أحاديث الأديان_4

أحاديث الأديان004
ليس فقط الجديد يقتبس أو يتأثر من القديم في السيرة والأحكام كما يحلو لبعض الباحثين في إسناد الإبداعات الدينية إلى أصول هندية أو مصرية .. و لكن أيضاً القديم يقتبس و يتأثر بالجديد ( مثل اليهودية و المسيحية الحديثة )وتأثرهم بالفكر الإسلامى عن الآخرة و تفاصيل الجنة و النار و الحساب فالمؤكد أنها لم ترد بهذا الوضوح من قبل في الأديان والأساطير السابقة نعم الأديان القديمة اقتبست في شروحها من العلوم والنظريات الحديثة لتدعم أصولها البسيطة ولتلبس ثوب الرواج .. تجد ذلك واضحاً فى الشروح الحديثة في المسيحية مثلاً وغيرها...
كل معارف الحكمة وجدناها عند كثير من قدماء الأمم.. والمجددون من الأنبياء كأنما هم درسوها سوياً رغم تباعد الأزمنة.. بما فتح مجالاً كبيراً لاتهام العارفين والأنبياء بالاقتباس وسرقة النصوص ..وكثيراً ماأضرب مثالاً أن أحد الأساتذة إذا قال أن الشمس تظهر في المشرق أولاً فإننا نجد أصابع الإتهام تتوجه له بإن النبى فلان اقتبس من كتاب كذا وكأن الأمر ليس تطوراً علميا يفرض على المجدد أن لايتكلم عن ماحدثنا به السابقين .. أعنى أن احتكار الحقيقة حسب النص السلفى هو دجل مقصود.. لأن الحقيقة واحدة في الوجود رغم المكان والزمان..تتكشف لجيل بعد جيل وهذا لايناقض ماجاء به الصادقين سابقاً .
أغلب معارفنا عن العالم مأخوذة عن الغرب حتى تاريخنا المصرى القديم.. ومازالت صناعة التاريخ تعمل أمام الأعين.. لتخرج منتجاً يخالف الحقيقة .. والمنتج هو صناعة رأسمالية بحتة ترمى إلى استعمار البلاد المتخلفة الغنية بالمواد الخام.. واستغلالها كسوق لمنتجاتهم.. ولو بالدم.
الشركات تتصارع على بلادنا باعتبارنا سوق لا أكثر.. وحتى الآن مازالت شركات إنتاج الأسلحة وبيع الأسلحة وشركات الاتصالات وشركات إدارة الأموال هى المسيطرة على السوق تتقدم هى وتؤخر شركات الإعمار والتنمية والهيئات الاجتماعية والخيرية .. فلقد ثبت أن السيطرة على شعب بإسم الدين هى عندهم أسهل ألف مرة من الإستعمار.. وماهى إلا مقدمة لما سوف أوضحه.
إن أكثر من صاغ الفكر الدينى المشهور هى النظم والتنظيمات حسب المصلحة السياسية.. وإن مانراه على الساحة العالمية من استئجار النظم لهذه التنظيمات والمذاهب والصرف ببذخ على من يوجه الشعوب حسب ذلك لمصلحة الأقوى.. ويبدو أن ماحدث في كل الماضى كان قريباً مما يحدث الآن أمام أعيننا .
وإلى لقاء ياأصدقاء ودعاء لكم بالسعادة