مقالات مُبَسطة حول قضية الخلق
الجزء الأول
هناك بديهيات وأصول كلنا نعلمها ونقتنع بها، مثل أن الجزء أصغر من الكل وأن 1+2 = 2+1
وهناك مسلمات وحقائق لا مجال للشك فيها، وصل العالم إلى قناعات لها بأدلة قوية لا ولن تتغير مع الوقت، مثل أن الأرض لها شكل كروي، وأن المحيطات والبحار يشكلان حوالي 71 % من مساحة الكرة الأرضية، وأن الكون حادث، أي لم يكن موجوداً ثم حدث وتكون. وأن الكون يحتوي على مليارات من النجوم منها من هو أضعاف حجم الشمس ومنها من هو أصغر. وأن الكون منتظم فكمثال بسيط لانتظامه أن الكون له حوالي 3000 مليار يوم تشرق فيهم الشمس وتغرب على الأرض, وتدور فيهم الأرض حول نفسها وحول الشمس.
من المسلمات أيضاً أن لكل حدث أو فعل، مُحدث له أو فاعل.
الفاعل أما أن يكون فعل هذا الفعل عشوائياً أو فعله بحكمة ( والحكمة هي وضع الشيء في موضعه)
الفعل العشوائي مثاله :
1- تأثير الرياح على كومة من الرمال, سينتج عنها بعض الأشكال العشوائية, ولكن الرياح لن تصنع تمثالاً من الرمال أو ترسم بالرمال أشكالاً هندسية منتظمة.
2- قرد يعبث بلوحة مفاتيح الكمبيوتر وملف الورد مفتوح , فسيكتب حروف عشوائية, من المصادفة أن يكتب كلمة أو كلمتين صحيحتين ولكن من المستحيل أن يكتب بيتاً من الشعر أو أن يكتب مقالة من عدة صفحات عن طريق الصدفة والاحتمالات.
لوحة المفاتيح بها حوالي 100 مفتاح إدخال – فاحتمال أن يكتب حرف (ك) هو 1 على 100 , واحتمال ان يكتب بعد حرف الباء حرف (ر) هو 1 على 10000 واحتمال أن يكتب بعدهما حرف (ة) هو 1 على مليون. وفي كل مرة تريد زيادة حرف أو مسافة، عليك القسمة على 100.
بذلك، احتمال أن يكتب قرد أو أي شخص لا يعرف لوحة المفاتيح وما بها من مدخلات جملة مثل: (رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً)
هي واحد مقسوم على 1 أمامه 60 صفر.... مما يعني أنه مستحيل.
زهر الطاولة له 6 أوجه، فاحتمال أن تلقي 75 زهراً مع بعضهم وتحصل على نتيجة واحدة (6) لكل الأزهر يساوي نفس احتمالية أن يكتب القرد الجملة السابقة على الكمبيوتر.
الغريب أن بعض الناس، يصمم أنه من الممكن أن يكتب قرد كتاباً كاملاً بالصدفة، ويقول طالما هو احتمال ولو ضعيف فهو ممكن، وانا ادعوهم أن يجربوا 75 زهراً من الطاولة لمدة عام كامل، وإن نجحوا في الحصول على نتيجة واحدة ل 75 زهر في وقت واحد، فمن الممكن أن يكتب القرد الجملة السابقة لا أن يكتب كتاباً كاملاً كما يتوهمون.
تحدثنا عن الفعل العشوائي ومحدوديته وقصوره، والآن نتحدث عن الفعل المنظم المنضبط الحكيم والذي أمثاله:
1- جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الجوال الذي تقرأ منه .... بالتأكيد له صانع، ومن دقة الجهاز، تستطيع الحكم على الصانع بأنه حكيم وماهر وذكي.
2- التمثال أو اللوحة المرسومة بعناية، بالطبع لم ترسمها الصدفة أو الطبيعة بالعشوائية الناتجة من حركة الرياح والأمطار، بل إن هناك من صنع التمثال أو رسم اللوحة بدقة.
3- مقال جميل تقرأه، من غير الممكن أن يكون كتبه طفل رضع يعبث بلوحة المفاتيح أو قرد يحاول أن يقلد صاحبه، أو قط يمر على لوحة المفاتيح بالصدفة.
الآن نصل إلى الكون
فالكون لم يكن موجوداً في فترة من الفترات ثم نشأ وأوجد....
فهل أوجد الكون بفعل فاعل حكيم، قام بترتيبه وتنسيقه على ما يشاء؟
أم أنه بلا أي تدخل خارجي، قررت مادة الكون أن توجد نفسها وتنشيئ المجرات والنجوم والكواكب والأقمار؟
العلماء يقولون: نشأة الكون أتت من انفجار نتج عنه تمدد وتوسع سريع وكبير ولا يزال الكون يتوسع ويتمدد.
فهل هذا الانفجار كان تحت تحكم وسيطرة خالق، أم أنه بلا أي تدخل خارجي، قررت مادة الكون أن تنفجر وتتمدد وتتوسع، وأثناء تمدها وتوسعها، أنشأت هذا الكون المنتظم ؟.
هل العشوائية تٌنشئ نظاماً دقيقاً؟
هل عشوائية القرد على لوحة المفاتيح، تنتج كتاباً علمياً؟
هل انفجار قنبلة في ورشة، ربما ينتج عنه دراجة أو سيارة؟
هل من الممكن أن تصنع الصدفة دراجة هوائية بسيطة؟
بذلك تحدثنا عن:
استحالة وجود الصدفة مع وجود الدقة - الكون حادث – الكون منتظم – العشوائية لا تصنع شيئاً منتظماً دقيقاً – لا بد للكون من خالق.
منقول من كتابات دكتور ياسر جبر
وصلى الله على محمد وعلى آل محمد عليهم الصلاة والسلام