1 ـ قوله تعالى :
﴿ قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ﴾ (1).
هذه هي آية المودة التي أكدت أغلب كتب التفسير وكثير من مصادر الحديث والسيرة والتاريخ نزولها في قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : علي والزهراء والحسن والحسين وذريتهم الطاهرين عليهم السلام .
روى السيوطي وغيره في تفسير هذه الآية بالاسناد إلى ابن عباس ، قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى ﴾ قالوا : يارسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجّبت علينا مودتهم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : «علي وفاطمة وولداهما » (2).
وهذه الآية تدلّ على وجوب المودة لاَهل البيت الذين نصّ الحديث على تحديدهم ، وقد استدلّ الفخر الرازي على ذلك بثلاثة وجوه ، فبعد أن روى الحديث عن الزمخشري قال : فثبت أن هؤلاء الاَربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، واذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيدٍ من التعظيم ، ويدلّ عليه وجوه :
الاَول : قوله تعالى : ﴿ إلاّ المودَّةَ في القُربَى ﴾.
الثاني : لاشك أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبّ فاطمة عليها السلام ،
قال صلى الله عليه وآله وسلم : «فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها»
وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يحبّ علياً والحسن والحسين، واذا ثبت ذلك وجب على كلّ الاَمة مثله، لقوله تعالى:
﴿ واتَّبعُوهُ لَعلَّكُم تَهتَدُونَ ﴾ (3)، ولقوله : ﴿ فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفُونَ عَن أمرِهِ ﴾ (4).
الثالث:إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جُعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة، وهوقوله : «اللهم ّصلِّ على محمد وآل محمد وهذا التعظيم لم يوجد في حق غيرالآل، فكلّ ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب.
وقال الشافعي:
يا راكباً قف بالمُحصّب من منى * واهتف بساكن خِيفها والناهضِ
سَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى منى * فيضاً كما نَظم الفراتِ الفائضِ
إن كان رفضاً حبّ آل محمدٍ * فليشهد الثقلان أني رافضي (5)
وأشار الشافعي إلى نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام بقوله : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرضٌ من الله في القرآن أنزله (6) (1) سورة الشورى : 21 | 23 .
(2) الدر المنثور | السيوطي 6 : 7 ، وروي الحديث أيضاً في : فضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 669 | 1141 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 172 . وشواهد التنزيل | الحسكاني 2 : 130 من عدّة طرق . والصواعق المحرقة | ابن حجر : 170 . وتفسير الرازي 27 : 166 . ومجمع الزوائد | الهيثمي 9 : 168 . والكشاف | الزمخشري 4 : 219 . وذخائر العقبى | المحب الطبري : 25 . وإسعاف الراغبين | الصبان : 113 . وسائر كتب المناقب والتفاسير . وراجع كتاب التشيع | السيد الغريفي : 215 ـ 216 .
(3) سورة الاعراف : 7 | 158 .
(4) سورة النور : 24 | 63 .
(5) تفسير الرازي : 27 | 166 .
(6) الصواعق المحرقة | ابن حجر : 148 ـ 175 . وشرح المواهب | الزرقاني 7 : 7 . والاتحاف بحب الاشراف | الشبراوي : 83 ، المطبعة الاَدبية ـ مصر . واسعاف الراغبين| الصبان : 119 .