الرسول المعلوم الذي يتحدي بالمعجزة ويصرح بالرسالة.
ثم أنه، رضي الله عنه، بين أن ما سعد أحد إلا بما أتى به، فحال كل عبد هو الذي عين له نصيبه من خير وشر، وأما في ظاهر الأمر ففعله عنوان حاله الذي به سعد أو شقي.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
قال رضي الله عنه : "فأنزلك الله منزلته إذا أقمت الدين وانقدت لما شرعه لك ، وسأبسط لك إن شاء الله تعالى ما تقع به الفائدة بعد أن نبيّن الدين الذي عند الخلق ، الذي اعتبره الله ".
قال رضي الله عنه : " فالدين كلَّه لله " .
يعني رضي الله عنه : سواء انقدت إلى ما شرعه الله للانقياد به أو وضعه واضعوا النواميس من الخلق ، فليس الانقياد إلَّا له لا ربّ غيره .
قال رضي الله عنه : « وكلَّه منك » أي الانقياد « لا منه إلَّا بحكم الأصالة » أي إنّما نقاد إليه ، لكون المنقاد إليه بالأصالة مأمورا به من عند الله أو مأمورا به من عند الخلق لله ".
قال الله تعالى : "وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها " وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامّة من عند الله بالشريعة  الخاصّة المعلومة في العرف.


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
قال رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك ) فجعلك مطاعا كاملا بفعلك كما هو ، لأن السعادة هي كمالك المخصوص بك .
قال رضي الله عنه : ( وسأبسط في ذلك إن شاء الله تعالى ما تقع به الفائدة ، بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله ، فالدين كله لله ) لأن الانقياد ليس إلا له سواء انقدت إلى ما شرعه الله ، أو إلى ما وضعه الخلق من النواميس الحكمية لأنه لا رب غيره .
( وكله منك لا منه ) لأن الانقياد إنما هو منك لا منه ( إلا بحكم الأصالة ) لما ذكر أن أصل الفعل منه لا من المظاهر والمنقاد إليه ، سواء كان مأمورا به من عند الله أو من عند الخلق ، مأمور به في الأصل من الله ولله .
قال رضي الله عنه : ( قال الله تعالى : " ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها " وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة ، من عند الله بالطريقة الخاصة ، المعلومة في العرف ) .
الباء في قوله : بالطريقة متعلقة بابتدعوها : أي رهبانية اخترعوها بوضع تلك الطريقة الخاصة المعلومة في عرف خاص ، كطريقة التصوف في زماننا ، فإنها نواميس حكمية لم يجيء الرسول المعلوم في زمان اختراعها ، كمحمد صلى الله عليه وسلم في زماننا بها في عموم الناس من عند الله .
فإنها طريقة أهل الخصوص من أهل الرياضة السالكين طريق الحق لا تحتملها العامة ولا تجب عليهم.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
قال رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك ) . أي ، جعلك في تحقق كمالك بأفعالك نازلا منزلة منزلة نفسه ، لأن كماله بإلهيته ، وهي إنما يتحقق ويظهر بالآثار والأفعال ، وهي العالم ومقتضياته . فإذا أقمت الدين بانقيادك لأوامره وأحكامه التي شرعها لك ، حصل كمالك وصرت من السعداء . وأنزلك الله منزلته حيث أضاف الدين الذي هو فعلك إلى نفسه .
كما قال رضي الله عنه  : ( إن الدين عند الله الإسلام ) . أي ، الدين المعتبر عند الله هو ( الإسلام ) ، فهو دين الله . وقال : ( ألا لله الدين الخالص ) .
قال رضي الله عنه : (وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما يقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله ) . ذلك إشارة إلى ما مر من معنى ( الدين ) وسيقرره مع  باقي مفهوماته .
قال رضي الله عنه : ( فالدين كله لله ، وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة ) . لما كان ( الدين ) عبارة عن الانقياد ، وهو لله وأوامره وأحكامه ، فالدين لله . قال تعالى : ( ألا لله الدين الخالص ) . ( وكله ) أي ، وكل الدين منك ، لأن الانقياد فعل صادر منك لا من الله ، إلا بحكم الأصالة ، لأنه هو الموفق لك بذلك الانقياد بإعطاء القدرة والاستعداد والإيجاد فيك .
( قال تعالى : ( ورهبانية ابتدعوها ) . ( استشهاد للدين الذي عند الخلق . و ( رهبانية ) أي ، ما يفعله الراهب - وهو العالم في الدين المسيحي - من الرياضة والانقطاع من الخلق والتوجه إلى الحق . ( ابتدعوها ) أي ، اخترعوها لأنفسهم .
( وهي النواميس الحكمية ) أي الشرائع التي اقتضتها الحكمة والمعرفة .
قال رضي الله عنه : (التي لم يجئ الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف ) . من ظهور النبي وادعائه النبوة وإظهار المعجزة .
وقوله رضي الله عنه : ( بالطريقة الخاصة ) متعلق بقوله : ( ابتدعوها ) . أي ، اخترعوها بوضع تلك الطريقة الخاصة .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
قال رضي الله عنه : "فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك. وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله. فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة. "
(فأنزلك الله منزلته) بجعلك خليفته على خلقه لمناسبتك إياه وإياهم.
(إذا أقمت الدين وانقدت) بهذه الإقامة (إلى ما شرعه لك)؛ إذ لا يتم مناسبة العبد للحق مع مخالفته للشرائع.
(و سأبسط في ذلك) أي: بحسب الانقياد، وإفادته السعادة (ما تقع به الفائدة) التامة، وذلك عند قوله: لكن الأمر يقتضي الانقياد (بعد أن تبين الدين الذي عند الخلق)، لا كل دين اعتبروه.
بل (الذي يعتبره الله)؛ لكونه مؤكد الشرع مأخودا من معانيه وإشارته، وإذا كان هذا الدين مما اعتبره الله، والأول قد اصطفاه، (فالدين كله لله) من حيث إنه واضع للأحكام، وإن كان لم يصرح ببعضها.
(وكله) من حيث المعنى الحقيقي، وهو الانقياد (منك لا منه)، إذ لا يسمی منقادا (إلا بحكم الأصالة)، وهو كونه خالقا للانقياد، واضعا لما ينقاد إليه من الأحكام الشرعية التي هي مأخذ أحكام دين الخلق.

قال رضي الله عنه : "قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف."
ثم أشار رضي الله عنه إلى بيان ذلك الدين الذي عند الخلق واعتباره عند الله، وإنها ليست من البدع المستقبحة التي تنافي السنة بقوله: (قال الله تعالى) : " وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا » [الحديد: 27] .
يعني عيسى عليه السلام ("ورهبانية ابتدعوها") أي: زادوها على ما جاء به عيسى عليه السلام بالتصريح، لكن أخذوها من إشارات ذلك.
(وهي النواميس) أي: الأحكام الحقية (الحكمية)، أي المنسوبة إلى التصوف الذي هو حكمة أهل الكشف من المسلمين، وهي المشار إليها بقوله تعالى: «يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" [البقرة: 269] (التي لم يجئ الرسول المعلوم) لغير ربه عن رسول الإلهام في الباطن (بها في) حق (العامة بالطريقة الخاصة المعلومة) أي: طريقة الاستدلال في العرف.
أي: عرف الفقهاء، وإن جاء بها في حق الخاصة بلسان الخاصة بطريق الكشف والذوق .
وذلك لكونها شاقة على العامة وراحة للخاصة.

.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الرابعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي    السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:34 am

الفقرة الرابعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله 

الفقرة الرابعة : الجزء الثاني

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك. وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
، فأنزلك الله منزلته إذا أقمت الدين ، وأنقدت إلى ما شرّعه لك ) فكمّلت نفسك بأفعالك ، كما كمّل الله نفسه بك وهو عين فعله (وسأبسط في ذلك - إن شاء الله - ما تقع به الفائدة بعد أن تبيّن الدين الذي عند الخلق ،الذي اعتبره الله) فهو أيضا لله .
( فالدين كلَّه لله ، وكلَّه منك ) - لأنّه فعلك - ( لا منه ، إلَّا بحكم الأصالة ) ، فإنّ الكلّ بذلك الحكم  منه إليه " كُلٌّ من عِنْدِ الله "، لا تفرقة هناك أصلا .


الدين الذي وضعه الخلق واعتبره الله تعالى
وأمّا بيان اعتباره تعالى ذلك الدين : فإنّه ( قال تعالى " وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها " [ الحديد : 27 ] ، وهي النواميس الحكميّة ) والأسرار المضنونة الخاصّة ،( التي لم يجيء الرسول المعلوم بها ) - أي لم يجيء بتلك النواميس ( في العامّة من عند الله ) .
ولا يتوهّم أنّ عدم مجيء الرسول بها مطلقا ، بل ( بالطريقة الخاصّة المعلومة في العرف ) الشرعي التي هو مسلك أئمّة الفقهاء والمجتهدين في استنباط الأحكام فإنّ الرسول الخاتم عند التحقيق لا بدّ وأن يجيء بسائر الأسرار والحكم كما سلف بيانه ولكن لا على الطريقة المعلومة في العرف العاميّ لعدم بلوغ مدارك أهل ذلك العرف إليه .
ولا بدّ له من التنزّل إلى مقامهم ، والتكلَّم على مقادير عقولهم وأفهامهم ، وعلى ذلك العرف
قال :

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك. وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.) 
قال رضي الله عنه : "فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله. فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة. "
قال رضي الله عنه : "فأنزلك الله تعالى منزلته) في التسمية بالأسماء بواسطة الآثار (إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك، وسأبسط في ذلك إن شاء الله تعالى ما تقع فيه الفائدة).
أي في بيان معنى الانقياد (بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله) سبحانه.(فالدين) سواء كان عند الله أو عند الخلق (كله لله).
فأما ما عند الخلق أيضا إعتبره الله تعالى إذ هو على كلا النقد برین ما شرعه الله أو العبد . لكن من حيث الانقياد والانقياد إنما يكون لله .
(و) الدين (كله) من حيث الانقياد مادر (منك)، لأنه فعل من أفعالك (لا منه)، أي لا من الحق سبحانه، أي من مقامه الجمعي
قال رضي الله عنه : (إلا بحكم الأصالة)، فإن الأصل في الأفعال الصادرة من مقامه التفصيلي إنما هو مقامه الجمعي.
قال رضي الله عنه : " قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف."


ثم شرع رضي الله عنه في بيان الدين الذي عند الخلق ، فقال رضي الله عنه:
(قال الله تعالی :"ورهبانية ابتدعوها" [الحديد: 27]، أي الطريق التي اخترعها الرهبان وهم العلماء الزاهدون المنقطعون إلى الله تعالى من أمة عيسى عليه السلام (وهي)، أي الرهبانية قال رضي الله عنه : (النواميس الحكمية)، أي الشرائع المشتملة على الحكمة الإلهية والمصلحة الدينية .
ولما كانت هذه العبارة شاملة لما شرعه الله أيضا أخرجه بقوله : (التي لم يجيء الرسول المعلوم) في عرف الجمهور وإنما نبد بذلك ، لأن وسائط الفيض كلها رسل الله (بها)، أي بتلك النواميس (في) حق (العامة من عند الله) لا الخاصة فقط .
كالدين الذي عند الخلق ، وقيد بذلك تنبيها على أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون مختصا ببعض من الأمة (بالطريقة الخاصة) بالأنبياء (المعلومة في العرف) وهي طريقة الوحي الجلي .
وإنما قيد بذلك، لأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا بالطريقة الخاصة بالأنبياء، بل بالطريق الشاملة للأولياء أيضا.

فهو من الرهبانية المبتدعة ، ولا يخفى عليك أنه إذا كان الدين الذي هو عند الخلق هي النواميس الحكمية على الوجه الخاص ، ينبغي أن يكون الدين الذي عند الله أيضا تلك النواميس لكن على وجه آخر لا على الانقياد إليها .
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الخامسة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:35 am

الفقرة الخامسة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد)
قال رضي الله عنه : "فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «و ما كتبها الله عليهم». ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي. فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»: أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد"

(فلما وافقت الحكمة) الباطنة والمصلحة الظاهرة الموجودة (فيها)، أي في النواميس المذكورة (الحكم بالنصب مفعول وافقت (الإلهي في) الأمر (المقصود) من الشارع (بالوضع)، أي الاصطلاح (المشروع)، أي المبين الذي بينه الله تعالی ورسوله نفعا للعباد المكلفين (الإلهي)، أي المنسوب إلى الإله الحق جل وعلا من جهة كون ذلك بمجرد انقیاد تحكم الغيب في الشهادة.
والتعلق من كلية الحادث بجناب القديم سبحانه ليطهر من دنس الجهل النفساني، وأوساخ الطبيعة الأرضية في ظاهره، وباطنه فليلتحق بالمجردات الفلكية في الانقياد للحضرة الغيبية، ويقرب من جناب القدس، فيحظى بعد الانسلاخ من العالم الفاني والاتصال بالعالم الباقي باللذائذ الدائمة والأحوال الملائمة.
وإن كانت هذه المقاصد والفوائد إنما تحصل بمتابعة الشرع الصحيح المنقول إلينا على وجهه من غير زيادة ولا نقصان بعد تحرير أحكامه والقيام بمقتضاه في الظاهر والباطن، ولكن هذا المقدار منه لا يحصل للعبد إلا في زمان النبوة، وقد انقضى و سيتجدد إن شاء الله تعالى في زمان نزول عيسى عليه السلام.
وكان ذلك حاصلا في زمان ظهور الخلافة عن النبوة حتى مات الحسن بن علي رضي الله عنهما، وصار الأمر ملكا عضدا وسلطنته ظاهرة، واختفت الخلافة النبوية في الأمة من واحد إلى واحد حتى أراد الحسين أخو الحسن رضي الله عنهما أن يظهرها بعد موت أخيه، فلم يمكنه ذلك حتى قتل بكربلاء وستظهر إن شاء الله في آل البيت في الإمام المهدي فيبطل الملك وتبطل السلطنة في الإسلام استقلالا وتظهر الخلافة فتمتلئ الأرض عدلا كما امتلأت جورة وحيث تعسر الوصول إلى ذلك في حق العموم.
(اعتبرها)، أي تلك الرهبانية وما في معناها مما ذكرنا في هذه الأمة (الله) تعالی ولهذا أقر الشارع الخطأ في أحكام الله تعالى من المجتهدين، وأخبر أن لهم فيه ثوابا حيث لم يقصروا في بذلك المجهود لنيل المقصود في قوله عليه السلام :
"من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد". رواه ابن حبان والحاكم و أبو داود.
ووجب على غير المجتهد متابعة المجتهد على خطئه وجعل ذلك شرعة للأمة مثابين عليه عند الله تعالى إذا عملوا بمقتضاه حيث تعسر الوصول إلى الأحكام الشرعية الحقيقية التي شرعها الله تعالى للأمة كما ذكرنا (اعتبارا)، أي مثل اعتباره سبحانه (ما)، أي الحكم الذي (شرعه) للعباد (من عنده تعالی) من غير فرق حيث أصاب بفعله وعاقب بتر?ه (وما كتبها)، أي فرضها الله تعالى (عليهم) لأنها ليست شرعه المطلوب في نفس الأمر وإن جعلوها هم نفس شرعه المطلوب بمقدار جهدهم في تعرفهم، ?من اشتبهت عليه القبلة وليس هناك من يعرفها ليسأله عنها ، فإذا أراد أن يصلي يجتهد فإذا وصل اجتهاده إلى جهة وجبت صلاته إليها وإن كانت خطأ في نفس الأمر، وهو مثاب على تلك الصلاة حتى لو تبين خطؤه بعد الفراغ منها، ومضت على الصحة.
(و) لكن (لما فتح الله) تعالى (بينه) سبحانه (وبين قلوبهم)، أي قلوب أهل تلك الرهبانية وما يتبعها (باب العناية)، أي المعونة لهم في طريق طلب الهداية منه سبحانه (و) باب (الرحمة) منه لأنفسهم وأمثالهم (من حيث لا يشعرون)، أي لا يعلمون بذلك (جعل) جواب لما (في قلوبهم تعظیم ما شرعوه) من تلك الرهبانية وما يلتحق بها لأنفسهم وأمثالهم .
والحال أنهم (يطلبون بذلك) الذي شرعوه ("رضوان الله ") تعالی عنهم (على غير الطريقة النبوية) في الأحكام الشرعية (المعروفة) عند الأنبياء عليهم السلام، ومن تلقاها منهم بالأخذ والإلهام (بالتعريف الإلهي) من الوحي النبوي (فقال) تعالى عنهم بعد ذلك ("فما رعوها")، أي قاموا بحقوقها والمحافظة عليها بالوجه الذين شرعوها به.
(هؤلاء)القوم (الذين شرعوها) في البعض(وشرعت) بالبناء للمفعول، أي شرعها الله تعالى (لهم في البعض الآخر). كأصل الصلاة والصوم مثلا .
واختلف المجتهدون في شروط ذلك وأركانه وسننه ومفسداته ونحو ذلك .
والأول في جميعها والثاني في تقرير ذلك واعتباره ("حق رعايتها")، أي المقدار الذي اعتبروه فيها هم مما لا بد منه.
("إلا ابتغاء" )، أي طلب وإرادة ورضوان الله تعالی عنهم بذلك.
(وكذلك)، أي مثل ما ذكر من ابتغاء الرضوان بالمحافظة عليها وأدائها على الوجه الأكمل بحسب نظرهم الذي شرعوها مشتملة عليه (اعتقدوا) أنها حق من الله جزمة بقلوبهم .
قال تعالى ("فأتيناه")، أي أعطينا في الآخرة يوم الجزاء ("الذين آمنوا")، أي صدقوا (بها)، أي بتلك الرهبانية وما يلتحق بها و اعتقدوها حقا ("منهم")، أي من أولئك القوم الذين شرعوها (و أجره ه)، أي ثوابهم فضلا منه تعالى وإحسانا . 
(" كثير منهم " أي من هؤلاء الذين شرع) بالبناء للمفعول، أي شرع الله تعالی أصل ذلك أو باعتباره والإقرار عليه (فيهم هذه العبادة) المنقسمة إلى أقسام كثيرة وما يتبعها من المعاملات التي هي معونة فيها (" فاسقون " [الحديد: 27]، أي خارجون عن الانقياد إليها)، والعمل بها والقيام بحقها على الوجه المشروع عندهم فيها .
(و) كل (من لم ينقد إليها)، أي يحافظ عليها ويهتم بفعلها في نفسه على أتم ما يعرف من وجوه الاستحسان (لم ينقد إليه)، أي يطعه (مشرعه)، أي من شرعه له ذلك الأمر من حيث هو في نفسه بحسب تجليه الخاص.
أو بسبب اعتباره لما شرعه وإقراره عليه (بما يرضيه) من الجزاء الوافي (لكن الأمر) الإلهي النافذ في الخلق على كل حال (يقتضي الانقياد) إليه من كل واحد.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد)
قال رضي الله عنه : (فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها) أي في النواميس (الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي) وهو تكميل النفس الإنسانية بالعلم والعمل. (اعتبره) أي اعتبر الحق ما وضعه الراهب العالم في الدين المسيحي من النواميس الحكمية (اعتبار ما شرعه من عنده تعالی) فكان ذلك الطريق الخاص الذي هو دين عند الخلق دين عند الله في المفهوم واستحقاق الأجر بالعمل به .
بسبب اعتباره تعالی اعتبار ما شرعه من عنده (وما كتبها) أي الذي اخترعوها ما فرض الله أي هذه النواميس بالوضع من عنده (عليهم) أي على المخترعين الذين أوجبوها على أنفسهم .
قال رضي الله عنه : (ولما فتح الله بينه وبين قلوبهم) بسبب تحملهم بهذه الأعمال الشاقة (باب العناية والرحمة) وهو معنى قوله : "وجعلنا في قلوب الذين أتبعوه رأفة ورحمة "[الحدید: 27].
("من حيث لا يشعرون") ذلك الفتح (جعل في قلوبهم تعظیم ما شرعوه) أي الذي جعلوه مذهبا و طريقا لأنفسهم كانوا (يطلبون بذلك) أي بما شرعوه (رضوان الله تعالی) . ""طلبا ورجاء محبه الله ونظرته ورضوانه "".
قوله رضي الله عنه: (على غير الطريقة النبوية) متعلق بما شرعوه (المعروفة) في العرف العام (بالتعريف الإلهي) أي بإظهار المعجزات .
والمراد بالغيرية وضعهم أمورا زائدة على الفرائض التي أتي به النبي في حق العامة وهذه الزوائد من جنس تلك الفرائض ومن فروعاتها لأن المراد إتيان ما يباينه فإن تقليل الطعام وكثرة الصيام وقلة النوم و غير ذلك من تكليفاتهم على أنفسهم لا يخالف الشرع بل هو من دقيقته . "فهي كالنوافل يقومون بها لوجه الله "
فمن عمل بطريق التصفية فقد عمل بأصله فله أجران :
أجر الفرائض
وأجر الطريق الذي اعتبره الله تعالى
قال رضي الله عنه : (فقال : فما رعوها هؤلاء الذين شرعوها) أي هذه الطريقة (وشرعت لهم) أي شرع الله
لهم هذه الطريقة باعتباره ما شرعه (حق رعایتها) أي فلم يعظموها حق تعظيمها ولم يعبدوا الله بها وما أوجبها على أنفسهم (إلا ابتغاء رضوان الله لذلك) أي ولاجل علمهم حصول رضوان الله فيها لمن يعمل بها (اعتقدوها) وعملوا بها.
فمن أقامها بحقها قال الله تعالى في حقهم ("فأتينا الذين آمنوا بها") بالإيمان الصحيح وهو الإيمان بمحمد عليه السلام وانقادوا إليها (منهم) أي من هؤلاء (أجرهم) وهو الرضوان وثواب الدار الآخرة.
قال رضي الله عنه : (وكثير منهم من أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة) أي شرع الله في حقهم بعد أن شرعوا لأنفسهم باختراعهم هذه العبادة (فاسقون أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها) ولم يؤمنوا بمحمد عليه السلام .
قال رضي الله عنه : (ومن لم ينقد إليها) إلى هذه العبادة (لم ينقد إليه مشرعة) أي مشرع ذلك الشرع وهو الحق.
فإنه لما اعتبره فقد أضاف إليه تعالی فكان أجره على الله (بما يرضیه) عن إعطاء الجنة .
فإن الرضوان وثواب الدار الآخرة أجر الانقياد فمن لم ينقد إلى الشرع لم ينقد إليه واضع الشرع بإعطاء الجنان ، التي لو انقاد حصلت له تلك الجنان .
فالمراد بقوله : "كثير منهم فاسقون " هم الرهبان الذين لم يؤمنوا بمحمد عليه السلام.
قال بعض العلماء فرض الله عليهم هذه الطريقة بعد اختراعهم وأوجبهم على أنفسهم وقال بعضهم ذلك كالتطوع من التزمه الله لزمه كالنذر .
والصحيح عندي أنه لا يكتب عليهم بعد ذلك فلو ترك واحد منهم هذه الطريقة بعد شروعهم أو بعض آدابها وعمل بالشرع الذي جاء في العامة من عند الله لم يؤاخذ على ذلك . ولكن لم يحصل له الدرجات العالية في الدنيا والآخرة التي هي لعاملها.
وليس ذلك كالتطوع نحو الصلاة والصوم ولا كالنذر حتى لزم من التزمه بل هو كمن ذهب إلى الكعبة بقصد الزيارة ولم ينذر فإذا رجع بدون شروع بركن من أركانها لم يلزم عليه شيء فطريقتنا كذلك .
فمن شرع منا إلى هذه الطريقة ورجع قبل التكميل وترك العمل مقرا بحقيتها وعمل بالشرع العام فله الأجر بقدر عمله ولا يعاقب علی تر?ه .
ومن ترك التكميل وتحميل المعرفة والكمال بعدم طاقة نفسه بالأعمال الشاقة أو للمصالح اللازمة له وتحقق بأركان الشرائع وواجباتها وسنها وله أجر غير مقطوع في الدنيا والآخرة .
فهو كمن عمل في جميع الأوقات (لكن الأمر) الإرادي (يقتضي الانقياد) من الجانبين ، وإن كان الأمر التكليفي يقتضي عدم انقياد المشرع إلى من لم ينقد إلى شريعة المشرع .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد)
قال رضي الله عنه : " فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم». ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي. فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»: أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد".
قلت : ولا شك أن الحق تعالی اعتبرها ولذلك قال :" فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم" (الحدید: 27) .
في قوة كلام الشيخ، رضي الله عنه، معنى أن الدين الذي شرعه الخلق لابتغاء رضوان الله هو برسول من عند الله في قلوب عباده، لكنه ماهو الرسول المعلوم الذي يتحدي بالمعجزة ويصرح بالرسالة.
ثم أنه، رضي الله عنه، بين أن ما سعد أحد إلا بما أتى به، فحال كل عبد هو الذي عين له نصيبه من خير وشر، وأما في ظاهر الأمر ففعله عنوان حاله الذي به سعد أو شقي، وأما في الباطن فإن حقيقة العبد ظهرت في نور وجود الحق بما هي عليه في نفسها، فإن عاد عليها عائد من خير أو ضده فمنها عاد عليها والله أظهرها كما هي .


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد). 
قال رضي الله عنه : " فلمّا وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهيّ في المقصود بالوضع الإلهي المشروع ، اعتبرها الله تعالى اعتبار ما شرعه من عنده وما كتبها الله تعالى عليهم ، ولمّا فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون .
جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوا يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي  فقال : " فَما رَعَوْها " هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم " حَقَّ رِعايَتِها ". " إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله ".
وكذلك اعتقدوا " فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا" بها " مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ " أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة "فاسِقُونَ " أي خارجون عن الانقياد إليها  والقيام بحقّها .
لمّا وافقت المصلحة فيها حكم الله من حيث إنّ الله إنّما وضع من الشرع ما وضع للانقياد الكلَّي لأمر الله تعالى ، وهذا كان المراد أيضا كذلك من وضع النواميس الحكمية فاعتبرها الله اعتبار ما شرعه هو لعبيده من عنده ، فمن انقاد إلى الله فيها ، فقد انقاد لله .
قال رضي الله عنه : ( ومن لم ينقد إليها لم ينقد إليه مشرّعه ) أي بالأصالة من حيث عبيده الذين وضعوها « لما يرضيه ، لكن الأمر يقتضي الانقياد .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد)
قال رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها ) أي في تلك النواميس ( الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي ) وهو الكمال الإنسانى .
"" إضافة بالي زادة : ولما وعد بيان الدين الذي عند الخلق شرع بقوله ( قال تعالى: "ورَهْبانِيَّةً " وهو ما يفعله الراهب العالم في الدين العيسوى من العزلة والرياضة وغير ذلك - ابْتَدَعُوها " أي اخترعوا تلك الرهبانية من عند أنفسهم وكلفوا بذلك أنفسهم من غير تكليف من ربهم ، طلبا بذلك من الله الأجر ( وهي النواميس الحكمية ) أي تحصل منها الحكمة والمعرفة الإلهية لذلك اعتبره الله تعالى .  ( والطريقة الخاصة المعلومة في العرف ) هو ظهور إنسان بدعوى النبوة إظهار المعجزة ، وبهذا يعلم النبي في عرف الناس ( بالوضع المشروع الإلهي ) وهو تكميل النفوس بالعلم والعمل ( اعتبره ) أي الحق ما وضعه الراهب العالم في دين المسيحي من النواميس الحكمية ( اعتبار ما شرعه من عنده ) فكان دين الخلق دينا عند الله في التعظم واستحقاق الأجر بالعمل إهـ. بالي زادة .""

( اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى ) أي كما اعتبر الذي شرعه الله تعالى من عنده ( وما كتبها الله عليهم ) فإن للخصوص من أهل الله حكما خاصا بهم ، لاستعداد خاص وهبه الله لهم في العناية الأولى .
"" إضافة بالي زادة :  ( ولما فتح الله ) بسبب تحملهم بهذه الأعمال الشاقة ( باب العناية والرحمة ) وهو معنى قوله : "وجَعَلْنا في قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوه رَأْفَةً ورَحْمَةً " اهـ بالى زادة ""


( ولما فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون ، وجعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله ، زيادة على الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي ) أي ولما خصوا بمزيد عناية ورحمة رحيمية من غير شعور منهم بها ، صدقت إرادتهم وازداد شوقهم فوقع في قلوبهم من الله تعظيم ما شرعوه من النواميس ، التي وضعها حكماؤهم وعظماؤهم ، بزيادة على الطريقة النبوية طالبين بذلك رضا الله.

وفي بعض النسخ : على غير الطريقة النبوية ، فإن صحت الرواية فمعناها تعظيم ما شرعوه على وضع غير الذي شرع الله لهم ، من زيادة عليه غير مشروعة لا على وضع ينافيه فإن ذلك غير مقبول ، ومما نبه الله عليه علم أن العبادة الزائدة على المشروع من مستحسنات المتصوفة ، كحلق الرأس ولبس الخلق والرياضة بقلة الطعام والمنام ، والمواظبة على الذكر الجهرية وسائر آدابهم مما لا ينافي الشرع ، ليس ببدعة منكرة ، وإنما المنكرة هي البدعة التي تخالف السنة.
"" إضافة بالي زادة : أي ، ضعهم أمورا زائدة على الفرائض التي أتى به النبي في حق العامة ، وهذه الزوائد من جنس تلك الفرائض ومن فروعاتها ، لا أن المراد إتيان ما يباينه ، فإن تقليل الطعام وكثرة الصوم وقلة النوم وغير ذلك لا يخالف الشرع بل من دقيقته ، فمن عمل بطريق التصفية فقد عمل بأصله ، فله أجران : أجر الفرائض ، وأجر الطريق الذي اعتبره الله. اهـ بالي زادة "".

( فقال : " فَما رَعَوْها "  هؤلاء الذين شرعوها وشرع لهم " حَقَّ رِعايَتِها " " إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله " وكذلك اعتقدوها ) إنما فسرها على المعنى لأن الاستثناء منقطع .
معناه : ما كتبنا عليهم لكنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله ، فما رعوها حق رعايتها إلا لذلك ، وإن كان المراد النفي حتى يكون فما رعوها حكم الفساق منهم فتفسيره صحيح ، لأن الذين ابتدعوها فقد رعوها حق رعايتها ابتغاء رضوان الله ، وكان اعتقادهم ذلك " فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ " وهم المراعون إياها حق رعايتها ، لأن إيمانهم ميراث عملهم الصالح " وكَثِيرٌ مِنْهُمْ " أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة " فاسِقُونَ " أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها ، ومن لم ينقد إليها لم ينقد إليه مشرعه بما يرضيه ) أي مشرعه بالأصالة الذي هو الحق ، فإن الذين وضعوها وضعوها لله فالانقياد لها هو الانقياد لله فيؤجره ، فيلزم أن من لم ينقد إليها ولم يطع الله برعايتها كما ينبغي لم يطعه الله بما يرضيه ( لكن الأمر يقتضي الانقياد ) لأنه وضع لذلك


"" إضافة بالي زادة : ( آمنوا ) بها بالإيمان الصحيح وهو الإيمان بمحمد . اهـ
( لم ينقد إليه مشرعه ) وهو الحق ، فإنه لما اعتبره فقد أضاف إليه تعالى فكان أجره على الله ( بما يرضيه ) من إعطاء الجنة ، فإن الرضوان والثواب أجر الانقياد ، فمن لم ينقد إلى الشرع لم ينقد إليه واضع الشرع بإعطاء الجنات ، فالمراد بقوله :" وكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ " .
الرهبان الذين لم يؤمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام لكن الأمر ) الإرادى ( يقتضي الانقياد ) من الطرفين وإن كان الأمر التكليفي يقتضي عدم انقياد المشرع إلى من لم ينقد إلى شريعة المشرع اهـ بالى زادة . "" 


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد)
قال رضي الله عنه: ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها ) أي ، في تلك النواميس .
وقوله رضي الله عنه : ( الحكم الإلهي في المقصود بالوضع الشرعي الإلهي ، ) وهو تكميل النفوس علما وعملا .
قال رضي الله عنه: ( إعتبرها الله ، اعتبار ما شرعه من عنده تعالى ، وما كتبها الله عليهم ) . أي ، وما فرضها عليهم ، أي ، على كل الناس . لأن ذلك طريق الخواص لا العوام ، إذ  لا يقدر كل أحد على تحمل مشاق الرياضة والسلوك بالطريقة الخاصة .
وقوله رضي الله عنه : (ولما فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون ، )
أي ، من الوجه الخاص الذي لهم إلى الله ولا يشعرون بذلك الوجه والفتح .
قال رضي الله عنه: ( جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه ، يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوة المعروف بالتعريف الإلهي ) . بإظهار المعجزات على أيديهم .
والمراد بقوله : ( على غير الطريقة النبوة ) أنهم أتوا بأمور زائدة على الطريقة النبوية ما فرض الله عليهم ذلك ، كتقليل الطعام ، والمنع من الزيادة في الكلام ، والخلطة بالناس ، والخلوة والعزلة عنهم ، وكثرة الصيام ، وقلة المنام ، والذكر على الدوام ، لا الإتيان بما ينافيها كشرب الحرام وعبادة الأصنام .
وفي بعض النسخ : ( على الطريقة النبوية ) . وهو يؤيد ما ذكرناه .
ولما فسر قوله : ( ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ) .
بأن معناه ما كتبناها وأوجبناها عليهم ، ولم يفعلوا بها إلا ابتغاء رضوان الله - ليكون مفعولا له من ( لم يفعلوا ) لا من ( ما كتبناها ) - جعل رضي الله عنه ( إلا ابتغاء رضوان الله ) استثناء من قوله : ( فما رعوها ) للمناسبة من حيث المعنى .
قال رضي الله عنه : ( فما رعوها هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم ) أي ، لعوامهم ومقلديهم . ( حق رعايتها ، إلا ابتغاء رضوان الله ) .
وإن كان الزجاج جعل ( الابتغاء ) بدلا من ( الهاء ) التي في ( كتبناها ) ليكون مفعولا به .
فعلى الأول ، لا يكون العمل بها واجبا ، لكن من يعمل بها وأوجبها على نفسه ، يصل إليه أجرها ،كما قال : ( فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم) .
وعلى الثاني ، يكون واجبا .
لذلك قال الحسن : ( تطوعوا ابتداعها ، ثم كتب بعد ذلك عليهم ) . وقيل : ذلك كالتطوع ، من التزمه ، لزمه ، كالنذر. 
( وكذلك اعتقدوا ) أي ، العاملون بها اعتقدوا أن من يعمل بها ، يحصل له رضوان الله وثواب الدار الآخرة .
( "فآتينا الذين آمنوا " بها " منهم أجرهم وكثير منهم " أي ، من هؤلاء الذين شرع فيهم ، ) أي ، في حقهم ، وهم المقلدون . ( هذه العبادة ( فاسقون ) أي ، خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها . ومن لم ينقد إليها ، لم ينقد إليه مشرعة بما يرضيه ) . 
أي ، ومن لم ينقد إلى تلك الشريعة الموضوعة لأنفسهم ، لم ينقد إليه مشرع ذلك الشرع بالأصالة ، وهو الحق بما يرضيه من إعطاء الجنة والخير والثواب .
وذكر ضمير ( مشرعه ) باعتبار الدين : وفي بعض النسخ : ( ومن لم ينقد إلى
مشرعه ) . فضمير ( بما يرضيه ) عائد إلى ( المشرع ) حينئذ . ( لكن الأمر يقتضى الانقياد ) . أي ، لكن الأمر والشأن الإلهي يقتضى وقوع الانقياد على أي وجه كان . فليس المراد بالأمر الأمر التكليفي .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد)
قال رضي الله عنه : "  فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «و ما كتبها الله عليهم». "
قال رضي الله عنه : ( ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي. فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»: أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد "
ثم أشار الشيخ رضي الله عنه إلى أنها مع عدم كتابتها عليهم ، عظموها من حيث ما فيها من العزائم التي يقصدها الرجال، وما ينكشف به أسرار المكتوب عليهم وبواطنه.
فقال: (ولما فتح الله بينه) أي بين جنابه الرفيع (وبين قلوبهم باب العناية والرحمة) كما قال: "وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة " [الحديد: 27] ("من حيث لا يشعرون») [النحل: 26]) لا لكونه بطريق الجذب الإلهي الذي جذبه منه توازي عمل الثقلين، (جعل في قلوبهم تعظيم ما
شرعوه)، لا لكونه مما شرعوه بل لكونهم (يطلبون بذلك رضوان الله)، إذ لم يبتدعوه عن هوى أنفسهم (بل لكونه على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي).
(وقال: ) هذا الطريق أيضا حاصل بتعريفه تعالى إذ قال: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" [العنكبوت: 69].
ولكن التعريف في الطريقة النبوية مصرح به، وهنا غير مصرح به، لكنهما في إفادة الرضوان الإلهي، سواء إذا تأكد كل منهما بالأخر في بعض النسخ على غير الطريقة النبوية.
ومعناه يطلبون بذلك رضوان الله، وإن كان على غير الطريقة النبوية لكونها أيضا معرفة بالتعريف الإلهي موافقة لتلك الطريقة مؤكدة لها، وإذا وقع في قلوبهم تعظيم ما شرعوه لطلب رضوان الله تعالى (فما رعوها). "أي: الرهبانية المبتدعة"
وفسر الفاعل بقوله: (هؤلاء الذين شرعوها)؛ لئلا يتوهم أن المراد متأخر، وهم كما ذهب إليه البعض وفيه فك النظم.
وقال رضي الله عنه : (وشرعت لهم) إشعارا بأن هذا الدين إنما لم يشرع أولا لما فيها من المشقة على العامة، فلما تحملها بعضهم شرعت هم أيضا بعد ما شرعوها (حق رعايتها) مع ما فيها من المشقة العظيمة .
("إلا ابتغاء رضوان الله")، لم يجعل الشيخ رحمه الله هذا استثناء عن قوله: «كتبناها عليهم»؛ لأنها ما كتبت عليهم أصلا، ولا يصح نزع اللام عن الابتغاء على ذلك التقدير؛ لأنه ليس فعلا الفاعل الفعل، أعني الكتابة، بل جعله مقدما على قوله:[colo
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الخامسة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:37 am

الفقرة الخامسة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد)
قال رضي الله عنه : ( فلمّا وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي ) وهو الانتهاج إلى الغاية الكماليّة ، أعني النظم الوجودي والسلوك الشهودي الذي هو وجهة الحركة الكماليّة الإنسانيّة.
( اعتبرها الله اعتبار ما شرّعه من عنده تعالى ، وما كتبها الله عليهم ) كتابة إلزام وإيجاب - لما عرفت آنفا -
قال رضي الله عنه : ( ولما فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون ) مورد ذلك الرحمة ، ولا مصدر تلك العناية فإنّهم رأوا أن المعارف والعلوم إنّما استحصلوها من الفكر والنظر ، وليس للانتساب بالكمّل من الورثة الختميّة التي للأنبياء والأولياء له دخل في ذلك وقد اقتبس هذا المعنى من قوله تعالى :" وَجَعَلْنا في قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوه ُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها " [ الحديد : 27 ] .
قال رضي الله عنه : ( جعل في قلوبهم تعظيم ما شرّعوه ، يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبويّة ) الموضوعة للعامّة ، ليكون شكرا وفاقا ، بإزاء تلك العناية الخاصّة الخفيّة عندهم مورد نزولها وفيضانها .
فإنّ ذلك عبادة زائدة - على ما ألزمهم بها - من عند أنفسهم تبرّعا ، كسنن المتصوّفة من الإسلاميّين وغيرهم من سائر الملل.
ولذلك وصف الطريقة المذكورة في أكثر النسخ بقوله : ( المعروفة بالتعريف الإلهي فقال ) مفصحا عن ذلك المعنى : ( " فَما رَعَوْها " هؤلاء الذين شرّعوها ) - بوضعهم تلك الرهبانيّة الناموسيّة - ( وشرّعت لهم ) بالتزام أحكامها - ( " حَقَّ رِعايَتِها " . " إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله " ولذلك اعتقدوا ) الرضوان برعاية تلك الرهبانيّة .
فتكون الاستثناء على هذا التقدير متّصلا ، ففسّر الآية على المعنى إظهارا لذلك ، فإنّ ظاهر الآية  على ما عليه العامة أنّ الاستثناء منقطع والمعنى على ذلك أيضا مشوّش ، فلذلك عدل عمّا هو الظاهر من التركيب ، وجعل الاستثناء عن قوله " فَما رَعَوْها " مع تقدّمه ، فإنّ ذلك غير بعيد على قانون ذوي الألباب ، الذين لا يلتفتون إلى الرسوم الاصطلاحيّة الجعليّة .
( " فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا " بها " مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ " ) وهو الرضوان ، ( " وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ " أي من هؤلاء الذين شرّع فيهم هذه العبادة " فاسِقُونَ ")  [ الحديد : 27 ] أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقّها .
قال رضي الله عنه : (ومن لم ينقد إليها لم ينقد إليه مشرّعه بما يرضيه لكن الأمر ) على ما عليه حقيقته في نفسه ( يقتضي الانقياد ) ، إذ لا يلزم من عدم انقياد المشرّع إليه بما يرضيه عدم انقياده إليه مطلقا ، فإنّه لا بدّ للأمر مطلقا من الانقياد .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد) 
قال رضي الله عنه : " فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «و ما كتبها الله عليهم». ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي."
قال رضي الله عنه : (فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها)، أي في تلك النواميس (الحكم الإلهي) الذي هو الدين عند الله في الأمر .
قال رضي الله عنه : (المقصود بالوضع المشروع الإلهي) وهو تكميل النفوس علما وعملا اعتبرها الله سبحانه وتعالی (اعتبارا ما شرعه من عنده تعالى وما كتبها)، أي ما فرضها (الله عليهم ولما فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون)، أي من الوجه الخاص الذي لم يكن لهم شعور به
قال رضي الله عنه : (جعل في قلوبهم تعظیم ما شرعوه يطالبون بذلك) التعظيم و إنما شرعوه (رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة)، أي المعلومة (بالتعريف)، أي بتعليمها بالوحي (الإلهي) .
والمراد بطلبهم على غير الطريقة النبوية أنهم أتوا بأمور زائدة على الطريقة النبوية موافقة لها في الغاية ، والغاية ما فرضها الله عليهم الأمور التي التزمها الصوفية في هذه الأمة من غير إيجاب من الله سبحانه كـ تقليل الطعام بكثرة الصيام والاجتناب عن مخالطة الآثام وقلة المنام والذكر على الدوام.


قال رضي الله عنه : " فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا، «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»: أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه. لكن الأمر يقتضي الانقياد ". 
وفي بعض النسخ على الطريقة النبوية ، وهو أيض صحيح أن الطريقة المبتدعة ما كانت موافقة للطريقة النبوية في الأمر المقصود منها فكأنها هي (فقال تعالى : "فما رعوها ")، أي الرهبانية المبتدعة (هؤلاء الذين شرعوها) من مبتوعهم (و) الذين (شرعت لهم) من تابعيهم ("حق رعايتها إلا ابتغاء رضوان الله").
اعلم أن نظم الأية هكذا "....وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)" سورة الحديد.
والشيخ رضي الله عنه نظر إلى المعنى وقرره على ما قرر فإن ابتدعها إذا كان لإبتغاء رضوان الله ، ينبغي أن تكون رعايتها أيضا .
فنلتنبيه على هذا قرر المعنى على ما قرر لا أنه جعل الابتغاء استثناء منصة من قوله :" فما رعوها " حتى يلزم تفسير الآية على ما هو خلاف الفارسية قواعد العلوم العربية .
(ولذلك)، أي لإبتغاء رضوان الله بها واعتقاد أنها وسيلة إليه (اعتقدوا)، أي الرهبانية المبتدعة وأحبوها ("فأتينا الذين آمنوا" ) بها ("منهم أجرهم وكثير منهم" أي من هؤلاء الذين شرع فيهم)، أي في شأنهم (هذه العبارة فاسقون، أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها ومن لم ينقد إليها لم ينقد إليه مشرعه) و هو الحق سبحانه فإن مشرع الطريقة المبتدعة بالأصالة هو الحق سبحانه (بما يرضيه) من إعطاء الخير والثواب .
وفي بعض النسخ:

ومن لم ينقد إني مشرعه لم ينقد إليه مشرعه، وتذكير الضمير لرجوعه إلى الموصول، وإضافة المشرع فيه لملابسة أن التشريع إنما هو لأجله وإرجاعه إلى الطريقة المبتدعة بتأويل الدين (لكن الأمر)، أي الشأن (الإلهي يقتضي الانقياد)، أي انقياد مشرعه إليه وإن لم يكن بما يرضيه
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة السادسة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:38 am

الفقرة السادسة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
قال رضي الله عنه : " وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه. فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر. فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر  فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء. فصح أن الدين هو الجزاء "
قال رضي الله عنه : (وبيانه)، أي اقتضاء الانقياد (أن) العبد (المكلف) بالأحكام الشرعية لا يخلو حاله (إما) أنه (منقاد) لأمر الله تعالى (بالموافقة) لما يقتضيه الأمر من الفعل أو الكف في الظاهر والباطن (وإما) أنه (مخالف) لمقتضى الأمر في فعل أو كف في الظاهر أو الباطن .
قال رضي الله عنه : (فالموافق المطيع) من غير مخالفة مطلقة (لا كلام فيه)، أنه منقاد الأمر الله تعالى (لبيانه)، أي لوضوحه وان?شافه من غير شبهة.
(وأما) العبد (المخالف) لأمر الله تعالى في فعل أو كف في الظاهر أو الباطن (فإنه يطلب بخلافه)، أي بسبب مخالفته وترك طاعته.
قال رضي الله عنه : (الحا?م) نعت للخلاف (عليه من) ظرف تقدیر (الله تعالی) النافذ فيه (أحد) مفعول يطلب (أمرين إما) الأمر الأول فهو (التجاوز)، أي المسامحة له من الله تعالى (والعفو) عنه فضلا من الله تعالى عليه وإحسانا إليه .
قال رضي الله عنه : (واما) الأمر الثاني فهو (الأخذ)، أي المؤاخذة (على ذلك)، أي الخلاف الذي صدر منه عدلا من الله تعالى في حقه (ولا بد من وجود (أحدهما) بمقتضى الخلاف المذكور .
(لأن الأمر) الإلهي النافذ في الخلق كلهم (حق في نفسه) فلا بد أن يقتضي حالا للمكلف ينتفع به ذلك المكلف أو يتضرر به ولا يكون عبثا أصلا.
فعلى كل حال من أحوال المكلف الملائمة وغيرها (قد صح انقياد الحق) سبحانه (إلى عبده) وإطاعته له (لأفعاله)، أي لأجل أفعال العباد التي تصدر منه فتقتضي جزاء نافعا أو مضرا (و) لأجل (ما هو)، أي العبد (عليه من الحال) المقتضى لأمر ما .
(فالحال) الذي يكون عليه العبد (هو المؤثر) في جزاء العبد من ربه
قال رضي الله عنه : (فمن هنا)، أي كون حال العبد هو المؤثر في جزاء العبد (كان الذين) الذي يجب . الانقياد إليه (جزاء وفاقة، أي معاوضة) من الله تعالى لعبده (بما يسر) العبد إن كان حاله خيرة (وبما لا يسر) العبد إن كان حاله شرا (معا)، أي كلا الأمرين يسمى جزاء فبما)، أي في المعارضة بالأمر الذي يسر.
قال الله تعالى: "رضى الله عنهم ورضوا عنه"  في المائدة : 119] مقابلة ما كان منهم من الطاعات الخالصة لله تعالی.
(وهذا) الرضوان المذكور (جزاء) من الله (بما يسر) العبد .
وقال الله تعالی : ("ومن يظل") غيره أو نفسه ("منكم") يا أيها المكلفون (" نذقه عذابا كبيرا") [الفرقان : 19] في القيامة (هذا جزاء ) من الله تعالى للعبد (بما لا يسر) العبد.
وقال الله تعالى : ( "ونتجاوز")، أي نعفو ونصفح ("عن سيئاتهم") [الأحقاف : 16]، أي معاصيهم وذنوبهم.
(هذا) أيضا (جزاء) من الله تعالى للعبد بما يسر العبد، فالجزاء على الدين ثلاثة أنواع :
نوعان في الفضل بما يسر العبد ونوع واحد في العدل بما لا يسر العبد، لأن الدين والانقياد إما إلى خير أو إلى شر.
والشر على قسمين إما معفو عنه أو غير معفو عنه.
(فصح) من هذا (أن الدين هو الجزاء)، لأنه الانقياد لما مر، فلم ينقد إلا إلى عين جزائه من ربه، وجزاؤه من ربه عین انقياده ولكن لم تتبين الحقيقة.
فإن الثمر يخرج في الابتداء زهرا ثم يعقد فيصير ثمرا نضيجا ، وصورة الزهر غير صورة الثمر.
وصورة الانقياد وهو الدين هو الأعمال غير صورة الثواب أو العقاب وهو الجزاء في الآخرة، والشجرة هي الجسد.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
(وبيانه) أي بيان اقتضاء الأمر الانقياد (إن المكلف إما منقاد بالموافقة او مخالف فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه)، فإنه ينقاد إليه مشرعه كما ينقاد هو إليه.
(وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه) أي يطلب بسبب خلافه الذي يحكم عليه ويمنعه عن الطاعة .
(من الله حد أمرين: أما التجاوز والعفو واما الأخذ على ذلك) الخلاف (ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق) أي مطابق للمواقع (في نفسه) لا يخلو من أحدهما (وعلى كل حال) أي حال انقیاد العبد وعدم انقياده (قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله) أي لأفعال العبد (وما هو عليه)
أي الذي هو عليه العبد (من الحال) فإن العبد وإن كان مخالفا بالأمر التكليفى لكنه منقاد لربه من حيث الأمر الإرادي فيعطي الحق ما طلبه منه بخلافه .
(فالحال) أي فحال العبد التي تقتضي انقياد الحق بإعطاء ما طلبه منه (هو المؤثر) في انقياد الحق إلى عبده بإعطاء ما طلبه
(فمن هنا) أي ومن حصول الانقياد من الطرفين (كان الدين جزاء أي معارضة بما يسر) وهو الرضاء من الطرفين (وبما لا يسر) وهو عدم الرضاء من الطرفين فيه (فبما يسر "رضي الله عنهم ورضوا عنه " هذا ) أي قوله تعالى: "رضي الله عنهم ورضوا عنه" (جزاء) ومعاوضة من الجانبين (بما يسر) .
وقوله تعالى: ("ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا" (الفرقان. 19] هذا جزاء بما لا يسر) لأنه لا رضاء من الجانبين .
وقوله تعالى: ("ونتجاوز عن سيئاتهم" هذا جزاء) بما رضوا عنه لا جزاء بما رضي الله عنهم ، بل جزاء بما لا يرضي الله عنهم .
فعلى أي حال (فصح أن الدين هو الجزاء ).  الحق بإعطاءه ما يطلبه العبد.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
قال رضي الله عنه : " وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه. فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر. فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،"
قلت : معنى أن الدين الذي شرعه الخلق لابتغاء رضوان الله هو برسول من عند الله في قلوب عباده، لكنه ماهو الرسول المعلوم الذي يتحدي بالمعجزة ويصرح بالرسالة.
ثم أنه،الشيخ  رضي الله عنه، بين أن ما سعد أحد إلا بما أتى به، فحال كل عبد هو الذي عين له نصيبه من خير وشر، وأما في ظاهر الأمر ففعله عنوان حاله الذي به سعد أو شقي، وأما في الباطن فإن حقيقة العبد ظهرت في نور وجود الحق بما هي عليه في نفسها، فإن عاد عليها عائد من خير أو ضده فمنها عاد عليها والله أظهرها كما هي .
ولا شك أن الحق تعالی اعتبرها ولذلك قال :" فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم" (الحدید: 27) .


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
قال رضي الله عنه : "وبيانه أنّ المكلَّف إمّا منقاد بالموافقة وإمّا مخالف ، فالموافق المطيع لا كلام فيه ، لبيانه . وأمّا المخالف فإنّه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين :
إمّا التجاوز والعفو ، وإمّا الأخذ على ذلك. ولا بدّ من أحدهما فإنّ الأمر حق في نفسه ، فعلى كل حال صحّ انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال ، فالحال هو المؤثّر " .
يعني رضي الله عنه : أنّ العبد بحاله سواء كان موافقا أو مخالفا فإنّه يستدعي انقياد الحق له بالثواب أو بالعقاب لا بدّ من ذلك .
قال رضي الله عنه : " فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسرّ أو بما لا يسرّ ، فبما يسرّ " رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه ُ " هذا جزاء يعني بما يسرّ " وَمن يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْه ُ عَذاباً كَبِيراً " هذا جزاء بما لا يسرّ ، " وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ " هذا جزاء ، فصحّ أنّ الدين هو الجزاء ."

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
قال رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف ، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه ) أي لما بين .( وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين ) أي يطلب من الله بمخالفته الحاكم عليه بأحد أمرين.
قال رضي الله عنه : ( إما التجاوز والعفو وإما الأخذ عن ذلك ولا بد من أحدهما ، لأن الأمر حق في نفسه ، فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال ، فالحال هو المؤثر ) أي لا بد من العفو أو الأخذ إذ لا واسطة بينهما لأن أمر الله مرتب على استحقاق العبد .
فلا يجرى من الله عليه إلا ما هو حق له بحسب ما يقتضيه حاله فهو حق في نفسه ، فعلى كل حال سواء كان العبد موافقا أو مخالفا كان الحق منقادا إليه لأفعاله بحسب اقتضاء حاله ، فما أثر فيه إلا حاله .
قال رضي الله عنه : ( فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر " رَضِيَ الله عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْه " جزاء ما يسر " ومن يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْه عَذاباً " هذا جزاء بما لا يسر ويتجاوز عن سيئاتهم هذا جزاؤهم ، فصح أن الدين هو الجزاء ، وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر فهو الجزاء ، هذا لسان أهل الظاهر في هذا الباب ) وهو الظاهر .
"" إضافة بالي زادة ( وعلى كل حال ) أي انقياد العبد وعدم انقياده وما هو عليه من الحال ، فإن العبد وإن كان مخالفا بالأمر التكليفي لكنه منقاد لربه من حيث الأمر الإرادى ، فيعطى الحق ما طلبه منه بخلاف ( فالحال ) أي فحال العهد التي تقتضي انقياد الحق بإعطاء ما طلبه منه ( هو المؤثر ) في انقياد الحق إلى عبده ( فمن هنا ) أي من حصول الانقياد من الطرفين ( كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر ) وهو الرضا من الطرفين ( أو بما لا يسر ) وهو عدم الرضا من الطرفين فيما يسر كقوله تعالى : "رَضِيَ الله عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْه ".
قوله ( هذا جزاؤهم ) بما رضوا عنه لا جزاء بما رضى الله بل جزاء بما لا يرضى الله عنهم ، فعلى أي حال صح أن الدين هو الجزاء اهـ.
( فتختلف صورهم ) باختلاف أحوالهم كالصباوة والشبابة والشيخوخة ، تختلف في شخص واحد لاختلاف الأزمان والأحوال اهـ بالى زادة.""


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
قال رضي الله عنه : ( وبيانه : أن المكلف إما منقاد بالموافقة ، وإما مخالف . فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه ) . أي ، لوضوحه .
قال رضي الله عنه : ( وأما المخالف ، فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد الأمرين : إما التجاوز والعفو ) قوله : ( الحاكم ) يجوز أن يكون مجرورا
صفة ( للخلاف ) ، ويجوز أن يكون منصوبا على أنه مفعول . أي لمخالفته الحاكم ،
أي ، يطلب بمخالفته من يحكم عليه أحد الأمرين : إما التجاوز والعفو ، (وإما الأخذ على ذلك . ولا بد من أحدهما ، لأن الأمر حق في نفسه . فعلى كل حال ، قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال ) أي ، لكن الأمر في نفسه  يقتضى الانقياد .
وبيانه : أن المكلف إما منقاد للحق بالموافقة والطاعة ، أو مخالف  له .
فالموافق المطيع لا كلام فيه لوضوحه . وأما المخالف ، فإنه يطلب بذلك الخلاف الحاكم عليه في ذلك الوقت باقتضاء عينه ذلك الخلاف أحد الأمرين من الله : وهو إما العفو والمغفرة ، لتظهر كمال الاسم ( العفو ) و ( الغفور ) و حكمهما .
وإما المؤاخذة بذلك الخلاف ، ليظهر حكم الاسم " المنتقم " و " القهار " وكمالهما .
وعلى التقديرين ، يكون المخالف منقادا لربه الحاكم عليه من العفو والغفور والمنتقم والقهار من حيث الباطن ، وإن كان مخالفا لحكم مقام الجمع  الإلهي حين خالف دين الله ، أو لحكم ذلك المشرع من حيث الظاهر .
فصح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما يقتضيه حاله بإعطاء ما يطلب منه بحسب عينه الثابتة .
قال رضي الله عنه : ( فالحال هو المؤثر ) . أي ، إذا كان الحق منقادا للعبد بحسب اقتضاء حاله
ذلك والانقياد لا يكون إلا بالتأثر ، فالحال هو المؤثر .
قال رضي الله عنه : ( فمن هنا كان " الدين " جزءا ، أي ، معاوضة بما يسر أو بما لا يسر ) . أي ، لما
كان العبد منقادا للحق والحق منقادا للعبد ، كان لكل منهما فعل يقابل
فعل الآخر ، وهو الجزاء الواجب من الطرفين ، فحصل في الدين الذي هو الانقياد
عين المجازاة ، فكان الدين جزاء . أي ، معاوضة بما يسر العبد عند الموافقة ظاهرا
وباطنا ، وهو إعطاء الجنة والثواب والعفو والتجاوز عن ذنوبهم عند المخالفة ، وبما
لا يسر العبد عند المؤاخذة بالمخالفة الظاهرة من العبد .
قال رضي الله عنه : (فبما يسر : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) . هذا جزاء بما يسر .
( ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا ) . أليما . هذا جزاء بما لا يسر . ( ونتجاوز عن سيئاتهم ) . هذا
(جزاء ) أي ، إذا جازى الحق عبيده بما يسره العبيد ، فرضي الله عنهم ورضوا عنه ، أي ، العبيد عنه ، حيث جازاهم بما يلائم طبائعهم . وإذا جازاهم بما لا يسر هم بالمخالفة .
كقوله تعالى : " ومن يظلم منكم نذقه عذابا أليما " . فقد جازاهم بما اقتضى حالهم ، وإن لم يلائم طباعهم . وإذا جازاهم بالتجاوز ، فقد جازاهم أيضا بما رضوا عنه .
قال رضي الله عنه : ( فصح أن الدين هو الجزاء ) . أي ، فثبت أن " الجزاء " مفهوم " الدين " .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
قال رضي الله عنه : " وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه. فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر."
قال رضي الله عنه : (وبيانه) أي: بيان انقياد المشرع في الحالين (أن المكلف) الذي يشرع له (إما منقاد بالموافقة) بامتثال ما أمر، والانتهاء عما نهى (أو مخالف فالموافق المطيع لا كلام فيه) أي: في أن الحق منقاد له لبيان قوله عليه السلام حكاية عن الله تعالى: "من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا". رواه البخاري ومسلم وغيرهم.
(وأما المخالف، فإنه) ينقاد له المشرع الحق أيضا؛ لأنه (يطلب بخلافه) الاسم (الحاكم عليه من الله أحد الأمرين، إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد) من وقوع انقياد المشرع الحق لهذا الطلب.
لأنه لا بد من وقوع (أحدهما) أي: أحد الأمرين أي التجاوز والأخذ؛ (لأن الأمر) أي: أمر التكليف (حق في نفسه)، فمخالفته جريمة، فلا بد من ترتب أحد الأمرين عليها، (فعلى كل حال) من موافقة المكلف ومخالفته (قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله) الظاهرة بإعطاء ما يطلبه عليها، (وما هو عليه من الحال)المقتضي لإرضائه أو التجاوز عنه أو أخذه، وإذا كان لا بد من انقياد الحق لحال العبد في الموافقة والمخالفة، (فالحال هو المؤثر) في انقياد الحق بأحد الوجوه الثلاثة، كما أنه مؤثر في أفعاله التي من جملتها الدين.
"فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء، "
قال رضي الله عنه : (فمن هنا) أي: تأثير حال العبد في انقياد الحق، وأفعال العبد التي من جملتها انقياده وترك انقياده، (كان الدين) الذي به انقياد العبد وترك انقياده، وانقياد الحق بأحد الوجوه (جزاء) أي: موجب جزاء، كأنه نفسه حتى فسر به قوله تعالى: "مالك يوم الدين" [ الفاتحة: 4] أي يوم الجزاء.
وفسر الجزاء بقوله: (أي: معاوضة) لئلا يتوهم أنه ابتداء من الله تعالى من غير تأثير الأعمال فيها، بل هي علامات كما ذهب إليه بعض المتكلمين.
ثم أشار إلى أنه كيف لا يكون أثر الأعمال وهو واقع (بما يسر) في الموافقة، (وبما لا يسر) في المخالفة، والمخالفة أثر في ذلك؛ لأن ترتب الشيء على الأمر يشعر بعليته، فبما يسر أي: فالمعاوضة (والجزاء بما يسر) مثل ("رضي الله عنهم ورضوا عنه" [المائدة: 119]) وإن كان الرضوان الإلهي تفضة منه إذ ليس على مقدار العمل، فإنه قد ثبت "ورضوان ، الله أكبر" [التوبة: 72] .
لكنه من حيث ترتبه على الموافقة أثر لها في الجملة، لا من حيث هو صفة قديمة بل من حيث تعلقها بهذا العبد الموافق، وأما المعارضة بما لا يسر فنحو قوله تعالى: ("ومن يظلم نقم قه عذابا كبيرا" (الفرقان:19] هذا جزاء بما لا يسر).
لأنه لما كان كل نعمة منه عدلا فتوقفه على الظلم الصادر من العبد يشعر بكونه جزاء عليه.
ثم أشار إلى أن الجزاء لا ينحصر فيما يسر وما لا يسر، كما هو المتبادر إلى أوهام العامة بل ثمة قسم آخر نحو قوله تعالى: ("وتجاوز عن سيئاتهم" [الأحقاف:16] هذا جزاء) لترتبة على السيئات وليس بما يسر وما لا يسر، فهو جزاء مطلق. (فصح أن) الكل أثر الدين الذي هو الانقياد، (فصح أن الدين هو الجزاء) تسمية للمسبب باسم سببه، ولما خفيت السببية في جزاء السيئات من التجاوز والأخذ بينها مع الإشارة إلى أن تفسيره بالإسلام لا ينافيه بقوله.


.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة السادسة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:39 am

الفقرة السادسة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
الدين هو الجزاء
( وبيانه أنّ المكلَّف إمّا منقاد بالموافقة ، وإمّا مخالف فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه ) وظهور أمره ( وأمّا المخالف : فإنّه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله ) - فإنّ الحكم إنّما هو لصرافة القابليّة الأصليّة الذاتيّة كما سبق تحقيقه .
( أحد الأمرين : إمّا التجاوز والعفو ، وإمّا الأخذ على ذلك . ولا بدّ من أحدهما ، لأنّ الأمر حقّ في نفسه ) وهو يقتضي ذلك ، ومقتضى الحقّ حقّ .
( فعلى كلّ حال - قد صحّ انقياد الحقّ إلى عبده لأفعاله ، وما هو عليه من الحال فالحال هو المؤثّر ، فمن هنا كان الدين جزاء ، أي معاوضة بما يسرّ أو بما لا يسرّ فيما يسرّ " رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه ُ " [ 58 / 22 ] هذا جزاء بما يسر ) للمكلَّف الموافق .
(" وَمن يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْه ُ عَذاباً " [ 25 / 19 ] هذا جزاء بما لا يسرّ ) للمكلَّف المخالف.
(" وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ " [ 46 / 16 ] هذا جزاء ) بما يسرّ للمكلَّف المخالف ( فصحّ أن الدين هو الجزاء ) .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر.
فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء،)
قال الشيخ رضي الله عنه : " وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه. فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر. فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر. "
قال رضي الله عنه : (وبيانه أن المكلف المنقاد بالموافقة وإما مخالف؛ فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه) ، أي لوضوح حاله وظهور انقياد مشرعه إليه.
قال رضي الله عنه : (وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه)، فقوله : الحاكم مجرور وعلى أنه صفة للخلاف أو منصوب على أنه منعوت له ، أي لمخالفته الاسم الحاكم عليه (من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو) عن خلافه بحكم ليظهر حكم اسم العفو والغفور.
(وإما الأخذ على ذلك) الخلاف ليظهر ح?م اسم المنتقم والقهار (ولا بد من أحدهما لأن الأمر)، أي الأمر المقتضي لأحدهما، وهو استحقاق المكلف المخالف (حق ثابت في نفسه) .
و مقتضى الحق حق (فعلى كل حال) من العفور والأخذ (قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه)، أي ولما هو عليه (من الحال) المقضي لأحد الأمرين (فالحال). أي حال العبد قال رضي الله عنه : (هو المؤثر) في انقياد الحق له (فمن هنا)، أي من أجل ان حال العبد وفعله موافقا ?ان أو مخالفا هو المؤثر في انقياد الحق له فكان انقياد الحق جزاء لفعله.
(كان الدين جزاء)، أي معتبرا فيه الجزاء فإن الانقياد وعدمه يترتبان على الدين وعلى الانقياد و عدمه بترتب الجزاء فيتحقی معنى آخر من معانيه الثلاثة.
وفسر الجزاء وقسمه بقوله : (أي معارضة بما يسر وبما لا يسر معا فيما يسر)، أي جزاء بما يسر ما يدل عليه قوله تعالى: ( "رضي الله عنهم ورضوا عنه " هذا جزاء لما يسر) فإن رضي الله عنهم يسرهم فيرضون عنه وجزاء بما لا يسر ما يدل عليه قوله تعالى: ("ومن يظلم منكم نذقه عذابا" أليما هذا جزاء بما لا يسر) [الفرقان : 19].
فإن إذاقة العذاب مما لا يسرهم بل يسرهم وقوله تعالی: (ونتجاوز عن سيئاتهم "هذا )[الأحقاف : 16]، أي التجاوز المفهوم منه (جزاء) أيض فإن التجاوز أيضا مما يقتضيه حال من أحوال العباد فهو جزاء له.
ولما لم يكن التجاوز جزاء للسيئات كان في كونه جزاء خفاء حكم عليه بأنه لا جزاء ولم يقيده بقوله : بما يسر لظهور كونه منه ولا يخفى أن الجزاء بالرضوان
بالنسبة إلى المطيعين وبالتجاوز بالنسبة إلى العاصين فنبه بهذا الكلام على أن الجزاء بما يسر يتحقق بالنسبة إلى الفريقين ولا يختص بالأول .
قال رضي الله عنه : (فقد صح أن الدين هو الجزاء)، أي معتبر فيه الجزاء هذا نتيجة لما سبق، أي قد أثبت بما سبق أن الدين الذي اعتبر فيه الانقياد اعتبر فيه الجزاء أيضا .
قال رضي الله عنه : " «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.  فصح أن الدين هو الجزاء."
.
قال رضي الله عنه : (وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد)، أي انقياد العبد لما شرعه الله (فقد انقاد)، أي فكذلك قد انقاد الحق سبحانه (إلى ما يسر) العبد (وإلى ما لا يسر) العبد فتحقق الانقياد من الطرفين . (وهو)، أي انقياد الحق إليهما هو (الجزاء) لانقياد العبد وعدمه .
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة السابع الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:40 am

الفقرة السابع الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السابع : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه. «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
قال رضي الله عنه : "وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر وهو الجزاء. هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون.  فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه. «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم. "
قال رضي الله عنه : (وكما أن الدين هو الإسلام)، أي الاستسلام والانقياد (والإسلام) هو (عين الانقياد) والطاعة (فقد انقاد) صاحب الدين والإسلام (إلى ما يسر) العبد (وإلى ما لا يسر وهو)، أي ما يسر وما لا يسر (الجزاء) من الله تعالى للعبد على الدين (هذا) المذكور في هذا المحل من الكلام (لسان أهل الظاهر) من معاني الأسرار الإلهية (في هذا الباب) وهو بيان الدين والإسلام.
قال رضي الله عنه : (وأما سره)، أي سر ما ذكر من الدين والإسلام (وباطنه) الذي لا يتنبه له إلا العارفون من أهل الله تعالى (فإنه)، أي الدين المذكور (تجل)، أي ظهور وان?شاف من العبد (في مرآة وجود الحق تعالی) على طريقة الاستعارة.
وإلا فيستحيل حلول الأعراض الحادثة في الذات القديمة أو في صفاتها كما هو معروف في عقائد أهل البداية من الرسميين. وقد قررنا هناك في كتبه وإذا كان كذلك (فلا يعود)، أي يرجع (على المم?نات) الظاهرة بتقديره سبحانه في قيومية وجوده تعالى على كل مم?ن من معرفة وجود الحق سبحانه (إلا) مقدار (ما تعطيه ذواتهم) الحادثة .
قال رضي الله عنه : (في) جملة (أحوالها) المقدرة لها من الأزل (فإن لهم)، أي للمم?نات بتغليب العقلاء منهم أو باعتبار أن كلهم عقلاء في نظر العارف (في كل حال) من أحوالهم (صورة) هم عليها في حضرة الإمكان مكشوف عنها بعلم القديم ثم في حضرة الكون مكشوف عنها بسمع القديم وبصره (فتختلف صورهم) التي هم عليها (لاختلاف أحوالهم) في حضرة الإمكان وحضرة الكون (فيختلف التجلي)، أي الانكشاف الإلهي عليهم.
قال رضي الله عنه : (لاختلاف الحال) التي هم فيها، فإنه على قدر الاستعداد ی?ون التجلي من رب العباد (فيقع الأثر) من خير أو شر (في) نفس (العبد بحسب ما يكون) عليه ذلك العبد من الحال.
قال رضي الله عنه : (فما أعطاه)، أي العبد (الخير) الذي هو أثر التجلي (سواه)، أي سوى ذلك العبد باعتبار استعداده له (ولا أعطاه)، أي العبد أيضا (ضد الخير) وهو الشر الذي هو أثر التجلي (غيره)، أي غير ذلك العبد.
(بل هو)، أي ذلك العبد (منعم ذاته) في الجنة (ومعذبها) في النار بسبب الحال الذي هو عليه، والاستعداد المقتضي للتجلي الخاص الذي يقع به الأثر الملائم وغير الملائم .
فالعبد هو الذي استعد للخير أو للشر، فاتصف بالحال المقتضي لذلك، فتجلی علیه ربه فأعطاه خلقه، ثم ظهر أثر ذلك التجلي فيه فهداه إلى عين ما هو فيه بالقوة حيث خرج إلى الفعل.
وهذا قوله تعالى : "الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" [طه: 50]، أي عرف ذلك الشيء على خلقه الذي هو استعداده (فلا) يليق بالعبد حينئذ أن (يذمن) على الشر الذي يصدر منه (إلا نفسه)، فإنها هي التي استعدت له بحالها، فأعطاها التجلي الإلهي ما استعدت له وهو الشر، ولهذا قال آدم عليه السلام: "ربنا ظلمنا أنفسنا" [الأعراف: 23]
وقال تعالى: "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" [النحل: 118] .
(ولا) يليق بالعبد أيضا أن (يحمدن) على الخير، الذي يصدر منه (إلا نفسه) فإنها هي التي استعدت لذلك فأعطاها التجلي الإلهي ذلك الخير وإن كان من آداب الكاملين الاجراء على الأصل في الأول ونسبة الشر إلى النفس، ومخالفة الأصل في الثاني ونسبة الخير إلى الله تعالی.
والسر في ذلك أن التجلي على قسمين:
تجلي ذاتي وهو الذي أعطى الاستعداد الكل حقيقة كونية في حضرة الإمكان قبل الاتصاف بالوجود.
وتجلي صفاتي وهو الذي أعطى كل مستعد مما استعد له من الخير أو الشر فحصل به الاتصاف بالوجود.
وللعبد المكلف حالتان:
حالة غفلة ونقصان يصدر منه فيها الشر فيناسبها أن ينسب الشر إلى نفسه، لأنه المستعد له .
والتجلي الصفاتي ما أفاض عليه إلا عين ما استعد له فالشر من نفسه في هذا التجلي لا من التجلي الحق .
وحالة يقظة وكمال يصدر منه فيها الخير فيناسبها أن ينسب الخير إلى الحق تعالی، لأنه بتجليه الذاتي هو الذي أعطى العبد ذلك الاستعداد المقتضي لحكم التجلي الصفاتي عليه بعين ما استعد له من الخير.
فالخير من الحق تعالى في هذا التجلي الذاتي لا من نفس العبد، ولهذا كان أهل الخير من السعداء فوق أهل الشر من الأشقياء، لأنهم فوقهم في النظر الدقيق والمعرفة الإلهية، لأنهم من الذات الإلهية يستمدون وإليها يرجعون، وأهل الشر من الصفات الإلهية يستمدون وإليها يرجعون، "قد علم كل أناس مشربهم" [البقرة: 60].
("فلله") سبحانه وتعالى ("الحجة") على مخلوقاته ("البالغة") [الأنعام: 149]، أي القوة النافذة بحيث تخرس كل مخلوق فلا يستطيع ردها (في علمه) سبحانه (بهم)، أي بالمخلوقات فإنه علم كيفية ما هم عليه في حضرة إمكانهم وما استعدوا له، فما أعطاهم إلا ما علم منهم.
(إذ)، أي لأن (العلم) مرتبته (أنه يتبع المعلوم) على ما هو عليه، لأنه صفة كاشفة والكاشف تابع للمكشوف على ما هو عليه، وإلا لم يكن كاشفة كما مر مفصلا.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
قال رضي الله عنه : (كما أن الدين هو الإسلام والإسلام هو عين الانقياد فقد انقاد ) الحق بإعطاء ما يطلبه العبد (إلى ما يسر وإلى ما لا يسر وهو) أي الانقياد (عين الجزاء هذا) المذكور في بيان معنى الدين.
وهو أن يكون الدين جزاء ومعاوضة بين الله وبين العبد بانقیاد كل منهما إلى الآخر. فعلى هذا الوجه فالدين منقسم بين العبد والحق بعضه من العبد وبعضه من الحق (لسان الظاهر في هذا الباب) أي في تحقيق معني الدين يعني يعلم هذه المسألة أهل الظاهر .
قال رضي الله عنه : (وأما سره وباطنه) أي وأما سر اللسان وباطنه أو عز الدين في هذا الباب (فإنه) أي فإن الدين أو الجزاء (تجل) أي ظهور من الممكنات (في مرآة وجود الحق و هو) أي الظهور (علمه) تعالى بالمم?نات .
قال رضي الله عنه : (فلا يعود على المم?نات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم) أي ذوات الممكنات (في أحوالها فإن لهم) أي للمم?نات (في كل حال صورة فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم) كالصباوة والشبابة والشيخوخة يختلف في شخص واحد لاختلاف الأزمان والأحوال .
قال رضي الله عنه : (فيختلف التجلي في مرآة وجود الحق الاختلاف الحال) أي لاختلافيه حال الممكن (فيقع الأثر) من الجن (في العبد بحسب ما يكون) العبد في حاله (فما أعطاه) أي العبد (الخير) وهو ما يسر (سواه) أي سوى ما أعطاه العبد الحق.
وكذلك قوله (ولا أعطاه ضد الخير) وهو ما لا يسر (غيره بل هو منعم العبد ذاته ومعذبها فلا يأمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه فلله الحجة البالغة في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم) فما أعطاهم إلا بعلمهم وما علمهم إلا على حسب أحوالهم فكان الدين كله للعبد من العبد على هذا الوجه فهو جزاؤه حاصل له من نفسه خيرا أو شرا.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
قال رضي الله عنه : " وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء. هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم."
قلت : وأما في ظاهر الأمر ففعله عنوان حاله الذي به سعد أو شقي .
وأما في الباطن فإن حقيقة العبد ظهرت في نور وجود الحق بما هي عليه في نفسها، فإن عاد عليها عائد من خير أو ضده فمنها عاد عليها والله أظهرها كما هي .
قال وأخفى من هذا الاعتبار الذي ذكرناه أن كل حقيقة باقية على عدميتها، والحق تعالى منزه، فما ظهر إلا أحكامها وهي في العدم، فعادت عليهم أحكام ذواتهم.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  
«فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
قال رضي الله عنه : "وكما أنّ الدين هو الإسلام ، والإسلام عين الانقياد ، فقد انقاد إلى ما يسّر وإلى ما لا يسرّ وهو الجزاء وهذا لسان الظاهر في هذا الباب ، وهو ظاهر . وأمّا سرّه وباطنه فإنّه تجلّ في مرآة وجود الحق ، فلا يعود على الممكنات من الحق إلَّا ما أعطته ذواتهم في أحوالها ، فإنّ لهم في كل حال صورة ، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم ، فيختلف التجلَّي لاختلاف الحال ، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون ، فما أعطاه الخير سواه ، وما أعطاه ضدّ الخير غيره ، بل هو منعم ذاته ومعذّبها ، فلا يذمّنّ إلَّا نفسه ، ولا يحمدنّ إلَّا نفسه ، " فَلِلَّه ِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ " في علمه بهم ، إذ العلم يتبع المعلوم " .
قال العبد : يشير رضي الله عنه إلى أنّ انقياد الحق وهو الدين بما يسر وبما لا يسرّ إنّما هو تجلّ للاسم « الديّان » استجلبه واستدعاه العبد الدّين أو غير الدّين بموجب حاله الذي هو عليه .
وذلك لأنّ الدّيان تعالى لمّا شرع له ما يصلح له ويصلحه من حضرة اسمه « المكلَّف » و « المشرّع » و « الهادي » و « المرشد » وأخواتهم ، توجّه على العبد القيام بما شرع ، وإقامة الدين بالانقياد إليه ، واستتبع التجلَّي الشرعيّ الوضعيّ بموجب أحوال المتجلَّي له وهو العبد أحد أمرين :
الثواب إن انقاد لأمر الله بما يسرّه ،
أو العقاب بما لا يسرّ إن انقاد للشيطان بمخالفة سلطان الاسم المكلَّف المشرّع الديّان ، وهو تجل يستدعيه العبد بحاله .
فإن كان حاله الموافقة في الانقياد إلى الله ، تعيّن التجلَّي في مرآة وجود العبد بانقياد المكلَّف المشرّع وهو الله بحسن الجزاء .
وإن كان حاله المخالفة ، تعيّن التجلَّي بصورة المخالفة عليه ، فلم يحكم عليه الله إذن بما لا يسرّه وبما لا يوافقه .
بل هو الذي حكم على نفسه بذلك أزلا في تعيّن صورة معلوميّته وعينه الثابتة في حضره العلم الأزلي بذلك ، فتوجّه التجلَّي من الحق عليه بموجب ما استدعاه واقتضاه ، فللَّه الحجة البالغة على عبيده .
فلا يحمدوا إلَّا الله المظهر ما في حقائقهم الأزلية الغيبية بإفاضة الوجود على ذلك ، وكذلك لا يذمّوا إلَّا أعيانهم التي اقتضت أحوالها التجلَّي بما لا يسرّه أو يضرّه ، فافهم .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
قال رضي الله عنه : " وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر فهو الجزاء ، هذا لسان أهل الظاهر في هذا الباب ) وهو الظاهر .
قال رضي الله عنه : " وأما سره وباطنه فإنه تجلى في مرآة وجود الحق ، فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما يعطيه ذواتهم في أحوالها ، فإن لهم في كل حال صورة فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم ، فيختلف التجلي لاختلاف الحال فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون " أي فإن انقياد الحق للعبد وهو الدين بما يسر وبما لا يسر .
تجلى للحق باسم الديان في مرآة وجود الحق المتعين بصورة العبد لا الحق المطلق ، الذي يستدعيه حال العبد الدين وغير الدين ، لأن الله تعالى شرع له من حضرة اسمه الهادي ، والمكلف ما يصلح فيوجد عليه القيام بما شرع وهو إقامة الدين بالانقياد إليه .
فإن انقاد استدعى الحالة التي هي موافقة له من الجزاء بما يسر ، والتجلي بما يوافقه وهو المسمى بالثواب ، وإن لم ينقد إليه استدعى حاله من المخالفة الجزاء بما لا يسر ، والتجلي بما يخالفه المسمى بالعقاب فلا يعود على العباد من الحق إلا مقتضى أحوالهم ، فإن اختلاف أحوالهم بالموافقة والمخالفة يقتضي اختلاف صورهم .
فتختلف تجليات الحق فيهم باختلاف صورهم ، فتختلف آثار تلك التجليات فيهم بالثواب والعقاب.
قال رضي الله عنه : " فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره ، بل هو منعم ذاته ومعذبها ، فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه " فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ "  في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم " أي علم الله أنهم يوافقون أو يخالفون الأمر من أحوال أعيانهم الثابتة فعلمه تابع لما في أعيانهم ، فإذا وقع بعد الوجود ما علم من أحوالهم تجلى لهم في صور مقتضيات أحوالهم من الموافقة والمخالفة ، وكان الجزاء الوفاق ، فما الحجة إلا لله عليهم .
"" إضافة بالي زادة ( فما أعطاه ) العبد ( الخير ) وهو ما يسر ( سواه ) أي سوى ما أعطاه العبد للحق أو سوى العبد وكذلك قوله ( وما أعطاه ضد الخير ) وهو ما لا يسر ( غيره بل هو منعم ذاته ) فما أعطاهم إلا بما علمهم وما علمهم إلا بحسب أحوالهم فكان الدين كله للعبد من العبد على هذا الوجه فهو جزاؤه حاصل له من نفسه خيرا أو شرا .اهـ  بالي زادة . ""


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
قال رضي الله عنه : (وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام هو عين الانقياد ، فقد انقاد إلى ما يسر ، وإلى ما لا يسر ، وهو الجزاء ) ارتباط بين المفهومين " الانقياد " و " الجزاء " .
( هذا لسان الظاهر في هذا الباب ) . أي ، لسان تحقيق الظاهر في هذا الباب .
( وأما سره وباطنه ) أي ، سر هذا اللسان وباطنه . ( فإنه ) أي ، فإن ( الجزاء ) .
قال رضي الله عنه : ( تجل في مرآة وجود الحق ، فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه  ذواتهم في أحوالها ، فإن لهم في كل حال صورة ، فيختلف صورهم لاختلاف أحوالهم ، فيختلف التجلي لاختلاف الحال ، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون ، فما  أعطاه الخير سواه ، ولا أعطاه ضد الخير غيره ، بل هو منعم ذاته ومعذبها ، فلا يحمدن إلا نفسه ، ولا يذمن إلا نفسه ، فلله الحجة البالغة في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم ) .
وهذا بيان لسر ( القدر ) . وفيه توطئة لبيان المفهوم الثالث ، وهو ( العادة ) .
وقد مر مرارا أن الحق وأسماءه يظهر في مرايا الأعيان الثابتة ، وقد تظهر الأعيان في مرآة وجود الحق ، وقد يكون كل منهما
مرآة للآخر دفعة . وهذا القول إشارة إلى الثاني . وتقريره : أن ( الجزاء ) هو عبارة عن تجلى الحق في مرآة وجوده بحسب الأعيان الممكنة من اسمه ( الديان ) ، فالتكليف بالانقياد والجزاء إنما هو باقتضاء الأعيان له ، فهم المكلفون للحق ، على أن الحق يكلفهم بما هم عليه من الأحوال ويجازيهم بها .
فلا يعود على الممكنات من الحق حال الجزاء إلا ما اقتضت ذواتهم في أحوالها ، فمنها ما لها وعليها لا من غيرها ، ومن الحق التجلي وإعطاء الوجود لصور تلك الأحوال الذاتية التي لها ، فإن لها في كل حال صورة  خاصة يقتضيها تلك الأحوال ، والأحوال مختلفة .
فاختلفت صورها أيضا ، فاختلفت التجليات الإلهية باختلاف الاستعدادات المتجلى لها وأحوالها ، فالأعيان معذبة لذواتها ومنعمة لأنفسها لا غيرها . فلله الحجة البالغة عليها ، لأنه يعلمها على ما هي عليها ويتجلى عليها بحسبها ، فعلمه تابع لها .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
قال رضي الله عنهم : "وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر وهو الجزاء. هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم."

قال رضي الله عنهم : (وكما أن الدين الإسلام والإسلام عين الانقياد) الحاصل للعبد في الجزاء، كما أنه (عين الانقياد) لما شرع (فقد انقاد) العبد بانقياده لما شرعه، وترك انقياده له (إلى ما يسر وإلى ما لا يسر وهو الجزاء)، فكان الإسلام والجزاء واحد في تفسير الدين، إلا أن الأول باعتبار انقياده لما شرع، والثاني باعتبار انقياده لما ترتب على المشروع، (هذا لسان الظاهر في هذا الباب) أي: القول بانقياد العبد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر من الجزاء لسان أهل الظاهر، وفي الحقيقة هو المجازي نفسه بما يسرها وإلى ما لا يسرها.
كما قال(وأما سره) أي: سببه الحقيقي، (وباطنه) أي: موجبه الخفي وراء المقتضى الظاهر من الاعتقادات والأخلاق والأعمال، (فإنه) أي: الجزاء (تجل) عارض (في مرآة وجود الحق) أي: في العين الثابتة لا من حيث هي عدم، إذ لا يتصور في شأنها أمر لذ أو مؤلم إلا بعد التجلي المفيد لها الصورة الوجودية به المحققة لذواتها، والحق لا يقصد فيها التجلي إلا بحسب مقتضيات أحوالها.
و (فلا يعود على المم?نات) أي: الأعيان من حيث هي موجودة قابلة للتلذذ والتألم من الحق الذي تجليه واحد في ذاته عام للكل.
قال رضي الله عنهم : (إلا ما تعطية) من قابلية تجعل خاص (ذواتهم) أي: أعيانهم الثابتة لا بحسب أنها أعيان، إذ لا يختلف التجلي بحسبها بما يلذ تارة ويؤلم أخرى، بل بحسب ما يعطيه (في أحوالها) التي يتحول عليها من العقائد والأخلاق والأفعال، (فإن لهم في كل حال) لذة (صورة) ما يسر وإلى ما لا يسر؛ (فتختلف صورهم الاختلاف أحوالهم)، وإن كانت أعيانهم باقية في ذواتها لكن تختلف الأحوال عليها باختلاف وجود استعداداتها بحسب الأسباب الخارجية.
(فيختلف التجلي)، وإن كان واحدا في نفسه والعين أيضا واحدة (لاختلاف الحال) الذي هو سبب هذا التجلي المعارض، كما أن العين الثابتة سبب التجلي الذي أفادها الصورة الوجودية، فإذا كان الحال مؤثرا في هذا التجلي.
قال رضي الله عنهم : (فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون) عليه من الأحوال، وهذا الأثر هو المنقسم إلى الخير والشر، (فما أعطاه الخير سواه وما أعطاه ضد الخير غيره)، وإن كان التجلي من غيره، وأحواله أيضا من أسباب خارجية، (بل هو منعم ذاته ومعذبها) لاقتضائه من الحق أن يتجلی بالتنعيم والتعذيب، فهو وإن كان فاعلا بمعنى إرادته الإيجاد، فالفعل إنما ينسب بالحقيقة لمن قام به أو لا، (فلا يذمن) في التعذيب (إلا نفسه، ولا يحمدن) في التنعيم (إلا نفسه)، وما ورد من قوله عليه السلام : «من وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك؛ فلا يلومن إلا نفسه".رواه مسلم والترمذي.
فباعتبار آخر هو أن الخير من حيث هو كمال، لا يكون منشأه النفس، وباعتبار الإيجاد الكل من الله تعالى، كما قال تعالى: " قل كل تين عند الله قال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا" [النساء:78]، وإذا كانت الآثار المنقسمة إلى الخير والشر من مقتضيات أحوال العبد علمها الحق، فتجلى عليهم بحسبها ("فلله الحجة البالغة" [الأنعام: 149] في علمه بهم) الموجب لتجليه عليهم بحسب ما علم منهم؛ لجريان سنته على ذلك، رعاية للحكمة، ودفعا للظلم.

(إذ العلم يتبع المعلوم) من حيث مطابقته له، وإن لم ينفعل علم الحق عن المعلوم بل فعل فيه مقتضاه.
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة السابع الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:42 am

الفقرة السابع الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السابع : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
(وكما أنّ الدين هو الإسلام ، والإسلام عين الانقياد ، فقد انقاد إلى ما يسرّ وإلى ما لا يسرّ - وهو الجزاء) - فيكون الدين كلا معنييه مرادا ، مستقيما إرادته هاهنا .
لا يصل إلى العبد شيء عن غير ذاته
( هذا لسان الظاهر في هذا الباب ) حيث فصّل المكلَّف ، وقسّم المكلَّفين إلى الموافقين منهم والمخالفين ، وبيّن للكلّ ما لهم من الدين ( وأمّا سرّه وباطنه فإنّه تجلَّى في مرآة وجود الحقّ ، فلا يعود على الممكنات من الحق إلَّا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها ) فإنّ المرآة إنّما تعطي ما على الرائي من الأوضاع والهيئات وتحوّلهم في تلك الأوضاع في مراقي السعادة تارة ، ومهاوي الشقاوة أخرى ، بحسب تطوّرهم في الأحوال ( فإنّ لهم في كلّ حال صورة ، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم ، فيختلف التجلَّي لاختلاف الحال ، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون ) عليه بالذات ( فما أعطاه الخير سواه ) .
وإذ قد تقرّر على أصولهم أنّ الشرّ - من حيث أنّه شرّ - لا يقبل الوجود ، فإنّ ما يقال له « الشرّ » عرفا إنّما هو باعتبار نسبته إلى الخير ومضادّته المظهرة إيّاه - كما قيل: « فبضدّها تتبيّن الأشياء » .
وقال المتنبي:
ونديمهم وبهم عرفنا فَضلهُ ... وبِضدها تتبين الأشياءُ
وينبّه على هذه النكتة حيث قال : ( ولا أعطاه ضدّ الخير غيره ) .
وما قال : « ولا أعطاه الشرّ » فإنّه من حيث هو شرّ غير قابل لأن يكون معطى .
فظهر أنّه لا شيء ممّا هو سبب نعيم العبد وعذابه خارجا عن ذاته ( بل هو منعم ذاته ومعذّبها ، ولا يذمنّ إلَّا نفسه ، ولا يحمدنّ إلَّا نفسه ، فللَّه الحجّة البالغة في علمه بهم ، إذ العلم يتّبع المعلوم ) .
وهذا السرّ وإن انطوى فيه كثير من متفرّقات أحكام الأكوان ومتوهّمات أعيان عوالم الإمكان ، ولكن ما أفصح عن التوحيد الذاتي خالصا عن شوائب الثنويّة والتقابل حيث أثبت المعلوم بإزاء العالم ، والظلّ بإزاء الشمس ، والكثرة بإزاء الوحدة - فلا بدّ مما يفصح عن ذلك السرّ حتّى يتمّ البيان.
كما  قال العارف التلمساني :
لما انتهت عيني إلى أحبابها ....   شاهدت صرف الراح عين حبابها
"" صرف الراح : كناية عن حضرة الهوية الصرفة المحيطة القاهرة ، وحبابها عن الصور التي تجلت وتصورت بها ""
ثمّ إنّه ما جاوز صاحب المشهد هذا بعد عن مفترق المتقابلين ، وهو المعبّر عنه بـ " قابَ قَوْسَيْنِ " ، والذي يناسب طور كتابه هذا إنّما هو المشهد الختمي ، المعبّر عنه بـ " أَوْ أَدْنى " [ 53 / 9 ] وهو الذي لا تغاير هناك ولا نسبة أصلا ، وإلى ذلك أشار بقوله : ليس في الوجود إلا الحقّ تعالى وتجلَّياته .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم.)
قال رضي الله عنه : " وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر وهو الجزاء. هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون. فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. )"
قال رضي الله عنه : (هذا)، أي جعل أحد الفعلين من العبد والآخر من الحق سبحانه جزاء لما من العبد (لسان الظاهر في هذا الباب)، أي باب الجزاء وبيانه.
قال رضي الله عنه : (وأما سره وباطنه)، أي سر الجزاء وحقيقته الباطنة عرفهم أهل الظاهر (فإنه)، أي الجزاء (تجلي)، أي يتجلى من أحوال العبد وظهوره (في مرآة وجود الحق)، تبعا لحال آخر من أحوال. فالحال الثاني باعتبار تبعيته للأول وترتب عليه جزء له .
قال رضي الله عنه : (فلا يعود على المم?نات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم) المتقلبة (في أحوالها فإن لهم في كل حال صورة) وجودية تناسبه وتخالف الصور الوجودية التي لسائر أحوالهم (فتختلف صورهم الاختلاف أحوالهم فيختلف التجلي)، أي تجلى وجود الحق هذه في الصور (لاختلاف الحال فيقع الأثر)، الذي هو التلذذ أو التعذب (في العبد بحسب ما يكون).
أي يوجد تجلي الوجود الحق بصور أحواله فإن كانت صوره ملائمة له فهي خير وإلا فضده.  (فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره).
وإنما قال : ضد الخير ولم يقل الشر تنبيها على أن الشر من حيث هو شر لا يقبل الوجود بل من حيث نسبته إلى الخير ومضادته المظهرة إياه كما قيل فبضدها تتميز الأشياء .  
(بل هو منعم ذاته ومعذبها فلا يذمن) في ضد الخير.

قال رضي الله عنه : " فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم."
قال رضي الله عنه : (إلا نفسه ولا يحمدن) في الخير (إلا نفسه)، فإن كلا من الخير وضده ، إنما هو صورة حال من أحواله ظهرت في مرآة الوجود الحق بحسب علم الحق به .

وبأحوال لا يكون إلا على ما هو عليه في نفسه ( "فلله الحجه البالغة" ) [الأنعام: 149] عليهم (في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم) فلا يتعلق به إلا على ما هو عليه في نفسه وذلك سر القدر.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثامنة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:43 am

الفقرة الثامنة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : " لك العادة حقيقة واحدة معقولة؛ والتشابه في الشور موجود تخين تعلم أن رندة بن عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت لتكترث وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكئر في تفسيه. ولم أين تريدة ليس عن عمرو في الشخصية فشخص زید ?ی شخص عمرو مع تحقق وجود الخيرية بما هي شخصية في الاتيني فنقول في الج عادت لهذا الشبير، وتقول في المحكم الصحيح لم تعد. " 
قال رضي الله عنه : (لكن العادة) التي هي التكرار (حقيقة معنوية معقولة)، أي أمر اعتباري ويتحققه العقل ويفهمه (والتشابه)، أي حصول الشبه (في الصور) المحسوسة والمعقولة .
قال رضي الله عنه :  (موجود) لا شك فيه (فنحن نعلم) قطعة (أن زيدا) اسم لشخص معين هو (عين عمرو) الذي هو اسم لشخص آخر معين (في) الحقيقة الواحدة (الإنسانية) وإنما افترقا في الصورتين الجسمانيتين والنفسانيتين (و) مع ذلك (ما عادت) الحقيقة الإنسانية الواحدة الموجودة فيهما على السواء بعينها، أي ما حصل فيها ت?رار باعتبار وجودها في زيد وفي عمرو (إذ لو عادت)، أي الحقيقة الإنسانية باعتبار وجودها فيهما (لتكثرت)، أي صارت كثيرة (وهي حقيقة واحدة) في نفسها (و) الأمر (الواحد لا يتكثر)، أي لا يصير كثيرة (في نفسه) أصلا .
(و) نحن( نعلم) أيضا، (أن زيدا) المذكور (ليس) هو (عين عمرو) المذكور (في) الهيئة (الشخصية) الجزئية المتعينة في الحس .
(فشخص زید)، أي جسده في نفسه الحيوانية المنفوخة فيه لا المنفوخ منها فإنها الإنسانية المذكورة (ليس) هو عين (شخص عمرو).
فإن الحس يحكم بالمغايرة بين الشخصين والعقل يتبعه في هذا الحكم (مع تحقق)، أي ثبوت
قال رضي الله عنه :  (وجود الشخصية) الواحدة الظاهرة (بما)، أي بالأمر الذي (هي شخصية به في الاثنين)، أي ماهية زيد وماهية عمرو، فالشخصية أيضا متعددة في الحكم بها إلا في وحدة وجودها، فهي واحدة بما هي شخصية به وإن تكثر ما سمي بها من الأشخاص.
إذا تقرر هذا (فنقول) في العادة إنها (في الحس عادت)، أي تكررت وت?ثرت لهذا)، أي لأجل (الشبه المذكور) نظير قوله تعالى في ثمر الجنة " وأتوا به متشابها" [البقرة: 25].
أي يشبه بعضه بعضا وهو ما يثمر ظهور الحق من كل شيء في جنة المعارف، إذا دخلها العارف .
وقالت بلقيس عن عرشها: "كأنه هو" لما ن?ر لها عرشها وقيل :" أهكذا عرشك" [النمل: 42].
فتنبهت للشبه المذكور بطريق الإلهام ثم قالت: "وأسلمت مع سليمان " [النمل: 44]، يعني التبعية في العقد الصحيح وذلك عين المعرفة. 
قال رضي الله عنه :  (ونقول) مع ذلك (في الحكم) منا على تلك العادة الحكم (الصحیح) الذي هو وجه التحقيق في ذلك (لم تعد) العادة أصلا ولا يتكرر في الوجود شيء أبدا إذ لو تكرر ما تغير والتغير ظاهر في كل شيء.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
فلما توجه أن يقال فإذا لم يكن ثمة تكرار فكيف سمي الدين بالعادة استدرك بقوله (لكن العادة) وهي عود الشيء إلى ما كان عليه من أول حاله (حقيقة واحدة معقولة) أي ثابتة في العقل لا تعدد في نفس تلك الحقيقة (والتشابه) أي التعدد (في الصور) الحسية (موجود) .
واستدل عليه رضي الله عنه بقوله : (فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية إذ لو عادت لكثرت) الإنسانية
قال رضي الله عنه : (وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية . وشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقیق وجود الشخصية بما هي شخصيته) أي مع وجود سبب الشخصية وهو الإنسانية (في الاثنين زيد وعمرو فتقول في الحس عادت) الإنسانية (لهذا الشبه) وهو المثلية بالعود في وجود الإنسانية في الاثنين.
(ونقول في الحكم الصحيح لم تعد) الإنسانية.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه. ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين. فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. "
المعني ظاهر .


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : " لكنّ العادة حقيقة معقولة واحدة والتشابه في الصور موجود ، فنحن نعلم أنّ زيدا عين عمرو في الإنسانيّة وما عادت الإنسانية ، إذ لو عادت لتكثّرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثّر في نفسه ، ونعلم أنّ زيدا ليس عين عمرو في الشخصية ، فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية في الاثنين  . فنقول في الحسّ : عادت ، لهذا الشبه ، ونقول في الحكم الصحيح : لم تعد ، فما ثمّ عادة بوجه ، وثمّ عادة بوجه ، كما أنّ ثمّ جزاء بوجه وما ثمّ جزاء بوجه ، فإنّ الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن . وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن ، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي ، لا أنّهم جهلوها ، فإنّها من سرّ القدر المتحكَّم على الخلائق ".
قال العبد : يريد أنّ الدين يأخذ وجوهه ومعانيه ، لمّا كان عادة ، ظهر أن قد عادت على العبد حالته الغيبية الأزلية ، فإنّ تعيّن التجلَّي من الدّيان بحسب حال عينه الثابتة ، فما عاد عليه إلَّا مقتضى حاله ، ولكنّ التحقيق يقتضي أن لا تعود الحالة .
فإنّ الحالة المقتضية لهذا التجلَّي لم تعد ولم تتكرّر بل تعيّن التجلَّي بصورتها لا غير ، فلا تكرار في التجلَّي ولا في الحالة .
فما عاد وما تجدد إلَّا التعيّن في التجلَّي ، وكلّ تعيّن مثل التعيّن الآخر لا عينه ، فلا عادة أصلا ، إذ لا تكرار لا في الحال ولا في الوجود المتعيّن بالحالة ولا في التعيّن ، ولكن تعيّن وتشبّه بشبه يشبه الشبه في العيون تكرارا وعادة إلى عين واحدة ، وليس لذلك حقيقة ، إن حقّقت النظر ودقّقت الفكر ، فحقّق ودقّق يتحقّق السرّ على ما هو عليه الأمر.
كما قلنا : شعر :
ولا أقول بتكرار الوجود ولا  ..... عود التجلَّي فما في الأصل تكرار
فالبحر بحر على ما كان في قدم  ..... إنّ الحوادث أمواج وأنهار
لا تحجبنّك أشكال يشاكلها    ..... عمّن يشكَّل فيها فهي أستار
وذلك لأنّ الحقيقة إذا ظهرت ظهورات غير متناهية ، وتعيّنت على صور متماثلة ومتشابهة متشاكلة ، لم تكن عائدة ولا متكرّرة ، ولكنّ الظهورات والتعيّنات أمثال متماثلات على من تشكَّل وتعيّن فيها وظهر بها ، فما عاد شيء ولا تكرّر ، فحقّق النظر ، والتعيّنات عادت بالأمثال لا بأعيانها ، فافهم .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
لا تكرار في التجلي ولا في الحالة ، ولكن التجلي تجدد بحسبها فكان مثلها لا عينها فلا عادة أصلا ، ولكن لما أشبهت حالة العينية أي التجلي حالتها العينية أي الحالة التي للعين الثابتة سميت عادة .ولهذا بين أنها ليست عادة في الحقيقة بقوله ( لكن العادة معقولة واحدة والتشابه في الصور موجود ) أي في أشخاص تلك الحقيقة فتوهموا العادة وليست بها .
قال رضي الله عنه : " فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية ، إذ لو عادت لتكثرت وهي حقيقة واحدة ، والواحد لا يتكثر في نفسه ، ونعلم أن زيدا ليس عمرا في الشخصية وشخص زيد ليس شخص عمرو ، ومع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين ، فنقول في الحس : عادت لهذا الشبه ، ونقول في الحكم :الصحيح لم يعد "
""   إضافة بالي زادة فلما توجه أن يقال فإذا لم يكن ثم تكرار فكيف سمى الدين بالعادة استدرك بقوله لكن العادة لا تعدد فيه والتشابه : أي التعدد في الصور الحسية موجود اه ( بما هي شخصية ) أي مع وجود سبب الشخصية وهو الإنسانية ( في الاثنين ) زيد وعمرو ( فنقول في الحس : عادت ) الإنسانية لهذا الشبه وهو المثلية بالعود في وجود الإنسانية في الاثنين ( فما ثم عادة بوجه ) لعدم التكرر والمغايرة في نفس الأمر ( وثم عادة بوجه ) أي من حيث أن الحال الثاني مثل الحال الأول في الحس ( حال في الممكن ) من أحوال الممكن فجاز فيه الوجهان ، فمن حيث أنه يوجب الحال الأول الثاني ثبت فيه الجزاء والعوض ، ومن حيث أنه حال آخر لعين الممكن ما ثم فيه جزاء اهـ بالى زادة . ""



مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. ) 
قال رضي الله عنه : "لكن العادة حقيقة واحدة معقولة ، والتشابه في الصور موجود . فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية ، وما عادت الإنسانية ، إذ لو عادت ، لتكثرت ، وهي حقيقة واحدة ، والواحد لا يتكثر في نفسه . ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية ، فشخص زيد ليس شخص عمرو ، ومع تحقق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين ، فنقول في الحس عادت لهذا الشبه ، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد " .
استدراك من قوله : ( وهذا ليس ثمة ) . والغرض بيان أن العود من أي وجه يتحقق ، من أي
وجه لا يتحقق . وذلك لأن العادة حقيقة معقولة ، وهي عود الشئ إلى ما كان عليه أولا . والحقيقة لا يتكثر في نفسها ، كما أن الإنسانية لا يتكثر بتكثر أشخاصها ، بل المتكثر صور تلك الحقيقة ، وصور الأشخاص أمثال ، فالمثلية متحققة بين الأشخاص .
فالحقيقة المعقولة من العادة أيضا لها أفراد متكثرة ، وهي تكرر الأحوال ، فمن حيث إن هذا الحال الثاني مثل الحال الأول في الحس ، يطلق عليه العادة .
ومن حيث إن تلك الحال ليس عين الأول بل مغائر له ، لا تطلق العادة عليه .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : "لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه. ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين. فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد."

قال رضي الله عنه :" (ولكن العادة) المحققة في الموجودات هي عادة بالمعنى العدمي، يتحقق في الصور المتشابهة المتواردة على (حقيقة واحدة معقولة)، فكأن تلك الصور حقيقة معقولة واحدة عادت من أول إلى ثان.
(والتشابه في الصور) بحيث توهم كونها حقيقة واحدة معقولة (موجود)، فالعادة بالمعنى العرفي موجودة في الصور المتشابهة، وإن توجد في الحقيقة الواحدة التي هي حقيقة واحدة في نفسها.
(فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية) في عمرو لا بالمعنى الحقيقي ولا بالمعنى المجازي.
(إذ لو عادت) بأحد المعنيين (لتكثرت) بأن تسمی أولا وثانيا، ولكن فرض ذلك في الإنسانية باطل، (إذ هي حقيقة واحدة) في نفسها لا صور متشابهة أوهم تشابهها كونها حقيقة واحدة، عادت من أول إلى ثان (والواحد لا يتكثر في نفسه)، فكيف يصح فرضه مت?ثرا.
وإن تكثرت صورة صور المرايا لزيد، لكن العادة بالمعنى العرفي ثابت في تلك الصور، باعتبار تكثرها إلى أول وثان مع تشابهها الموهم لكونها حقيقة واحدة مع أنها في نفسها ليست كذلك.
وذلك أنا (نعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية)، وهي الصورة العارضة للحقيقة الإنسانية التي بها تميز كل فرد عن آخر، فلا بد من التكثر في حقيقة الشخصية، (فشخص زید ليس شخص عمرو)، بحيث يتحد حقيقة شخصيتهما (مع تحقق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين)، فتشابهت الشخصيتان بحيث يوهم أن الشخصية حقيقة واحدة معقولة مع أنها في الواقع متعددة، إذ لا تمیز بدون ذلك الكثرة، (نقول في الحس) أي: الوهم (عادت) الشخصية (لهذا الشبه) باعتبار المفهوم الواحد للشخصية المحققة في أول وثان.
(ونقول في الحكم الصحيح لم تعد) الشخصية؛ لأن حقيقتها لما تعددت لم تكن الثانية عين الأولى.

وإذا كان كذلك.
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثامنة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:47 am

الفقرة الثامنة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة ) بمعنى التكرار ( معقولة ) ، فلا يأباه العقل ظاهرا ، ( والتشابه في الصور موجود ) كما في المتّحدين بالنوع والمتماثلين من أفراده ، فيتصور العادة حينئذ بحقيقتها كما في الأفراد الإنسانيّة مثلا.
قال رضي الله عنه : (فنحن نعلم أنّ زيدا عين عمرو في الإنسانيّة ، وما عادة الإنسانيّة إذ لو عادت تكثّرت) الإنسانيّة ( وهي حقيقة واحدة ) غير متكثّرة ، ( والواحد لا يتكثّر في نفسه ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصيّة ، فشخص زيد ليس شخص عمرو ، مع تحقيق وجود الشخصيّة بما هي شخصيّة في الاثنين ) أي مع اعتبار معنى التشخّص فيهما ، فإنّه معنى واحد لا تكثّر فيه بنفسه كالحقيقة بعينها .
قال رضي الله عنه : ( فيقول في الحسّ « عادت » لهذا الشبه ) الواقع بينهما من عروض
هذا التشخّص الواحد ، ومن حيث تماثلهما في أصل الحقيقة ( ونقول في الحكم الصحيح ) العقلي : ( « لم تعد » ) من حيث أنّ العائد بالذات غير البادئ ، على ما دلّ عليه برهان امتناع إعادة المعدوم بعينه .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : " لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه. ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين. فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. "
قال رضي الله عنه : (لكن العادة)، أي الأمر الذي يعود (حقيقة واحدة معقولة) لا تعد ولا تكثر فيها إلا من حیث ظهوره في صورة مختلفة شخصية (والتشابه في تلك الصور موجود)، فإن كل واحدة من تلك الصور وإن كانت مغايرة في تشخصها تنصور الأخرى لكن باعتبار أن كل واحد منها صورة شخصية لحقيقة واحدة أمثال وأشباه، وتكرار الأشياء باعتبار ما به النشأة عود .
بل تكرار ظهور تلك الحقيقة في الصور المتشابهة أيضا عود (فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية) في نفسها (إذ لو عادت لتكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا بتكثر في نفسه)، فمن هذه الحيثية لا تكرار ولا عدد .
(و) نحن (نعلم) أيضا (أن زيد ليس عين عمرو في الشخصية، فشخص زید ليس شخص عمرو مع تحقق وجود الشخصية بما هي شخصية)، أي تحققه (في الاثنين) فيحصل بينهما نسبة
قال رضي الله عنه : (فنقول في الحس عادت)، الشخصية أو الحقيقة (لهذا الشبه ونقول في الحكم الصحيح) في العقل (لم تعد) لوحدة الحقيقة.

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة التاسعة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:48 am

الفقرة التاسعة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة التاسعة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : " لك العادة حقيقة واحدة معقولة؛ والتشابه في الشور موجود تخين تعلم أن رندة بن عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت لتكترث وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكئر في تفسيه. ولم أين تريدة ليس عن عمرو في الشخصية فشخص زید ?ی شخص عمرو مع تحقق وجود الخيرية بما هي شخصية في الاتيني فنقول في الج عادت لهذا الشبير، وتقول في المحكم الصحيح لم تعد. "
قال رضي الله عنه : (لكن العادة) التي هي التكرار (حقيقة معنوية معقولة)، أي أمر اعتباري ويتحققه العقل ويفهمه (والتشابه)، أي حصول الشبه (في الصور) المحسوسة والمعقولة .
قال رضي الله عنه :  (موجود) لا شك فيه (فنحن نعلم) قطعة (أن زيدا) اسم لشخص معين هو (عين عمرو) الذي هو اسم لشخص آخر معين (في) الحقيقة الواحدة (الإنسانية) وإنما افترقا في الصورتين الجسمانيتين والنفسانيتين (و) مع ذلك (ما عادت) الحقيقة الإنسانية الواحدة الموجودة فيهما على السواء بعينها، أي ما حصل فيها ت?رار باعتبار وجودها في زيد وفي عمرو (إذ لو عادت)، أي الحقيقة الإنسانية باعتبار وجودها فيهما (لتكثرت)، أي صارت كثيرة (وهي حقيقة واحدة) في نفسها (و) الأمر (الواحد لا يتكثر)، أي لا يصير كثيرة (في نفسه) أصلا .
(و) نحن( نعلم) أيضا، (أن زيدا) المذكور (ليس) هو (عين عمرو) المذكور (في) الهيئة (الشخصية) الجزئية المتعينة في الحس .
(فشخص زید)، أي جسده في نفسه الحيوانية المنفوخة فيه لا المنفوخ منها فإنها الإنسانية المذكورة (ليس) هو عين (شخص عمرو).
فإن الحس يحكم بالمغايرة بين الشخصين والعقل يتبعه في هذا الحكم (مع تحقق)، أي ثبوت
قال رضي الله عنه :  (وجود الشخصية) الواحدة الظاهرة (بما)، أي بالأمر الذي (هي شخصية به في الاثنين)، أي ماهية زيد وماهية عمرو، فالشخصية أيضا متعددة في الحكم بها إلا في وحدة وجودها، فهي واحدة بما هي شخصية به وإن تكثر ما سمي بها من الأشخاص.
إذا تقرر هذا (فنقول) في العادة إنها (في الحس عادت)، أي تكررت وت?ثرت لهذا)، أي لأجل (الشبه المذكور) نظير قوله تعالى في ثمر الجنة " وأتوا به متشابها" [البقرة: 25].
أي يشبه بعضه بعضا وهو ما يثمر ظهور الحق من كل شيء في جنة المعارف، إذا دخلها العارف .
وقالت بلقيس عن عرشها: "كأنه هو" لما ن?ر لها عرشها وقيل :" أهكذا عرشك" [النمل: 42].
فتنبهت للشبه المذكور بطريق الإلهام ثم قالت: "وأسلمت مع سليمان " [النمل: 44]، يعني التبعية في العقد الصحيح وذلك عين المعرفة. 
قال رضي الله عنه :  (ونقول) مع ذلك (في الحكم) منا على تلك العادة الحكم (الصحیح) الذي هو وجه التحقيق في ذلك (لم تعد) العادة أصلا ولا يتكرر في الوجود شيء أبدا إذ لو تكرر ما تغير والتغير ظاهر في كل شيء.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
فلما توجه أن يقال فإذا لم يكن ثمة تكرار فكيف سمي الدين بالعادة استدرك بقوله (لكن العادة) وهي عود الشيء إلى ما كان عليه من أول حاله (حقيقة واحدة معقولة) أي ثابتة في العقل لا تعدد في نفس تلك الحقيقة (والتشابه) أي التعدد (في الصور) الحسية (موجود) .
واستدل عليه رضي الله عنه بقوله : (فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية إذ لو عادت لكثرت) الإنسانية
قال رضي الله عنه : (وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية . وشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقیق وجود الشخصية بما هي شخصيته) أي مع وجود سبب الشخصية وهو الإنسانية (في الاثنين زيد وعمرو فتقول في الحس عادت) الإنسانية (لهذا الشبه) وهو المثلية بالعود في وجود الإنسانية في الاثنين.
(ونقول في الحكم الصحيح لم تعد) الإنسانية.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه. ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين. فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. "
المعني ظاهر .


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : " لكنّ العادة حقيقة معقولة واحدة والتشابه في الصور موجود ، فنحن نعلم أنّ زيدا عين عمرو في الإنسانيّة وما عادت الإنسانية ، إذ لو عادت لتكثّرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثّر في نفسه ، ونعلم أنّ زيدا ليس عين عمرو في الشخصية ، فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية في الاثنين  . فنقول في الحسّ : عادت ، لهذا الشبه ، ونقول في الحكم الصحيح : لم تعد ، فما ثمّ عادة بوجه ، وثمّ عادة بوجه ، كما أنّ ثمّ جزاء بوجه وما ثمّ جزاء بوجه ، فإنّ الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن . وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن ، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي ، لا أنّهم جهلوها ، فإنّها من سرّ القدر المتحكَّم على الخلائق ".
قال العبد : يريد أنّ الدين يأخذ وجوهه ومعانيه ، لمّا كان عادة ، ظهر أن قد عادت على العبد حالته الغيبية الأزلية ، فإنّ تعيّن التجلَّي من الدّيان بحسب حال عينه الثابتة ، فما عاد عليه إلَّا مقتضى حاله ، ولكنّ التحقيق يقتضي أن لا تعود الحالة .
فإنّ الحالة المقتضية لهذا التجلَّي لم تعد ولم تتكرّر بل تعيّن التجلَّي بصورتها لا غير ، فلا تكرار في التجلَّي ولا في الحالة .
فما عاد وما تجدد إلَّا التعيّن في التجلَّي ، وكلّ تعيّن مثل التعيّن الآخر لا عينه ، فلا عادة أصلا ، إذ لا تكرار لا في الحال ولا في الوجود المتعيّن بالحالة ولا في التعيّن ، ولكن تعيّن وتشبّه بشبه يشبه الشبه في العيون تكرارا وعادة إلى عين واحدة ، وليس لذلك حقيقة ، إن حقّقت النظر ودقّقت الفكر ، فحقّق ودقّق يتحقّق السرّ على ما هو عليه الأمر.
كما قلنا : شعر :
ولا أقول بتكرار الوجود ولا  ..... عود التجلَّي فما في الأصل تكرار
فالبحر بحر على ما كان في قدم  ..... إنّ الحوادث أمواج وأنهار
لا تحجبنّك أشكال يشاكلها    ..... عمّن يشكَّل فيها فهي أستار
وذلك لأنّ الحقيقة إذا ظهرت ظهورات غير متناهية ، وتعيّنت على صور متماثلة ومتشابهة متشاكلة ، لم تكن عائدة ولا متكرّرة ، ولكنّ الظهورات والتعيّنات أمثال متماثلات على من تشكَّل وتعيّن فيها وظهر بها ، فما عاد شيء ولا تكرّر ، فحقّق النظر ، والتعيّنات عادت بالأمثال لا بأعيانها ، فافهم .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
لا تكرار في التجلي ولا في الحالة ، ولكن التجلي تجدد بحسبها فكان مثلها لا عينها فلا عادة أصلا ، ولكن لما أشبهت حالة العينية أي التجلي حالتها العينية أي الحالة التي للعين الثابتة سميت عادة .ولهذا بين أنها ليست عادة في الحقيقة بقوله ( لكن العادة معقولة واحدة والتشابه في الصور موجود ) أي في أشخاص تلك الحقيقة فتوهموا العادة وليست بها .
قال رضي الله عنه : " فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية ، إذ لو عادت لتكثرت وهي حقيقة واحدة ، والواحد لا يتكثر في نفسه ، ونعلم أن زيدا ليس عمرا في الشخصية وشخص زيد ليس شخص عمرو ، ومع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين ، فنقول في الحس : عادت لهذا الشبه ، ونقول في الحكم :الصحيح لم يعد "
""   إضافة بالي زادة فلما توجه أن يقال فإذا لم يكن ثم تكرار فكيف سمى الدين بالعادة استدرك بقوله لكن العادة لا تعدد فيه والتشابه : أي التعدد في الصور الحسية موجود اه ( بما هي شخصية ) أي مع وجود سبب الشخصية وهو الإنسانية ( في الاثنين ) زيد وعمرو ( فنقول في الحس : عادت ) الإنسانية لهذا الشبه وهو المثلية بالعود في وجود الإنسانية في الاثنين ( فما ثم عادة بوجه ) لعدم التكرر والمغايرة في نفس الأمر ( وثم عادة بوجه ) أي من حيث أن الحال الثاني مثل الحال الأول في الحس ( حال في الممكن ) من أحوال الممكن فجاز فيه الوجهان ، فمن حيث أنه يوجب الحال الأول الثاني ثبت فيه الجزاء والعوض ، ومن حيث أنه حال آخر لعين الممكن ما ثم فيه جزاء اهـ بالى زادة . ""


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : "لكن العادة حقيقة واحدة معقولة ، والتشابه في الصور موجود . فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية ، وما عادت الإنسانية ، إذ لو عادت ، لتكثرت ، وهي حقيقة واحدة ، والواحد لا يتكثر في نفسه . ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية ، فشخص زيد ليس شخص عمرو ، ومع تحقق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين ، فنقول في الحس عادت لهذا الشبه ، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد " .
استدراك من قوله : ( وهذا ليس ثمة ) . والغرض بيان أن العود من أي وجه يتحقق ، من أي
وجه لا يتحقق . وذلك لأن العادة حقيقة معقولة ، وهي عود الشئ إلى ما كان عليه أولا . والحقيقة لا يتكثر في نفسها ، كما أن الإنسانية لا يتكثر بتكثر أشخاصها ، بل المتكثر صور تلك الحقيقة ، وصور الأشخاص أمثال ، فالمثلية متحققة بين الأشخاص .
فالحقيقة المعقولة من العادة أيضا لها أفراد متكثرة ، وهي تكرر الأحوال ، فمن حيث إن هذا الحال الثاني مثل الحال الأول في الحس ، يطلق عليه العادة .
ومن حيث إن تلك الحال ليس عين الأول بل مغائر له ، لا تطلق العادة عليه .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : "لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه. ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين. فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد."
قال رضي الله عنه :" (ولكن العادة) المحققة في الموجودات هي عادة بالمعنى العدمي، يتحقق في الصور المتشابهة المتواردة على (حقيقة واحدة معقولة)، فكأن تلك الصور حقيقة معقولة واحدة عادت من أول إلى ثان.
(والتشابه في الصور) بحيث توهم كونها حقيقة واحدة معقولة (موجود)، فالعادة بالمعنى العرفي موجودة في الصور المتشابهة، وإن توجد في الحقيقة الواحدة التي هي حقيقة واحدة في نفسها.
(فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية) في عمرو لا بالمعنى الحقيقي ولا بالمعنى المجازي.
(إذ لو عادت) بأحد المعنيين (لتكثرت) بأن تسمی أولا وثانيا، ولكن فرض ذلك في الإنسانية باطل، (إذ هي حقيقة واحدة) في نفسها لا صور متشابهة أوهم تشابهها كونها حقيقة واحدة، عادت من أول إلى ثان (والواحد لا يتكثر في نفسه)، فكيف يصح فرضه مت?ثرا.
وإن تكثرت صورة صور المرايا لزيد، لكن العادة بالمعنى العرفي ثابت في تلك الصور، باعتبار تكثرها إلى أول وثان مع تشابهها الموهم لكونها حقيقة واحدة مع أنها في نفسها ليست كذلك.
وذلك أنا (نعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية)، وهي الصورة العارضة للحقيقة الإنسانية التي بها تميز كل فرد عن آخر، فلا بد من التكثر في حقيقة الشخصية، (فشخص زید ليس شخص عمرو)، بحيث يتحد حقيقة شخصيتهما (مع تحقق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين)، فتشابهت الشخصيتان بحيث يوهم أن الشخصية حقيقة واحدة معقولة مع أنها في الواقع متعددة، إذ لا تمیز بدون ذلك الكثرة، (نقول في الحس) أي: الوهم (عادت) الشخصية (لهذا الشبه) باعتبار المفهوم الواحد للشخصية المحققة في أول وثان.
(ونقول في الحكم الصحيح لم تعد) الشخصية؛ لأن حقيقتها لما تعددت لم تكن الثانية عين الأولى.

وإذا كان كذلك.
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:49 am

الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة التاسعة : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة ) بمعنى التكرار ( معقولة ) ، فلا يأباه العقل ظاهرا ، ( والتشابه في الصور موجود ) كما في المتّحدين بالنوع والمتماثلين من أفراده ، فيتصور العادة حينئذ بحقيقتها كما في الأفراد الإنسانيّة مثلا.
قال رضي الله عنه : (فنحن نعلم أنّ زيدا عين عمرو في الإنسانيّة ، وما عادة الإنسانيّة إذ لو عادت تكثّرت) الإنسانيّة ( وهي حقيقة واحدة ) غير متكثّرة ، ( والواحد لا يتكثّر في نفسه ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصيّة ، فشخص زيد ليس شخص عمرو ، مع تحقيق وجود الشخصيّة بما هي شخصيّة في الاثنين ) أي مع اعتبار معنى التشخّص فيهما ، فإنّه معنى واحد لا تكثّر فيه بنفسه كالحقيقة بعينها .
قال رضي الله عنه : ( فيقول في الحسّ « عادت » لهذا الشبه ) الواقع بينهما من عروض
هذا التشخّص الواحد ، ومن حيث تماثلهما في أصل الحقيقة ( ونقول في الحكم الصحيح ) العقلي : ( « لم تعد » ) من حيث أنّ العائد بالذات غير البادئ ، على ما دلّ عليه برهان امتناع إعادة المعدوم بعينه .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. )
قال رضي الله عنه : " لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه. ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين. فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد. "
قال رضي الله عنه : (لكن العادة)، أي الأمر الذي يعود (حقيقة واحدة معقولة) لا تعد ولا تكثر فيها إلا من حیث ظهوره في صورة مختلفة شخصية (والتشابه في تلك الصور موجود)، فإن كل واحدة من تلك الصور وإن كانت مغايرة في تشخصها تنصور الأخرى لكن باعتبار أن كل واحد منها صورة شخصية لحقيقة واحدة أمثال وأشباه، وتكرار الأشياء باعتبار ما به النشأة عود .
بل تكرار ظهور تلك الحقيقة في الصور المتشابهة أيضا عود (فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية) في نفسها (إذ لو عادت لتكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا بتكثر في نفسه)، فمن هذه الحيثية لا تكرار ولا عدد .
(و) نحن (نعلم) أيضا (أن زيد ليس عين عمرو في الشخصية، فشخص زید ليس شخص عمرو مع تحقق وجود الشخصية بما هي شخصية)، أي تحققه (في الاثنين) فيحصل بينهما نسبة
قال رضي الله عنه : (فنقول في الحس عادت)، الشخصية أو الحقيقة (لهذا الشبه ونقول في الحكم الصحيح) في العقل (لم تعد) لوحدة الحقيقة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة العاشرة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:50 am

الفقرة العاشرة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العاشرة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : " فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن. وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق. واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات. وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم. فانظر ما أعجب هذا! " 
قال رضي الله عنه : (فما ثم)، أي هناك في هذا الوجود (عادة) تعود بعينها في ذات أو شخص أصلا (بوجه)، أي باعتبار وجه وهو حقيقة الأمر في نظر العارفین (و) مع ذلك أيضا (ثم)، أي هناك في هذا الوجود (عادة) تعود بعينها في كل ذات وشخص (بوجه)، أي باعتبار وجه آخر غير الأول وهو ما يظهر للحس والعقل .
(كما)، أي مثل ما ذكر في العادة (أن ثم)، أي هناك في الآخرة (جزاء) على الأعمال بنعيم الجنة إن كانت الأعمال خيرة وعذاب النار إن كانت الأعمال شرة (بوجه)، أي باعتبار ما يظهر للحس والعقل.
(وما ثم)، أي هناك (جزاء) أصلا بخير ولا بشر على الأعمال (بوجه) آخر، لأن اجزاء عين العمل الصادر من المكلف وغيره سمي عملا في دار الظهور بالنفوس خلافة إلاهية و سیسمی جزاء في دار الظهور بالقلوب المؤمنة التي ينبع منها النعيم أو بالأفئدة الكافرة التي ينبع منها العذاب الأليم والأعمال من الفريقين صورة تتبدل بالأمثال وكذلك الجزاء، فالجزاء هو الأعمال بوجه أيضا وليس هو الأعمال بوجه آخر والعدل الإلهي ناظر إلى الأزل والفضل إلى الثاني .
وقال تعالى : " هل تجزون إلا ما كنت تعملون" [النمل: 90].
قال رضي الله عنه : (فإن الجزاء) في الآخرة (أيضا)، أي كالعادة فيما ذكر (حال) متبدل بأمثال (في) الشخص (الممكن من) جملة (عين أحوال الممكن) يتصف بها في الآخرة.
فما ثم إلا أحوال للممكن المعدوم العين الموجود الحكم يتصف بها في الدنيا فتسمى أعمالا ، ويتصف بها في الآخرة فتسمى جزاء وقد كان متصفا بها في الحضرة العلمية الإلهية فسميت قضاء وقدرة، وما ثم غير الأحوال والعين الواحدة تتعدد وتتكثر باعتبارها، فيظهر العالم الموهوم المسمی م?لفین .
(وهذه)، أي مسألة العادة والجزاء (مسألة أغفلها)، أي أعرض عن بيانها (علماء هذا الشأن) من العارفين المحققين (أي أغفلوا إيضاحها)، أي بيانها وتفصيلها على ما ينبغي أن تشرح به من العبارات في كتبهم (لا) أن المراد بكونهم أغفلوها (أنهم جهلوها) فلم يعلموها فغفلوا عنها فأغفلوها .
لذلك (فإنها)، أي هذه المسألة (من سر القدر)، أي التقدير الإلهي (المتحكم في جميع الخلائق) فكيف يجهلونها وهم العارفون، فإن جميع ما عليه أعيان المم?نات من الأحوال هو ما علمه الله تعالى منها.
فقدره عليها وحكم به لها، ثم أظهره فيها أعمالا وأقوالا وهيئات نفسانية وجسمانية في الدنيا ونعيما وعذابا في الآخرة، من غير أن يتكرر شيء من ذلك عليها باعتبار نفس الأمر.
ويتكرر ذلك عليها بحسب النظر الحسي والعقلي، ومعرفة هذا من ضرورات العارفين، فلا يجهلونه، لأنهم يعرفون به معروفهم الظاهر لهم بجميع ذلك.
والباطن عنهم بما لا يعلمه إلا هو من العين الذاتية الوجودية المسماة بالأعيان الكثيرة الصفاتية الفعلية الإمكانية العدمية.
قال رضي الله عنه : (واعلم) يا أيها السالك (أنه)، أي الشأن (كما)، أي مثل ما يقال عند أهل العلم الظاهر (في) حق (الطبيب) الذي هو عالم بعلم الطب يعرف الأمزجة الحيوانية فيسعى في تعديل انحرافها بالأدوية والمعالجات.
(إنه)، أي ذلك الطبيب (خادم الطبيعة) المتركبة في الأجسام الحيوانية المنقسمة إلى حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة ، يمنع زيادة بعضها على بعض المقتضي للأمراض المناسبة لذلك الزائد بما عنده من بسائط الأدوية ومركباتها والكيفيات المختلفة من المعالجة .
(كذلك يقال في الرسل) من الأنبياء عليهم السلام (والورثة) لهم من العارفین الكاملين المحققين الذين فيهم الكمال والتكميل (أنهم خادمو الأمر الإلهي) الواحد الذي هو كلمح البصر المنصبغ بصيغة جميع المخلوقات من حيث ذواتهم وصفاتهم وأحوالهم الظاهرة والباطنة.
كما قال تعالى : "ذلك أمر الله أنزله إليكم" [الطلاق : 5]، وقوله سبحانه : "وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر" [القمر: 50]، وقوله : "ألا له الخلق والأمر" [الأعراف : 54]، وقوله: "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره" [الروم: 25]. 
(في) اعتبار (العموم)، أي أمر التكليف من حيث الأعمال وأمر التكوين من حيث الأحوال، فهم خادمون أمر التكوين بأمر التكليف .
فموضوع دعوتهم أشخاص المكلفين وأحوالهم من حيث الأمر المقوم للكل في الكل لا من حيث نفس الأشخاص، لأن المطلوب انتفاء استقلالها الوهمي بالإخلاص الذي هو الكيفية المطلوبة في التقوی.
قال تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء" [البينة: 5]، أي مائلين عن الباطل الذي هو غير الحق تعالى إلى الحق تعالی، وذلك رجوعهم إلى الأمر الذي تخدمه الرسل والورثة .
(وهم)، أي الرسل والورثة (في نفس الأمر) مع قطع النظر عن أمر التكليف (خادمون أحوال المم?نات) من المكلفين وغيرهم، وذلك ظواهر أمر التكوين، فقد خدموا ظاهر أمر التكوين بباطنه وهو أمر التكليف، والأمر الإلهي واحد ت?لیف بظاهره وتكوين بباطنه.
كما قررناه في كتابنا «خمرة الحان ورنة الألحان شرح رسالة الشيخ رسلان» (وخدمتهم)، أي الرسل والورثة عليهم السلام لأحوال المم?نات (من جملة أحوالهم)، أي أحوال الرسل والورثة : (التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم) في حضرة العلم الإلهي القديم.
فلا خدمة منهم إلا باعتبار الاسم الظاهر، لأنهم لم يظهروا إلا بأحوالهم الثابتة في العلم القديم، كالمخدومين من الممكنات لم يمتثلوا ولم يخالفوا إلا على طبق ما هم عليه من أحوالهم الثابتة في العلم القديم.
فليسوا بمخدومین من هذا الوجه ومخدومون من هذا الوجه الذي فيه الرسل والورثة خادمون.
(فانظر) يا أيها السالك (ما أعجب هذا) الشأن الذي للرسل والورثة بل لجميع الممكنات .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : (فما) أي فليس (ثمة) أي في الجزاء (عادة بوجه) لعدم التكرر والمغايرة في نفس الأمر (وثمة عادة بوجه) أي من حيث أن الحال الثاني مثل الحال الأول في الحس .
قال رضي الله عنه : (كما أن ثمة جزاء بوجه وما ثمة جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا) أي كالعادة حال حاصل (في الممكن من أحوال الممكن) بيان لحال فجاز فيه الوجهان .
فمن حيث أنه  يوجب الحالي الأول للحال الثاني ثبت فيه الجزاء والعوض ومن حيث أنه حال آخر لعین الممكن ما ثمة فيه جزاء.
فلما فرغ عن بيان الفائدة الموعودة بقوله وسأبسط ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة أراد أن يبين اختصاص الفائدة بنفسه يجب لا تقع هذه الفائدة من العلماء بالله لا قبله ولا في زمانه إلا به فهذه المسألة مما تفرد به لذلك قال : (وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشان) أي الفن .
ولما أوهم ظاهر كلامه نسبة الجهل إليهم وهي نوع من المذيعة التي لا تليق لهذا الكامل بل هو كذب لعلمهم بهذه المسألة فسر لدفع هذا الاحتمال الغير المرضي بقوله : (أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي) حتى تقع الفائدة التي تقع بإيضاحي هذا فدل هذا الكلام على وقوع الإيضاح منهم لكن على ما ينبغي .
وأكد تفسيره بقوله: (لا إنهم جهلوا هذه) المسألة فلما نسب الغفلة عن الإيضاح إليهم والإيضاح إلى نفسه دل ظاهر كلامه على ترجیح نفسه عليهم بنسبة النقص إليهم والكمال إليه وهو لا يليق بهذا المرشد الأكمل فدفع هذا التوهم مع بيان بعض أحوال المسالة بقوله: (فإنها) أي هذه المسألة.
قال رضي الله عنه : (من جملة سر القدر المتحكم في الخلائق) فالخلائق تحت ح?ومته فحكمت هذه المسألة عليهم عن إيضاحها في الغفلة نغفلوه فإن الغفلة عن إيضاح المسألة .
حال من أحوال عينهم الثابتة فالإيضاح حال من أحوالي نحكم على بالإيضاح فأوضحت فحينئذ قد ثبت الاستواء بينه وبينهم في هذه المسألة في اتباع حكمها فقوله : فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق جاء لبيان عذرهم في غفلتهم.
ولما بين أن الدين هو حال الممكن شرع في بيان أحوال خادم الدين وهو الرسل عليهم السلام وورثتهم (واعلم أنه كما يقال في الطبيب أنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة أنهم خادموا الأمر الإلهي في العموم) أي في حق عامة الخلق. (وهم في نفس الأمر خادموا أحوال الممكنات)، لأن الله لا يأمر العبد إلا ما طلبه العبد منه من أحوال عينه الثابتة.
قال رضي الله عنه : (وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم فانظر ما أعجب هذا ) كيف يكون الأشرف خادمة وهو الرسل وورثتهم للاخس وهو من دونهم.
ولما جمل خادم الطبيعة وخادم الأمر الإلهي أراد أن يفصل حتى ينبین ماهو المقصود.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.  وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في لخلائق. واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.  وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم. فانظر ما أعجب هذا!)
وأقول: أن هذه المسئلة تحتاج إلى بيان فإن فيها سر القدر.
وباقي الحكمة ظاهر.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : " فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق."
قال رضي الله عنه : « واعلم : أنّه كما يقال في الطبيب : إنّه خادم الطبيعة ، كذلك يقال في الرسل والورثة : إنّهم خادمو الأمر الإلهي في العموم وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات ، وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم ، فانظر ما أعجب هذه !"
قال العبد : يشير رضي الله عنه أنّ الرسل والأنبياء والورثة أطبّاء الأرواح والأنفس عن الأمراض والأسقام النفسانية ، كما أنّ الطبيب يعالج بما يبرئ من الأسقام الجسمانية ، فكما أنّه يقال في الطبيب : إنّه خادم الطبيعة كذلك يقال في الأنبياء والورثة : إنّهم خادمو الأمر الإلهي في العموم .
ثمّ التحقيق يقضي أنّ الطبيب ليس خادما للطبيعة في عموم أحوال الطبيعة ، فإنّ الطبيعة قد تضعف وتتغيّر ، فتعطي في المريض مزاجا خاصّا ، به تزول صحّة الجسم ، فلا يجب على الطبيب من كونه خادما للطبيعة أن يساعدها فيما يضعّفها ويغيّرها ، بل بما يقوّيها ويصلحها .
فتقوى بذلك على دفع المزاج الذي يخالف المزاج الصحّي ، فإذن هو خادم للطبيعة من وجه خاصّ لا خادم لها بموجب ما هي عليه في الحال والوقت الحاضر.
كذلك النبيّ المشرّع الرسول ، والشيخ والمرشد المسلك للوصول خادمون للأمر الإلهي في الأمّة والأتباع من حيث ما يصلحها لا من حيث ما يساعدها بموجب الحال ، فإنّ الأمر الإلهي أعطى فيهم بموجب قابلياتهم أحوالا تعقّب أحوالا أخر تؤدّي إلى إفسادها .
فلا يجب على الرسول الهادي والوارث المرشد أن يساعد الأمر الحالي المتحكَّم على نفوس الأمّة ، بل يساعد الأمر الإلهي المؤدّي إلى إصلاحهم لا غير ، فهم خادمو أحوال الممكنات لا خادمون لها مطلقا ، بل من جهة ما يصحّ ويصلح لا غير ، فافهم .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : (فما ثم عادة في الجزاء بوجه ) أي من جهة الحقيقة ( وثم عادة بوجه ) أي من حيث أشخاص المماثلة ( كما أن ثم جزاء بوجه ، وما ثم جزاء بوجه ) فهو من حيث أن التجلي المذكور أشبه الحالة المستتبعة إياه.
قال رضي الله عنه : ( فإن الجزاء أيضا حال في الممكن ) وأحوال الممكن معاقبة في الظهور فمن حيث استتباع الأولى الثانية جزاء ، ومن حيث أنها حال للممكن كسائر الأحوال ليس بجزاء ( وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن ) أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لأنهم جهلوها ( فإنها من سر القدر المتحكم على الخلائق ) فلا يظهر في الوجود إلا ما ثبت في الأعيان الممكنة ولا يتجلى الحق إلا بصورة حال المتجلى فيه ، ولهذا قيل : كل يوم هو في شأن يبديه ، لا في شأن يبتديه .
قال رضي الله عنه : ( واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم ، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم ، فانظر ما أعجب هذا ) إن الرسل والعلماء الذين هم ورثتهم أطباء الأرواح والنفوس ، يحفظون صحتها ويردون أمراضها إلى الصحة ، وقد يقال إنهم خادمو الأمر الإلهي مطلقا في جميع الأحوال.

""  إضافة بالي زادة ( فإنها من سر القدر المتحكم ) في الخلائق جاء لبيان عذرهم في غفلتهم .  ولما بين أن الدين هو حال الممكن شرع في بيان أحوال خادم الدين وهو الرسل وورثته.
فقال : ( واعلم ) قوله ( خادمو أحوال الممكنات ) لأن الله لا يأمر العبد إلا ما طلبه العبد منه من أحوال عينه الثابتة .  قوله ( فانظر ما أعجب هذا ) أي كيف يكون الأشرف وهو الرسل وورثتهم ، خادما للأخس وهو من دونهم اهـ بالي زادة .""
كما يقال في أطباء الأبدان : إن الطبيب خادم الطبيعة مطلقا : أي في عموم الأحوال ، وقد اعترض بعد حكاية قول الناس لبيان حقيقة قولهم ، بقوله : وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات ، أي أطباء النفوس وأطباء الأبدان لا يسعون إلا في إظهار ما يقتضيه أحوال أعيان الممكنات الثابتة في نفس الأمر .
والعجب أن خدمتهم لتلك الأحوال أيضا من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم ، ثم استثنى عن العموم استثناء منقطعا بقوله.


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : "فما ثمة عبادة بوجه ، وثمة عادة بوجه ، كما أن ثمة جزاء بوجه ، وما ثمة جزاء بوجه ، فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن . وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن ، أي ، أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي ، لا أنهم جهلوها . فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق " .
لما كان العود مرتبا على الجزاء ، أراد أن يؤكد ما ذكر من تحقق العود وعدم تحققه بتشبيهه بإثبات الجزاء وعدم إثبات الجزاء . وأما كون الجزاء ثابتا في نفس الأمر من حيث استلزام الحال الأول للثاني ، فلا شك فيه .
وأما كونه حالة أخرى برأسها لعين الممكن متعينة بتجلي آخر ، فلا شك أيضا فيه . فما ثمة جزاء وثمة جزاء ، وما ثمة عادة وثمة عادة . والباقي ظاهر .
قال رضي الله عنه : (واعلم ، أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة ، كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادموا الأمر الإلهي في العموم ، وهم في نفس الأمر خادموا أحوال الممكنات . وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم)  .
لما كان الكلام في بيان أحوال أعيان الممكنات التي هي من أسرار القدر وكان من جملتها أعيان الرسل والورثة ، شرع في بعض أحوال أعيانهم .
وهو كونهم أطباء للأمم ، لأنهم يخلصون الأرواح من الأمراض الروحانية ، كما يخلص الطبيب الأجسام من الأمراض الجسمانية .
فقال رضي الله عنه  : كما أن الطبيب خادم للطبيعة من حيث إنه يساعدها على رفع المرض ، كذلك الرسل وورثتهم من الكمل خادمون للأمر الإلهي في العموم ، أي مطلقا ، سواء كان الأمر موافقا للإرادة أو مخالفا لها .
فإنهم مبلغون للأمر ، بل هم في نفس الأمر خادمون لأحوال الممكنات حيث يرشدونهم ويهدونهم ويمنعونهم مما لا ينبغي أن يكونوا عليه من الشرك والكفر والعصيان .
وهذا الإرشاد والخدمة من الأنبياء والورثة مما يقتضى أعيانهم ومن جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوتهم في الحضرة العلمية دون وجودهم الخارجي .
( فانظر ما أعجب هذا قد ) أي ، فانظر ما أعجب أن الأشرف تكون خادما للأخس وهو الممكنات .
أو ما أعجب أن الخادم للأمر الإلهي يكون خادما للممكنات ، مع عظم قدره وجلالة قربه عند الله .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : "فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن. وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق. "
قال رضي الله عنه : (فما ثم) أي: في الصور المتشابهة لحقيقة واحدة (عادة بوجه)، وهو اعتبار تعددها، وثم عادة بوجه وهو اعتبار تشابهها، فهذا هو العادة بالمعنی العرفي في الصور المتشابهة.
قال رضي الله عنه : (كما أن ثم) أي: في الصور الملذة والمؤلمة المتعاقبة على أحوال غير العبد (جزاء من وجه) باعتبار تشابه هذه الصور لتلك الأحوال كأنها عادت بعينها فصارت جزاء.
(وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن) مغايرة للأولى، فليست الأولى عائدة حتى يقال: إن الثانية جزاء، فهو من جملة أحوال الممكن، فكما لا تسمی الأولى لعدم عودها جزاء، فكذا الثانية.
قال رضي الله عنه : (وهذه) أي: (مسألة) تحقق الجزاء مسألة (أغفلها علماء هذا الشأن)، ولما أوهم أنه تجهیل لهم ، قال (أي: أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها) وكيف يجهلونها، (فإنها من سر القدر المتحكم على الخلائق)، لا تتقدر ماهية بمقدار خاص من تجلي الوجود وصفاته إلا بحسب هذا السر، فلا يتحقق علم حقيقة بدون معرفتها، فكيف تجهلهما علماء الحقائق، فافهم، فإنه مزلة للقدم.
قال رضي الله عنه : " واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم. فانظر ما أعجب هذا! "
ثم أشار إلى أن سر المقدر هو الذي يقتضي التشريع والجزاء بواسطة خدمة الرسل والورثة للأمر الإلهي.
فقال رضي الله عنه: (واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة، كذلك يقال في الرسل والورثة) أي العلماء والأولياء، الذين هم أطباء النفوس في حفظ صحتها إن كانت وردها إن زالت، (أنهم خادمو الأمر الإلهي) الذي هو بمنزلة دواء حفظ الصحة، وتحصيلها باستعماله في ذلك (في العموم) أي: حق الكل لكن ذلك بالنظر إلى التبليغ واستعمال الأدوية، وليس بالنظر إلى تحصيل الصحة وحفظها في العموم، وإلا كانوا هادين للكل شافين هم، (بل هم في نفس الأمر خادمو أحوال المم?نات)، فإن الأنبياء يوصلون المكلفين إلى ما يقتضي أعيانهم في جزاء الخير والشر المرتب على دعوتهم، والأطباء يحفظون الصحة ويحصلونها للقابلين، وتكون معالجتهم سبب لزيادة المرض ووقوفه في عين القابلين.

ثم أشار إلى أن هذه الخدمة أيضا داخلة في سير القدر، فقال رضي الله عنه: (وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم، فانظر ما أعجب هذا) حيث صارت الخدمة عين المخدوم.
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة العاشرة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:51 am

الفقرة العاشرة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العاشرة : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات. وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم. فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : ( فما ثمّ عادة بوجه ، وثمّ عادة بوجه ) فقد جمع في حكمه هذين الطرفين ، وإنّما خصّ ذلك في الحسّ لأنّ مرجع الاشتباه بين المتمايزات ومورده ذلك ، ومن ثمة يرى العقل يغلطه في كثير من المواضع.
ولذلك وصف الحكم العقلي بالصحّة ( كما أنّ ثمّ جزاء بوجه ) حيث أنّ العقاب بما يستعقبه أفعال العبد وأحواله فهو العوض لها وجزاؤها ، ( وما ثمّ جزاء بوجه ) حيث أنّ كلّ حال مستقلّ في طروّها للعبد بنفسها (فإنّ الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن) ممّا يقتضيها الممكن بذاته ، وهي الأمور المتغايرة بالذات ، فليس بينها ما يستعقب بعضها بعضا ، من النسب الارتباطيّة والرقيقة الاتحاديّة بهذا الاعتبار .
وملخّص هذا الكلام أنّ الدين الذي هو من أحكام الأعيان الممكنة جامع للطرفين ، كالأعيان بعينها ، فإنّها من وجه عدم محض ، ومن وجه آخر أحوال وأحكام يتصوّر بها الوجود ، فلها وجود بهذا الوجه  . 
قال رضي الله عنه : (وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن - أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي ، لا أنّهم  جهلوها) ، وإلَّا لم يكن لهم علم بالشأن أصلا - وإنّما أغفلوا عن إيضاحها (فإنّها من سرّ القدر المتحكَّم في الخلائق) إذ ما من مخلوق إلَّا وهو مجبور تحت حكم قابليّته الأصليّة الذي يتّبعه التجلَّي .
وأعيان علماء ذلك الشأن ما حكمت قابلياتها وما طلبت ألسنة استعداداتهم إيضاح تلك المسئلة على ما ينبغي . 
خدمة الرسل عليهم السّلام
وبيان ذلك ما أشار إليه بقوله : (واعلم أنّه كما يقال في الطبيب : « إنّه خادم الطبيعة »)
فيمن يستعلجه ويعالجه (كذلك يقال في الرسل والورثة) الذين هم العلماء بالشأن المذكور :
قال رضي الله عنه : (انّهم خادمو الأمر الإلهي في العموم) ممّا يتعلَّق بأنفسهم من الأحكام الخاصّة بهم ، ومما يتعلَّق بالأمم المتعلَّقة بهم مما يختصّ بهم (وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات ، وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم) وباقي الأعيان هم المخدومون في حال ثبوت أعيانهم .
قال رضي الله عنه : (فانظر ما أعجب هذا) حيث وقع أحوال الممكنات مخدومة - وهي خادمة بعينها - وحيث وقع الأشرف خادما ، والأخسّ مخدوما في أصل القابليّة ( إلَّا أن ) لهذه الخدمة تفصيلا لا بدّ من الوقوف عليه عند الاستطلاع لما يراد من هذا البحث هاهنا .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق.
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضي الله عنه : " فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن. وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق. واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات. وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم. فانظر ما أعجب هذا! "
قال رضي الله عنه : (فما ثمة عادة بوجه) واعتبار يعني وحدة الحقيقة (وثمة عادة بوجه) واعتبار يعني تكثر الحقيقة.
بصورها الشخصية وتشابه تلك الصور في كونها صورة شخصية لتلك الحقيقة (كما أن ثمة جزاء بوجه)، وهو كون الحال الثاني تبعا للحال الأول مرتبة عليه السلام.
(وما ثمة جزاء بوجه) وهو كون الحال الثاني حالة برأسها للعين الممكنة (فإن الجزاء) الذي هو الحال الثاني (أيضا حال في الممكن) برأسه (من أحوال عين الممكن) يقتضيه عين الممكن كسائر الأحوال من غير فرق غاية ما في الباب أنه يقع عقيب حال آخر .
قال رضي الله عنه : (وهذه)، أي كون الجزاء أيضا حال يقتضيه عين الممكن كسائر الأحوال (مسألة أغفلها علماء هذا الشأن أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق)، وعلماء هذا الشأن عالمون به فيكونون عالمين بها أيضا.
ولما فرغ رضي الله عنه عن بيان الدين العرفي الشرعي الموصى به واعتبار معانية الثلاثة اللغوية فيه ، أراد أن يبين الأنبياء وورثتهم الذين يبلغونه إلى المأمورين و يكلفونهم به إليه وإلى المأمورين به .
قال رضي الله عنه :: (واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة)، أي ورثتهم من العلماء (إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم) حيث يبلغونه إلى المأمورين المكلفين و يدونوه في أمثاله بالترغيب والترهيب لی?ون نافذا فيهم إلى غير ذلك .
وقوله في العموم متعلق بقوله يقال : أي القول بأنهم خادمو الأمر الإلهي إنما هو في عرف عموم الخلائق والنظر الظاهر (وهم أي الرسل) ورثتهم ( في نفس الأمر) وعرف الخصوص (خادمو أحوال المم?نات) من الهداية والرشاد وأمثالهما فإنهم يظهرونها فيمن يستعد لها من الممكنات ويدر جونها في مراتب ?مالها ويصونها عن أضدادها.
وإنما جعل خدمة أحوال الممكنات فوق خدمة الأمر الإلهي لأن الأمر الإلهي من مقتضيات أحوال الممكنات، فما لم يقتض الممكنات توجه الأمر الإلهي إليها لم يتوجه إليها، فهي أصل بالنسبة إليه.

قال رضي الله عنه : (خدمتهم)، أي خدمة الرسل والورثة (من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم) في علم الحق سبحانه (فانظر ما أعجب هذا) الأمر من كون الأشرف خادما للأخس.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الحادي عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:52 am

الفقرة الحادي عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الحادي عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
قال رضي الله عنه : " إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج. فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا. ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة. "
قال رضي الله عنه : (إلا أن الخادم المطلوب هنا) في الطبيب الذي يخدم الطبيعة والرسل والورثة الذين يخدمون أحوال المم?نات (إنما هو)، أي ذلك الخادم المذكور (واقف عند رسوم)، أي ما يقتضيه حال (مخدومه ) من طبيعة أو حال مم?ن (إما) مرسوم
(بالحال) كما إذا اقتضی حال المريض تناول الدواء الفلاني فيعطيه الطبيب ذلك.
أو اقتضی حال المكلف العمل الفلاني، أو الكف الفلاني في علم الرسول، أو الوارث فيرشده إلى ذلك.
قال رضي الله عنه : (أو بالقول) كما إذا صرح المريض أو المكلف بالطلب لمثل ذلك ، (فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه إنه خادم الطبيعة)، كما سبق (لو مشى)، أي الطبيب (بحكم المساعدة) منه (لها)، أي تلك الطبيعة .
قال رضي الله عنه : (فإن الطبيعة) ربما (قد أعطت في جسم المريض) بغلبتها فيه (مزاجا، خاصا) وهو الداء (به)، أي بذلك المزاج (يسمي مريضا فلو ساعدها)، أي تلك الطبيعة الغالبة في جسم المريض (الطبيب خدمة) بأن خدمها بالزيادة فيها بما يقويها من حيث خصوصها كطبيعة الحرارة إذا قواها بالأدوية الحارة (لزاد في كمية)، أي مقدار (المرض) الحاصل في جسم المريض (بها)، أي بتلك الطبيعة الغالبة.
قال رضي الله عنه : (أيضا) على ذلك المرض الحاصل بغلبتها أولا فلم يكن خادمها من هذا الوجه، ولا ذلك مراد من قال عنه إنه خادم الطبيعة، لأنه ليس بطبيب للمرضى حينئذ بل هو ممرض أو مزيد للمرض .
(وإنما) شأن الطبيب الذي يقال عنه إنه خادم الطبيعة أنه (يردعها)، أي يكف الطبيعة بإعطاء المريض ما يضادها من الأدوية وبمعالجتها بما يمنعها من المضي في مقتضی غلبتها بالاستفراغ ونحوه (طلبا) منه (للصحة)، أي العافية في جسم المريض.
وهذا معنى خدمة الطبيب للطبيعة، وحاصله أنه يمنعها من ظلمها لغيرها بالغلبة عليه، ويمنع غيرها من ظلمه لها بغلبته عليها، فيوقفها موقف الاعتدال في الجملة على حسب ما يمكنه .
(والصحة)، أي العافية في الجسم (من) جملة (الطبيعة أيضا) مثل المرض (بإنشاء)، أي بسبب حصول (مزاج آخر) في جسم المريض يسمى صحة (يخالف هذا المزاج) المسمى مرضا.
فالطبيب خادم الطبيعة في حال غلبتها على غيرها يردعها بإرجاعها إلى الاعتدال، وخادم الطبيعة أيضا في حال اعتدالها باستدامة ذلك الاعتدال (فإذن)، أي حيث تقرر ما ذكر (ليس الطبيب بخادم للطبيعة) من حيث هي الطبيعة ولا خادم لها من جهتها، هي مساعدة منه لها لتقوى وتزيد وتنفذ فيما توجهت عليه في الجسم .
قال رضي الله عنه : (وإنما هو)، أي الطبيب (خادم لها)، أي للطبيعة (من حيث إنه لا يصح جسم المريض)، أي يصل إلى العافية من مرضه (ولا يغير ذلك المزاج) الأول المسمی مرض (إلا بالطبيعة أيضا) بأن يردعها عن الغلبة فتعود إلى الاعتدال فيخدم الطبيعة لخدمتها للمزاج لا لنفسها وخدمتها للمزاج طبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر.
كما ذكر (ففي حقها)، أي الطبيعة (یسعی) أي الطبيب (من وجه خاص) وهو وجه خدمتها للمزاج بقبول ردعه لها وكفها عن الغلبة (غير عام) فيما يساعدها من حيث هي طبيعة (لأن العموم) في خدمة الطبيعة من جهة الطبيب (لا يصح في مثل هذه المسألة) أصلا وإلا لكان الطبيب ممرضة وانعكس الغرض المطلوب منه إلى ضده.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
فقال رضي الله عنه : (إلا) استثناء منقطع أي لكن (أن الخادم المطلوب هنا) سواء كان خادم الطبعة أو خادم الأمر الإلهي (إنما هو واقف) أي ثابت (عند مرسوم) أي عند أمر (مخدومه إما بالحال أو بالقول) متعلق بمرسوم يعني أن المراد بالخادم هو الثابت في خدمة مخدومه بأمر مخدومه إليه لخدمة نفسه بالحال أو بالقال .
كيف لا يكون المراد من الخادم المذكور ما قلنا (فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشي بحكم المساعدة لها) وما هذا المشي إلا وهو وقوف الطبيب عند أمر الطبيعة.
فظهر أن قوله كما يقال في الطبيب أنه خادم الطبيعة إنما يصح لو كان الطبيب خادمة للطبيعة بحكم الطبيعة عليه فإذا لم يمش الطبيب بحكم المساعدة لها لم يكن خادمة لها .
فقال رضي الله عنه : (فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به) أي بسبب ذلك المزاج (يسمى) الجسم (مريضا ولو ساعدها الطبيب) أي الطبيعة في ذلك المزاج الخاص (خدمة لزاد) الجسم المريض (في كمية المرض بها) أي بسبب الخدمة (ايضا) كما زاد مزاجا خاصا بإعطاء الطبيعة والمراد الطبيعة ملكوت الجسم فلم يساعد الطبيب الطبيعة في المرض بل يمنعها عن المرض.
فقال رضي الله عنه :  (وإنما بردعها) أي وإنما يمنع الطبيب الطبيعة عن المرض بمباشرته بما يزيل به المرض (طلبا للصحة) أي لصحة جسم المريض (والصحة) للجسم المريض نحصل (من الطبيعة أيضا) كما يحصل المرض منها (بإنشاء مزاج آخر) وهو المزاج الصحيح (يخالف هذا المزاج) المريض .
فقال رضي الله عنه : (فإذن) أي فعلی تقدير عدم مساعدة الطبيب الطبيعة في الجسم المريض لي الطبيب بخادم للطبيعة) مطلقا بل خادمة من وجه وغير خادم من وجه .
(وإنما هو خادم لها) أي وإنما كان الطبيب خادمة للطبيعة (من حيث أنه لا يصلح جسم المريض ولا بغير هذا المزاج) المريض من المرض إلى الصحة (إلا بالطبيعة) أي إلا بأمر الطبيعة له بلسان الحال (ايضا) .
كما أن عدم التغيير من المرض إلى الصحة لا يكون إلا بالمساعدة للطبيعة فحكم الطبيعة بلسان الحال على الطبيب بالأمرين:
دفع المرض والمساعدة فيه فلا بد أن يقع عند الطبيب ما هو الأصلح في حق جسم المريض .
فقال رضي الله عنه : (ففي حقها) أي فالطبيب في حق الطبيعة (يسعى من وجه خاص) وهو إصلاح جسم المريض (غير عام) تأكيد توجه خاص (لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسالة) وألا يؤدي إلى اجتماع النقيضين فإذا كان الأمر كذلك.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
قال رضي الله عنه : " إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج. فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا. ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة."
وفي قوله: لزاد في كمية المرض، موضع وهم تحقق مشافهة
وباقي الحكمة ظاهر.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
قال رضي الله عنه : "إلَّا أنّ الخادم المطلوب هنا إنّما هو واقف عند مرسوم مخدومه إمّا بالحال أو بالقول لأنّ الطبيب إنّما يصحّ أن يقال فيه : خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها ، فإنّ الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصّا ، به سمّي مريضا ، فلو ساعدها الطبيب خدمة ، لزاد في كمّيّة المرض بها أيضا ، وإنّما يردعها طلبا للصحّة ، والصحّة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج ، فإذن ليس الطبيب بخادم الطبيعة » يعني مطلقها في جميع الأحوال « وإنّما هو خادم لها من حيث إنّه لا يصلح جسم المريض ولا يغيّر ذلك المزاج إلَّا بالطبيعة أيضا ، ففي حقّها يسعى من وجه خاصّ غير عامّ ، لأنّ العموم لا يصحّ في مثل هذه المسألة ،"
قال العبد : فكما أنّه يقال في الطبيب : إنّه خادم الطبيعة كذلك يقال في الأنبياء والورثة : إنّهم خادمو الأمر الإلهي في العموم .
ثمّ التحقيق يقضي أنّ الطبيب ليس خادما للطبيعة في عموم أحوال الطبيعة ، فإنّ الطبيعة قد تضعف وتتغيّر ، فتعطي في المريض مزاجا خاصّا ، به تزول صحّة الجسم ، فلا يجب على الطبيب من كونه خادما للطبيعة أن يساعدها فيما يضعّفها ويغيّرها ، بل بما يقوّيها ويصلحها .
فتقوى بذلك على دفع المزاج الذي يخالف المزاج الصحّي ، فإذن هو خادم للطبيعة من وجه خاصّ لا خادم لها بموجب ما هي عليه في الحال والوقت الحاضر.
كذلك النبيّ المشرّع الرسول ، والشيخ والمرشد المسلك للوصول خادمون للأمر الإلهي في الأمّة والأتباع من حيث ما يصلحها لا من حيث ما يساعدها بموجب الحال ، فإنّ الأمر الإلهي أعطى فيهم بموجب قابلياتهم أحوالا تعقّب أحوالا أخر تؤدّي إلى إفسادها .
فلا يجب على الرسول الهادي والوارث المرشد أن يساعد الأمر الحالي المتحكَّم على نفوس الأمّة ، بل يساعد الأمر الإلهي المؤدّي إلى إصلاحهم لا غير ، فهم خادمو أحوال الممكنات لا خادمون لها مطلقا ، بل من جهة ما يصحّ ويصلح لا غير ، فافهم .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
والعجب أن خدمتهم لتلك الأحوال أيضا من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم ، ثم استثنى عن العموم استثناء منقطعا.
بقوله رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه ، إما بالحال أو بالقول ) أي لكن الخادم المراد هاهنا إنما يقوم بما رسمه مخدومه فهو واقف عند رسمه إما بالحال أو باسمه لقول والمخدوم حال الممكن ، فإن حاله إذا اقتضت المعالجة أو المرض ، فكما ازداد أطباء الأرواح هداية ازدادوا عنادا.
لقوله تعالى : " وأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ".
وقوله  تعالى " فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا من بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً " هذا بالحال ، وأما بالقول ، فلقوله :" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا من بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ".
"" إضافة بالي زادة ( إلا أن الخادم المطلوب هنا ) سواء كان خادم الطبيعة أو خادم الأمر الإلهي إهـ. بالي زادة
( إما بالحال ) متعلق بمرسوم والمراد من الطبيعة ملكوت الجسم ( فإذن ) أي فعل تقدير عدم مساعدة الطبيب الطبيعة في الجسم المريض ( ليس الطبيب بخادم ) لعدم وقوفه عند مرسوم مخدومة فليس بخادم لها مطلقا بل خادما من وجه وغير خادم من وجه اهـ . بالي زادة.""

وكذلك أطباء الأبدان إذا عالجوا المرضى الذين مآلهم إلى الهلاك ، كلما ازدادوا في المداواة ازدادوا مرضا وضعفا بالحال ، وأما بالقول فكما أخطئوا في العلاج وأمروا المريض بما فيه الهلاك .
قال رضي الله عنه : "فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها . فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمى مريضا ، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا ، وإنما يردعها طلبا للصحة ، والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج .
فإذن ليس الطبيب بخادم الطبيعة وإنما خادم لها من حيث أنه لا يصح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا ، ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة " .
هذا تعليل للاستثناء من عموم خدمة الطبيب للطبيعة في جميع الأحوال ، فإن الطبيعة إذا أحدثت مزاجا مرضيا كالدق ، أو حالا مخالفا للصحة كالإسهال ، فإن الطبيب لا يساعدها في ذلك ولا يخدمها وإلا لزاد في المرض ، وإنما يمنع الطبيعة عن فعلها المخالف للصحة ويردعها طلبا للصحة ، لكن الصحة لما كانت أيضا من فعلها بإنشاء مزاج مخالف لمزاج المرضى أو حال موافق للصحة كالقبض في مثالنا .
وفي الجملة ما به الصحة يسمى خادما لها لأن الصحة أيضا إنما هي بالطبيعة ، فإذن ليس الطبيب بخادم الطبيعة مطلقا ، بل إنما هو خادم لها من جهة ما يصلح جسم المريض ، ويغير المزاج العرضي المرضى إلى المزاج الطبيعي الصحيح.
وذلك لا يكون إلا بالطبيعة أيضا فهو يخدمها ويسعى في حقها من وجه خاص ، أي من جهة ما يصلح جسم المريض ويصححه.


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
قال رضي الله عنه : "إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه ، إما بالحال أو بالقول . فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة ، لو مشى بحكم المساعدة لها . فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمى مريضا ، فلو ساعدها الطبيب خدمة ، لزاد في كمية المرض بها أيضا . وإنما يردعها طلبا للصحة ، والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج ، فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة ".
أي ، الطبيب خادم الطبيعة ، والأنبياء والرسل وورثتهم خادموا الأمر الإلهي ، إلا أن الطبيب ليس بخادم للطبيعة مطلقا ، ولا الرسل خدمة للأمر الإلهي مطلقا . فان الخادم مطلقا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه ، أي ، واقف عند أمر مخدومه .
يقال : رسم الأمير بكذا . إذا أمره . والطبيب ليس واقفا عند مرسوم الطبيعة مطلقا ، فإنه لو كان كذلك ، لساعد الطبيعة في كل حال من أحوالها ومن جملة أحوالها المرض ، لأنه سوء مزاج خاص أحدثته الطبيعة .
فلو كان مساعدا لها ، لزاد في كمية المرض ، لكنه يسعى في زواله وتبديله بالصحة .
( ويردعها ) ، أي ، يمنعها عن المرض . وهذا المطلوب أيضا يحصل بمزاج آخر من الطبيعة ملائم لمطلوب الطبيب . فالطبيب خادم للطبيعة من حيث المزاج الملائم للشخص ، وليس خادما على الإطلاق . 
فهو خادم لها من وجه ، غير خادم لها من وجه آخر . وكذلك الأنبياء والرسل وورثتهم ليسوا خادمين للأمر الإلهي
مطلقا . فإن الأمر الإلهي قسمان :
قسم يتعلق بأمور يقتضيها عين المأمور ، وهو الأمر الإرادي.
وقسم يتعلق بأمور يقتضى بعضها عين المأمور ولا يقتضى البعض الآخر ، بل نقيضه ، وهو الأمر التكليفي . والأنبياء والرسل خادموا الأمر التكليفي  بالحال والقول :
قوله : ( ما بالحال أو بالقول ) متعلق بقوله : ( واقف ) .
ووقوفه بالحال ، كالإتيان بالعبادات والأفعال المبينة لقرب الحق ليقتدى الأمة بهم فيها ، فتسعد .
كما قال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) . ويأتي العاصي بضدها ، فيشقى . كقوله تعالى : ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ) . وقوله : ( وما اختلفوا إلا من بعد ما جائهم العلم ) .
ووقوفه بالقول ، كأمره بالإيمان ونهيه عن الكفر والطغيان ، وبيان ما يثاب به ويعاقب عليه . 
كما قال : ( بلغ ما أنزل إليك ) . ليصل به المطيع إلى كماله ،والعاصي إلى وبال أعماله . لا خادموا الإرادة ،  إذ لو كانوا كذلك ، لما منعوا أحدا عما يفعل ، لتعلق الإرادة به ، بل كانوا يساعدونه فيه .
وقوله : ( إما بالحال أو بالقول ) متعلق ب‍ ( واقف ) .
ويجوز أن يكون متعلقا ب‍ ( المرسوم ) . أي ، الخادم واقف عند مرسوم مخدومه . وذلك إما أن يكون بالحال أو بالقال . (وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ، ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا ، ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام ، لأن العموم لا يصح في هذه المسألة . ظاهر مما مر .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
قال رضي الله عنهم : " إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج. فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا. ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة."


ثم أشار رضي الله عنه إلى أن هذه الخدمة غير مطلوبة من الأنبياء والأطباء، فقال: (إلا أن الخادم المطلوب) خدمته (هاهنا) أي: في عالم الأمر الظاهر (واقف عند رسوم مخدومه) مما يوجب حفظ الصحة الجسمانية، أو النفسانية، أو تحصيلها ووقوفه على ذلك المرسوم (إما بالحال) بأن يشتغل الطبيب بالمعالجة بالفعل، ويشتغل الرسول والوارث بالعمل الموجب اتباعه فيه.
قال رضي الله عنهم : (أو بالقول) بأن يأمر الطبيب بالدواء ويبين الرسول والوارث الأمر الإلهي ولا يخدم من حيث الطبيعة من حيث هي طبيعة، ولا الرسول والوارث الأمر الإلهي من حيث هو أمر أعم من أن يكون تكليفا أو إرادیا، فليس نظرهم في خدمتهم إلى أحوال المم?نات.
قال رضي الله عنهم : ( فإذن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة ) على الإطلاق (لو مشى) في طبه (بحكم المساعدة لها)، إذ لا معنى للخدمة سوى مساعدة المخدوم وليس كذلك.
(فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا) غير الاعتدال الذي يتيسر معه انتظام أفعال الصحة على الكمال (به سمي مريضا، فلو ساعدها) أي: هذه الطبيعة (الطبيب خدمة) بتكميلها (لزاد) الطبيب (في كمية المرض)، أي: مقداره (بها) أي: بتلك المساعدة؛ لأن مساعدة المؤثر تزيد في أثره لا محالة (أيضا)، كما يزيده بمساعدة طبيعة الصحة بحفظها دواما لها، وليس كذلك إذ من ساعد طبيعة المرض يكون قات أو ممرضا لا طبيبا.
(وإنما) الطبيب هو الذي (يردعها) أي: الطبيعة المعطية مزاج المرض (طلبا للصحة) التي هي ضد مطلوب تلك الطبيعة الممرضة، فكيف يكون خادمها .
قال رضي الله عنهم : (ولكن الصحة) التي يطلبها هذا الطبيب (من الطبيعة أيضا)، لكن هذه الطبيعة المخدومة تخالف تلك الطبيعة الممرضة في فعلها (بإنشاء مزاج آخر يخالف مزاج المرض)، وإذا كان خادما لطبيعة دون أخرى (فإن الطبيب ليس بخادم للطبيعة) من حيث هي طبيعة مطلقا ولا الطبيعة الخاصة المفيدة للصحة من حيث هي طبيعة فقط.
قال رضي الله عنهم : (وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض) بحيث يتيسر له أفعال الصحة على الكمال، (ولا يتغير ذلك المزاج) المسمى بالمرض (إلا بالطبيعة أيضا) أي: بقصد إحداث طبيعة، فهو وإن سعى في ردع طبيعة،( ففي حقها يسعى من وجه خاص غیر عام).
أي: من حيث تلك الطبيعة المفيدة للصحة طبيعة؛ (لأن العموم لا يصح في هذه المسألة) لا بالنظر إلى الطبائع المتضادة، ولا بالنظر إلى طبيعة تفيد الصحة من حيث هي طبيعة فقط، (فالطبيب) خادم للطبيعة المطلوبة من حيث إنها تصلح جسم المريض، وتغير مزاجه المسمى بالمرض.
لا (خادم أعني للطبيعة) التي يخدمها من حيث هي طبيعة فقط، وكذلك من حيث هو خادم للطبيعة من حيث هي طبيعة خاصة مفيدة للصحة أو مبقية لها، لا خادم لها من حيث هي مزيلة للصحة أو غير رادة لها.
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الحادي عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:53 am

الفقرة الحادي عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الحادي عشر : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
قال رضي الله عنه : ( الخادم المطلوب هنا إنّما هو واقف عند مرسوم مخدومه إمّا بالحال أو بالقول . فإنّ الطبيب إنّما يصحّ أن يقال فيه : ) « إنه بالفعل ( خادم الطبيعة » لو مشى بحكم المساعدة لها ) فيما تريد في إصلاحها حالا أو قولا .
قال رضي الله عنه : ( فإنّ الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصّا به سمّى « مريضا » ، فلو ساعدها الطبيب خدمة ) في إبقاء ذلك المزاج له.
قال رضي الله عنه : ( لزاد في كميّة المرض بها أيضا ، وإنّما يردعها طلبا للصحة ، والصحّة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج ) الذي هو مبدأ الانحراف عن نهج الاستقامة والاعتدال الصحيح .
قال رضي الله عنه : ( فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة ) مطلقا ( وإنّما هو  خادم لها من حيث أنّه لا يصلح جسم المريض ولا يغيّر ذلك المزاج الَّا بالطبيعة أيضا ) كما أنّ الخدمة للأعيان الممكنة من أحوال أعيان الرسل .
قال رضي الله عنه : ( ففي حقّها يشفي من وجه خاصّ غير عامّ ) وذلك هو معاونة الطبيعة في إنشاء مزاج يقيمه على إصلاحه واعتداله بالطبيعة ، فخدمته مختصّة بهذا الوجه ( لأنّ العموم لا يصحّ  في مثل هذه المسئلة ) .

"" أضاف الجامع : قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات الباب السابع ومائتان :
أن العليل إلى الطبيب ركونه ... مهما أحس بعلة في نفسه
فتراه يعبده وما هو ربه ... حذرا عليه أن يحل برمسه
فسألت ما سبب الركون فقيل لي ... ما كان ألا كونه من جنسه
أعلم أن العلة عند القوم تنبيه من الحق ومن تنبيهات الحق قوله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم :"أن الله خلق آدم على صورته" وفي رواية يصححها الكشف وأن لم تثبت عند أصحاب النقل "على صورة الرحمن" فأرتفع الأشكال .
وهو الشافي من هذه العلة يقول تعالى " لبين للناس ما نزل إليهم " فعلمنا أن كل رواية ترفع الأشكال هي الصحيحة وأن ضعفت عند أهل النقل وإذا كان الله هو الشافي والمعافي .
فهو الطبيب كما قال الصديق الطبيب أمرضني .
فسبب حنين صاحب العلة إلى الطبيب ما ذكرناه في الشعر وهو خلقه على الصورة ثم أيد هذا الخبر وهذا النظر الكشفي قول الله تعالى " مرضت فلم تعدني " .
ولما فسر قال مرض فلان فإنزل نفسه فيما أصاب فلانا عناية منه بفلان وهذه كلها علل لمن عقل عن الله .
فالعلة أثبات السبب والحق عين السبب أذ لولاه ما كان العالم .
فهو الخالق البارئ المصور الشافي فإذا كان هو عين العلة في قوله منك من قوله أعوذ بك منك.
فما شفاه ألا منه أذ لا شافي ألا الله فهو الشافي من كل علة .
فإن الله وضع الأسباب فلا يقدر على رفعها ووضع الله لها أحكاما فلا يمكن ردها وهو مسبب الأسباب فخلق الداء والدواء وما جعل الشفاء ألا له خاصة فالشفاء علة لأزالة المرض.""


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة.)
قال الشيخ رضي الله عنه : " إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج. فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة"
ولما حكم رضي الله عنه بكون الطبيب خادما للطبيعة و الرسل وورثتهم خدمة للأمر الإلهي بل الأحوال المم?نات، و المتبادر من الخدمة المطلقة أن يكون في جميع الأمور، وليس الأمر ههنا كذلك.
دفعه بقوله: (إلا أن الخادم المطلوب) بالذكر (ههنا)، أي في هذا المقام (إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه)، أي ما رسمه المخدوم وعينه من أحواله ليخدم الخادم فيه ولا يتجاوز منه إلى غيره من الأحوال وليس خادما مطلقا ، أي في جميع الأمور بل فيما رسمه وعينه .
وذلك ألرسم والتعيين من المخدوم (إما بالحال) كما في الطبيعة لا تطلب بلسان حالها من الطبيب إلا حفظ الصحة وإزالة المرض، لأن خلقها كذلك فلا تقتضي عند عروها عن الأمور الغريبة إلا ذلك.
فالطبيب، إنما يخدمها في ذلك لا غيره (وإما بالقول) ?الحق سبحانه فإنه رسم لخادمي أمره بالقول أن يخدموه فيما له وجه في الهداية لا مطلقا.
ثم بين ما ذكر من أن الخادم المطلوب ههنا إنما هو المقيد لا المطلق بقوله : (فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشی بحكم المساعدة لها) فيما اقتضته في حد ذاتها عرية عن العوارض الغريبة كحفظ الصحة وإزالة المرض لا فيما اقتضته مطلقا.
قال رضي الله عنه : (فإن الطبيعة) لإنضياف العوارض الغريبة إليها (قد أعطت)، أي اقتضت (في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا فلو ساعدها الطبيب خدمة)، من حيث اقتضاؤها المرض (لزاد في كيفية المرض بها)، أي بواسطة الطبيعة (أيضا) كما كان يخفظ الصحة ويزيل المرض بواسطتها فإنه لا يتحقق تأثير في طبيعة المريض صحا ومرضا إلا بالطبيعة وليس الطبيب مما يزيد فيه كمية المرض بها (وإنما يردعها) ويمنعها عما اقتضته بواسطة العوارض الغريبة .
قال رضي الله عنه : (طلبة للصحة والصحة من الطبيعة أيضا) بعد المرض (بإنشاء مزاج) خاص (آخر) في جسم المريض (يخالف هذا المزاج) الخاص الذي به سمي مريضا
(فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة) مطلقا (وإنما هو خادم لها من حيث أنه لا يصلح جسم المريض ولا تغير ذلك المزاج) الذي به يسمى مريضا (إلا بالطبيعة أيضا ففي حقها)، أي الطبيعة (يسعى) الطبيب ويخدمها (ومن وجه خاص)، وهو اعتبارها من حيث اقتضاؤها.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثانية عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:55 am

الفقرة الثانية عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
قال رضي الله عنه : " فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق. والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته. فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة. فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. "
قال رضي الله عنه : (فالطبيب) على هذا (خادم) من وجه (لا خادم) من وجه آخر (أعني الطبيعة) كما ذكر.
قال رضي الله عنه : (كذلك الرسل) من الله تعالى إلى المكلفين (والورثة) عنهم بعدهم خادمون الأحوال المم?نات من وجه حيث كان مطلوبهم اعتدال تلك الأحوال واستقامتها من المكلفين على طبق الأمر الإلهي، وليسوا بخادمين لأحوال المم?نات من وجه آخر.
ولهذا لم يساعدوا شيئا من تلك الأحوال على غيرها من الأحوال مما تقتضيه الخدمة، فيما تلك الأحوال بصدده، وإنما هم قائمون (في خدمة الحق تعالی) ليظهر من غير احتجاب في الظواهر والبواطن، ويتميز أمره عن خلقه عند خلقه .
قال رضي الله عنه : (والحق) سبحانه وتعالى قائم (على وجهين)، أي اعتبارين (في الحكم في أحوال المكلفين) وفي غير المكلفين أيضا لكن المعتبر هنا بیان أحوال المكلفين.
لأن الكلام فيهم من جهة العادة والجزاء لأنهم أهل الدين والانقياد (فيجري الأمر) الإلهي المتصور بصور المم?نات (من) جهة (العبد) الذي هو من جملة تلك الصور، أي معتبرة من جهته في جميع أعماله وأقواله وأحواله (بحسب)، أي على مقدار (ما تقتضيه)، أي تتوجه عليه قال رضي الله عنه : (إرادة الحق تعالی) من الأزل وهذا هو الوجه الأول والاعتبار الأول في الحكم من الحق تعالى في أحوال المكلفين .
(و) الوجه الثاني والاعتبار في ذلك أنه (تتعلق إرادة الحق) تعالی (به)، أي بما تقتضيه إرادته سبحانه أو بالعبد (بحسب)، أي على مقدار (ما يقتضي)، أي يحكم ويلزم (به علم الحق) تعالى في الأزل (ويتعلق علم الحق) تعالی (به)، أي بما يقتضي به علم الحق سبحانه أو بالعبد (على حسب)، أي مقدار (ما أعطاه المعلوم)، بعلم الحق تعالى الذي هو ذلك العبد وجميع أحواله وأعماله وأقواله (من ذاته) المعدومة بالعدم الأصلي هي وأحوالها المكشوف عنها بعلم الحق تعالى من الأزل ?شفة تامة لا يحتمل النقيض أصلا (فما ظهر) ذلك العبد بالوجود الحادث في هذا العالم (إلا بصورته) التي كان عليها في عدمه الأصلي.
فعلم الحق تعالی بها في الأزل وهو معدوم وأراد له عين ما علم منه، فحكم عليه بما أراد له وأوجده على طبق ما حكم عليه وأراد له، فظهر كذلك.
فأخذ منه ما وجده فيه من الأحوال وهذا أحد الوجهين المذكورين للحق تعالى، وأعطاه عين ما أخذ منه.
وهذا هو الوجه الثاني في حكم الحق تعالى في أحوال المكلفين.
(فالرسول) من الله تعالى للمكلفين (والوارث) بالنيابة عنه بعده كل منهما
قال رضي الله عنه : (خادم للأمر الإلهي) الذي هو مطلق بالنظر إليه تعالی و متقید بصور ما كشف عنهم من أعيان الكائنات العدمية وأحوالها من حيث هو علم ?شفة أزلية.
وظاهرا بتلك الأعيان وأحوالها من حيث هو قيوم قادر على حسب ترتيب تلك الكائنات بحسب أحوالها المختلفة بالنظر إليها لا إليه سبحانه (بالإرادة) الإلهية القديمة.
أي على حسب ما تقتضي من الخدمة إذ الخدمة منهما من جملة أحوالهما، وأحوال الكائنات الثابتة لأعيانها بكشف العلم القديم وحكم الإرادة ، فهما بالإرادة يخدمان لأنهما من جملة مراداتها.
(لا) كل منهما (خادم الإرادة)، لأن خدمتها سبقت بها الإرادة من ?شف العلم القديم عن أحوالهما التي هما عليها في عدمها الأصلي، فهما بها يخدمان ما تقتضيه من أحوال المكلفين لا هما يخدمانها.
قال رضي الله عنه : (فهو)، أي كل من الرسول والوارث (برد)، أي يمنع الزيادة الضارة (عليه)، أي على الأمر الإلهي المذكور (به)، أي بالأمر الإلهي المذكور .
قال تعالى : "والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون" [يوسف : 21] لعدم معرفتهم بالأمر الإلهي الذي قامت به الرسل والورثة من حيث هم قائمون به على وجه الخصوص المسمى الله .
وهم خاصة الناس، وعامة الناس الذين لا يعلمون إنما يعلمون بوجه العموم، فمعلومهم الأمر المغلوب من حيث صورهم.
وذلك قوله تعالى: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا" [غافر: 51] .
وهم الورثة والرسل "في الحياة  الدنيا" [غافر : 51]، وهي مقام الدعوة إلى الله تعالى بالله تعالی.
قال سبحانه:" قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " [ يوسف: 108] الآية .
"ويوم يقوم الأشهاد" [غافر : 51] من كل نفس كما قال سبحانه: " وجائت كل نفس معها سائق وشهيد " [ق: 21] .
(طلبا)، أي لأجل طلب الرسول والوارث (لسعادة المكلف) في الدارين، وسعادته موجودة على كل حال من حضرات مختلفة، كل حضرة لها سعادة تحضر، وسيأتي هذا إن شاء الله تعالی عند تعرض المصنف قدس الله سره له.
(فلو) أن الرسول والوارث (خدم الإرادة ) الإلهية على حسب ما تقتضيه من أحوال المكلف (ما نصح) في خدمة، لأنه يكون حينئير داعية إلى الضلال كما أنه داع إلى الهدى لأنهما مقتضى (أعني بالإرادة) التي لا ينفذ إلا مقتضاها.
(و) الرسول والوارث (ما نصح) في خدمته (إلا بها) أعني الإرادة الإلهية من جهة أن نصحه ودعوته إلى الهدی وكفه عن الضلال كان بمقتضى الإرادة الإلهية إذ لا يخرج عنها شيء أصلا.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
قال رضي الله عنه : (فالطبيب خادم) للطبيعة من حيث الإصلاح (لا خادم) بحكم عادة المساعدة.
فلما فرغ عن بيان أحوال الطبيب شرع في بيان ما هو المقصود الأصلي الواجب علمه بقوله: (كذلك) أي كالطبيب الخادم للطبيعة (الرسل والورثة في خدمة) أمر (الحق والحق على وجهين) .
وقوله : (في الحكم) أي في الأمر يتعلق بالحق
وقوله : (في أحوال المكلفين) يتعلق بالحكم (فيجري الأمر) أي فيصدر ما أمره الحق بالعبد (من العبد بحسب ما) أي باعتبار الذي (تقتضيه إرادة الحق ويتعلق إرادة الحق به) أي بوقوع ذلك المراد من العبد.
قال رضي الله عنه : (بحسب ما يقتضي به علم الحق ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته) فإذا وافق الأمر الإلهي بالإرادة وقع المأمور به من المكلف .
فيقال في حقه المطيع فإذا لم يوافق الأمر التكليفي الأمر الإرادي في الوقوع لم يقع الأمر التكليفي من المأمور .
فيقال في حقه العاصي فإذا كان إرادته تعالى تابعة لعلمه وعلمه تابعا لمعلومه .
(فما ظهر) أي فما يوجد كل معلوم في الخارج (إلا بصورته) التي هو عليها في علم الله تعالى فإذا كان الأمر الإلهي على وجهين (فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي) التكليفي قوله: (بالإرادة) يتعلق بخادم أي تعلق ارادته تعالى في علمه الأزلي بان الرسول خادم أي مبلغ للأمر الإلهي إلى المكلف سواء وقع ذلك الأمر من العبد المكلف أو لا .
(لا خادم الإرادة) والا لساعد الفاسق في فسقه ولم يكن كذلك فإذا كان الرسول خادمة للأمر الإلهي بالإرادة لا خادم للإرادة (فهو) أي الرسول (يرد) ما صدر من العبد بما يخالف الأمر الإلهي (عليه) أي على المكلف (به) أي بالأمر الإلهي ولا يقبل منه الفعل الذي يخالف الأمر التكليفي .
مع أنه لا يكون إلا بإرادة الله تعالی ولو خدم الإرادة لما يرد هذا الفعل منه.
فإن الله يأمره أن يخدم الأمر الإلهي بأن يرد ما يخالف الأمر الإلهي على صاحبه فهو مأمور برد المنكر عليه والمعروف إليه (طالبا السعادة المكلف) ومي الأصلح في حقه.
فإذا رد ما وقع من العبد بالإرادة فلا يخدم الإرادة (فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح) الخلق بل يتركهم على حالهم لأنه المراد وقوعه .
(وما نصح إلا بها أعني بالإرادة) أي إلا بالإرادة المتعلقة بالنصيحة مطلقا سواء طابقت الإرادة أو لا .
لذلك كانت الدعوة عامة في السعيد والشقي ولم يزل النبي عن دعوة أحد وإن علم منه عدم قبول الدعوة .
ما لم يأت البرهان من عند الله القاطع عن الدعوة في حقه لأنه ما عليه إلا التبليغ والنصيحة في حق العامة .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
قال رضي الله عنه : "فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق. والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته. فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة. فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. "
وباقي الحكمة ظاهر.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
قال رضي الله عنه : فالطبيب خادم لا خادم ، أعني للطبيعة " كذلك الرسل والورثة في خدمة الحق ، وأمر الحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلَّفين ، فيجري الأمر في العبد بحسب ما يقتضيه
الحق وبحسب ما يقتضي به علم الحق ، ويتعلَّق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته ، فما ظهر إلَّا بصورته " .
يعني بصورة العبد في عينه الثابتة أزلا « فالرسول أو الوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة لا خادم الإرادة ، فهو يردّ عليه ، طلبا لسعادة المكلَّف ، فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح ، وما نصح إلَّا بها ، أعني بالإرادة ».
يعني تعلَّقت إرادة الحق بأن ينصح النبيّ أو الوارث « فالرسول أو الوارث طبيب أخراويّ للنفوس ، منقاد لأمر الله حين أمره فينظر في أمر الله ، وينظر في إرادته تعالى فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ، فلا يكون إلَّا ما يريد ، ولهذا كان الأمر ، فأراد الأمر ، فوقع ، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور ، فلم يقع من المأمور ، فسمّي مخالفة ومعصية ، فالرسول مبلَّغ ".


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
إذن ليس الطبيب بخادم الطبيعة مطلقا ، بل إنما هو خادم لها من جهة ما يصلح جسم المريض ، ويغير المزاج العرضي المرضى إلى المزاج الطبيعي الصحيح.
وذلك لا يكون إلا بالطبيعة أيضا فهو يخدمها ويسعى في حقها من وجه خاص ، أي من جهة ما يصلح جسم المريض ويصححه .
قال رضي الله عنه : ( فالطبيب خادم ) أي من جهة الإصلاح ( لا خادم أعنى للطبيعة ) أعنى من جهة الإفساد والإعداد لهلاك ( كذلك الرسل والورثة في خدمة الحق ) أي يخدمون الأمر الإلهي لا من جميع الوجوه بل من جهة الإصلاح والإسعاد.
"" إضافة بالي زادة : ( فالطبيب خادم ) للطبيعة من جهة الإصلاح ، لا خادم بحكم عدم المساعدة اهـ . بالي زادة ""

( والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق ، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق ، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته ، فما ظهر : أي المعلوم إلا بصورته ، فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة ) أي بإرادة الحق ( لا خادم الإرادة ) أي لا خادم إرادته تعالى ، فإنه أراد من الرسول ووارثه أن يطلبا سعادة العبد لا مراده تعالى منه ( فهو يرد عليه طلبا لسعادة المكلف ) أي يرد على الأمر الإلهي بالأمر الإلهي إذا تعلقت الإرادة بشقاوته ، ولهذا خوطب بقوله : " إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ "  وهو بقوله : " فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ " وعوتب بقوله : " فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ " وأمثالها.
"" إضافة بالي زادة قوله ( في الحكم ) يتعلق بالحق ، وقوله ( في أحوال المكلفين ) يتعلق بالحكم ( فيجري الأمر ) أي فيصدر ما أمره الحق بالعبد ( من العبد ) فإذا وافق الأمر الإرادة وقع المأمور به ، فيكون مطيعا أو لم يوافق فيكون عاصيا ( خادم الأمر الإلهي بالإرادة ) متعلق بالأمر : أي تعلق إرادته في الأزل بأن الرسول خادم ، أي مبلغ الأمر إلى المكلف سواء وقع المأمور به أولا ( لا خادم الإرادة ) وإلا لساعد الفاسق في فسقه ( فهو يرد ) ما صدر من العبد المخالف للأمر ( عليه به ) أي بالأمر الإلهي ولم يقبله مع أنه بالإرادة ولو خدم الإرادة لم يرده اهـ.بالي زادة .""

( فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح ) لأن الإرادة إنما تعلقت بما يفعله العبد المنصوح ( وما نصح إلا بها أعنى الإرادة ) فتبين أن الرسول والوارث ليس بخادم للأمر الإلهي مطلقا بل من جهة الإصلاح وإحراز السعادة كالطبيب.


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
قال رضي الله عنه : "فالطبيب خادم الأخادم ، أعني الطبيعة " . ظاهر مما مر
( كذلك الرسل والورثة في خدمة الحق وأمر الحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين ، فيجرى الأمر من العبد بحسب ما يقتضيه إرادة الحق ، ويتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضى به علم الحق ، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته ) .
أي ، وكذلك الرسل وورثتهم ليسوا في خدمة إرادة الحق مطلقا ، لأن حكم الحق في أفعال المكلفين على وجهين :
أحدهما الأمر مع إرادة وقوع المأمور به .
الآخر ، الأمر مع عدم إرادة وقوع المأمور به .
وما بالإرادة ، هو بحسب علم الحق ، فإن الشئ ما لم يعلم ، لم يرد .
فالإرادة يتعلق بالمراد بواسطة العلم ، والعلم تابع للمعلوم ، فالأمر مع الإرادة وافق ما عليه أعيان المكلفين حال ثبوتهم في العلم ، فقبلوا الأمر وأطاعوه .
وهو المراد بقوله : ( فيجرى الأمر من العبد ) أي ، صدر المأمور به من العبد . يقال : جرى منك كذا . أي ، صدر .
والأمر مع عدم إرادة وقوع المأمور به لا يمكن أن يقبله ، لأنه ما يكون إلا ما تعلقت الإرادة
بوجوده . فيقع العصيان . ( فما ظهر إلا بصورته ) .
يعنى بصورة العبد في عينه الثابت . أي ، فما ظهر المعلوم إلا على صورته التي هو عليها في العلم .
( فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة ، لا خادم الإرادة ) . أي ،فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي إذا كانت الإرادة متعلقة بوقوع المأمور به ، لا خادم الإرادة مطلقا ، لأن الإرادة تتبع المعلوم ، كما مر ، والمعلوم يقتضى أمورا تناسبه مما ينفعه ويضره ، والرسول ليس مساعدا له فيما يضره .
وأيضا ، كل ما يقع من الخير والشر إنما هو بالإرادة ، فلو كان خادما للإرادة مطلقا ، لما رد على أحد في فعله القبيح.
( فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف ) . أي ، الرسول يرد على كل المكلف ويدفع عنه بالأمر الإلهي ما يضره طلبا لسعادته وإظهارا لكماله .
( فلو خدم الإرادة ما نصح ) أي ، ما نصح الخلق . بل كان يتركهم على ما هم عليه ، لأنه المراد .
(وما نصح إلا بها ، أعني بالإرادة) .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
قال رضي الله عنه : " فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق. والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.  فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة. فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. "
قال رضي الله عنه : (وكذلك) أي: مثل الطبيب في خدمة الطبيعة و لخدمته (الرسل والورثة في خدمة) أمر (الحق) أعم من أن يكون تكليفيا أو إراديا فيخدمونه من حيث الأمر التكليفي والإرادي حيث أراد الموافقة لا المخالفة، وذلك أن الأمر (الحق) أي: الأمر التكليفي، (على وجهين في الحكم) أي: حكم الإرادة على المكلفين إما موافق لها أو مخالف.
وذلك أيضا مأخوذ (من أحوال المكلفين) في استعداد الموافقة والمخالفة بعد اقتضاء أحوالهم تعلق الأمر التكليفي بهم (فيجري الأمر) التكليفي (من العبد) أي: من حيث صدور المأمور به من العبد ولا من صدوره (بحسب ما تقتضيه إرادة الحق) من الموافقة والمخالفة، ولا ظلم في هذه الإرادة على خلاف الأمر التكليفي.
قال رضي الله عنه : (إذ تتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته) من تعلق الأمر به من الموافقة أو المخالفة، (فما ظهر) أمر التكليف مع إرادة المخالفة في حق العبد (إلا بصورته)."الصورة : التي هو عليها في الحضرة العلمية."  
أي: ما علم منه الحق بلا ظلم من جهته؛ وإنما الظالم هو غير العبد حيث اقتضى أمر التكليف مع المخالفة، وإذا كان الحق في الأمر على وجهين: موافقة الإرادة ومخالفتها.
قال رضي الله عنه : (فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة) أي: إرادة الأمر وإرادة الموافقة من المأمور (لا خادم الإرادة) من حيث هي إرادة مطلقا، كالطبيب بالنسبة إلى الطبيعة
(فهو يرد عليه) أي: على الحق إرادته به أي: بالحق إرادته أيضا.
وإنما قال: عليه به لیشیر إلى أن الكامل وإن رأى الحق في الكل فلا يفتر عن الرد؛ لكنه يرد على الحق بالحق، كما أن الطبيب يدفع الطبيعة بالطبيعة طلبا للصحة، فهذا يفعل ذلك (طلبا لسعادة المكلف) التي هي الصحة النفسانية.
قال رضي الله عنه : (فلو خدم الإرادة الإلهية) من حيث هي إرادة ما نصح مكلفا؛ لأن فعله على وفق إرادة ما؛ لكنه خادم للإرادة أيضا.
كيف (وما نصح إلا بها أعني الإرادة) فسرها لئلا يتوهم أن الحق لا يريد من المعاصي إلا المعصية، فأشار إلى أنها ربما لا تكون مرادة للحق في شأنه، وإن قصدها إلا عند الفراغ منها، والفراغ منها إنما يحصل لو لم يرد على الحق، وإذا كانت خدمة الرسول والوارث للإرادة من حيث تحصيل السعادة، كخدمة الطبيب من حيث تحصيل الصحة.

.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:57 am

الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية عشر : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
قال رضي الله عنه : ( فالطبيب خادم ، لا خادم - أعني للطبيعة - ) فهو أيضا ذو طرفين ( كذلك الرسل والورثة في خدمة الحقّ ) فإنّهم يخدمون الأمر الإلهي لا من جميع الوجوه ، بل من جهة الإصلاح ومساعدته للوصول إلى موقف الإسعاد .
قال رضي الله عنه : ( وأمر الحقّ على وجهين في الحكم في أحوال المكلَّفين ) فإنّه قد سلف لك في مطلع الكتاب أنّ للأمر الإلهي مدرجتين في النزول :
إحداهما من عرش الذات نحو تحصيل الأعيان بلا واسطة الرسل وهو المسمّى بالمشيّئة  والحاصل منه هو الشيء .
والثانية من علم الرسل نحو تبيين أحكام تلك الأعيان وخواصّها ، وهو المسمّى بالتشريع والحاصل منه هو الشرع .
والكل من المدرجة الأولى ، لكن خدمة الأنبياء والرسل إنّما تتعلَّق بما يعرض أحوال المكلَّفين منها من الأحكام ، وخدمتهم أيضا من تلك المدرجة .
وإليه أشار بقوله : ( فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحقّ ، وتتعلَّق إرادة
الحقّ به بحسب ما يقتضي به علم الحقّ على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته ، فما ظهر ) الأمر الحقّ التابع للعلم ( إلَّا بصورته ) أي بصورة المعلوم .

الرسل خادمو الأمر الإلهي ، لا إرادته تعالى
قال رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي ) - مما يتعلَّق منه بأحوال المكلفين  ( بالإرادة ) التي ظهرت بذلك الرسول وتعلَّقت به ، لما عرفت من شمول المدرجة الأولى للكلّ ، ( لا خادم الإرادة ) فإنّ الإرادة حكمها شامل للإسعاد والإشقاء ، وخدمة الرسل إنّما تتوجّه نحو إسعاد العبيد والمكلَّفين فقط .
قال رضي الله عنه : ( فهو يردّ عليه به طلبا لسعادة المكلَّف ) كما يردّ الطبيب على الطبيعة بها طلبا لصحّة المستعلج ، أي يردّ على الأمر المراد بذلك الأمر أيضا ، عند النصيحة بكفّهم عمّا يتوجّهون إليه بأنفسهم وذواتهم .
قال رضي الله عنه : ( فلو خدم الإرادة الإلهيّة ما نصح ، وما نصح إلَّا بها - أعني بالإرادة ) كما أنّ الطبيب ما ردّ الطبيعة الخارجة عن الاعتدال في أمزجة المرضى إلَّا بالطبيعة .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته.
فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. )
قال رضي الله عنه : "فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق. والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته. فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة. فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة. "


الصحة وإزالة المرض (غیر عام) لاعتباراتها كلها (لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة) لما عرفت (فالطبيب خادم) من وجه خاص (لا خادم) على وجه العموم .
وكما أن الطبيب في خدمة الطبيعة من وجه دون وجه (كذلك الرسل والورثة في خدمة الحق) سبحانه فهم في خدمته من حيث أمره التكليفي وليسوا في خدمته من حيث الأمر الإرادي الغير الموافق للتكليفي.
قال رضي الله عنه :  (والحق على وجهين في الحكم في) شأن (أحوال المكلفين) يحكم في شأنهم بالأمر التكليفي ويحكم في شأنهم بالأمر الإرادي أو تقول يحكم فيهم بالأمر التكليفي الموافق للإرادي وبالأمر التكليفي المخالف له .
(فيجري الأمر) ويصدر (من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق) لا بحسب ما يقتضيه أمره التكليفي إلا إذا كان موافقة للإرادة (وتتعلق إرادة الحق به)، أي بما تقتضيه إرادته (بحسب ما يقتضي به علم الحق ويتعلق علم الحق به)، أي بما يقتضي به علمه (على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته) فما يجري الأمر من العبد إلا على حسب ما أعطاه من ذاته (فما ظهر) العبد أو المعلوم (إلا بصورته) التي هو عليها في الحضرة العلمية (فالرسول والوارث خادم للأمر) التكليفي (أو الإلهي) الواقع (بالإرادة)، فإنه با تم تتعلق إرادته بالأمر التكليفي لم يقع ولا يلزم من ذلك تعلقها بالمأمور (لا خادم الإرادة)، فإن الإرادة كثيرا ما تكون مخالفة للأمر التكليفي وهو خادم للأمر التكليفي لا غير.
قال رضي الله عنه : (فهو)، أي الرسول أو الوارث (یرد عليه)، أي على المكلف ما يضره من الأخلاق والأفعال (به)، أي بالأمر الإلهي فإنه مأمور من الحق بهذا الرد (طلبا لسعادة المكلف)، وإظهارا لكماله.
قال رضي الله عنه : (فلو خدم) الرسول أو الوارث (الإرادة ما نصح) المكلف أن خدمة الإرادة يقتضي أن يترك الخادم المكلفين على ما هو المراد منهم ولكنه ينصحه .
فليس خادم للإرادة بل للأمر التكليفي و لذلك ينصح المكلف بتبليغه إليه وتكليفه عليه (وما تصح إلا بها أعني بالإرادة) التابعة للعلم التابع للمعلوم فما نصح الشيء أو الوارث إلا بما تقتضيه عينه الثابتة.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثالثة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:58 am

الفقرة الثالثة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع. )
قال رضي الله عنه : " فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر. فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية. “
قال رضي الله عنه : (فالرسول والوارث) على مقتضى ما ذكر (طبيب أخروي)، أي منسوب إلى الآخرة (للنفوس) البشرية يشفيها من مرض الأعراض عن فشوها، وإن وقع الشفاء به في الدنيا فإنه ليس المطلوب ولا لأجله كانت البعثة (منقاد)، أي مطيع ذلك الرسول والوارث (لأمر الله تعالی) أمر التكليف (حين أمره) به وكلفه بما كلف به من الأحكام، والدعوة إليه سبحانه في حقه وفي حق غيره (فينظر ذلك) الرسول والوارث.
قال رضي الله عنه : (في أمره تعالی) بما أمره به (وينظر) أيضا (في إرادته تعالی) لكل ما هو واقع من أحوال المكلفين (فيراه)، أي يرى الحق تعالی (قد أمره) في شأن الأمة (بما يخالف إرادته تعالی) بهم (ولا ی?ون)، أي لا يوجد من المخلوقات أصلا (إلا ما يريد) الحق تعالی منهم من الأحوال التي هم عليها في عدمهم الأصلي المكشوف عنه بعلم الله تعالى القديم كما سبق بيانه .
(ولهذا)، أي لكونه لا يكون إلا ما يريد سبحانه  (كان الأمر) من الله تعالى للمكلفين على ألسنة الوسائط من الملائكة والبشر لأنه تعالى لا يريد ظلما للعالمين.
فأراد لهم ما هو مقتضى أحوالهم المكشوف عنها بعلمه، وأوجد ما أراده وما أراد أن يظلمهم بمنعهم ما هو مقتضى أحوالهم، فأرسل إليهم من يبلغهم مراده تعالى منهم من الخير والهدى، ليظهر لهم التفاوت بين مرادهم منهم من حيث هو تعالى، ومراده منهم من حيث هم، وما هو بظلام للعبيد.
فمراده من حيث هو يسمى أمرا تكليفيا، ومراده من حيث هم يسمى أمرا تكوينيا ، وإرادته على طبق علمه سبحانه، وعلمه على طبق المعلوم، فالرسل والورثة مظاهر الذات المستجمعة، وجميع من عداهم مظاهر الصفات والأسماء الجامعة، والأمر عین الدعوة إلى المقام الذاتي، والدخول في زمرة الرسل والورثة، والتأثير للصفات والأسماء لا للذات .
قال رضي الله عنه : (فأراد) الحق تعالی (الأمر) التكليفي لأنه خير محض (فوقع) منه سبحانه للمكلفين على ألسنة الوسائط (وما أراد) سبحانه (وقوع ما أمر به) من ذلك الخير (بالمأمور) من المكلفين لأنه أراد ما علمه وما علم من المأمور وقوع ما أمر به ليريده منه (فلم يقع من المأمور) ما أمره تعالى به، لأن لا يكون إلا ما يريده تعالى ولا يريد إلا ما يعلمه ولا يعلم إلا ما هو عليه المأمور في عدمه الأصلي.
(فسمي) عدم وقوع الأمر من المأمور (مخالفة) لأمر الله تعالى (ومعصية) الله تعالی صدرت من مأمور م?لف .
قال رضي الله عنه : " فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع."
قال رضي الله عنه : (فالرسول مبلغ) عن الله تعالى الأمر إلى الأمة، والوارث نائبه في ذلك فهو تابع له على كل حال وإن لم يذكره هنا ؛ (ولهذا)، أي لكونه مبلغا وليس له من الأمر.
شيء والأمر كله مع اطلاعه على ما ذكر من عدم موافقة الأمر الإلهي للإرادة الإلهية في كثير من الأحوال.
قال رضي الله عنه : (قال) الرسول عليه السلام كما ورد في الحديث : (شیبتنی) سورة (هود) عليه السلام (وأخواتها) من السور وما كان ذلك إلا (لما تحتوي عليه) تلك السورة من قوله تعالى : ( فاستقم) يا أيها الرسول، أي كن مداوما أمر المكلفين ونهيهم (" كما أمرت")، أي أمرناك بذلك ولا تترك الدعوة مع أنه يرى الإرادة الإلهية نافذة في الخلق على خلاف ما أمر به الحق (فشيبه) من ذلك.
أي أظهر الشيب في لحيته عليه السلام قوله تعالى: ("كما أمرت" (فإنه عليه السلام لا يدري هل) هو (أمر) في شأن الأمة باعتبار أشخاصهم المعينة عنده (بما يوافق الإرادة الإلهية فيقع ذلك الأمر بما يخالف الإرادة) الإلهية .
(فلا يقع) ذلك الأمر وهذا ابتلاء من الله تعالى للرسول عليه السلام، ولهذا شيب ذلك كما ورد : «أشد الناس بلاء الأنبياء» .
ومن هذا القبيل قول موسى عليه السلام: " إن هي إلا فيتنئك تضل يا من تشاء وتهدي من تشاء" [الأعراف: 155]. مع أمره له عليه السلام بإنذار فرعون وقومه.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.  )
قال رضي الله عنه : (فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره) التبليغ أحكامه للناس (فينظر) بنور الله (في أمره) أي في أمر المحن إلى الرسول، ليبلغه إلى عباده ويعلم حكمة أمره.
قال رضي الله عنه : (وينظر في إرادته تعالی) ويعلم حكمة إرادته بذلك النور (فيراه) أي الحق بسبب علمه هذين الأمرين (قد أمره) أي للمكلف (بما يخالف إرادته و) الحال، (لا يكون إلا ما يريد) الحق .
(ولهذا) أي ولأجل أن لا يكون إلا ما يريد الحق (كان) أي وجد الأمر الإلهي لأنه المراد وقوعه من الله (فأراد الأمر) أي فأراد وقوع الأمر وهو التكاليف الشرعية.
قال رضي الله عنه : (فوقع وما أراد وقوع ما أمر به) أي وقوع المأمور به (بالمامور) متعلق بما أمر به وهو الرسول إذ بواسطته بأمر المكلف (فلم يقع) المأمور به بالأمر (من المأمور) وهو المكلف.
فأراد الحق وقوع الأمر من الرسول وهو التبليغ إلى المأمور فوقع الأمر منه ولم يرد وقوع المأمور به من المأمور فلم يقع .
كما في أبي جهل فإن مراد الله وقوع الأمر في حقه وكونه مخاطبا بالأحكام الشرعية بلسان النبي فوقع لأنه مراد الله ولا بد وقوعه .
ولم يقع المأمور به وهو قبوله حكم الله لأنه ما أراد الله وقوعه منه فوقوع الأمر له وعدم وقوع المأمور به منه من جملة عينه الثابتة فلله الحجة البالغة.
فإذا أراد وقوع المامور به وقع كلاهما فالله تعالى قد يأمر ويريد ضد المأمور به فيوجد الأمر ولم يوجد المأمور به .
وقد يأمر ويريد المأمور به فيوجد كلاهما وكل ذلك من أحوال عين المكلف .
قال رضي الله عنه : (فسمي) أي: فإذا أمر ولم يقع المأمور به سمي (مخالفة ومعصية فالرسول مبلغ) للأمر إلى عباد الله خالف ذلك الأمر الإرادة أو لم يخالف فما عليه إلا وقوع الأمر لا وقوع المأمور به من الأمور (ولهذا) أي ولأجل أن الله تعالى قد پامر عباده بما يخالف إرادته فلم يقع المأمور به (قال) الرسول عليه السلام: ("شيبتني هود وأخواتها لما تحوي") أي تشتمل (عليه) الضمير راجع إلى ما (من قوله فاستقم كما أمرت فشيبه) .
قوله تعالى : ( "كما أمرت" فإنه) أي الرسول (لا يدري) أي لا بعلم (هل أمر بما يوافق الإرادة فيقع) المأمور به فی?ون مطيعة الله تعالى (او بما يخالف الإرادة فلا يقع) فيكون خارجة عن طاعة الله فما شيبه إلا تردده بين هذين الأمرين اللذين يوجب أشد الخوف والخشية من الله تعالى.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.  )
قال رضي الله عنه : " فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر. فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.  فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع. "
باقي الحكمة ظاهر.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.  )
قال رضي الله عنه : « فالرسول أو الوارث طبيب أخراويّ للنفوس ، منقاد لأمر الله حين أمره فينظر في أمر الله ، وينظر في إرادته تعالى فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ، فلا يكون إلَّا ما يريد ، ولهذا كان الأمر ، فأراد الأمر ، فوقع ، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور ، فلم يقع من المأمور ، فسمّي مخالفة ومعصية ، فالرسول مبلَّغ ".
يعني رضي الله عنه : إنّما يقع الأمر من الرسول والوارث ، لما أراد الله منهما وقوع الأمر فوقع . وإنّما لم يقع الامتثال من المأمور به ، لعدم اقتران الإرادة بالأمر بوقوعه منه.
وإنّما لم تتعلَّق الإرادة بالأمر بوقوع المأمور به من المأمور ، لتعلَّق العلم بعدم وقوعه من المأمور فلم يقع وإنّما وقع الأمر من الآمر بما لا يقع ، لتعلَّق إرادة الحق بوقوع الأمر ، لتعلَّق علم الحق وأمر الحق بمقتضى عينه الثابتة أنّه يقع الأمر منه بما لا يوجد له عين من العاصي والمخالف ، فتتركَّب عليه الحجّة الإلهية ، فيتوجّه عليه العقاب ، فافهم .

قال رضي الله عنه : " ولهذا قال شيّبتني سورة هود وأخواتها ، لما تحوي عليه من قوله : " فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ " ، فشيّبته "كَما أُمِرْتَ " ، فإنّه لا يدري هل أمر بما يوافق الإرادة ، فيقع ، أو بما يخالف الإرادة ، فلا يقع ، ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلَّا بعد وقوع المراد إلَّا من كشف الله عن بصيرته .
فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه ، فيحكم عند ذلك بما يراه ، وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا."


قال العبد : اعلم : أنّ الأمر الإلهي الذي يرد من الرسول والوارث إن وافق الإرادة المخصّصة بتعيين الفعل بموجب العلم ، وقع .
وإن لم يوافق ، فلا يقع ، وقد وقعت الإرادة أن يقع الأمر منهما ، فيجب عليهما الوقوف عند ذلك ، فلو توقّعا وقوع ما جاءا به ، وأمرا بما أمرا بالأمر به بموجب الإرادة تعبا ، وليس عليهما إلَّا البلاغ لا غير ، ولكن لا يكون إلَّا كما وقع .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.  )
فتبين أن الرسول والوارث ليس بخادم للأمر الإلهي مطلقا بل من جهة الإصلاح وإحراز السعادة كالطبيب .
قال رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروى للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره ، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى ، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد ، ولهذا كان الأمر ) أي ولأن أمر الرسول للأمة مراد للحق كان الأمر أي وقع إذ لا يكون إلا ما يريده ( فأراد الأمر فوقع ، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلا يقع من المأمور ، فسمى مخالفة ومعصية ) بالنسبة إلى الأمر لا الإرادة .
""  إضافة بالي زادة ( أعنى الإرادة ) أي الإرادة المتعلقة بالنصيحة مطلقا سواء طابقت الإرادة أولا ، لذلك كانت الدعوة عامة في السعيد والشقي ، ولم يزل النبي عن دعوة أحد وإن علم منه عدم القبول ، ما لم يأت البرهان من عند الله القاطع عن الدعوة في حقه ، لأنه ما عليه إلا التبليغ ( فينظر في أمره ) أي في أمر الحق إلى الرسول ليبلغه إلى عباده ويعلم حكمة أمره ( وينظر في إرادته ) ويعلم حكمة إرادته ( فيراه ) الحق بسبب علمه هذين الأمرين ( قد أمره ) أي المكلف ( بما يخالف إرادته ولهذا كان الأمر ) لأنه المراد وقوعه من الله ( فأراد الأمر ) أي وقوع الأمر ، وهي التكاليف الشرعية ( فوقع فما أراد وقوع ما أمر به ) أي المأمور به ( بالمأمور ) متعلق بما أمر به وهو الرسول ، إذ بواسطته يأمر المكلف ( فلم يقع ) المأمور به بالأمر ( من المأمور ) وهو المكلف فأراد الحق وقوع الأمر من الرسول ، وهو التبليغ إلى المأمور فوقع الأمر منه ، ولم يرد وقوع المأمور به من المأمور فلم يقع ، كما في أبى جهل فإن مراد الله وقوع الأمر في حقه وكونه مخاطبا بالأحكام الشرعية بلسانه عليه الصلاة والسلام فوقع لأن مراد الله لا بد من وقوعه ، ولم يقع المأمور به وهو قبوله حكم الله لأنه ما أراد الله وقوعه منه فوقوع الأمر له ، وعدم وقوع المأمور به منه من جملة عينه الثابتة اهـ بالى زادة. ""

قال رضي الله عنه : ( فالرسول مبلغ ) لا غير ، وإنما لم تتعلق الإرادة بوقوع  المأمور به للعلم بأنه لا يقع ، والعلم تابع لما في عين المأمور من حاله قبل وجوده ، وإنما وقع الأمر بما علم أنه لا يؤخذ ليظهر ما في عين المأمور من المخالفة والعصيان ، فيلزمه الحجة لله عليهم فيتوجه العقاب بمقتضى العدل ( ولهذا قال « شيبتني سورة هود وأخواتها » .
لما تجرى عليه من قوله : " فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ "  فشيبه « كما أمرت » أي شيبه هذا القيد لأنه أمر بدعوة الكل ، ومن جملتهم من تعلقت الإرادة بأن لا يقع منه المأمور به ، فإن توقع وقوع المأمور به تعب .
قال رضي الله عنه : ( فإنه لا يدرى حل أمر بما يوافق الإرادة فيقع ، أو بما لا يوافق الإرادة فلا يقع ) وليس المقصود من النبي أن يطلع على كل شيء مما في الغيب إلا في أمر خاص به ، وهو ما يدعو إليه من المعرفة باللَّه والتوحيد وأمر الآخرة من أحوال القيامة والبعث والجزاء لا غير .



مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.)
قال رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس ، منقاد لأمر الله حين أمره ، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته ، فيراه ) أي ، يرى الحق . ( قد أمره ) . أي أمر المكلف . ( بما يخالف إرادته ، ولا يكون إلا ما يريد . ولهذا كان الأمر ) .
أي ، ولأجل أنه لا يكون إلا ما يريد ، حصل الأمر من الرسول أو من الله ، فإنه المراد .
( فأراد الأمر ، ) أي ، فأراد وقوع الأمر .
قال رضي الله عنه : ( فوقع بواسطة العبد المأمور . وما أراد وقوع ما أراد به بالمأمور ) . بواسطة المأمور . ( فلم يقع ) المأمور به .
قال رضي الله عنه : ( من المأمور ) . وهو العبد . ( فيسمى مخالفة ومعصية ) .
فإن قلت : كيف يأمر الحق بمالا يريد وقوعه ، وما فائدته ؟
قلت : التكليف حال من أحوال عين العبد ، وله استعدادات لتلك الحالة مغائر لاستعداد ما كلفه الحق به ، فعين العبد تطلب بالاستعداد الخاص من الحق أن يكلفه بما ليس في استعداده قبوله ، فيأمر الحق بذلك ولا يريد وقوع المأمور به ، لعلمه بعدم استعداده للقبول ، بل يريد وقوع ضد المأمور به ، لاقتضاء استعداده ذلك .
وفائدته ، تمييز من له استعداد القبول ممن ليس له ذلك .
(فالرسول مبلغ ) . أي ، فالرسول مبلغ للأمر الإلهي ، خادم له مطلقا ، سواء كانت معه الإرادة أو لم تكن .
قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال الرسول : شيبتني هود وأخواتها لما تحوي عليه ) . أي ، لما يشتمل سورته عليه .
قال رضي الله عنه : ( من قوله : " فاستقم كما أمرت " . فشيبه قوله تعالى : ( كما أمرت ) فإنه لا يدرى هل أمر بما يوافق الإرادة فيقع المأمور به ، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع )
المأمور به ، لأنه ، عليه السلام ، من حيث نشأته العنصرية الحاجبة عن الاطلاع على الحقائق دائما ، لا يدرى هل أمر بما يوافق الإرادة ، فيقع المأمور به منه ويكون منقادا للأمر الإلهي ، أو بما يخالف الإرادة ، فلا يقع ، فيكون خارجا عن أمره تعالى .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.)
قال رضي الله عنه : " فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر. فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية. فالرسول مبلغ "
قال رضي الله عنه : (فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس) المريضة بمرض أسباب المخالفة باستعمال الأمر الإلهي الذي هو الدواء؛ وذلك لأنه (منقاد لأمر الله حين أمره) من غير براح منه خوفا من استح?ام الداء، ولئلا تتم إرادة المعصية في حقه لو لم يرد عليه لتهيئ أسبابها.
ولما كان الرسول والوارث طبيبا؛ لم يكن له بد من النظر في الدواء وأسباب المرض والصحة، قال رضي الله عنه : (فينظر في أمره تعالی) من حيث هو دواء، (وينظر في إرادته) تعالى من حيث هي أسباب الصحة أو المرض، (فيراه قد أمره بما يحالف إرادته)، وإن كان الأمر من الإرادة كمن يأمر عبده يريد مخالفته إظهارا لعصيانه ليكون عذر له عند من يلومه بضربه، فيداويه مداواة الطبيب المريض بمرض الموت؛ وذلك لأنه (لا يكون) من المأمور (إلا ما يريد) منه لا ما أمره؛ لأن الإرادة أصل لوقوع الحمل من الأمر والمأمور بها.
قال رضي الله عنه : (ولهذا) أي: و لوقوع ما يريد دون ما لم يرد (كان الأمر) صفة أزلية للحق، ولا بد له من مأمور، (فأراد الأمر) أي تعليقه بكل مكلف (فوقع) تعليقه لكونه مراد للحق، (وما أراد وقوع ما أمر به) حال كونه ملتبسا بالأمور (بالمأمور) العاصي، وإن أراد وقوعه من المطيع، (فلم يقع) المأمور به منه، وإن تعلق به الأمر عن الإرادة.
لأنها تعلقت بمجرد الأمر لا مع المأمور به منه، فيسمى عدم وقوع المأمور به (من المأمور مخالفة) للحق، وإن وافق إرادته.
لأنه لما خالف الجمال الذي منه الأمر، فكأنما خالف الحلال الذي هو عاشق الجمال أيضا قال رضي الله عنه : (ومعصية)، وإن كان طاعة للإرادة والجلال لما ذكرنا، والرسول لا يخدم الإرادة والجلال، ولا يتأتى منه تربية الأمر التكليفي هناك (فالرسول مبلغ) للأمر التكليفي في حقه وخدمته هنا التبليغ لا غير.
قال رضي الله عنه : " ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع. "
قال رضي الله عنه : (وهذا) أي: ولوقع المخالفة بين إرادة الأمر، وإرادة وقوع المأمور به في حق العاصي (قال صلى الله عليه وسلم : "شيبتني هود" أي: سورة "هود وأخواتها")
رواه الترمذي والحاكم
قال رضي الله عنه : (لما تحوي) تلك السور (عليه من قوله"فاستقم كما أمرت" [هود: 112]) .
فإنه عليه السلام وإن علم أنه حصل له استقامة فوق ما حصل لسائر الكمل تردد في أنه هل حصل له بمقدار ما أمر أم لا (فشيبه) قوله: ("كما أمرت" فإنه لا يدري هل أمر بما يوافق الإرادة) أي: إرادة وقوع ما أمر به من أقصى مراتب الاستقامة، (فيقع أو بما يخالف الإرادة فلا يقع)، فيقع في المعصية، فيحجبه عن الحق ويتخلف عن أمر المحجوب، فينقطع عن محبته فشاب من هذا الخوف الحاصل له من هذا التردد.

.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 8:59 am

الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة عشر : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع. )
قال رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب اخراوي «للنفوس ، منقاد لأمر الله حين أمره ، فينظر في أمره تعالى ، وينظر في إرادته تعالى ، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ، ولا يكون إلَّا ما يريد ، ولهذا كان الأمر ) - أي وقع من الأنبياء أمر أممهم - ( فأراد الأمر فوقع ، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور ، فلم يقع من المأمور ، فسمّي مخالفة ومعصية ) .
قول رسول الله صلَّى الله عليه وآله : شيبتني سورة هود
( فالرسول مبلَّغ ) للأمر المحتمل لما يوافق الإرادة ويخالفها ، فيسعد ويشقي به (ولهذا قال : « شيّبتنى هود وأخواتها » لما تحوي عليه من قوله : " فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ "  [ 11 / 112 ] ) من وجوب دعوة الأمم كلَّها ، ومن جملتهم من تعلَّقت الإرادة بأن لا يقع منه المأمور به .
فإنّ طلب وقوع المأمور به منه مع مخالفته للمراد ، يكون تكليفا بالمحال وطلبا لما يمتنع حصوله ( فشيّبه " كَما أُمِرْتَ ".  فإنّه لا يدري هل امر بما يوافق الإرادة - فيقع - أو بما يخالف الإرادة  فلا يقع).


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.  )
قال رضي الله عنه : " فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر. فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية. فالرسول مبلغ: ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع."
قال رضي الله عنه : (فالرسول والوارث)، كل واحد منهما (طبيب أخروي للنفوس) المكلفة يحفظ صحة الفطرة عليهم ويجتهد في إزالة ما يضادها (منقاد لأمر الله) التكليفي (حين أمره فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته ويراه)، أي الحق.
قال رضي الله عنه : (قد أمره) يعني العبد المكلف (بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد ولهذا)، أي لأجل أنه لا يكون إلا ما يريد (كان الأمر)، أي وجد وتحقق الأمر التكليفي فإنه سبحانه أراد وقوعه (فأراد الأمر)، أي وقوعه (فوقع وما أراد وقوع ما أمر به) متلبسا بالمامور فلم بقع المأمور به من العبد المأمور (فسمی) عدم وقوع المأمور به (مخالفة ومعصية) فلعين هذا العبد الثابتة في الحضرة العلمية استعداد التكليف فيتوجه إليه الأمر التكليفي وليس لها استعداد الإتيان المأمور به ولهذا وقعت المخالفة والمعصية .
فإن قلت : ما فائدة الأمر بما بعلم عدم وقوعه.
قلت: فائدته تميز من له استعداد القبول ممن ليس له استعداد ذلك لتظهر السعادة والشقاوة وأهلهما.
قال رضي الله عنه : (فالرسول مبلغ) للأمر الإلهي خادم له محرض على قبوله لا للأمر الإرادي (ولهذا)، أي لتخلف وقوع المأمور به عن وقوع الأمر به واتصاف المأمور حينئذ بالمخالفة والمعصية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : "شيبتني هود"رواه الترمذي والحاكم وغيرهم.
أي سورة هود ("وأخواتها" لما تحتوي عليه)، سورة هود (من قوله : "فاستقم كما أمرت "  فشيبه) قوله تعالى: ("كما أمرت " فإنه لا يدري) دائمة (هل أمر بما يوافق الإرادة فيقع) المأمور به فيتصف بالطاعة (أو يخالف) الإرادة .
قال رضي الله عنه : (فلا يقع) المأمور به فيتصف بالمعصية

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الرابعة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 9:03 am

الفقرة الرابعة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.)
قال رضي الله عنه : " ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه.
وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا. قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير. "  
قال رضي الله عنه : (ولا يعرف أحد) من المخلوقين (حكم الإرادة الإلهية)، أي ما تحكم به على كل شيء الحكم العدل المطابق للعلم القديم الكاشف عن كل شيء معدوم بالعدم الأصلي (إلا بعد وقوع المراد) وظهوره واتصافه بالوجود الإضافي الحادث (إلا من ?شف الله) تعالى (عن بصيرته) من رسول أو نبي أو وارث أو ولي (فأدرك أعيان المم?نات) مع جميع أوصافها في الظاهر والباطن مرسومة (في حال ثبوتها)، أي ?شف العلم الإلهي القديم عنها ثابتة في عدمها الأصلي لا منفية.
فإن الثبوت ضد النفي فالشيء إذا كان ثابتا لا يكون منفية، وإذا كان منفية لا يكون ثابتة، ولا يلزم من الثبوت الوجود فقد يكون الشيء ثابتة معدومة، وقد يكون ثابتة موجودة، والوجود ضد العدم.
وأعيان المم?نات في الأزل ثابتة في نفسها مكشوف عنها بالعلم الإلهي القديم، على معنى أنها ليست منفية، إلا أنها موجودة لأن وجودها حادث وثبوتها قدیم.
(على ما هي عليه) في حال وجودها إذا وجدت من غير زيادة ولا نقصان
قال رضي الله عنه : (فيحكم) من كشف عن بصيرته (عند ذلك بما يراه) من موافقة الأمر الإلهي للإرادة القديمة الإلهية أو عدم موافقته لها .
(وهذا) الكشف المذكور (قد ی?ون)، أي يوجد (لآحاد الناس)، أي أفراد منهم كبعض الرسل والأنبياء والأولياء (في أوقات) دون أوقات كما سبق في تقريره من المصنف قدس الله سره في أوائل الفص الشيثي ومر ?لامنا فيه .
قال رضي الله عنه : (لا يكون) هذا الكشف (مستصحبا)، أي ملازمة صاحبه في كل وقت كما (قال) الله تعالى للكامل المكمل صلى الله عليه وسلم (قل "وما أدري") عند انحجابه عن هذا الكشف المذكور في بعض الأوقات استدامة المقام العبودية (وما يفعله [الأحقاف: 9])، أي يفعل الحق تعالی ("بي ولا بكم" فصرح) صلى الله عليه وسلم (بالحجاب) عن الكشف المذكور في بعض الأعيان مع أنه عليه السلام قال: «إن الله قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأنما أنظر إلى كفي هذه» ، أخرجه الطبراني .
وفي حديث أبي داود: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فما ترك شيئا إلى قيام الساعة إلا حدثنا به».
وفي الحديث الصحيح: «فعلمت علم الأولين والآخرين وإنما كان هذا من النبي عليه السلام في بعض الأحيان».
قال رضي الله عنه : (وليس المقصود)، أي مقصودنا هنا بقولنا إلا كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان المم?نات في حال ثبوتها على ما هي عليه (إلا أن يطلع) صاحب هذا الكشف (في أمر خاص) من أمور الممكنات أو أمر شخص خاص (لا غير) إذ ليس المقصود الاطلاع على جميع أعيان الممكنات، فإنه مختص بالحق تعالی لعدم تناهي الأعيان الممكنة في الحضرة الثبوتية العلمية .
تم فص الحكمة اليعقوبية

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.)
قال رضي الله عنه : (ولا يعرف أحد حكم الإرادة) لكونها من سر القدر .
(إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عين بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه فيحكم) الإرادة قبل وقوع المراد (عند ذلك) أي عند إدراكه (بما) أي بسبب الذي (يراه) عن كشف إلهي .
قال رضي الله عنه : ( (وهذا) العلم (قد يكون لآحاد الناس) وهم الأنبياء وبعض الأولياء (في أوقات) أي في وقت (لا يكون مستصحبأ) لجميع الأوقات .
ويدل على ذلك قوله تعالى لنبيه عليه السلام:«ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» [الأحقاف: 9] .
أي ما أعلم إرادة الله قبل وقوع المراد (فصرح) الحق (بالحجاب) فعلمنا منه أن هذا الكشف لا يكون مستصحبا في حق الرسول فضلا عن غيره .
وإنما لا يستصحب في الرسول فإنه عليه السلام من حيث نشأته العنصرية لا يدوم له هذا الكشف.
وأخذ بعض الشارحين قوله فصرح على صيغة الأمر وإن كان له وجه لكن الأوجه كونه على صيغة الماضي (وليس المقصود) بالاطلاع حكم الإرادة (إلا أن يطلع) أحد (في أمر خاص لا غير) لأنه ليس في وسع أحد أن يطلع جميع معلومات الله من الممكنات.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.)
قال رضي الله عنه : " ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه.
وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.  قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير."
باقي الحكمة ظاهرة المعنى .


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.)
قال رضي الله عنه :  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلَّا بعد وقوع المراد إلَّا من كشف الله عن بصيرته . فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه ، فيحكم عند ذلك بما يراه ، وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا " قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً من الرُّسُلِ ". " ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ " ، فصرّح بالحجاب ، وليس المقصود إلَّا أن يطَّلع في أمر خاصّ لا غير " .
قال العبد : اعلم : أنّ الأمر الإلهي الذي يرد من الرسول والوارث إن وافق الإرادة المخصّصة بتعيين الفعل بموجب العلم ، وقع . وإن لم يوافق ، فلا يقع ، وقد وقعت الإرادة أن يقع الأمر منهما ، فيجب عليهما الوقوف عند ذلك ، فلو توقّعا وقوع ما جاءا به ، وأمرا بما أمرا بالأمر به بموجب الإرادة تعبا ، وليس عليهما إلَّا البلاغ لا غير ، ولكن لا يكون إلَّا كما وقع .
ولله الحجّة البالغة .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.)
قال رضي الله عنه : ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد ، إلا من كشف الله عين بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه فيحكم عند ذلك بما يراه ، وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا .
قال : " ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ " فصرح بالحجاب ، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير ".
وليس المقصود من النبي أن يطلع على كل شيء مما في الغيب إلا في أمر خاص به ، وهو ما يدعو إليه من المعرفة باللَّه والتوحيد وأمر الآخرة من أحوال القيامة والبعث والجزاء لا غير .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.)
قال رضي الله عنه : ( ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد ، إلا من كشف الله عن
بصيرته ، فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه ، فيحكم عند ذلك بما
يراه . وهذا قد يكون لآحاد الناس ) . وهم الكمل من الأنبياء والأولياء .
( في أوقات لا يكون مستصحبا ) . أي ، لا يكون هذا الكشف دائما ، بل وقتا دون وقت ، كما قال لنبيه : ( ( قل ما أدرى ما يفعل بي ولا بكمفصرح بالحجاب ) . قوله : ( صرح ) على صيغة الأمر . أي وقل : وصرح بالحجاب .
ليتنبه به العارفون إلى هذا المقام الذي ليس فوقه مقام آخر ، لا يرتفع الحجاب مطلقا بحيث لا يبقى بين علم الحق وعلمه فرق .
قال رضي الله عنه : ( وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص ، لا غير ) . أي ، وليس المقصد من هذا الكشف الذي أطلعه الله عليه ، إلا أن يطلع العبد على بعض الأمور ، لا على كل ما يعلمه الله . 
كما قال : “ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء “ .
والله أعلم .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.)
قال رضي الله عنه: " ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه.
وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا. قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير."

ثم استشعر رضي الله عنه سؤالا بأنه عليه السلام  كيف لا يعرفه مع غاية كماله الموجب ?شف الحجب عنه.
فقال رضي الله عنه : (ولا يعرف أحد حكم الإرادة) أي: ح?م تعلقها بأحد الأمرين (إلا بعد وقوع المراد) من الأمرين (إلا من كشف الله عن بصيرته) الحجب كلها عن أعيان المم?نات (فأدرك أعيان الممكنات) وإن كانت معدومة في أنفسها.
لكنها تدركها (في حال ثبوتها) في العلم الأزلي عند ان?شافه له، فما ينكشف لك عن الصورة المعدومة التي في المرآة لثبوتها فيها، ولا يكفي إدراكها من حيث هي أعيان، بل لا بد من إدراكها (علی ما هي عليه) من الأحوال، (فيحكم عذد ذلك) الكشف (بما يراه) فيه قبل الوقوع.
لكن الكمال النبوي لا يستلزم رفع جميع الحجب في جميع الأوقات عن جميع تلك الأحوال.
وإن كانت (هذا قد يكون لآحاد الناس) فضلا عن الأولياء، كالفلاسفة والبراهمة والزنادقة بالنسبة إلى بعض الأعيان وبعض أحوالها (في أوقات) مخصوصة (لا يكون مستصحبا) لهم  أيضا، فعلم أنه ليس من الكشوف العالية.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عن أمر ربه: "وما أدري ما يفعل بي ولا بكم" [الأحقاف: 9] .
قال رضي الله عنه: (فصرح بالحجاب) بينه وبين الأعيان وأحوالها، وذلك أنه (ليس المقصود) من ?شف أهل الكمال (إلا أن يطلع) المكاشف (على أمر خاص) لا يستحق من دونه الاطلاع على مثله؛ لا أن يحيط بالمعلومات الجزئية في كل وقت؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.
ولما كانت الحكمة الروحية تفيد تنوير الباطن بنور الشرع والتصوف عقبها بالحكمة النورية التي تبحث عن تنور قوة الخيال بنورهما مثل نور سائر القوى، ليصح بذلك الكشف الصوري في اليقظة والمنام، فلا يكون من قبيل ما يحصل للمحرورين ، وأرباب الماليخوليا في اليقظة، ولا من قبيل أضغاث الأحلام في المنام.
"" الماليخوليا : هو داء معروف ينشأ من السوداء، وأكثر حدوثه في شهر شباط يفسد العقل، ويقطب الوجه ويديم الحزن، ويهيم بالليل، ويخضر الوجه، وينمو العينين، وينحل البدن.""
فقال:
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الرابعة عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 9:05 am

الفقرة الرابعة عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة عشر : الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.)
. ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلَّا بعد وقوع المراد - إلَّا من كشف الله عين بصيرته ، فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه ، فيحكم عند ذلك بما يراه ، وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات ) صافية لهم ( لا يكون مستصحبا ) في سائر الأوقات .
وليس مما يختصّ بنيله الأنبياء ، فلا يلتفتون إليه كلّ الالتفات فإنّه ليس في معرفة الجزئيّات وتصفّح سماتها من الكمال ما يعتدّ به ولهذا ( قال ) النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم 
( " ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ " [ 46 / 9 ] ، فصرّح بالحجاب وليس المقصود إلَّا أن يطَّلع في أمر خاصّ ) من الكمال الذي لا شركة لأحد فيه ( لا غير ) ذلك من المآرب المتنوعة التي لأفراد نوعه .

التمهيد للفصّ اليوسفي الآتي
ثمّ إنّه قد اتّضح لك - حيث تكلَّمنا على كيفيّة نضد الفصوص أنّ الكلمة اليوسفيّة هي التي تمّت بها إحدى الحركات الوجوديّة في هذا النوع الكماليّ الإنسانيّ .
وهي التي تتوجّه فيها نحو ظهور كمالاته الصوريّة التي في مخارج الخارج على المشاعر الشاعرة ، وذلك إنّما يتحقّق بالنور الظاهر بنفسه ، المظهر لسواه ، ولذلك خصّها بالحكمة النوريّة ، فإنّ النور على اصطلاحهم ظاهر الوجود ، فقال :


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا.
قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير.) 
قال رضي الله عنه : "ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته "
(ولا يعرف أحدكم الإرادة) أنها تعلقت بالمأمور به أو بنقيضه (إلا بعد وقوع المراد) الذي هو عين المأمور به أو غيره (إلا من ?شف الله بصيرته) ورفع عنها الحجاب.
قال الشيخ رضي الله عنه : " فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم عند ذلك بما يراه. وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات لا يكون مستصحبا. قال: «ما أدري ما يفعل بي ولا بكم» فصرح بالحجاب، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير."
قال رضي الله عنه : (فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها) في الحضرة العلمية على ما هو عليه) فيها (فيحكم عند ذلك) الإدراك عليها (بما يراه) من الأحوال والأحكام (وهذا) الإدراك والحكم (قد يكون لآحاد الناس) وهم الكمل من الأنبياء عليهم السلام والأولياء لا لكنهم ويكون قال رضي الله عنه : (في أوقات مخصوصة لا يكون مستصحبا)، أي دائما في جميع الأوقات قال الله تعالی خطابا لنبينا صلى الله عليه وسلم  (قل : و" ما أدري ما يفعل بي ولا بكم " ) [الأحقاف : 9].
أي (فصرح بالحجاب) فقوله : صرح على صيغة الأمر عطف على قوله : قل: وتفسير له ويحتمل أن يكون على صيغة الماضي عطفا على ما قال المقدر.
قال رضي الله عنه : (وليس المقصود) من الكشف الواقع لبعض الناس في بعض الأوقات (إلا أن بطلع) العبد المكاشف، أي يحصل له الاطلاع (في أمر خاص)، شاء الله إطلاعه عليه (لا غير) كما قال تعالى : "ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء" [البقرة : 255]
فإن قلت: قوله صلى الله عليه وسلم :" فعلمت علم الأولين والآخرين"  يدل على عموم اطلاعه وإن كان في بعض الأوقات. رواه الدارمي وغيره.
حديث : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاني ربي عز وجل الليلة في أحسن صورة - أحسبه يعني في النوم - فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟
قال: قلت: لا " قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فوضع يده بين كتفي، حتى وجدت بردها بين ثديي - أو قال: نحري - فعلمت ما في السماوات وما في الأرض، ثم قال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: نعم،.." رواه أحمد والترمذي وعاصم فى الآحاد والمثاني والشريعة للآجري وغيرهم
قلت: لا نسلم ذلك فإن ما يعلمه الأولون والآخرون أمر خاص بالنسبة إلى معلومات الحق سبحانه ولو سلم عمومه .
فالمثبت في الحديث علمه الكلي الإجمالي في مقام الروح والمنفي ههنا علمه التفصيلي في مقام القلب.
والله سبحانه أعلم .
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الخامس عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 9:05 am

الفقرة الخامس عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامس عشر :
نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
08 -  شرح نقش فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
قال رضي الله عنه : "الدين عند الله الإسلام». ومعناه الانقياد. ومن طلب منه أمر، فانقاد إلى الطالب فيما طلب، فهو مسلم. فافهم، فإنه يسري."
الظاهر أن «الروح» مفتوح الراء - وهو الراحة - أورده ملاحظة لقوله تعالی عن لسان يعقوب عليه السلام: "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا يايئس من روح الله إلا القوم الكافرون" [يوسف : 87].
كما ذكر في حكمة كل نبي ما جاء في حقه في التنزيل ؛ لأنه يبين في هذه الحكمة أن الدين هو الانقياد، وبالانقياد تحصل الراحة الحقيقية ، ويترتب عليه الروح الدائم السرمدي ؛ لأن من انقاد لأوامر الحق وانتهى عن نواهيه وأسلم وجهه إلى الله، نال الدرجة العليا ووجد الراحة القصوى .
ويمكن أن يكون مضموم الراء، لأن معنى «الدين»  الذي هو الانقياد من شأن الروح المدبر للبدن؛ وإليه مال صاحب الفكوك "صدر الدين القونوي " قدس سره .
وتخصيصها بالكلمة اليعقوبية لأنه عليه السلام كان يعلم علم الأنفاس والأرواح، وكان كشفه روحانيا .
لذلك قال : "وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ » [يوسف: 87]، فإنه يجد في مقام روحه بقاء يوسف وأخيه وجدانا إجماليا، كما قال : "إني لأجد ريح يوسف" [يوسف: 94]. ولا يجده عيانا تفصيليا.
لذلك "وابيضت عيناه من الحزن " [یوسف: 84].
وذوق أهل الأنفاس عزيز المنال. قد جعل الله لهم التجلي والعلم في الشم .
قال رسول الله : «إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن».
قيل : إنه عليه السلام ?نی بذلك عن الأنصار، وهم صور القوى الروحانية التي تصر بهم على صور القوى الطبيعية.
و«اليمن» أيضا من اليمين»، وهو إشارة إلى الروحية وعالم القدس.
قال الشيخ رضي الله عنه : («الدين عند الله الإسلام». ومعناه)، أي معنى الإسلام، لغة، (الانقياد).
فالدين هو الانقياد ظاهرا وباطنا. أما ظاهرا، بالإتيان بما أمر الله ورسوله ؛ وأما باطنا، فبالتصدیق بالقلب .
قال رضي الله عنه : (ومن طلب منه أمر)، كائنا من كان، (فانقاد إلى الطالب) وامتثل أمره (فيما طلب)والدين دينان : دین مأمور به ، وهو ما جاءت به الرسل؛ ودين معتبر، وهو"

ذلك الطالب منه، (فهو)، أي ذلك المنقاد الممتثل، (مسلم. فافهم) ما ذكرته من أن كل من طلب منه أمر، فانقاد، فهو مسلم: (فإنه)، أي هذا الحكم، (يسري) ويتعدى إلى الخلق كلهم، موافقين كانوا أو مخالفين، بل إلى الحق سبحانه و تعالی.
أما سرايته إلى الخلق إذا كانوا موافقين مطيعين لأوامر الحق ونواهيه، فظاهر، لا حاجة إلى البيان. وأما إذا كانوا مخالفين غير منقادين لأوامره ونواهيه، فلأن الأمر الإلهي ينقسم قسمين: أحدهما الأمر الإرادي، والآخر التكليفي، كما سنذكر .
والمخالفون وإن لم ينقادوا إلى الأمر التكليفي، فقد انقادوا إلى الأمر الإرادي.
وهذا ما قال بعض المحققين : إن الله تعالى أمرا إيجابيا وأمرا إيجادية، فلا يدخل المخالفة الأمر الإيجادي.
وأما سرايته إلى الحق سبحانه، فبيانه أن العبد المكلف إما منقاد بالموافقة ، وإما مخالف.
فالموافق المطيع لا كلام فيه لوضوحه، لأنه سبحانه ينقاد إليه بما يرضيه من إعطاء الجنة والخير والثواب.
والمخالف يطلب بخلافه أمر الحق أحد الأمرين:
إما العفو والمغفرة، ليظهر كمال الاسم "العفو" و"الغفور" وحكمهما، وحينئذ ينقاد إليه الحق سبحانه بما يرضيه من العفو والتجاوز عن سيئاته .
وإما المؤاخذة بذلك الخلاف، ليظهر حكم "المنتقم" و"القهار"، وحينئذ ينقاد إليه بما لا يرضيه من العذاب والعقاب .
فعلى كل حال ينقاد الحق سبحانه إلى عبده بإعطاء ما يطلب منه بحسب استعداداته الجزئية الوجودية .
ولا يخفى أن ما يطلبه العبد إنما هو جزاء لأعماله وأحواله ؛ فيتحقق «الدين» هنا بمعنی ثاني، وهو «الجزاء».
والجزاء حال من أحوال العبد، يعقب حالا آخر.
فيصدق الدین بمعنی ثالث، وهو «العادة» ، لأنه عاد إليه ما يقتضيه ويطلبه حاله .
وإلى هذين القسمين أشار الشيخ رضي الله عنه بقوله، (والدين) بحسب العرف الشرعي (دینان):
أحدهما (دین مأمور به)، أمر الله سبحانه عباده به. (وهو)، أي الدين المأمور به من عند الله هو، (ما جاءت به الرسل) ونزلت به الكتب من الأوضاع الشرعية والأحكام الأصلية والفرعية.
وهذا هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلية على دين الخلق.
فقال تعالى : "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (132) سورة البقرة. ، أي منقادون إليه .
وثانيهما (دین معتبر)، اعتبره الله سبحانه اعتبار ما شرعه من عنده ، لأن الغرض


قال رضي الله عنه : "الابتداع الذي فيه تعظيم الحق سبحانه . فمن رعاه حق رعايته ابتغاء رضوان الله سبحانه، فقد أفلح. والأمر الإلهي أمران: أمر بواسطة ، فما فيه إلا صيغته؛ وأمر بلا واسطة، وهو"

منه موافق لما أراده الله سبحانه من الشرع الموضوع من عنده، وهو تكميل النفوس علما وعملا. (وهو)، أي الدين المعتبر هو.
(الابتداع)، أي الطريق المبتدع المخترع، الذي فيه تعظيم الحق سبحانه وطلب لمرضاته، اصطلح عليه طائفة من أهل الصلاح استحسانا منهم.
يؤدي إلى سعادة المعاد والمعاش ?الرهبانية، التي ابتدعها الراهبون، أعني علماء دين المسيح عليه السلام.
قال تعالى: "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم " [الحديد: 27]، أي ما فرضنا عليهم تلك العبادة، "إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها"  [الحديد: 27].
أي الذين كلفوا نفوسهم بها، "حق رعايتها فانيتا الذين آمنوا" [الحديد: 27] بها، أي بتلك العبودية "أجرهم" [الحديد: 27]، من الأنوار القدسية والملكات النفسية، التي هي الأخلاق الشريفة والملكات الفاضلة.
"وكثير منهم " [الحديد: 27]، أي من هؤلاء الذين شرعت فيهم هذه العبادة - وهم المقلدون "فاسقون" [الحديد: 27]، أي الخارجون عن الانقياد إليها.
وكطريقة الصوفية في هذه الأمة، فإنهم أتوا بأمور زائدة على الطريقة النبوية ، موافقة للغرض منها - ما فرض الله ذلك عليهم - كتقليل الطعام والمنع من الزيادة في الكلام والخلطة بالأنام والخلوة والعزلة عنهم وكثرة الصيام وقلة المنام والذكر على الدوام وغير ذلك مما ذكروه في كتبهم - وفقنا الله تعالى لاقتفاء آثارهم والاهتداء بأنوارهم.
(فمن رعاه)، أي الدين المعتبر من هؤلاء الذين شرعوه أو الذين اتبعوهم، (حق رعايته)، بالإيمان به أولا والإتيان بما أمروا به والانتهاء عما نهوا عنه ثانية، (ابتغاء رضوان الله سبحانه)، أي خالصة لوجهه وطلبة لمرضاته، لا لأمر آخر من المطالب العاجلة والمآرب الآجلة ، (فقد أفلح) وفاز بالسعادة الأبدية والكرامة السرمدية .
ولما ذكر الأمر الإلهي في الأول من قسمي الدين، وكان ينقسم إلى قسمين، أراد الشيخ رضي الله عنه أن يشير إليهما ليعلم المراد منهما في هذا المقام، فقال ، (والأمر الإلهي)، أي الصادر من مرتبة الجمع الإلهي، (أمران):
أحدهما (أمر بواسطة)، أي بواسطة الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين ، حيث توسطوا بين الله سبحانه وبين عبيده ، فبينوا شرائعه لديهم وبلغوا أوامره وأحكامه إليهم.
(فما) يجب (فيه)، أي في الأمر بواسطة من حيث أنه أمر بواسطة مع قطع النظر


قال رضي الله عنه : "الذي لا يتصور مخالفته. وبالواسطة قد يخالف. وليس المأمور بلا واسطة إلا الكائن خاصة، لا الموجود."
عن الأمر التكويني، (إلا صيغته)، أي صيغة الأمر وهي «افعل كذا» - سواء تعلق الإرادة بتكوين الفعل المأمور به أو لم تتعلق. ويسمى هذا القسم بـ «الأمر التكليفي».
وثانيهما أمر بلا واسطة، أي بلا واسطة الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين . و(هو) «الأمر التكويني» الإرادي المتعين بكلمة «?ن»، المتعلق بتكوين الشيء المعدوم المعلوم .
(الذي لا يتصور) من المأمور المراد تكوينه (مخالفته)، أي مخالفة ذلك الأمر، لامتناع تخلف المراد عن إرادته سبحانه، كما قال تعالى : " إنما قولنا للشيء إذا أردناه أن تقول له كن فيكون" [النحل: 40].
(و) الأمر (بالواسطة قد يخالف)، أي يخالفه (المأمور) ولا ينقاد إليه.
وذلك إذا لم يوافقه الأمر (بلا واسطة).
(وليس المأمور) بالأمر (بلا واسطة إلا) الشيء المعدوم المعلوم (الكائن) عند الأمر وبه (خاصة، لا) الشيء (الموجود) قبل الأمر، ضرورة امتناع إيجاد الموجود بخلاف المأمور بواسطة .

فإنه ليس إلا الموجود خاصة لامتناع تكليف المعدوم بالأوامر والنواهي .
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة السادسة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 9:07 am

الفقرة السادسة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

كتاب تعليقات د أبو العلا عفيفي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 1385 هـ :

الفص الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
(1) الحكمة الروحية في الكلمة اليعقوبية
(1) يبحث هذا الفص في المعاني المختلفة لكلمة «دين» و ما يتصل بها من معاني «الإسلام» و «الانقياد» و «الجزاء» و «العادة».
و قد ربط ابن العربي بين هذه المعاني و معنى الدين الذي يرتضيه ربطاً بارعاً محكماً و وضح مفهومات هذه الألفاظ توضيحاً دقيقاً على طريقته الخاصة بحيث وصل في النهاية إلى الغاية التي ينشدها و هي أن «الدين» هو دين وحدة الوجود لا الدين الشرعي الذي جاءت به الرسل.
أما الصلة بين هذه الحكمة و بين يعقوب فيظهر أنها لا تتعدى اقتران اسمه بكلمة الدين في قوله تعالى: "وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" .
و من عادة ابن العربي أن يلتمس مثل هذه الآيات التي لها اتصال ما بالأنبياء فينسب حِكمَه إليهم، و يتخذ من الآيات أساساً لهذه الحكم يستخرج منها ما يشاء مما يتفق مع روح مذهبه.
و قد قرئت كلمة «رَوْحية» الواردة في عنوان الفص بفتح الراء من الرَّوح و هو الراحة لورودها في قول يعقوب لبنيه: «يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ» (س 12 آية 87)، كما قرئت بضم الراء من الرُّوح لاتصال الدين الذي هو موضوع الفص بالروح.
و الدين نوعان: دين يأتي من عند اللَّه على يد من عرّفهم اللَّه به و هم الرسل، و على يد غيرهم ممن أخذوه عنهم. و دين من عند الخلق، و هو القوانين الحكمية
التي وضعها الخلق لصلاحهم في دينهم و دنياهم. و من هذه القوانين الحكمية نظم الرهبانية التي نزلت في حقها الآية: «وَ رَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إلخ». و يرى ابن العربي أن اللَّه قد اعتبر و أقر هذا الدين الذي وضعه الخلق، مخالفاً في ذلك جمهور المفسرين الذين يفهمون من الآية إنكار الرهبنة.
و الدين المعروف المعهود هو الأول، و هو الذي أتت به الرسل من عند اللَّه و اصطفاه اللَّه على غيره من الأديان بدليل قوله: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ».
و لكن اللَّه تعالى يقول: «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ»، و يقول: «فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ».
و الإسلام الانقياد، فمعنى «الدين» إذن الانقياد، و الانقياد من عمل العبد: فالدين من عمل العبد.
أما الذي من عند اللَّه فهو الشرع الذي ينقاد إليه العبد.
بهذا المعنى اذن تستوي الأديان كلها لأنها تشترك في ذلك المعنى العام الذي هو الانقياد، و بهذا المعنى أيضاً نقول ان الأديان كلها من عمل العبد.
و لهذا قال: «فالعبد هو المنشئ للدين، و الحق هو الواضع للأحكام».
و قال فيما بعد: «فالدين كله للَّه، و الدين منك لا منه إلا بحكم الأصالة»: أي فالدين كله انقياد للَّه، و لكنه صادر منك لا من اللَّه لأن الانقياد عملك، و لا ينسب إلى اللَّه إلا بحكم أنه أصلك و أنت مظهره.
غير أن الانقياد في الحقيقة ليس قاصراً على العبد، فإن عمل العبد من طاعة أو معصية يقتضي الجزاء بالثواب أو بالعقاب، أو بطلب التجاوز و العفو في حالة المعصية، و لا بد من ذلك.
فحال العبد إذن لها حكمها في الحق إذ أنها تؤثر فيه فتجعله ينقاد هو أيضاً فيثيب العبد أو يعاقبه أو يعفو عنه. هذا هو الدين بمعنى الجزاء. بعد هذا كله: أي بعد أن شرح المؤلف الدين بمعنى الانقياد و الدين بمعنى الجزاء، و بعد أن بيَّن الانقياد من جانب العبد و الانقياد من جانب الحق، ضرب بكل ذلك عرض الحائط و قال: «و لكن هذا لسان الظاهر»: أما باطن المسألة و حقيقتها فتفسير يعطيه لها مستمد من نظريته في وحدة الوجود. ليس الجزاء في حقيقة الأمر عوضاً يعطيه الحق للعبد على أفعاله، و لكنه تجلي الحق في مرآة وجوده، أو تجليه في صور وجود العالم.
فهو يعطي هذه الصور التي يتجلى فيها مظاهِرَها الوجودية المختلفة- لا على سبيل العوض، و لا إثابة على طاعة أو عقاباً على معصية، بل لأن ذواتها أو أعيانها الثابتة قد اقتضته أن يعطيها ما يعطيها.
فإذا ظهرت هذه الذوات بمظهر يستحق الذم فهي المذمومة و هي التي جلبت الذم على نفسها، و إن ظهرت بمظهر يستحق الحمد فهي المحمودة و هي التي جلبت الحمد على نفسها.
و لهذا قال: «فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها» ... ثم قال في العبد: «فلا يذمن إلا نفسه و لا يحمدن إلا نفسه».
فالجزاء بمعناه الحقيقي هو كل ما يعطيه الحق من نفسه للوجود بحسب طبيعة الموجود.

هذا هو الدين العام الذي يقول به ابن العربي، و هذا هو القانون الأعلى الذي يخضع له الوجود في نظره. و في هذا أيضاً تظهر جبريته الصارخة التي فصلنا القول فيها فيما سبق. و قد قضى فيها لا على معنى الدين فحسب، بل على معنى الثواب و العقاب كذلك.

(2) «وَ رَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها» و هي النواميس الحكمية ... في العرف».
(2) يذهب كل من القاشاني و القيصري إلى أن قوله «بالطريقة الخاصة» متعلق بابتدعوها: أي أنهم ابتدعوا الرهبانية بوضع طريقة خاصة معلومة في العرف كطريقة التصوف عند المسلمين، و طريقة الرهبنة عند المسيحيين. 
و أنا أفضل أن يكون الجار و المجرور متعلقاً بقوله «يجي ء» اي لم يجي ء الرسول بهذه النواميس الحكمية من عند اللَّه بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف. و هذه الطريقة الخاصة هي أن الرسول يدعي أنه آت برسالة من عند اللَّه ثم يؤيد هذه الدعوى بالمعجزة.

(3) «جعل في قلوبهم تعظيم ما شرعوه- يطلبون بذلك رضوان اللَّه- على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي».
(3) يصح أن تفهم هذه الجملة على أحد الوجهين الآتيين: الأول: أن التعظيم المطلوب منهم لما شرعوه إنما طلب على غير الطريقة المعروفة في إرسال الرسل
: لأن هؤلاء إنما يكون تعظيمهم لما أتوا به بعد ظهور المعجزة على أيديهم- و هذا هو المشار إليه بالتعريف الإلهي: أي تعريف اللَّه الناس بهم.
الوجه الثاني: أن ما شرعوه إنما كان على غير الطريقة النبوية المعروفة: أي أنه شي ء غير ما جاءت به الرسل و زائد عليه. و ذلك كصوم الدهر و الإقلال من الطعام و الخلوة و كثرة الذكر و عدم الاختلاط بالناس و ما شاكل ذلك. و هذا الوجه هو الأقرب إلى المراد.
أما عن الرهبانية فلسنا بحاجة إلى أن نذهب بعيداً لنعرف موقف الإسلام منها، فسيرة النبي صلى اللَّه عليه و سلم و سيرة صحابته و التابعين مثال واضح لحياة رجال زهدوا في الدنيا و لكنهم لم يهجروها، و عبدوا اللَّه و لكنهم لم ينقطعوا إليه، و أحلوا الطيبات من الرزق و لم يحرموها. أخذوا بفضيلة الوسط فلم يفرطوا و لم يفرَّطوا.
و في أقوال النبي لعثمان بن مظعون الذي ترهبن في زمنه أعظم شاهد على ما نقول (راجع تلبيس إبليس ص 219 - 220).
و قد وردت في الرهبانية آية: «وَ رَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ» (يوسف : آية 28) و ورد الحديث: «لا رهبانية في الإسلام».
أما الحديث فيقال إنه وضع في القرن الثالث الهجري تأييداً للآية و حسماً للنزاع في معناها.
و أما الآية فاختلف فيها المفسرون و القراء. فمنهم من رأى فيها معنى التحريم كالزمخشري، و منهم من رأى الإباحة كابن مجاهد و الجنيد الصوفي. و لكن الرأي الغالب عند علماء المسلمين هو الأول.
و يكفي النص على أن الرهبانية بدعة ليكسبها معنى التحريم أو الكراهية.
أما ابن العربي فقد فسر هذه الآية تفسيراً مختلفاً تماماً عن تفسير أي مسلم قبله:
فهو يرى:
أولًا: أن الرهبانية التي يقول إنها «النواميس الحكمية»، معتبرة عند اللَّه شأنها شأن الدين.
ثانياً: أن اللَّه جعل في قلوب الذين ابتدعوها تعظيم ما ابتدعوه.
ثالثاً: أنهم رعوها- و أنهم ما رعوها حق رعايتها إلا ابتغاء رضوان اللَّه.
رابعاً: أن اللَّه آتى الذين آمنوا (أي بها) أجرهم- و كثير منهم «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها و القيام بحقها.

(4) «و معقول العادة أن يعود الأمر بعينه إلى حاله، و ليس هذا ثَمَّ».
(4) لما فسر «الجزاء» بأنه «عادة» بمعنى أنه ما يعود على العبد من خير أو شر بحسب ما تقتضيه أحوال عينه الثابتة، أراد ألا يفهم من العادة معنى التكرار في هذا المقام.
فقال إن العادة امر يعود بعينه إلى حاله: أي أمر يتكرر و ليس هذا حاصلًا فيما نتحدث عنه: أي في «الجزاء» على رأي القيصري و جامي و بالي: أو في «الدين» على رأي القاشاني: فليس في «الدين» تكرار أصلًا إذا فهمنا الدين بمعنى أنه تجلي الحق الدائم في صور الموجودات: فإن هذه الصور في تغير مستمر، و كل تجلٍ في صورة غيره في الصورة الأخرى.
فالجوهر الواحد يظهر في ما لا يتناهى من الصور و يلبس في كل مظهر ثوباً جديداً، و لا شي ء في الوجود يعيد نفسه أو يتكرر أصلا فإن الصور أو الاعراض كما تقول الأشاعرة لا تبقى زمانين.
هذا هو «الخلق الجديد» الذي يشرحه ابن العربي في الفص السادس عشر.
و ليس في «الجزاء» تكرار إذا فهمنا الجزاء بمعنى أنه ما يعطيه الحق لأعيان الموجودات مما تقتضيه طبيعة هذه الأعيان ذاتها.
و إذا كان ما يظهر من صفات الوجود في عين من الأعيان مختلفاً عما يظهر منها في عين أخرى لاختلاف مقتضيات
طبيعتهما، استحال التكرار لاستحالة اتفاق أعيان الموجودات في أحوالها.
فوجود الحق في صور الموجودات أشبه بوجود الإنسانية في أفراد الإنسان.
فزيد إنسان و عمرو إنسان و بكر إنسان، «و ما عادت الإنسانية إذ لو عادت لتكثرت، و هي حقيقة واحدة و الواحد لا يتكثر في نفسه».
(قارن الفص الثاني: التعليق التاسع) و إذا فهمنا الجزاء بمعنى ما يجنيه الإنسان ثمرة لعمله، خيراً كان ذلك أو شراً، كان فيه معنى العوْد- أي أنه عاد عليه ما تقتضيه حاله مما سماه العرف في الخير ثواباً و في الشر عقاباً- و لم يكن فيه معنى التكرار، لأن جزاء كل إنسان خاص به قاصر عليه. و لما كان الجزاء لا يلاحظ فيه معنى العِوَض، بل هو ضرورة تقضي بها طبيعة الأشياء قال:

(5) «فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق».
(5) أي فإن مسألة «الجزاء» جزء من القانون العام المتحكم في الخلق: و هو الذي يسميه سر القدر.
و معناه- كما قلنا من قبل (التعليق الثاني و الثالث على الفص الثاني) أن ما كنت عليه في ثبوتك ظهرت به في وجودك. و ليس ما تظهر به في وجودك سوى ما يعطيك اللَّه إياه. و هكذا ندور في هذه الدائرة المغلقة التي يدور فيها ابن العربي في جميع تفكيره- و ننتهي إلى النتيجة الحتمية الآتية:
و هي أن الجزاء بالمعنى الديني لا وجود له في قاموس مصطلحاته. فلا مجازي يعطي الجزاء مراعياً عمل العبد و استحقاقه، و لا مجازىً يعطَى ما يعطاه من أجل عمله و استحقاقه.

(6) «و الحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين».
(6) قد شرح المؤلف بعض نواحي هذه المسألة فيما سبق من هذا الفص، و في الفص الخامس حيث قرر أن الإنسان (بل كل موجود) هو الذي يعين مصير نفسه و يجلب لها السعادة أو الشقاء.
و أن كل ما يترتب على أفعاله من حمد أو ذم راجع إلى عينه الثابتة التي اقتضت ظهور هذه الأفعال عنه من الأزل.
أما هنا فتعالج هذه المسألة مرة أخرى، و لكن من وجهة نظر الأديان- أي من ناحية تكليف العبد و حكم اللَّه على أفعاله.
يقول: للحق وجهان في الحكم على أحوال و أعمال المكلفين:
الوجه الأول الحكم عليها من ناحية الإرادة الإلهية،
و الوجه الثاني الحكم عليها من ناحية الأمر الإلهي.
و الأول هو الحكم الإرادي
و الثاني الحكم التكليفي.
فاللَّه يأمر العبد بأن يفعل كيت و كيت أو ينهاه عن فعل كيت و كيت، و يريد في الوقت نفسه أن هذه الأوامر و النواهي يطيعها بعض الناس و يعصاها البعض الآخر. و لا غضاضة في مذهب ابن العربي أن نقول إن اللَّه يريد وقوع المعصية: ذلك لأن الإرادة الإلهية تتعلق بالفعل بحسب ما يقتضيه علم الحق بذلك الفعل و فاعله، و يتعلق علم الحق بالفاعل بحسب ما يعطيه المعلوم من ذاته.
فاللَّه لا يعلم إلا ما هو واقع لا محالة، و هو لا يريد إلا ما يعلم.
بهذا المعنى يقول ابن العربي إن كل إنسان يطيع الإرادة الإلهية لأنه لا يفعل من الأشياء إلا ما كان متفقاً مع الإرادة الإلهية.
و كان الأوْلى به أن يقول إن الإرادة الإلهية تطيع أفعال العباد و تخضع لها، لأن اللَّه لا يريد فعلا- طاعة كان أو معصية- إلا إذا كان ذلك الفعل متحقق الوقوع، و كان مما تقضي به طبيعة الفاعل ذاتها.
و لكن ليس كل إنسان يطيع الأمر الإلهي الذي هو الأمر التكليفي:
فإن أتى فعل العبد مطابقاً لما أُمر به أو نهي عنه سمي ذلك منه طاعة، و إن خالف ما أُمر به أو نُهي عنه سمي معصية.
و على ذلك كان كفر فرعون و معاصي العباد جميعاً في اتفاق تام مع ما أراده اللَّه و ما علمه أزلا، لا يختلفون في ذلك مطلقاً عمن أتت أفعالهم موافقة لأوامر الدين.
و خلاصة القول أن أفعال العباد لا توصف في ذاتها بأنها طاعة أو معصية:
خير أو شر، بل هي أفعال تقضي بها طبيعة الوجود: و إنما تدخل في دائرة تلك الأحكام لسبب عارض و هو تطبيق المعايير الدينية أو الأخلاقية عليها.
راجع ما قلناه في الأمر التكليفي و الأمر التكويني:
الفص الخامس التعليقات 4، 5، 6، 7.


(7) «فالرسول و الوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة».
(7) مهَّد ابن العربي لهذه المسألة بذكر الطبيب الذي يخدم المريض بأن يستغل طبيعته في العلاج، و هو في الحقيقة خادم لأحوال مريضه، و هي أحوال تقضي بها طبيعة المريض ذاته.
كذلك الرسل و ورثتهم أطباء نفوس يخدمون من أرسلوا إليهم من الخلق، و لكنهم في الواقع خدم لأحوال هؤلاء الخلق، تلك الأحوال التي تقضي بها طبائعهم.
فإن قيل إن الرسل و ورثتهم خدم للأمر الإلهي كان ذلك بمعنى أنهم مرسلون لتبليغ رسالة إلهية إلى الخلق بأمر من اللَّه، و أن اللَّه أراد منهم تبليغ هذه الرسالة.
و لكنهم لا يخدمون الإرادة الإلهية من حيث طاعة الخلق و معصيتهم، و إلا لم يبلغوا رسالة اللَّه إلى الذين أراد اللَّه أن يكونوا من العاصين لها.

فهم يخاطبون بالأمر الإلهي جميع الخلق على السواء: العاصين منهم و المطيعين، غير عالمين بمن قدرت له الطاعة و من قدرت عليه المعصية.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة السابعة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 9:07 am

الفقرة السابعة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السابعة عشر :
شرح فصوص الحكم من كلام الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمد محمود الغراب 1405 هـ:

08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه.
وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.
فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.
فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم الإلهي في المقصود بالوضع المشروع الإلهي، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «و ما كتبها الله عليهم».
ولم فتح الله بينه وبين قلوبهم باب العناية والرحمة من حيث لا يشعرون جعل
_______________________
1 - المناسبة :
في هذه الحكمة هي قول يعقوب عليه السلام لبنيه « يا بني إن الله اصطفى لكم الدين » و من معاني الدين العادة من العود أي يعود عليكم بما كان من أعمالكم وسميت الحكمة « روحية ، من راح يروح روحا ورواها ، بمعنی الرجوع والعود .
فهو تعالى لا يعود على الخلق إلا بما كانوا عليه في ثبوتهم وهو يتعلق بكون العلم تابعة للمعلوم كما سيأتي بيانه

ص 121


في قلوبهم تعظيم ما شرعوه يطلبون بذلك رضوان الله على غير الطريقة النبوية المعروفة بالتعريف الإلهي.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذين شرعوها وشرعت لهم: «حق رعايتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وكذلك اعتقدوا،"2" «فآتينا الذين آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وكثير منهم»:
أي من هؤلاء الذين شرع فيهم هذه العبادة «فاسقون» أي خارجون عن الانقياد إليها والقيام بحقها.  ومن لم ينقد إليها لم ينقد مشرعه بما يرضيه.
لكن الأمر يقتضي الانقياد: وبيانه أن المكلف إما منقاد بالموافقة وإما مخالف، فالموافق المطيع لا كلام فيه لبيانه، وأما المخالف فإنه يطلب بخلافه الحاكم عليه من الله أحد أمرين إما التجاوز والعفو، وإما الأخذ على ذلك، ولا بد من أحدهما لأن الأمر حق في نفسه.
فعلى كل حال قد صح انقياد الحق إلى عبده لأفعاله وما هو عليه من الحال. فالحال هو المؤثر."3"  فمن هنا كان الدين جزاء أي معاوضة بما
_____________________________________
2 - « فما رعوها حق رعايتها » نفس المعنى في الفتوحات المكية ج2 / 533

3- الحال هو المؤثر
الوجود كله حال لا يصح له الثبات على شأن واحد، لما تطلبه المحدثات من الزوائد ، فالأمر شؤون ، فلا يزال يقول لكل شيء كن فيكون .
الحال هو الحاكم فإن الوقت له ، وهو للنفس الناطقة كالمزاج للنفس الحيوانية ، فإن المزاج حاكم على الجسم والحال حاكم على النفس ، فقامت الأحوال من الخلق والمواطن للحق مقام المزاج للحيوان ، فيقال في الحق إنه يغضب إذا أغضبه عبده ، ويرضى إذا أرضاه العبد ، فحال العبد والموطن يرضي الحق ويغضبه ، ?المزاج للحيوان يلتذ بالأمر الذي كان بالمزاج الآخر يتألم به.
فهو بحسب المزاج كما هو الحق بحسب الحال . والموطن الا ترى في نزوله إلى السماء الدنيا ما يقول ؟
فإنه نزول رحمة يقتضيها الموطن ، وإذا جاء يوم القيامة يقتضي الوطن أن يجيء للفصل والقضاء بين العباد ، لأنه موطن يجمع الظالم والمظلوم وموطن الحكم والخصومات ، فالحكم للمواطن والأحوال في الحق ، والحكم في التألم والالتذاذ للمزاج.
فالإنسان مصرف تحت حكم الأسماء الإلهية ومحل لظهور آثار سلطانها فيه، ولكن يكون حكمها فيه بحسب ما يمكنها حال الإنسان أو زمانه أو مكانه .
فالأحوال والأزمان تولي الأسماء الإلهية عليها .
راجع الفتوحات  ج 1 / 588 ، 683 -  ج 3 / 20 - ج 4 / 257 ، 370 .



يسر وبما لا يسر: فبما يسر «رضي الله عنهم ورضوا عنه» هذا جزاء بما يسر، «ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا» هذا جزاء بما لا يسر. «ونتجاوز عن سيئاتهم» هذا جزاء.
فصح أن الدين هو الجزاء، وكما أن الدين هو الإسلام والإسلام عين الانقياد فقد انقاد إلى ما يسر وإلى ما لا يسر و هو الجزاء.
هذا لسان الظاهر في هذا الباب. وأما سره وباطنه فإنه تجلي في مرآة وجود الحق: فلا يعود على الممكنات من الحق إلا ما تعطيه ذواتهم في أحوالها، فإن لهم في كل حال صورة، فتختلف صورهم لاختلاف أحوالهم، فيختلف التجلي لاختلاف الحال، فيقع الأثر في العبد بحسب ما يكون.
فما أعطاه الخير سواه ولا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته ومعذبها. فلا يذمن إلا نفسه ولا يحمدن إلا نفسه.  «فلله الحجة البالغة» في علمه بهم إذ العلم يتبع المعلوم."4"
ثم السر الذي فوق هذا في مثل هذه المسألة أن الممكنات على أصلها من العدم، وليس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هي عليه الممكنات في أنفسها وأعيانها."5"
فقد علمت من يلتذ ومن يتألم وما يعقب كل حال من الأحوال وبه سمي عقوبة وعقابا وهو سائغ في الخير والشر غير أن العرف سماه في الخير ثوابا وفي الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدين بالعادة، لأنه عاد عليه ما يقتضيه ويطلبه حاله.
فالدين العادة قال الشاعر: كدينك من أم الحويرث قبلها أي عادتك.
ومعقول العادة أن يعود الأمر بعينه إلى حاله: وهذا ليس ثم فإن العادة تكرار.
لكن العادة حقيقة معقولة، والتشابه في الصور موجود: فنحن نعلم أن زيدا عين عمرو في الإنسانية وما عادت الإنسانية، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه.
ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية: فشخص زيد ليس شخص عمرو مع تحقيق وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين.
فنقول في الحس عادت لهذا الشبه، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد.
فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه،"6" كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن
____________________________
4 - العلم تابع للمعلوم راجع فص 2 هامش 3 ص 42

5 - الظاهر في المظاهر راجع فص 5 هامش 6 ص 84

6 -  الإعادة
الإعادة تكرار الأمثال في الوجود ، لأن تكرار العين ليس بواقع للاتساع الإلهي، ولكن الإنسان في لبس من خلق جدید ، فهي أمثال يعسر الفصل فيها القوة الشبه ،

ص 123



الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق."7"
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم.
فانظر ما أعجب هذا! إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي مريضا، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض بها أيضا، وإنما يردعها طلبا الصحة والصحة من الطبيعة أيضا بإنشاء مزاج آخر يخالف هذا المزاج.
فإذن ليس الطبيب بخادم للطبيعة، وإنما هو خادم لها من حيث إنه لا يصلح جسم المريض ولا يغير ذلك المزاج إلا بالطبيعة أيضا.
ففي حقها يسعى من وجه خاص غير عام لأن العموم لا يصح في مثل هذه المسألة. فالطبيب خادم لا خادم أعني للطبيعة، وكذلك الرسل والورثة في خدمة الحق.
والحق على وجهين في الحكم في أحوال المكلفين، فيجري الأمر من العبد بحسب ما تقتضيه إرادة الحق، وتتعلق إرادة الحق به بحسب ما يقتضي به علم الحق، ويتعلق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته: فما ظهر إلا بصورته. "8"
__________________________________
فالإعادة إنما هي في الحكم مثل السلطان بولي واليا ثم يعزله ثم يوليه بعد عزله ، فالإعادة في الولاية ، والولاية نسبة لا عين وجودي .
فالأعيان، التي هي الجواهر ما فقدت من الوجود حتى تعاد إليه بل لم تزل موجودة العين ، ولا إعادة في الوجود الموجود فإنه موجود ، وإنما هي هيئات وامتزاجات نسبية - والمقصود من الإعادة في هذا الفص إنما هو عودة الحال الذي في الثبوت إلى العين عند ظهورها في الوجود.
والحال إنما هو حكم ونسبة معينة ، فلا نزال نراقب حكم العلم فينا من الحق حتى تعلم ما كنا فيه ، فإنه لا يحكم فينا إلا بنا
الفتوحات ج 2 / 471 - ج 4 / 182 .

7 - العلم تابع للمعلوم راجع فص 2 هامش 3 ص 42.

8 - العلم تابع للمعلوم راجع فص 2 هامش 3 ص 42
ظهور الحق بأحكام أعيان الممكنات - وحدة الوجود - المرايا
راجع فص 2 هامش 9 ص 45

ص 124



فالرسول والوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة، لا خادم الإرادة.
فهو يرد عليه به طلبا لسعادة المكلف فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح وما نصح إلا بها أعني بالإرادة.
فالرسول والوارث طبيب أخروي للنفوس منقاد لأمر الله حين أمره، فينظر في أمره تعالى وينظر في إرادته تعالى، فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ولا يكون إلا ما يريد، ولهذا كان الأمر.
فأراد الأمر فوقع، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور، فسمي مخالفة ومعصية.
فالرسول مبلغ "9"ولهذا قال شيبتني «هود» وأخواتها لما تحوي عليه من قوله «فاستقم كما أمرت» فشيبه «كما أمرت فإنه لا يدري هل أمرت بما يوافق الإرادة فيقع، أو بما يخالف الإرادة فلا يقع.
ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته "10" فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه، فيحكم
__________________________________________
9 ، 10 - الأمر والإرادة
أمر الإله من الإله تعلق     …. ما أمره في العالمين محقق
إلا بواسطة الرسول فإنه  …… أمر مطاع سره يتحقق
إن خالفت أمر الإله إرادة  ….. منه نكاد النفس منه تزهق
ولذاك شيبت النبي مقالة  ….. هي فاستقم فيما أمرت توفق
فإذا أراد نقيض ما أمرت به … نفس المكلف فالوقوع محقق.

لما كان أحد لا يعرف هل وافق أمر الله إرادة فيه أنه يمتثل أمره أو يخالفه ، لهذا صعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم  أمر الله واشتد.
فقال شيبتني هود فإنها السورة التي نزل فيها « فاستقم كما أمرت » ، وأخواتها مما فيه هذه الآية أو معناها ، فالناس من ذلك على خطر.

ألم تعلم بأن الله منا   ….. يرانا والوجود لنا شهيد
فيلزمنا الحياء فلا يرانا ……   بحيث نهي ونحن له شهود
وذا من أعجب الأشياء عندي ….. فيأمرنا ويفعل ما يريد
يقول لي استقم ويريد مني  …… مخالفة يؤيدها الوجود
فيا قوم اسمعوا ما قلت فيمن ….. هو المولى ونحن له عبيد
يريد الأمر لا المأمور فانظر …..   إلى حكم يشيب له الوليد

ص 125



عند ذلك بما يراه ) "11" وهذا قد يكون لآحاد الناس في اوقات لا يكون مستصحبا .
______________________________________
يقول العبد « يارب ما يبدل القول لديك ، ولا يكون عنك إلا ما سبق به علمك ، فمشيئتك واحدة ، والاختيار المنسوب الي منك ، فالذي تقبله ذاتي من الانقياد إليك أن أكون لك حيث تريد لا حيث تأمر ، إلا إن وافق أمرك إرادتك . فحينئذ أجمع بينهما.
وأكثر من هذا فما تعطي حقیقتي إذا نسبتها إليك ، أنت القائل « أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ، وهو أكرم المكلفين عليك ، وهذا الحكم منك وعليك يعود ، فما كان انقیادك إلا إليك.
وأنا صورة مماثلة للمحجوبين الذين لا يعرفونك معرفتي ، فيقولون قد أجاب الحق سؤالنا وانقاد إلينا فيما نريده منه ، وأنت ما أجبت إلا نفسك ، وما تعلقت به إرادتك ، فانقيادي أنا النفسي ، فإنه لا يتمكن أن أطلبك لك ، وإنما أطلبك لنفسي ، فلنفسي كان انقيادي لما دعوتني ، وجعلت حجابا بيني وبين المحجوبين من خلقك الذين لا يعرفون.
فقالوا فلان أجاب أمر ربه حين دعاه ، وما علموا أن الانقياد مني كان لإرادتك لا لأمرك ، فإنه ما يبدل الحكم لدي ، فإني ما أقبل غير هذا ، قبول ذات ، وفيه سعادتي ، وأثنيت علي به ، وأنت تعلم كيف كان الأمر ، فظهرت بأمر تشهد الحقيقة بخلافه .
فقلت : ولا يعصون الله ما أمرهم ، والحقيقة من خلف هذا الثناء تنادي لا يعصون الله ما أراد منهم سوقرن الأمر منه بإرادته فذلك هو الأمر الذي لا يعصيه مخلوق ، وهو قوله « إذا أردناه أن تقول له كن » هذا هو الأمر الذي لا يمكن للممكن الأمور مخالفته ، لا الأمر بالأفعال والتروك .
يعرف ذلك العارفون من عبادك ذوقا وشهودا ، فإن أمرت الفعل المأمور به أن يتكون في هذا العبد المأمور بالفعل تكون ، فتقول هذا عبد طائع امتثل أمري وما بيده من ذلك شيء .
الفتوحات ج 2 / 218 ، 588 - ج 3 / 217 - ج 4 / 350 - ديوان .

11 - الممكنات في الثبوت والوجود
الممكنات بقاؤها في حالة العدم أحب إليها لو خيرت ، فإنها في مشاهدة ثبوتية حالية ، ملتذة بالتذاذ ثبوتي ، منعزلة كل حالة عن الحالة الأخرى ، لا تجمع الأحوال

ص 126
 
قال :« ما أدري ما يفعل بي ولا بكم » فصرح بالحجاب ، وليس المقصود إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير .
_________________________
عين واحدة في حال الثبوت، فإنها تظهر في شيئية الوجود في عين واحدة وهي الحامل، والأحوال هي المحمول ، فالمحمول أبدا منزلته في الوجود مثل منزلته في الثبوت ، في نعيم دائم و الحامل ليس كذلك ، والعين الحاملة في ثبوتها تظهر فيما تكون عليه في وجودها إلى ما لا يتناهی .
فكل حال تكون عليها هو إلى جانبها ناظر إليها لا محمول فيها ، فالعين ملتذة بذاتها والحال ملتذ بذاته .
فحال الأحوال لا يتغير ذوقه بالوجود، وحال الحامل يتغير بالوجود ، وهو علم عزيز ، وما تعلم الأعيان ذلك في الثبوت إلا بنظر الحال إليها ، ولكن لا تعلم أنه إذا حملته تتألم به ، لأنها في حضرة لا تعرف فيها طعم الألم ، بل تتخذه صاحبا ، فلو علمت العين أنها تتألم بذلك الحال إذا اتصفت به لتألمت في حال ثبوتها بنظره إياها لعلمها أنها تتلبس به وتحمله في حال وجودها .
فتألفها به في الثبوت ننعم لها .
وهذا الفن من أكبر أسرار علم الله في الأشياء ، شاهدته ذوقا إلهيا ، لأن من عباد الله من بطلعه الله ?شفا على الأعيان الثبوتية فيراها على صورة ما ذكرناه من المجاورة والنظر ، ما يرى فيها حالا ولا محلا.
فإذا فهمت الفرق بين الوجود والثبوت ، وما للأعيان في الوجود وما لها في الثبوت من الأحكام : علمت أن بعض الأعيان لا تريد ظهور الأثر فيها بالحال .
الفتوحات ج 4 / 81

ص 127

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: الفقرة الثامنة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2019 9:08 am

الفقرة الثامنة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة عشر :
كتاب المفاتیح الوجودیة والقرآنیة لفصوص الحكم عبد الباقي مفتاح 1417هـ :
المرتبة 08: لفص حكمة روحية في كلمة يعقوبية

من الاسم الشكور والكرسي ومنزل النثرة ببرج السرطان وحرف الكاف
الغني مقترن بالاسم الحميد كما في الآية " والله هو الغني الحميد " فالغني هو المغني والمغني محمود مشكور.
فظهور الغني يستلزم ظهور الاسم الشكور أي المحمود على كل حال في السراء والضراء. فالش?ور ملازم للحالين ولهذا كان هو المتوجه على إيجاد المرتبة الوجودية التي هي أصل كل ثنائية في الدنيا أي الكرسي حيث تتدلى القدمان وهي المرتبة الثامنة والثمانية م?عب الاثنين 8 =  2 * 2 * 2
فهي مرتبة الازدواجية في جميع المراتب: ثنائية الذوات في ثنائية الصفات في ثنائية الأفعال.  وكما أن للواحد الثبات فـ للاثنين التغير.
فالجوهر ثابت و شكله متغير. فلهذا جاءت مرتبة الكرسي لتغير الأشكال.
وفي هذا المعنى يقول الشيخ في كتابه "عقلة المستوفر":
(إن الله تعالى أدار هذا الفلك الأخر وسماه الكرسي وهو في جوف العرش كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض.
وخلق بين هذين الفلكين عالم الهباء وعمر هذا الكرسي بالمديرات وأسكنه می?ائیل ونزلت إليه القدمان.
فالكلمة في العرش واحدة لأنه أول عالم التركيب و، ظهر لها في الكرسي نسبتان لأنه الفلك الثاني ، فانقسمت فيه الكلمة فعبر عنها بالقدمين كما ينقسم الكلام وإن كان واحدا إلى أمر وفي وخبر واستخبار.
ومن هذين الفلكين تحدث الأشكال الغريبة في عالم الأركان وعنهما يكون خرق العوائد على الإطلاق وهي من الأشكال الغريبة ولا يعرف أصلها وهو هذا.
وتظهر في عالمين في عالم الخيال لقوله تعالى: " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" (طه، 66) وفي عالم الحقيقة والكرامات.
وهذان الفلكان قل من يعبر عنهما أو يصل إليهما من أصحابنا إلا الأفراد وكذلك من أرباب الهيئة والأرصاد.
وإذا رأوا شكلا غير معتاد في الطبيعة نسبوا ذلك إلى شكل غريب في الفلك صدر عنه هذا لا يجري عليه قياس.
ومن هذين الفلكين كانت الخواص في الأشياء وهي الطبيعة المجهولة فيقولون يفعل بالخاصية فلو أدركوا حركة هذين الفلكين لم يصح لهم أن يجهلوا شيئا في العالم . انتهى.
ولهذا تكلم الشيخ في هذا الفص عن الطبيعة وآثارها وعلى الطبيب خادم الطبيعة وعلى العوائد و خرقها وتشابه ت?رارها لأن الكرسي هو مصدر كل ذلك.
ومن جهة أخرى فالمظهر الخارجي المحسوس للكرسي هر فلك المنازل في الدنيا وهو سور الأعراف في الآخرة الذي له وجه علوي للجنة محل قدم الصدق والسعادة، ووجه سفلي لجهنم محل قدم الجبار والشقاء.
فوجهه الجناني للصحة والعافية ووجهه الجهنمي للمرض والأسقام لأن الأمراض والآلام تقع في عالم التركيب العنصري لا في عالم البساطة الروحانية التي هي فوق فلك المنازل.
والطبيعة تكون عنصرية من فلك المنازل إلى أسفل سافلين.
فمن تحته تظهر الآلام والأسقام الحسية والمعنوية في الدنيا والآخرة.
ولهذا تكلم الشيخ عن الآلام والغموم والصحة والسلامة في الفصل الذي خصصه للكرسي وهو الفصل 18 من الباب 198 من الفتوحات.
وفلك المنازل ظاهرا أو الكرسي باطنا هو المظهر الكوني للقبضة الإلهية التي تكلم الشيخ عنها في جوابه عن السؤال 120 من أسئلة الترمذي.
فالمقبوض مقيد. ولهذا تكلم الشيخ عن التقيد.
فقال إن الدين هو الانقياد للشرع. والمكلف أما منقاد بالموافقة واما مقيد بالمخالفة. وإنما تكلم على الشرع والدين لأن الشيخ ذكر في عدة مواضع من الفتوحات أن الشرائع الدينية مصدرها من الكرسي. ففي الباب 58 مثلا يقول:
" للرسالة مقام وهو عند الكرسي ذلك هو مقام الرسالة ونبوة التشريع ... لأنه من الكرسي تنقسم الكلمة الى خبر وحكم".
ولهذا تكلم في آخر هذا الفص عن مقام الرسل والورثة وخدمتهم للأمر والنهي الإلهيين النازلين من الكرسي.
وأول كلمة في هذا الفص تشير إلى مرتبة الكرسي من حيث الازدواجية ومن حيث التقيد بالشكل وهي قوله: (الدين دینان) فالدين هو التقيد والانقياد.
والقيد هو الشكل وبه سمي ما تقيد به الدابة في رجلها شكالا.
ولهذا يظهر الالتزام بالدين في المنام على شكل قيد.
والكلمات التي تظهر الازدواجية في هذا الفص كثيرة منها: (الدين دينان / شرع إلهی ناموس إنساني / موافقة مخالفة / التجاوز المواخذة / يسر لا يسر / ظاهر باطن / منعم معذب / الخير ثوابا الشر عقابا / الشخصية في الاثنين / المرض الصحة / خادم الطبيعة وخادم الأمر الإلهي).
وفي الفصل 19 من الباب 198 يتكلم الشيخ عن علاقة الكرسي بفلك المنازل فيقول: " ومن فعل هاتين القدمين في هذا الفلك ظهر في العالم من كل زوجين اثنين بتقدير العزيز لوجود حكم الفاعلين من الطبيعة  أي الحرارة والبرودة و القوتين من النفس أي العلمية والعملية والوجهين من العقل أي الإقبال والإدبار إجمالا وتفصيلا والحرفين من الكلمة الإلهية كن ومن الصفتين الإلهية في ليس كمثله شيء وهي الصفة الواحدة وهو السميع البصير وهي الصفة الأخرى فمن نزه فمن ليس كمثله شيئ ومن شبه فمن وهو السميع البصير فغيب وشهادة غيب تريه وشهادة تشبیه".
وفي الفصل 18 من الباب 198 وهو فصل الكرسي يقول:
(فما تعرف لذات النعم إلا بأضدادها).. (إلا ترى الحق وصف نفسه على ألسنة رسله بالغضب والرضا ومن هاتين الحقيقتين ظهر في العالم اكتساب العلوم من الأذواق الظاهرة كالطعوم وأشباهها والباطنة كالآلآم من الهموم والغموم مع سلامة الأعضاء الظاهرة من كل سبب يؤدي إلى ألم فانظر ما أعجب هذا.
فثبت العرش لثبوت الرحمة السارية التي وسعت كل شيء فلها الإحاطة وهي عين النفس الرحماني فيه بنفس الله كل كرب في خلقه.
فإن الضيق الذي يطرأ أو يجده العالم كونه أصلهم في القبضة وكل مقبوض عليه محصور و كل محصور محجور عليه. والإنسان لما وجد على الصورة لم يحتمل التحجير.
فنفس الله عنه بهذا النفس الرحماني ما يجده من ذلك كما كان تنفسه من حكم الحب الذي وصف به نفسه في قوله: "أحببت أن أعرف" .
فأظهره في النفس الرحماني فكان ذلك التنفس الإلهي عين وجود العالم فعرفه العالم كما أراد .
فعين العالم عين الرحمة لا غيرها فاشحذ فؤادك فما يكون العالم رحمة للحق ويكون الحق سرمد عليه الألم الله أكرم وأجل من ذلك.
فانظر ما أعجب ما أعطاه مقام الكرسي من انقسام الكلمة الإلهية فظهر الحق والخلق و لم يكن يتميز لولا الكرسي الذي هو موضع القدمين الواردتين في الخبر، وعن هذا الاسم أي الشكور وجد في النفس الإنساني حرف الكاف وفي فلك المنازل منزلة النثرة لما وجد فلكها). انتهى
وعدد الكاف عشرون أي 2 * 10 .
والعشرات هي ثاني المراتب بعد الآحاد فناسب عدده اثنينية الكرسي.
والنثرة من الانتشار أي انتشار الحمل المقبوض وهو عين ذلك النفس الرحمان أو عين النثر الظاهر بكلام النفس الإنساني.
وإنما ذكرنا هذا العلاقة مرتبة الكرسي ومظهره الخارجي أي فلك المنازل بالكلام والحروف الاستمداد وجودهما من الاسم الشكور الذي هو مظهر الكلام الإلهي. يقول الشيخ في "عقلة المستوفز" عن فلك المنازل:
(وهذا الفلك فلك الحروف ومن هنا أنشأت في عالم الأجسام على الثماني والعشرين مرة وثمانية وعشرين حرفا على المخارج المستقيمة ثم حروف خرجت عن الاستقامة في الإنسان وغيره من الحيوانات على عدد ما بقي من الأقسام مقدارا بمقدار لا يزيد ولا ينقص، أمثالها في الإنسان، كالحروف بين الباء والفاء والحروف بين الجيم والشين و كحروف الخيشوم وهكذا في الحيوانات.
وأخبرني بعض العلماء عن تلميذ جعفر الصادق عليه السلام أوصلها إلى سبعة وسبعين حرفا في الحيوانات). انتهي.
وهذا المظهر الكلامي هذه المرتبة لها علاقة مباشرة بالشرائع المنزلة من الكرسي إذ الشريعة ما هي إلا خطاب الله تعالى للمكلفين بنفس الله بها عنهم ضيق الجهل و ظلمات الشفاء ولهذا نسب الشيخ حكمة هذا الفص للروح لقوله تعالى: ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) [الشورى: 52] .
وقال تعالى : " ينزل الملائلكة بالروح من أمره. على من يشاء من عباده" (النحل: 2) .
وقال تعالى : " نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين "(الشعراء، 193-194) .
وفي سورة (غافر، 15) "يلقى الروح من أمره، على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ".
ففي هذه الآيات وغيرها:روح الوحي المنزل مقترنا بالأمر والإنذار الشرعيين الصادرين من الكرسي
و لاقتران هذه المرتبة بالروح وبالدين و بالاثنينية نسب الشيخ كلمتها ليعقوب الله لأن الله تعالى فرن اسمه بالدين وقرن حاله بالروح وظهر فيه القبض والبسط حسا ومعنى فحزن وفقد بصره لفقدان يوسف ثم فرح ورد بصره ورفع للعرش عند لقائه. قال تعالى "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " (البقرة، 132 ).
وأخبر تعالی عنه وهو يخاطب أبناءه "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " (يوسف، 87) .
وفي الآية 94 "ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ".
فوجد ريح يوسف في كنعان من مصر ومن خواص الأرواح ذوق الأنفاس بالشم لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم (الأرواح نشام كما تشام الخيل).
وأشار الشيخ إلى نسبة أخرى بين يعقوب وهذه المرتبة التي مدارها حول القدمين فقال: "فقد علمت من يلتذ ومن يتألم وما يعقب كل حال من الأحوال وبه سمي عقوبة وعقابا وهو شائع في الخير والشر غير أن العرف سماه في الخير ثوابا وفي الشر عقابا".
فأنسب الأسماء للعقاب يعقوب .
وقد سماه الشيخ في الباب 14 من الفتوحات:
العاقب وهو مناسب أيضا لعواقب الثناء أي معنى الشكور المحمود على كل حال التوجه لإيجاد هذه المرتبة.
وبارك الله ليعقوب في عقبه لتحققه بالشكر المستلزم للمزيد، وسموا باسمه فقيل بنو إسرائيل وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام .
وفي آخر الفصل أشار الشيخ إلى الشيب: شيبتني هود، لأن لفص هود فلك المنازل الذي هو المظهر المحسوم للكرسي كما سبق ذكره.
وهذا لمناسبة هذه المرتبة لما يسمى في القرآن بأرذل العمر، وهو في الكون عبارة عن العالم العنصري الكائن تحت فلك المنازل وإليه أشار الشيخ في جوابه عن السؤال الأول من أسئلة الترمذي حيث يقول:
(والذي يتعلق بالمولدات الطبيعية بتنوع ويستحيل باستحالاتها وهو المعبر عنه بأرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا.
فان المواد التي حصل له منها هذا العلم استحالت فالتحق العلم بها بحكم التبعية) ولعلاقة أرذل العمر بالمرض والموت وبيعقوب نجد الشيخ في كتابه (العبادلة) يخصص بابا عنوانه: "عبد الله بن يعقوب بن عبد المميت " لكن حيث أن للكرسي قدم الحياة الباقية في الجنان عند الوجه الأعلى للأعراف حيث الروح والريحان نحد أيضا بابا آخر تحت عنوان: "عبد الله بن يعقوب بن عبد الباقي".
فانظر جمعية يعقوب لزوجيه الموت والبقاء لإستمداده من الشكور عند ?رسی القدمين...
وكما عقب يعقوب اثني عشر ولدا منهم يوسف عليه السلام ، فكذلك عقبت مرتبة الكرسي مرتبة فلك البروج اليوسفية التي لها الفص الموالي الذي مهد الشيخ له بذكر آثار الطبيعة في أواخر هذا الفص اليعقوبي.
لأن آثارها أول ما ظهرت ،ظهرت في البروج فمنها ثلاثة حارة پابسة وثلاثة باردة يابسة وثلاثة حارة رطبة وثلاثة باردة رطبة حسب ترتيبها المعروف.


08: سورة فص يعقوب عليه السلام
سورة هذا الفص من سورة "الشمس" والحاكم على مرتبته الاسم "الشكور" المتوجه على إيجاد الكرسي محل القدمين وتثنية الأمر العرشي الواحد.
هذا الفص مشحون  بالاثنينيات وما افتح في قول الشيخ: (الدين دینان)، كذلك سورة الشمس مفتتحة بالاثنينيات: "الشمس والقمر / النهار والليل / السماء والأرض / فجور النفس وتقواها / أفلح وخاب / ز ?اها  و دساها." .
وقد خصص الشيخ لمنزل سورة "الشمس" الباب 293 من الفتوحات  وفيه بين الاثنينية المتجلية في هذا المنزل.
بل رأى خلال كتابته رسول الله صلى الله عليه وسلم  لا بسا نعلين وقفازين، تأكيدا للازدواجية المتكاملة.
وافتح هذا الباب بالكلام على ازدواجية الرب والمربرب والرابطة بينهما وبدأه بقصيدة طويلة تحتوي على"56" بينا أي "x282" .
فهذا العدد هو تثنية العدد "28" الذي هو عدد منازل الفلك المناسب لهذه المرتبة الثامنة لأن ذلك المنازل أو فلك الكواكب هو المظهر المحسوس الخارجي للكرسي، مثل فلك البروج بالنسبة إلى العرش.
"" أضاف الجامع : يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
الجواد والمقسط ، من هذين الاسمين : كان عالم الغيب والشهادة ، والدار الدنيا والآخرة ، وعنهما كان البلاء والعافية ، والجنة والنار .
وعنهما خلق من كل زوجين اثنين والسراء والضراء .
وعنهما صدر التحميدان في العالم :
التحميد الواحد الحمد لله المنعم المفضل ، والتحميد الآخر الحمد لله على كل حال .
وعن هذين الاسمين ظهرت القوتان في النفس :
القوة العلمية والقوة العملية ، والقوة ، والفعل ، والكون ، والاستحالة ، والملأ الأعلى ، والملأ الأسفل ، والخلق ، والأمر.""
ولهذا نجد الشيخ يقول إن من علوم هذا المنزل:
"علم التجلي في النجوم على كثرها في كل نجم منها في آن واحد برؤية واحدة". بشير إلى الآية الثانية والآيتين الرابعة والسادسة " والقمر إذا تلاها ...والليل إذا يغشاها ..والسماء وما بناها".
وابتدا ذ?ر علوم هذه السورة فقال: "فمما يتضمن هذا المنزل تجلي الحجاب بين ?شفين وتجلي الكشف بين حجايين .
وما في المنازل منزل يتضمن هذا الضرب من التجلي إلا هذا المنزل إلى آخره... وذلك من حكم اثنينية الكرسي.
ويشير بذلك إلى الآيات الأربعة الأولى من السورة.. إلى أن قال:
"واعلم يا أخي أنه ليلة تقييدي لبقية هذا المترل من بركاته رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استلقى على ظهره وهو يقول:
ينبغي للعبد أن يرى عظمة الله في كل شيء حتى في المسح على الخفين ولباس القفازين".
وكنت أرى في رجليه صلى الله عليه وسلم  نعلين أسودين جديدين وفي يده قفازين..." إلى آخره.
وفي هذا الباب 293 "فتوحات" خصص فقرة طويلة حول الطبيعة وأركانها وآثارها، وهو مناسب لتوسع الشيخ في الكلام حولها في هذا الفص.
ومرجع كل ذلك للآيات الأولى من "الشمس" التي فيها ذكر لطبيعة الكون زمانا ومكانا و لطبيعة النفس تسوية وفجورا و تقوی وتزكية ودسا.
وختم ذلك الباب بقوله عن هذا المنزل:
"... ويتضمن علم العواقب ومآل كل عالم" إشارة إلى أيتها الأخيرة: « ولا يخاف عقباها " (الآية، 15 ) المناسبة تماما لاسم "يعقوب" صاحب هذا الفص وللاسم "الشكور" الحاكم عليه لأن معنى "الش?ور" هو "الذي له عواقب الثناء".
ويعقوب كان من رجال الأنفاس أهل الشم كما يظهر في قول:" وإني لأجد ريح يوسف" [يوسف، 94] . " ولا  تيأسوا من روح الله " (يوسف، 87).
وللنفس علاقة مباشرة بصبح الشمس لقوله تعالى : "والصبح إذا تنفس" [التكوير، 18].
(ينظر الى وصف الشيخ لرجال الأنفاس والأعراف في الابواب 15-34-35).
وفي السورة ذكر لعقاب ثمود، وإليه الإشارة في قول الشيخ: "... وما يعقب كل حال من الأحوال، وبه سمي عقوبة وعقابا"
وأشار إلى ثمود وحالها مع رسولها صالح وهو أخو هود في النسبة العربية
فقال: "... فالرسول مبلغ ولهذا قال: "شيبتني هود و أخواتها" ..."
فانظر كيف لوح للنسبية العربية المشتركة بين سيدنا محمد وهود وصالح عليهم الصلاة والسلام.
وذلك الشيب، مثله مثل فقدان يعقوب بصره، من مظاهر الطبيعة المؤثرة.
ولهذا تكلم الشيخ في أواخر هذا النص على الطبيب خادم الطبيعة والرسول خادم الأمر الإلهي...

علاقة هذا الفص بسابقه ولاحقه :
في هذا الفص عاد الشيخ إلى موضوع "الرضا" الذي خصص له الفص السابق كما أشار إليه في فص إبراهيم،
فقال: "فمن هنا كان الدين جزاء أي معارضة بما يسر وما لا يسر، فبما يسر: ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) (المائدة، 119) .
ففي هذه الجملة يلوح إلى الصلة بين الأنبياء الثلاثة من حيث النسب:
فـ إسماعيل عم يعقوب وإبن إبراهيم.
وإلى الصلة بين مرانب فصوصهم أي الجسم الكل  والعرش والكرسي.
وإلى الصلة بين سورهم:
طلوع شمس "لم يكن" في البينة عند إبراهيم. 
و"الفجر" ابن الشمس عند إسماعيل بن إبراهيم.
و"الشمس وضحاها" ليعقوب.
وقد رأى يوسف بن يعقوب والده في الرؤيا على صورة الشمس وأمه على صورة القمر واخوته على صورة الكواكب.
وليوسف الفصل التالي الذي له سورة الإخلاص" الآية (1)" قل هو الله أحد"
ومهد الشيخ إليها في آخر هذا الفص اليعقوبي بذكره لكلمتي " أحد" و "آحاد".
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السفر السابع فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
» السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
» السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
» السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
» السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: