الفقرة الخامسة الجزء الأول السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الخامسة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر.
هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم.
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد.
فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة.
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،)
قال رضي الله عنه : " و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر. هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم. فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد. فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة. ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،"
"إن الشيطان للإنسان عدو مبين" [يوسف: 5] أي ظاهر العداوة .
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: "هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا". أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال،
فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : «الناس نيام».
قال رضي الله عنه : (وقال يوسف عليه السلام) في رؤياه التي قصها على أبيه (" إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " [يوسف: 4] .
فرأى عليه السلام (إخوته) الاثنى عشر (في صورة الكواكب ورأى أباه يعقوب) عليه السلام (في صورة الشمس) (وخالته) أخت أمه كان أبوه قد تزوجها بعد موت أمه في صورة (القمر) .
قال رضي الله عنه : (هذا) الأمر كان (من جهة يوسف) عليه السلام في عالم خياله (ولو كان) الأمر كذلك (من جهة المرئي لكان ظهور إخوته) عليهم السلام (في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم) من جهة عالم خيالهم أن يظهروا كذلك ليوسف عليه السلام.
مثل ظهور الملك "جبريل" في صورة الأعرابي من جهة عالم خياله أمر مراد له أن يظهر فيه للنبي صلى الله عليه وسلم وللصحابة رضي الله عنهم.
(فلما لم يكن لهم)، أي لإخوة يوسف عليه السلام لأبيه وخالته (علم بما رآه يوسف عليه السلام) منهم في المنام في عالم خياله (كان الإدراك) في تلك الصور
من جهة (يوسف عليه السلام في خزانة خياله) بحسب منامه .
قال رضي الله عنه : (وعلم ذلك)، أي أن تلك الصور من جهة يوسف عليه السلام لا من جهة المرئي (يعقوب أبوه عليهما السلام حين قصها)، أي هذه الرؤيا المنامية (عليه فقال ) يعقوب عليه السلام (" يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا") [يوسف: 5].
بسبب علمهم من ذلك رفعتك عليهم وانقيادهم لك طوعا لسلطانك.
قال رضي الله عنه : (ثم برأ) يعقوب عليه السلام (بنیه) عليهم السلام (عن ذلك الكيد) الذي علم أنه يصدر منهم في حق يوسف عليه السلام (وألحقه)، أي ذلك الكيد (بالشيطان وليس الشيطان في ذلك إلا عين الكيد) الذي وقع منهم في حق يوسف عليه السلام فإنهم أنبياء كما هو نبي وهم معصومون من الذنوب.
فإذا صدر منهم ذنب كان من عمل الشيطان الذي يجري من الإنسان في جسده مجرى الدم لا من علمهم، كما قال موسى لما وكز القبطي فقضى عليه إنه من عمل الشيطان.
ثم قال : و"وقتلت منهم نفسا" [القصص: 33]، أي بالنظر إلى رؤيتهم ذلك، فإن الشيطان استعمل" الغضب" يد موسی علیه السلام في القتل دون الحقيقة الإنسانية المعصومة من الذنوب ، فكان ظهور صور الذنوب على أجسام الأنبياء عليهم السلام نظير ظهور ذلك على أجسام
غيرهم من الناس الذي لم يكن ذلك عن تعمد منهم كما قال عليه السلام «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه » فليست ذنوبا صغائر ولا كبائر وإنما هي صور الذنوب فقط.
الحديث أورده العجلوني في كشف الخفاء وأورده السيوطي في التفسير بلفظ : «رفع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه». وعزاه إلى ابن عدي في الكامل وأبي نعيم في التاريخ. و روي الحديث بألفاظ اخرى متقاربة منها: «وضع الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه».
قال تعالى: "وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ" [البقرة : 225]، وأما غير الأنبياء عليهم السلام إذا صدرت منهم الذنوب فإن الشيطان يستعمل فيها حقائقهم الإنسانية مع أعضائهم الجسمانية فتكون ذنوبة من الصغائر والكبائر.
وكون الشيطان نفس الكيد، لأنه قوة نارية اتصلت بأجسام النبيين فحفظ الله تعالى منها إنسانيتهم وعصمها فلم يصدر عنها ذنب أصلا وإنما صدر ذلك من الشيطان باستعمال أجسامهم كما ورد أن الله سلط الشيطان على جسد أيوب عليه السلام وحفظ قلبه.
فكان البلاء في جسده دون قلبه، وفي آدم عليه السلام حتى أكل من الشجرة فأهبط الله تعالی جسده إلى الأرض بسبب عصيانه الصوري. وهو في الحقيقة عصیان الشيطان العصيان الحقيقي.
وقلب آدم عليه السلام الذي هو إنسانيته المكلفة لم تبرح من حضرة الحق تعالی كباقي النبيين عليهم السلام، وهي المعصومة دون غيرهم من الناس، فإن التكليف واقع من الله تعالى على الإنسانية المتصلة بالجسد لا على الجسد.
ونظير هذا قصة الغرانيق التي وقعت لنبينا صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى فيها قوله سبحانه : "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " [الحج: 52]، الآية .
أرأيت أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر وأخذ عن زوجته وكان يخيل له أنه فعل الشيء ولم يكن فعله، والسحر استعمال الشياطين.
فكان ذلك في جسد النبي دون قلبه وأنزل الله عليه المعوذتين في شأن ذلك ولا ينافي هذا قول علماء الكلام إن الأنبياء معصومون من الصغائر والكبائر عمدها وخطئها.
فإن هذا ليس من الذنوب بالنظر إلى الأنبياء عليهم السلام أصلا، وإن صدر على خواطرهم، فإنه من عمل الشيطان .
كما قال تعالى حكاية عنهم وليس من عملهم، ولعل للأنبياء عليهم السلام في حالة صدور ذلك عنهم حالة نفسانية خصوصية يعرفونها نظير الخطأ أو النسيان فينا.
فالنائم إذا رأى في منامه أنه فعل ذنبا فإنه ليس بذنب أصلا، ويؤيده قوله تعالى: "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي" [طه: 115]، فقد سمى تعالى تلك الحالة نسيانا ولا
يقاس غير الأنبياء على الأنبياء والأمر ذوقي لا خيالي، والله أعلم.
قال رضي الله عنه : (فقال) يعقوب عليه السلام ("إن الشيطان للإنسان") [يوسف : 5] من طرف يوسف وإخوته عليهم السلام وعدو مبيه [يوسف: 5]، (أي ظاهر العداوة) لا تخفي عداوته (ثم قال يوسف) لأبيه عليه السلام (بعد ذلك في آخر الأمر) بعد أن وقع الكيد له من إخوته ونجاه الله تعالى من ذلك .
وأتته إخوته ووضع أبويه على العرش وخروا له سجدا (هذا)، أي ما وقع الآن (تأويل)، أي مآل، أي مرجع (رؤياي) المنامية (من قبل قد جعلها ربي حقا) بعدما كانت خيالا لا باطلا في غير صورتها الآن .
قال رضي الله عنه : (أي أظهرها) في صورتها الأصلية (في) عالم (الحس بعدما كانت في صورة الخيال فقال له)، أي ليوسف عليه السلام بلسان الحال نظرا إلى مقابلة الكاملين (النبي صلى الله عليه وسلم الناس) في عالم الحس في الحياة الدنيا الذي سماه يوسف عليه السلام حق أي أمرة حقيقية (نیام) جمع نائم، فإذا ماتوا انتبهوا ، وكذلك إذا ماتوا نیام، فإذا بعثوا انتبهوا.
قال تعالى : "قالوا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا" [يس : 52]، والمرقد موضع الرقود وهو النوم وكذلك إذا بعثوا نيام، فإذا استقروا في جنة أو نار انتبهوا ، والانتباه الحقيقي الذي ليس بعده نوم وقت رؤية الحق تعالی و ظهور أمره مجردا عن كل صورة، لأن الصورة كلها خيالية كما قدمناه والحقائق كلها أمرية روحانية .
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر.
هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم.
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد.
فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة.
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،)
قال رضي الله عنه : (وقال يوسف) عليه السلام قال رضي الله عنه : («إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين» فرأى إخوته في صورة الكوكب ورأى أباه وخالته في صورة الشمس والقمر هذا أي إدراك هذه الأشياء من جهة يوسف عليه السلام) فقط لا من جهة المرئي .
قال رضي الله عنه : (ولو كان) هذا الإدراك (من جهة المرئي لكل ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم) ولم يكن لهم هذا الظهور
مرادا وإلا لكان لهم علم بما رآه يوسف عليه السلام ولم يكن لهم علم بما رآه يوسف (فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف عليه السلام كان الإدراك من جهة يوسف في خزانة خياله) لا من المرئي .
فإن إدراك ما في خزانة الخيال قد يكون من الرائي والمرئي مع كظهور جبريل للنبي فإن جبرائیل علم بما رآه محمد عليه السلام فكان الإدراك واقعة منهما بخلاف يوسف عليه السلام مع إخوته (وعلم ذلك يعقوب) عليه السلام أي عدم علمهم بما رآه يوسف عليه السلام (حين قصها عليه).
أي حين قصر الرؤيا علي يعقوب فقال: («يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك») لنلا يطلعوا على رؤياك فإنهم لو اطلعوا رؤياك لعلموا تفوقك عليهم ("فيكيدوا لك كيدا" ) أي فيحتالوا لإهلاكك حيلة.
قال رضي الله عنه : (ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان) أي بعد إسناد ذلك الكيد إلى بنية أسند إلى الشيطان لأن كيدهم بإغوائه و إضلاله
قال رضي الله عنه : (وليس) إلحاق الكيد بالشيطان (إلا عين الكيد) من يعقوب مع يوسف عليهما السلام لثلا يبقى عداوة إخوته في قلبه .
فإنه لما أسند الكيد إلى بنيه علم يوسف عليه السلام إن إخوته عدو له فوقع في قلب يوسف عليه السلام عداوة إخوته فعلم يعقوب عليه السلام ذلك من يوسف عليه السلام فألحق الكيد بالشيطان تدفع ذلك من يوسف عليه السلام .
قال رضي الله عنه : (فقال : «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أى ظاهر العداوة) فعلم يوسف عليه السلام من ذلك إن إخوته ليسوا عدوا له بل عدوه الشيطان فكان هذا الكلام من يعقوب عليه السلام عين الكيد مع يوسف عليه السلام حتى لا يزول عن قلبه محبة الأخوة مع بقاء الاحتراز.
وهو قوله : "لا تقصص" فمراد يعقوب عليه السلام إثبات محبتهم في قلبه مع حفظه يوسف عليه السلام عن ?یدهم.
وإنما قال الحق الكيد مع أن الملحق العداوة لا الكبد تكون العداوة سببة للكبد فإلحاق العداوة إلحاقة (ثم قال يوسف عليه السلام بعد ذلك) أي بعد ظهور هذه الأشياء له.
قال رضي الله عنه : (في آخر الأمر) وهو وقت لقائه إلى أبيه وخالته وإخوته (هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا أي أظهرها في الحس بعدما كانت في صورة الخيال) فلم يعلم تأويل رؤياه إلا بعد وجودها في الحس .
ففرق بين الصورة الخيالية والحسية ولم يجعل الخيالية من المحسوسات والمحسوسات من الخيالية وليس الأمر كذلك بل كلها خيالية حسية.
قال رضي الله عنه : (فقال له النبي محمد) عليه السلام أي للحس الذي لم يجعله يوسف عليه السلام من الخيال (الناس نيام) فجعله محمد عليه السلام من الخيال .
شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر.
هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم.
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد.
فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة.
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،)
قال رضي الله عنه : " و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر. هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم. فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد. فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة.
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،"
قال: ومن عالم الخيال، قول يوسف، عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين» (يوسف: 4) وكان تعبير الأحد عشر كوكبا، إخوته وتعبير الشمس والقمر، أباه وخالته.
قال: وهذا من جهة خيال يوسف، لا خيال إخوته وأبيه وخالته، إذ لو كان بخيال الأخوة والأبوين لأحسوا بأنهم صاروا كواكب وشمسا وقمرا ولكان صيرورتهم كذلك هو مرادا لهم.
أي أرادوا أن يصيروا شمسا وقمرا وكواكب وليس فلیس"كذلك" .
قال : وعلم ذلك يعقوب حین قصها عليه، يعني أنه عبرها فعلم مآل الأمر .
فقال: يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك.
قال : وبرأ أبناءه من ذلك الكيد و ألحقه بالشيطان، قال: وتعني بالشيطان نفس ?یدهم فإنه شیطان ظاهر العداوة.
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر.
هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم.
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد.
فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة.
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،)
وقال رضي الله عنه : ( وقال يوسف عليه السّلام : “ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ " ، فرأى إخوانه في صور الكواكب ، ورأى أباه وخالته في صورة الشمس والقمر) .
قال العبد : إنّما رآهم كذلك ، لمناسبة موجبة لتجسّدها في هذه الصورة ، وذلك لأنّ الشمس والقمر أصلان كالأبوين بالنسبة إلى أنوار الكواكب ، فهم لا ظهور لهم في حضورهما للرائي ، كما أنّ النجوم لا تظهر في نور النيّرين ، ويغمرانها في الحضور بنورهما ويغمرانها به كذلك في البعد والسفور .
قال رضي الله عنه : ( هذا من جهة يوسف ، ولو كان من جهة المرئيّ لكان ظهور إخوته في صور الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم ، فلمّا لم يكن لهم علم بما رآه يوسف ، كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله ، وعلم ذلك يعقوب عليه السّلام حين قصّها عليه ).
فقال رضي الله عنه: ( "يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً " ، ثمّ برّأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان ، وليس إلَّا عين الكيد ).
فقال رضي الله عنه: (إِنَّ الشَّيْطانَ لِلإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ " أي ظاهر العداوة .)
قال العبد : هذا من علم يعقوب ويوسف عليهما السّلام وأرباب علم التعبير ، إنّ ما صوّر النيّرين والكواكب إلى أبويه وإخوته لما ذكرنا من المناسبة ، والذي فوق هذا من الكشف أنّ الأب والأمّ صورتا الروح والطبيعة تولَّدت بينهما صورة الإنسان العنصرية ، والكواكب صور الحقائق والقوى روحانيّها وطبيعيّها وإلهيّها ويوسف عليه السّلام صورة أحدية جمع الجمال والكمال العلمي والعملي الخصيصين بصورة الإنسان التي هي صورة الحق أو على صورته .
وسجودهم له إشارة من الحق إلى أنّ قواه الطبيعية والروحانية والروح والطبيعة داخلة في حكم الصور الإلهية الإنسانية المخلوقة على أحسن تقويم.
ومنفعلة ومسخّرة لها ، لأنّ الإنسان وإن تولَّد من حيث صورته الجسمانية من الروح والطبيعة أوّلا وتولَّدت معه وقبله وبعده من أبوي روحه وطبيعته قوى وخصائص ، ولكنّ الكلّ تحت حيطة فلك الصورة ، وليس إلَّا لأهل الكشف المعنوي ، والحمد لله .
قال رضي الله عنه : ( ثم قال يوسف عليه السّلام عند ذلك في آخر الأمر : "هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا " أي أظهرها في الحسّ بعد ما كانت في صورة الخيال ).
أي حقيقة الصور المتخيّلة أن تظهر في الحسّ على صورها الأصلية الفعلية الحقيقية .
قال رضي الله عنه: ( فقال له النبي عليه السّلام: " الناس نيام ) أي أنّه لا يظهر في الخيال إلَّا الصور المحسوسة المرئيّة قبل ذلك ، لتقييد مرتبة عالم الخيال بالقوّة المتخيّلة ، فإنّه المثال المقيّد
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر.
هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم.
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد.
فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة.
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،)
قال رضي الله عنه : ( وقال يوسف عليه والسلام : " إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً والشَّمْسَ والْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ " فرأى إخوته في صورة الكواكب ، ورأى أباه وخالته في صورة الشمس والقمر ، هذا من جهة يوسف ، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب ، وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس ، والقمر مرادا لهم .
فلما لم يكن لهم علم بما رآه كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله ، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال : "يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً " ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان .
وليس إلا عين الكيد فقال : " إِنَّ الشَّيْطانَ لِلإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ " أي ظاهر العداوة ) وعلم يعقوب أن ذلك اختصاص من عند الله ليوسف واجتباء له من بين إخوته ، وأن اقتصاصها عليهم يوجب حسدهم عليه وقصدهم إياه بالسوء فنهاه عن ذلك.
"" إضافة بالي زادة : ( من يوسف في خزانة خياله ) لا من المرئي ، فإن إدراك ما في خزانة الخيال قد يكون من الرائي والمرئي معا كظهور جبريل للنبي ، فإن الإدراك واقع منهما ، بخلاف يوسف مع إخوته ( وعلم ذلك يعقوب ) أي عدم علمهم بما رآه يوسف ( حين قص ) الرؤيا على يعقوب اهـ بالى .
( ثم برأ وألحقه بالشيطان ) أي بعد إسناد ذلك الكيد لبغيه أسنده إلى الشيطان ( وليس إلا عين الكيد ) من يعقوب مع يوسف لئلا تبقى عداوة إخوته في قلبه مع بقاء الاحتراز اهـ. بالي زادة ""
وإنما نسب الكيد إلى الشيطان وبرأ أبناءه عنه مكرا ليوسف وكيدا له في تزكيته عن سوء الظن بهم ، وتربيته وترشيحه للنبوة التي يغرسها فيه .
فإن النبوة لا بد لها من سلامة الصدر وصفاء القلب ونقاء الباطن ، وتذكر ما ذكره في فص نوح : أن الدعوة مكر بالمدعو ، وقد علم أن الكيد من أحوال أعيانهم الثابتة وكذا طاعة الشيطان ، والفعل في الأصل إنما هو من الله .
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر :" هذا تَأْوِيلُ رُؤيايَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا ".
أي أظهر في عالم الحس بعد ما كانت في صورة الخيال ) ومعنى كون الصورة الخيالية حقا أن يظهر في الشاهد عند الحس مطابقة للصورة العقلية الحقيقية والصورة الشخصية المثالية ، فإن الأخذ قد يكون من عالم القدس وقد يكون من عالم المثال ، والصورة المثالية لا تكون إلا حقا : أي مطابقة للمعنى العقلي .
"" إضافة بالي زادة : فلم يعلم تأويل رؤياه إلا بعد وجودها في الحس ، ففرق يوسف بين الصورة الخيالية والحسية ، ولم يجعل أحدهما من الآخر ، وليس كذلك بل كلها خيالية حسية ( فقال له ) أي للحس الذي لم يجعله يوسف من الخيال ( الناس نيام ) فجعلها من الخيال فكان قول يوسف في إدراك محمد بمنزلة من رأى اهـ بالى . ""
وكذلك الخارجية للمثالية أبدا ( فقال له ) أي لهذا الأمر ( النبي محمد صلى الله عليه وسلم " الناس نيام ").
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر.
هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم.
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد.
فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة.
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،)
قال رضي الله عنه : (وقال يوسف ، عليه السلام : " رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ") .
فرأى إخوته في صورة الكواكب ، ورأى أباه وخالته في صورة الشمس والقمر . هذا من
جهة يوسف . ولو كان من جهة المرئي ، لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم . فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف ، كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله ، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه .
فقال رضي الله عنه : ( يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) .
واعلم ، أن المرئي في صورة غير صورته الأصلية أو على صورته ، قد يكون بإرادة المرئي ، وقد يكون بإرادة الرائي ، وقد يكون بإرادتهما معا ، وقد يكون بغير إرادتهما .
أما الأول ، فكظهور الملك على نبي من الأنبياء في صورة من الصور ، وظهور الكمل من الأناسي على بعض الصالحين في صورة غير صورته .
وأما الثاني ، فكظهور روح من الأرواح الملكية أو الإنسانية باستنزال الكامل المتصرف إياه إلى
عالمه ، ليكشف معنى ما ، مختصا علمه به .
وأما الثالث ، فكظهور جبرئيل ، عليه السلام ، للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، باستنزاله إياه ، وبعث الحق إياه إلى النبي ، عليه السلام .
وأما الرابع ، فكرؤية زيد ، مثلا ، صورة عمرو في النوم من غير قصد وإرادة منهما .
ولما كان ظهور إخوة يوسف بصور الكواكب وظهور أبيه وخالته بصورة الشمس والقمر من غير علم منهم وإرادة ، قال : ( ولو كان من جهة المرئي ) أي ، هذا الظهور لو كان من جهتهم ، لعلموا ذلك .
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف في نومه ، علم أنه لم يكن من جهتهم ، ولا من جهة يوسف بحسب القصد والإرادة ، بل كان الإدراك منه بحسب إعطاء استعداده ذلك في خزانة الخيال .
ولم يكن له علم بما رآه ، إلا بعد أن وقع ، لذلك قال : " قد جعلها ربى حقا " .
وعلم ذلك يعقوب ، عليه السلام ، أولا حين قصها يوسف ، عليه السلام .
فقال : ( يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) .
( ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان ) . أي ، ألحق الكيد بالشيطان وبرأ أبناءه من ذلك الفعل ، لعلمه أن الأفعال كلها من الله .
ولما كان الشيطان مظهرا للإسم ( المضل ) ، أضاف الفعل السئ إليه . وهذه الإضافة أيضا كيد ومكر : فإن الله هو الفاعل في الحقيقة ، لا المظهر الشيطاني .
وهو المراد بقوله : ( وليس إلا عين الكيد ) . أي ، ليس إسناد الكيد إلى الشيطان أيضا إلا عين الكيد مع يوسف ، عليه السلام . وذلك ليتأدب ويتقى بإسناد المذام إلى ما هو مظهره ، وهو الشيطان .
(فقال : " إن الشيطان للإنسان عدو مبين " . أي ، ظاهر العداوة .
ثم ، قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر : " هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا "
أي ، أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال ).
(فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : "الناس نيام " . ) أي ، جعل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، اليقظة أيضا نوعا من أنواع النوم ، لغفلة الناس فيه عن المعاني الغيبية والحقائق الإلهية ، كما يغفل النائم عنها .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر.
هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم.
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد.
فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة.
ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الناس نيام»،)
قال رضي الله عنه : ( و قال يوسف عليه السلام: «إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين»: فرأى إخوته في صورة الكواكب و رأى أباه و خالته في صورة الشمس و القمر. هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم.
فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في خزانة خياله، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» ثم برأ أبناءه عن ذلك الكيد وألحقه بالشيطان، وليس إلا عين الكيد. فقال: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» أي ظاهر العداوة. )
ثم أشار إلى أن هذا التمثل قد يكون من جهة المرئي كما مر من قصة جبريل عليه السلام وقد يكون من جهة الرائي مثل رؤيا يوسف عليه السلام .
فقال رضي الله عنه : (وقال يوسف عليه السلام :" إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم إلى ساجدين " [يوسف: 4]) فرأى إخوته) الذين هم أولاد سماء النبوة (في صور الكواكب ورأى أباه وخالته في صورة الشمس والقمر).
لكون يعقوب عليه السلام نبي ووالد لجملة من الأنبياء عليهم السلام، فهو منبع النور التام كالشمس وخالته مستفيدة للنور منه استفادة القمر من الشمس.
(هذا التمثل للمذكورين (من جهة) تصرف نفس (يوسف عليه السلام ) في خزانة خيالية لا من جهة قصد المرئي، كما مر في تمثل جبريل عليه السلام والدليل عليه أنه (لو كان) التمثل هاهنا (من جهة المرئي) أخوة يوسف عليه السلام وأبيه وخالته، (لكان ظهور أخوته في صور الكواكب، وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم) ضرورة أن ذواتهم لا توجب هذا التصور.
فلو أرادوا ذلك الظهور في هذه الصور الجليلة لم يريدوا مع ذلك أن يسجدوا ليوسف عليه السلام مع أنه نقيض مطلوبهم بالكلية على أنهم لو أرادوا ذلك لعلموا ولو علموا لذكروه.
إذ لا يمكن في العادة نسيان مثل هذا الأمر الجليل بسرعة فلم يكن لنهي يعقوب عليه السلام عن قص الرؤيا عليهم معنی.
(فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف عليه السلام كان الإدراك) لهؤلاء في هذه الصور الجليلة مع تذللهم له، وتصرف نفس (يوسف عليه السلام في خزانة خياله) رآهم مع هذه العظمة ساجدين له.
فلذلك . قال: "رأيتهم لى ساجدين" بتكرير رأيت كأنها رؤية أخرى بالكلفة.
(وعلم ذلك يعقوب عليه السلام حين قصها عليه) من حيث إن الظهور بهذه الصور الجليلة مع السجود ليوسف عليه السلام ليس مقصودا لهم البتة بل مقصود ليوسف عليه السلام (فقال: "يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" [يوسف: 5]) عظيما لما فيها من تذللهم لك حال كمالهم.
(ثم برا أبناءه عن ذلك الكيد)، بأنه ليس مقتضى كونهم أبنائي (فألحقه بالشيطان) من حيث غلبته عليهم عن غلبة الهوى الذي هو مراعاة عليهم.
(وليس) هذا الإلحاق بالشيطان وإن كان من قبيل إسناد الفعل إلى السبب بعد إسناده إلى الفاعل (إلا عين الكيد) بيوسف عليه السلام حيث أوقع في اعتقاده من ظاهر عبارته أنه من الشيطان لا غير، لئلا يحقد يوسف عليه السلام عليهم، ومثل هذا الكيد للمصلحة بلا تضمن مفسدة مع رعاية الصدق بالتجوز في الإسناد لا يمتنع من الأنبياء، كما كاد يوسف عليه السلام.
بإخوته في إخفاء الصاع، فقال تعالى في حقه: "كذلك كدنا ليوسف" [يوسف:76] فقال: "إن الشيطان للإنسان عدو مبين" [يوسف: 5])؛ فنفي العداوة منهم لئلا يعاديهم، وألحقه بالشيطان ليعاديه دائما، فكان كذلك في آخر الأمر.
""تعقيب من الجامع :
اولا : كل الرسل والأنبياء منفي عنهم الحقد والحسد والغيلة والبغي والإفتراء وغيرها من أدوات واخلاق الشيطان التى يوقع بها العداوة بين البشر.
فضلا على أنها منفيه عن الأولياء الكمل من الرجال ولكن هناك الكراهية والمقت و الحزن و الغضب فخاف نبي الله يعقوب ان يقع ابنه يوسف عليهما السلام فى الحزن والكراهية والبغض او المقت لإخوته .
ولقد وضعوه فى غيابات الجب وباعوه بثمن