مخاطبة 35
يا عبد اجعل قلبك على يدي لا يناله شيء ولا يخطر به.
يا عبد من استبدل رؤيتي بغيبتي فقد بدل نعمتي.
يا عبد لا تستظل بالمفازة فما رؤيتي اضحاء ولا ظل.
يا عبد إنما المفازة منزل رجلين مشرك بي أو محجوب عني.
يا عبد المفازة كل ما سواي.
يا عبد ما في الرؤية إحقاق واستحقاق.
يا عبد أنا باعث الآراب فإذا أتتك فقل أكفني رسلك.
يا عبد أدللت وأظهرت لك حبي لك إذ كلمتك بكلام أمرتك أن تكلمني به.
مخاطبة 36
يا عبد كيف يكون عبدي من لا يسلم إلى ما أظهرت أصرفه كيف شئت وأقبله حيث أشاء.
يا عبد قل لبيك باستجابتك أثبتي لحقيقتك التعلق بندائك.
يا عبد علم هذه في الغيبة جامع لك عنها.
يا عبد إذا أسفرت لك انقطع السبب وإذا رأيتني انقطع النسب.
يا عبد ما كل مسفر يرى، أنا الملك المسفر بالكرم المحتجب بالعزة أقبل من قصدني وأعطى من سألني.
يا عبد إذا أردت حاجة فاغد أو رح بها إلي وميقاتها إيثاري إياك عليها.
يا عبد لا تعين حاجتك ولكن أخفها حيث علمك وقل أحسن النظر لي أنا المسمى قم بي في أمري أنا الميل كله اختر لي أنا الجاهل بمصلحتي بين يديك عافني من التخير عليك أظفر بعفوك ظلني بالخيرة لي أستظل بظلك أجر على مسئلتك بإيجاد حكمتك أرنيك فيما أسررت وفيما أظهرت أكن بك فلا يتخطفني سواك وأكن لك فلا أعرف سواك فلا أكون إلا بما أراك.
يا عبد قل أسألك خيرة تقوم بي في مطالبك وغيرة تصرف عيون قلبي إلى فنائك.
يا عبد أعززتك وأذللت كل شيء لك فلم أرض مقيلك فيه ضنة بك وإقبالاً عليك.
يا عبد إذا سألت فقل أسألك ما ترضاه وأسألك زينة بين يديك وحلية حسنة في التعرض لفضلك وعيناً ناظرة إلى مرادك ومواقع غيرتك.
يا عبد فإن أقضبها لك أكفكها بقيومتي التامة فلا تختلسك خوالسها مني أبداً وإن لم أقضها لك أكتبك ممن ابتغى وجهي وآثر على ما عنده ما عندي.
يا عبد أنا من وراء كفايتك فقل حسبي الله ونعم الوكيل.
يا عبد إذا عرض لك أمر فقل ربي ربي أقل لبيك لبيك لبيك.
يا عبد أنا أجبت نداءك أصممتك عمن ندا غيري ما بقيت.
يا عبد انظر إلى كل شيء وأنت تراني كيف تحكم فيه ولا يحكم فيك.
يا عبد وار مطالبك عن الهجوم علي فإذا أذنت لك فاستخرني أحكم لك بالحسنين.
يا عبد إذا آثرتك على الحاجة فإن لم تر زاجري فهو إذني في مسئلتي.
يا عبد إذا أدللتك فقد حجبتك وإذا رأيتني ولم تر مني فقد رأيتني.
يا عبد إذا رأيتني فأنت عندي وإذا لم ترني فأنت عندك فكن عند من يأتي بخير.
يا عبد إذا أرددتك إلى الغيبة فتعلق بالرد تنحسر عن عنديتك.
مخاطبة 37
يا عبد أرأيت متلاقين استوقف أحدهما حديث صاحبه وأوقفت الأخر عليه رؤيته له، أيهما أولى بالمودة وأصدق في ادعاء المحبة.
يا عبد أشرك من استوقفه الحديث أخلص من استوقفه المحدث، كذلك مهما حشتك بالذكر والحكمة علي فأنت بما حاشك لا على ما حاشك.
يا عبد البداية حرف من النهاية والنهاية آخر من غبت عنه وأول من رآني.
يا عبد أحبب أرضا اتبليتك بها لقد اصطفيتك إن جعلتها ستراً بيني وبينك.
يا عبد بنت الغيبة هدمت الرؤية.
يا عبد لا رؤية ولا ذكر اتقني لا أحتجب.
يا عبد أخل بي على كل حال أهدك على كل حال.
يا عبد كن عندي لا يقوم لك شيء وتقوم بكل شيء.
يا عبد الرؤية باب الحضرة.
يا عبد اثبت الأسماء في الرؤية ومحوتها في الحضرة.
يا عبد إذا نظرت إلى الإظهار فلا تختلس عن رؤيتي تخطفك عني رؤيتي البتة.
يا عبد كل ذي قلب ذو خلوة عمومها خلوة من طلب سواي وخصوصها خلوة من طلبني.
يا عبد قيمة كل امرئ حديث قلبه.
يا عبد إذا رأيتني فالحل عندي وما سواه حرام.
يا عبد إذا رأيتني فأهدم أوطارك وأخطارك فوعزتي لا يزول الخطر حتى يزول الوطر.
يا عبد إذا رأيتني فاكظم على رؤيتي لا أردك إلى علم من علوم السماء والأرض أحجبك به عني ما بقيت.
يا عبد لو أبديت لك سر الإظهار كله كان علماً والعلم نور ورؤيتي تحرق ما سواها فأين مقر النور والعلم منك وأنت تراني وأنا أسفر لك.
مخاطبة 38
يا عبد قل ربي الناظر إلي فكيف أنظر إلى ما سواه، ربي رأيته فلم أره فاطمأنت به نفسي، ربي فرحت فلم أره حزنت فلم أره عبدته فلم أره، ربي حادثني بعلمه وأسفر لي عن وجهه فأين أنصرف وهو المتصرف وممن أسمع وهو على كل حديث رقيب، ربي أذنب فأراه وراء ذنبي يغفره أحسن فأراه في إحساني يتممه، ربي رأيته فما أنصفت ولا استضفت، ربي طلبته فما وجدته وطلبني فوجدته، زي أشهدني أن لا حكم إلا له شهد علي أن لا حكم إلا من أجلي، ربي أظهرني وأظهر لي وقال لي أظهرت لك سترة وأظهرت لك ستراً والسترة بعد وأنت من ورائه والستر قرب وأنا من ورائه، ربي أخرج قلبي من صدري وجعله على يده وقال لي عبادتك أن تقر وقد بلوتك بالتقليب وقرارك في يدي وتقليبك في صدرك، ربي أراه فأستقيم له.
يا عبد إذا رأيتني فلفظ رب خاطر وحجابك خاطر.
يا عبد فانظر إلى من ورائه تعبره إلي.
يا عبد الزينة تطفئ الغضب.
يا عبد نعم ما بقته زينة العبد من محاسبة المولى لطف معاتبته.
يا عبد زينتك طهور قلبك وجسمك.
يا عبد طهور الجسم الماء وطهور القلب الغض عن السوى.
يا عبد نظر القلب إلى السوى حدث وطهوره التوبة.
مخاطبة 39
يا عبد أنا مظهر السوى ومصرفه وقد رأيتني فيه ومن ورائه ورأيته ولم ترني وجرى حكم تصريفي له وأنت تراني فكنت برؤيته وجرى حكمي بتصريفي له وأنت تراني فكان هو يهنئ برؤيتك لي فدعه يختلف فلذلك ما أظهرته وكن عندي فلذلك ما اصطفيتك.
يا عبد قل لقلبك امح أثر الأسماء باسمي تثبت حكومته ويفنى معناه به.
يا عبد لا تجعلني رسولك إلى شيء فيكون الشيء هو الرب وأكتبك من المستهزئين على علم.
يا عبد إذا قمت إلى الصلوة فأجعل كل شيء تحت قدميك.
يا عبد قل يا رب كيف وأنت معلم أوليائك والرفيق بأسرار أحبائك.
يا عبد قف همك بين يدي فإن وجدت بينه وبيني سواه فألقه برؤيتك لي من ورائه فإذا لم يبق إلا هو فانظر إلي في إيجادي إياه هو وهذه آخر الأمر والنهى ثم تراني فلا أقول لك خذ ولا دع.
يا عبد احفظ حالك وهي أن تراني في همك لا ترى همك في همك ترى أمري ونهى حكومتين عليك.
مخاطبة 40
يا عبد استعن بي تر فقر كل شيء.
يا عبد من استغنى بشيء سواي افتقر بما استغنى به.
يا عبد سواي لا يدوم فكيف يدوم به غنى.
يا عبد إن أحببت أن تكون عبدي لا عبد سواي فاستعذ بي من سواي وإن أتاك برضاي.
يا عبد رضاي يحمل رضاي سكن لقلوب العارفين، سواي يحمل رضاي فتنة لعقول الآخذين.
يا عبد رضاي وصفي وسواي لا وصفي فكيف يحمل وصفي لا وصفي.
يا عبد أنا القيوم بكل ما علم وجهل على ما افترقت به أعيانه واختلفت به أوصافه.
يا عبد استعذ بي مما تعلم تستعذ بي منك واستعذ بي مما لا تعلم تستعذ بي مني.
يا عبد أين ضعفك في القوة وأين فقرك في الغنى وأين فناؤك في البقاء وأين زوالك في الدوام.