سيدنا على كرم الله وجهه يقول للحسن عليه السلام
لا فقر أشد من الجهل
يا بني ، العقل خليل المرء ، والحلم وزيره ، والرفق والده ، والصبر من خير
جنوده.
يا بني ، للمؤمن ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها
نفسه ، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها فيما يحل ويجمل ، وليس للمؤمن بد من أن
يكون شاخصا في ثلاث : مرَّمة لمعاش ، أو خطوة لمعاد ، أو لذة في غير مُحَرَّم .
من أحب أن يعلم حاله في حبنا
فليمتحن قلبه ، فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل
وميكائيل ، والله عدو للكافرين
سيدنا جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون كامل العقل ، ولا
يكون كامل العقل حتى تكون فيه عشر خصال. الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ،
يستقل كثير الخير من نفسه ، ويستكثر قليل الخير من غيره ، ويستكثر قليل الشر من
نفسه ، ويستقل كثير الشر من غيره ، ولا يتبرم بطلب الحوائج قبله ، ولا يسأم من طلب
العلم عمره ، الذل أحب إليه من العز ، والفقر أحب إليه من الغنى ، حسبه من الدنيا
قوت ، والعاشرة وما العاشرة : لا يلقى أحدا إلا قال : هو خير مني وأتقى
سيدنا على كرم الله وجهه يقول : والله لو صببت
الدنيا على المنافق صبا ما أحبني ، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم المؤمن لأحبني ،
وذلك أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : يا علي ، لا يحبك إلا مؤمن ، ولا
يبغضك إلا منافق.
عن عبد الله بن مسعود ، قال : نعى إلينا حبيبنا
ونبينا صلىاللهعليهوآله نفسه ـ فبأبي وأمي ونفسي له الفداء ـ قبل موته بشهر ، فلما دنا
الفراق جمعنا في بيت ، فنظر إلينا ، فدمعت عيناه ، ثم قال : مرحبا بكم ، حياكم الله ،
حفظكم الله ، نصركم الله ، نفعكم الله ، هداكم الله ، وفقكم الله ، سلمكم الله ، قبلكم الله ،
رزقكم الله ، رفعكم الله ، أوصيكم بتقوى الله ، وأوصي الله بكم ، إني لكم نذير مبين ألا
تعلوا على الله في عباده وبلاده ، فإن الله ( تعالى ) قال لي ولكم : ( تلك الدار الآخرة
نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) (1) وقال
سبحانه : ( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) (2).
قلنا : متى يا نبي الله أجلك؟ قال : دنا الاجل والمنقلب إلى الله ، وإلى سدرة
المنتهى ، وجنة المأوى ، والعرش الاعلى ، والكأس الأوفى ، والعيش المهنى.
قلنا : فمن يغسلك؟ قال : أخي وأهل بيتي الأدنى فالأدنى.
قال سيدنا على كرم الله وجهه : إن المؤمن لا يصبح إلا خائفا وإن كان محسنا ، ولا يمسي
إلا خائفا وإن كان محسنا ، لأنه بين أمرين : بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به ،
وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات.
ألا وقولوا خيرا تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، صلوا أرحامكم وان
قطعوكم ، وعودوا بالفضل على من حرمكم ، وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم ، وأوفوا
بعهد من عاهدتم ، وإذا حكمتم فاعدلوا.
سيدنا على كرم الله وجهه يقول
اللهم أنت ربى ومولاي ، وسيدي وأملي وإلهي ، وغياثي وسندي ، وخالقي
وناصري ، وثقتي ورجائي ، لك محياي ومماتي ، ولك سمعي وبصري ، وبيدك رزقي ،
وإليك أمري في الدنيا والآخرة ، ملكتني بقدرتك وقدرت علي بسلطانك ، لك القدرة
في أمري ، وناصيتي بيدك ، لا يحول أحد دون رضاك ، برأفتك أرجو رحمتك ،
وبرحمتك أرجو رضوانك ، لا أرجو ذلك بعملي ، فقد عجز عني عملي ، فكيف أرجو
ما قد عجز عني؟ أشكو إليك فاقتي وضعف قوتي ، وإفراطي في أمري ، وكل ذلك من
عندي ، وما أنت أعلم به مني ، فاكفني ذلك كله..