حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام أحضر خمرا فذهب الغلام .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام على مدونة عبدالله المسافر باللهحكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام : أحضر خمرا . فذهب الغلام المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
[ قصة ذلك الأمير الذي قال للغلام : أحضر خمرا ]
حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام : أحضر خمرا . فذهب الغلام ، وعندما كان عائدا بجرة الخمر ، كان هناك زاهد يمر بالطرق للأمر بالمعروف ، فقذف الجرة بحجر وكسرها ، وعلم الأمير ، وتوجه لعقاب الزاهد . وهذه القصة حدثت في زمن عيسى عليه السّلام ، ولم تكن الخمر قد حرمت بعد ، لكن الزاهد كان يتقزز منها ويمنع التنعم بها
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
“ 356 “
3440 - كان هناك أمير حلو الروح معاقر للخمر ، كان كهفا يلجأ إليه كل مخمور وكل مسكين .
- كان مشفقا مكرما للمساكين عادلا ، كان أصيلا واهبا للذهب ، قلبه كالبحر .
- كان ملكا للفتيان ، وأميرا للمؤمنين ، كان حافظا للطريق عالما بالسر ، ناظرا إلى الصديق .
- كان العهد عهد عيسى والأيام أيام المسيح عليه السّلام ، كان الخلق طيبي القلوب قليلي الأذى ، صبوحين .
- فأتاه ضيف فجأة ذات ليلة ، كان أميرا على شاكلته ، حسن المذهب .
3445 - وكانت الخمر تلزمهما في نظم أمورهما ، فقد كانت الخمر في ذلك الوقت حلالا مسموحا بها .
- وقلت الخمر أمامهما ، فنادى : يا غلام ، امض واملأ الإبريق ، وإيت لنا بالخمر ،
- من فلان الراهب ، فإن عنده خمرا خاصة ، ومنها يجد الخواص والعوام الخلاص .
- وإن ما تفعله جرعة من خمر ذلك الراهب ، هو ما تفعله آلاف الجرار والدنان .
- ففي تلك الخمر مادة خفية ، مثلما يكون سلطان متخفيا في عباءة .
3450 - فقلل أنت النظر باستهانة إلى الخرقة الممزقة ، فلقد سود ظاهر الذهب .
“ 357 “
- ولقد صار منبوذا ومردودا من أجل عين السوء ، كما سود ظاهر ذلك الياقوت بالدخان .
- ومتى تكون الكنوز والجواهر داخل الدور ؟ إن الكنوز توجد دائما في الخرابات .
- وعندما دفن كنز آدم في خرابة الجسد ، صار جسده تعويذة لعين ذلك اللعين .
- كان ينظر إلى الطين باستهانة شديدة ، وكانت الروح تقول له : إن طيني سد أمام عينيك .
3455 - وأخذ الغلام الجرة وأسرع راضيا ، وفي لحظة وصل إلى دير الرهبان .
- ودفع الذهب ، وأخذ خمرا كأنها الذهب ، لقد أعطى حجرا وأخذ عوضا عنه جوهرا .
- " أخذ " خمرا لو أنها صعدت إلى رؤوس الملوك ، لوضعوا تاج الذهب على مفرق الساقي .
- ولأثارت الفتن وألوان الشغب ، ولاختلط العبيد بالسادة .
- ولمضت العظام وصارت كلها أرواحا ، ولتساوى في تلك اللحظة العرش مع لوح الخشب .
3460 - فهما وقت الصحو كالماء والزيت ، وهما وقت السكر كالروح في الجسد . “ 1 “
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 475 : - مثل الهريسة ، اللحم والبُر ممتزجان معا ، لا يسبق أحدهما الآخر ، ولا فرق بينهما .
“ 358 “
- وعندما صارا كالهريسة ، لم يعد ثم فرق ، فلا فرق هناك ، إذ ليس ثم غرق .
- كان ذلك الغلام لا يزال يحمل خمرا كهذى ، نحو قصر الأمير ، حسن السمعة
- فتقدم منه زاهد محزون متعصب ، متيبس اللب ، متلفع بالبلاء ،
- قد أذاب الجسد في ميزان القلب ، وأخلى الدار من كل ما سوى الله .
3465 - و " تعرض " لأذى المحن دون توقف ، والجراح فوق الجراح ، بحيث تبلغ الآلاف .
- خبرها قلبه كل لحظة من الجهاد " في الطريق " ، فقد كان عاكفا ليل نهار على هذا الجهاد .
- ولقد تمرغ في الدم والتراب لسنوات ، وفر منه الصبر والحلم فجأة ، في منتصف الليل. “1“
- فقال الزاهد : ما هذا الذي في الجرار ؟ قال الغلام : خمر ، قال : لمن ؟
- قال : إنها لفلان الأمير الأجل ، قال : أمثل هذا العمل يكون للطالب ؟
3470 - أيكون طالبا لله ثم قصف ولهو ؟ وخمر الشيطان تكون لمن عنده نصف وعى ؟
- إن وعيك بلا خمر ذابل هكذا ، وهناك ألباب ينبغي أن تكون مرتبطة بلبك هذا .
- فماذا يكون وعيك عند السكر ؟ يا من صرت مثل طائر سقط في فخ السكر .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 475 : - فرأى في الليل غلاما حسن الخطى ، يطوى الأرض طيا من سرعته .
“ 359 “
حكاية ضياء دلق الذي كان مفرطا في الطول وأخيه شيخ الإسلام تاج بلخ الذي كان شديد القصروكان شيخ الإسلام هذا يشعر بالعار من أخيه ضياء .
ودخل ذات مرة إلى درسه ، وكل صدور بلخ حاضرون ، فحياه ضياء ومر ، وهم له شيخ الإسلام بالقيام بلا اهتمام ، فقال له : نعم ، أنت طويل جدا ، اختلس قطعة من طولك
- كان ضياء دلق هذا حاضر البديهة ، وكان أخا لشيخ الإسلام تاج بلخ . “ 1 “
- أما تاج ، فكان شيخ الإسلام في الحاضرة بلخ ، كان قصير القامة ضئيلا وكأنه فرخ .
3475 - وبالرغم من أنه كان فاضلا فحلا حاويا للفضائل ، فقد كان ضياء يبزه في الظرف .
- كان قصيرا ، بينما كان ضياء مفرطا في الطول ، وكان شيخ الإسلام يتسم بكبر وفخر شديدين .
- وكان يشعر بالعار من هذا الأخ ، في حين أن ضياء كان واعظا أيضا ذا هدى .
- وفي يوم المحفل دخل ضياء ، وكانت الحضرة مليئة بالقضاة والأصفياء .
- ومن كبريائه الشديد ، قام شيخ الإسلام نصف قومة لهذا الأخ الرشيد .
3480 - فقال له : حقا ، إنك مفرط الطول ، فمن أجل الأجر والثواب ، اختلس جزءا من قوامك السروي .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 480 : - ومن أجل العلم، كان خلق يفدون إليه على الدوام يلازمون درسه.
“ 360 “
- ومن ثم ، فأي لب وأي عقل لك بحيث تشرب الخمر يا عدوا للمعرفة .
- وإن كان وجهك مليحا ، فضع عليه قدرا من النيلة ، فالنيلة على وجه الحبشي تكون أضحوكة .
- ومتى حل فيك نورٌ أيها الغوى ، حتى تصبح باحثا عن الغيبوبة والظلام ؟
- والقاعدة هي البحث عن الظل في النهار ، فهل تصير باحثا عن الظل في الليل الملبد بالسحب ؟
3485 - فإذا كانت قد أحلت قوتا للعوام ، فإنها قد حرمت على طالبي الحبيب .
- وخمر العشاق هي دماء قلوبهم ، وعيونهم تكون على المنزل والطريق .
- وفي مثل هذا الطريق لهذه الصحراء المهولة ، هذا العقل المرشد ذو مائة غياب وكسوف .
- وإنك لتحثو التراب في وجوه المرشدين ، وتجعل القافلة هالكة ضالة .
- وحقا إن خبز الشعير يكون حراما وتزيدا ، فضع أمام النفس خبز النخالة .
3490 - وأذل عدو طريق الله ، ولا تضع اللص على المنبر ، بل ضعه على المشنقة .
- وأولى باللص أن تقطع يده ، وإن عجزت عن القطع ، فقيد تلك اليد .
- فإن لم تقيد يده ، قيد هو يدك ، وإن لم تكسر قدمه ، كسر هو قدمك .
- فهل تعطي العدو الخمر وقصب السكر ؟ لماذا ؟ ، فلتضحك ضحكة مسمومة ، ولتقل له : كل التراب .
“ 361 “
- لقد قذف الزاهد من غيرته الجرة بالحجارة ، فتحطمت ، فألقى بها الغلام ، وفر من الزاهد .
3495 - وذهب إلى الأمير ، فسأله : أين الخمر ؟ فقص له ما حدث بالتفصيل .
ذهاب الأمير غاضبا لمعاقبة الزاهد
- صار الأمير كالنار ، ونهض واقفا ، وقال : أخبرني أين دار ذلك الزاهد .
- حتى أدق رأسه بهذه الهراوة الثقيلة ، تلك الرأس الخالية من المعرفة ، ابن الخاطئة ؟
- أي علم له بالأمر بالمعروف ؟ أمن طبيعته الكلبية ؟ ! إنه طالب للصيت والشهرة .
- حتى يجعل لنفسه مكانة بهذا النصب والاحتيال ، حتى يظهر نفسه ، ويشهرها بشيء ما .
3500 - وهو لا يملك فضلا سوى هذا ، وهو أن يتعرض متنطعا لهذا وذاك
- فإن كان مجنونا مشعلا للفتنة ، فإن دواء المجنون هو قضيب الثور " السوط " .
- حتى يخرج الشيطان من رأسه ، وكيف يسير الحمار دون وخز من الحمارين ؟
- وانطلق الأمير خارجا والهراوة في يده ، وجاء في منتصف الليل إلى الزاهد وهو نصف ثمل .
- وكاد من " شدة " غضبه أن يقتل الزاهد ، فاختفى الزاهد تحت غطاء من الصوف .
“ 362 “
3505 - كان الزاهد يسمع ذلك من الأمير ، بينما هو مختف تحت صوف بعض الغزالين .
- وقال لنفسه : المرآة التي قسا وجهها فحسب هي التي تستطيع أن تبرز قبح المرء في وجهه .
- وينبغي وجهٌ في صلابة وجه المرآة ، ليقول لك : انظر إلى وجهك القبيح .
حكاية غلبة المهرج لسيد شاه ترمذ في الشطرنج
- كان سيد شاه ترمذ يلعب الشطرنج مع المهرج ، فهزمه المهرج سريعا ، وغضب سيد شاه غضبا شديدا .
- فما إن قال : مات الملك ، مات الملك ، حتى أخذ ذلك الشاه المتكبر يضربه بقطع الشطرنج قطعة قطعة فوق رأسه .
3510 - قائلا : هاكه فخذه ، ملكك أيها الديوث، فصبر ذلك المهرج وقال : الأمان أيها الملك.
- وأمر الأمير بأن يلعبا دورا آخر ، فكان " المهرج " مرتعدا وكأنه العريان في الزمهرير .
- وخسر الأمير الدور ، ومات ملكه ، وجاء دور قول " مات الملك " وأوانه
- فقفز ذلك المهرج وذهب إلى ركن ، ووضع سريعا ستة من اللباد فوق جسده
- وتحت الوسائد واللباد الستة ، اختفى نائما ، لكي ينجو من ضرب الأمير .
3515 - فقال الأمير : ماذا فعلت ؟ وما هذا ؟ فقال : الملك . . الملك . . الملك مات ، أيها الملك المختار .
“ 363 “
- فمتى يمكن قول الحق إلا تحت اللحاف ، معك " بالذات " أيها الغاصب ناري الطبع .
- فيا من هزمت أنت ، ومت أنا من ضربات الملك ، ها أنا أقول لك : مات الملك . . مات الملك ، وأنا تحت ثيابك .
- لقد امتلأ الحي بصيحات الأمير " الآخر " ورفسه الأبواب بالأقدام ، والشد والجذب .
- ونهض الخلق خارجين من دورهم من على اليسار واليمين ، قائلين : أيها المقدم ، هذا هو أوان العفو والرضا .
3520 - إن ذهنه متيبس ، وعقله في هذه اللحظة أقل من عقول الأطفال وأفهامهم .
- والزهد والشيخوخة صارا ضعفا فوق ضعف ، وهو على زهده ذاك ، ليس على سماحة وبسط .
- ولقد تجرع الآلام ، ولم ير نفعا من رفيق ، وقام بأعمال كثيرة ، ولم ير نتيجة أو أجرا من عمله .
- فإما أن عمله هذا لم يكن من أجل " العمل " ذاته ، أو أن حين الجزاء لم يحن بعد .
- أو أن سعيه هذا كان مثل سعي اليهود ، أو أن الجزاء مرهون بوقته .
3525 - ويكفي الرجل ألما ومصيبة أنه بلا أهل في هذا الوادي الملئ بالدم
- لقد قبع في ركن من داره شديد وجع العينين ، وقد عبس بوجهه ، وأرخى شدقيه .
- فلا كحال يعتني به " ويعالجه " ، ولا عقل له ليسعى في أثر علاج وكحل .
“ 364 “
- وهو يجتهد على الوهم والظن ، وأمره قائم على احتمال التحسن .
- ومن هنا فطريقه حتى رؤية الحبيب بعيد ، ولا مجال للبحث عن الرئاسة في رأسه . “1 “
3530 - فهو حينا مع الله في عتاب ، قائلا : إن نصيبي كان العناء من هذا الحساب .
- وحينا مع حظه في جدال ، " قائلا " : الجميع محلقون ، وأنا مقطوع الجناح .
- وكل من هو سجين للون والرائحة ، حتى ولو كان الزهد ، يكون ضائقا تماما .
- وما لم يخرج من هذا الجو الضيق الكئيب ، لن يصير طيب الخصال واسع الصدر .
- وعندما يكون الزاهد منفردا بنفسه ، ينبغي ألا يُعطى نصلا أو موسيا من قبل أن يحدث البسط .
3535 - فإنه ضجرا يمزق بطنه ، حزنا على ما أصيب به من خيبة وأحزان .
هم المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم بإلقاء نفسه من جبل حراء خوفا من تأخر نزول
جبريل عليه السّلام ، وإظهار جبريل عليه السّلام نفسه له قائلا :
لا تلق بنفسك ، فأمامك ألوان من الإقبال
- عندما امتد الهجر وفراق " جبريل " للمصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم ، كاد أن يلقي بنفسه من فوق الجبل .
- حتى قال له جبريل عليه السّلام : حذار ، لا تفعل ، فإن لك دولة عظيمة من أمر " كن " .
..............................................................
( 1 ) الشطرة الثانية عند جعفري " 12 - 490 " : لم يبق له مخ من عشقه للقشور .
“ 365 “
- فكان المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم ينصرف عن إلقاء نفسه ، ثم كان الفراق يهاجمه مرة ثانية .
- فكان يهم بإلقاء نفسه مرة أخرى منقلبا من الجبل ، وذلك من شدة الحزن والهم
3540 - فكان جبريل عليه السّلام يظهر له مرة أخرى قائلا له : لا تفعل ، أيها الملك الذي لا بديل له .
- وهكذا ظل الأمر حتى كشف الحجاب ، وحتى وجد جوهره ، من داخله هو .
- وإذا هم الناس بقتل أنفسهم عند كل محنة، فماذا هم فاعلون في النفس التي هي أصل كل المحن؟
- وإنني لفي عجب وحيرة من تضحية الناس ، وكل منهم يضحي من أجل سيرة ما .
- وما أسعد ذلك الذي ضحى بالجسد ، من أجل ذلك الذي يستحق الفداء والتضحية .
3545 - ولما كان كل امريء مضحيا من أجل شيء ما ، فهو صارفٌ فيه العمر ، مستعد أن يقتل من أجله ،
- مستعد للقتل مستقبله ذات شروق أو ذات غروب ، فلا مشتاق يبقى بعدها ، ولا موضع شوق .
- اللهم إلا هذا المقبل المضحي من أجل هذا الفن ، تكون له مائة حياة في القتل .
- فهو عاشق ومعشوق وعشقه في دوام ، وهو حسن السمعة في الدارين ، ذو نصيب .
“ 366 “
- "يا كرامي ، ارحموا أهل الهوى * شأنهم ورد النوى بعد النوى" “ 1 “
3550 - فأعف أيها الأمير عن حدته وغلظته ، وانظر إلى آلامه وشقائه .
- حتى يعفو الله بدوره عن ذنوبك ، ويجازيك على ذلك بالمغفرة .
- ولقد حطمت أنت جرارا كثيرة من الغفلة ، ومع ذلك فقد رجوت العفو من أعماق قلبك .
- فاعف حتى تجد العفو عند الجزاء ، فإن القدر يدقق كثيرا عند الجزاء . “ 2 “
جواب الأمير على المتشفعين للزاهد وجيرانه قائلا : لماذا توقح وكسر جرتنا ؟
لن أقبل شفاعة في هذا الأمر ، فلقد أقسمت على عقابه
- فقال الأمير : من يكون هذا حتى يقذف جرتنا بحجر ويكسرها؟!
3555 - والأسد الهصور عندما يمر من الحي الذي أسكن فيه، يمر بوجل شديد وبحذر.“3“
- ولماذا ضايق غلامنا وآذاه ، وأخجلنا أمام ضيوفنا ؟
- وأراق شربة هي أفضل من دمه ، ثم هرب الآن منا كالنساء .
- لكنه لن ينجو بروحه مني ، حتى ولو صار طائرا وحلق في الأعالي .
..............................................................
( 1 ) البيت بالعربية في المتن الفارسي .
( 2 ) ج / 12 - 493 :
- وكن في وعيك بالنسبة لمن يدققون في أمور القدر ، واستمع إلى قصتنا جيدا .
- واستمع إلى سيرة الأمراء الآخرين ، حتى تجد من الحكاية مائة خبر .
( 3 ) ج / 12 - 496 :
- بل إنه ليفقد مخلبه رعبا منى ، والأفعى أمام قهري تتحول إلى نملة .
“ 367 “
- فإنني أرميه بسهم غضبي الذي يصمي جناحه ، وأقتلع جناحه وقوادمه الحقيرة . “ 1 “
3560 - ولو مضى إلى قلب صخرة صماء ، فإني بجهدي أخرجه في التو من قلب الصخرة . “ 2 “
- ولسوف أوجه ضربة منى إلى جسده ، بحيث يكون عبرة لكل القوادين . “ 3 “
- ومع كل هذا الاحتيال . . ومعنا أيضا ! ! فلسوف أعطيه حقه ومائة من أمثاله الآن . “ 4 “
- ولقد صار غضبه السفاك في قمته ، وكانت النيران لا تفتأ تخرج من فمه .
قيام المتشفعين للزاهد وجيرانه بتقبيل يد الأمير وقدمه والتضرع إليه مرة أخرى
- ومن أنفاسه المعربدة ، أخذ أولئك الشفعاء يقبلون يديه وقدميه كثيرا .
3565 - قائلين : يا أيها الأمير ، إن الانتقام لا يليق بك ، وإذا كانت الخمر قد أريقت ، فأنت طيب بلا خمر .
- وإن الخمر لتستمد مادتها من لطفك ، ولطف الماء يتحسر من أجل لطفك أنت .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 496 : - ولو صار سمكة في ماء ، رعبا مني يتقلب ظهرا لبطن .
( 2 ) ج / 12 - 496 : - لن ينجو بروحه من سيفي ، ولو قام بمائة حيلة وتدبير وفن .
( 3 ) ج / 12 - 496 : - وإن عمله هو الاحتيال والشعوذة والغش ، وهدفه نيل الشهرة .
( 4 ) ج / 12 - 469 : - سوف أدق رأسه تماما بهذه الهراوة الثقيلة ، بحيث يغادر جسده كنز الروح .
“ 368 “
- فزاول الملوكية ، واعف أيها الرحيم ، أيها الكريم ابن الكريم ابن الكريم .
- فكل شراب عبد لهذا القد ولهذا الخد ، وكل السكارى حساد لك .
- ولست محتاجا إلى الخمر الوردية على الإطلاق ، فاترك تلك الوردية ، أيها المورد .
3570 - يا من وجهك الذي كالزُهرة شمس الضحى ، ويا من يتسول منك اللون الوردي ، كل ما هو وردى اللون .
- والخمر التي تغلى في الدن خفية ، إنما تغلى شوقا إلى وجهك .
- ويا من أنت بأجمعك بحر ، بماذا يجديك الطل ؟ ويا من أنت بأجمعك وجود ، أي عدم تبحث عنه وتطلبه ؟
- ويا أيها القمر المنير ، ماذا تريد أن تفعل بالغبار ؟ يا من يكون القمر أمامك مصفر الوجه .
- إنك طيب وجميل ومعدن لكل جمال ، فلماذا تمتن لهذه الخمر ؟
3575 - وإن تاج كَرَّمْنا موجود على مفرق رأسك ، وطوق أَعْطَيْنا كَقلادة فوق صدرك .
- إن الإنسان جوهر ، والفلك عرض بالنسبة له ، وكلها فروع وأسباب وهو الغرض .
- ويا من غلمانك العقل والتدابير واللب ، لماذا تبيع نفسك هكذا رخيصا ؟
- إن خدمتك واحترامك أمران مفروضان على الجميع، فكيف يطلب جوهرٌ النجدة من عرض؟
- وإنك لتبحث - وا أسفاه - عن العلم من الكتب ، وتبحث - وا أسفاه - عن اللذة من الحلوى .
“ 369 “
3580 - وبحر من العلم قد اختفى في قطرة طل ، وفي جسد مساحته ثلاثة أذرع ، أضمر عالم " بأسره " .
- فماذا تكون الخمر؟ أو السماع؟ أو الجماع؟ حتى تبحث عن طريقها عن السرور والارتفاع؟!
- لقد صارت شمسٌ طالبة قرضا من ذرة ، وكوكب الزُهرة طالبا للكأس من جرة .
- والروح التي لا كيفية لها صارت حبيسة للكيفية، والشمس حبيسة لعقدة!! يا لها من خسارة!!
جواب الأمير عليهم مرة ثانية
- قال : لا ، لا ، فأنا خدن لتلك الخمر ، ولست قانعا بلذة تلك السعادة " التي تتحدثون عنها " .
3585 - إنني أريدها بحيث أصير كالياسمين ، أتمايل حينا ذات اليسار وحينا ذات اليمن .
- متخلصا من كل خوف ومن كل ألم ، أتمايل في كل صوب ، وكأنني أشجار الصفصاف .
- مثل غصن الصفصاف ، أتمايل ذات اليمين وذات اليسار ، فله من الرياح ، ألوان من الرقص .
- وإن كل من اعتاد على سرور الخمر، متى يقبل هذا السرور "الذي تذكرون" ؟ هه. .أيها السيد .
- وكون أن الأنبياء فد استثنوا من هذه اللذة ، فذلك لأنهم امتزجوا بلذة الحق .
“ 370 “
3590 - ذلك أن أرواحهم كانت قد رأت تلك اللذات ، فأصبحت هذه اللذات عندهم لهوا ولعبا . “ 1 “
- وعندما صار المرء رفيقا لمحبوب حي ، كيف يقوم بمعانقة ميت ؟ ! “ 2 “
تفسير هذه الآية وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ
فالأبواب والجدران في ذلك العالم وساحته ومائة والقدور فيه والثمار والأشجار
كلها حية متحدثة مستمعة ،
ومن هنا قال عليه السلام [ الدنيا جيفة وطلابها كلاب ]
وإن لم تكن للآخرة حياة ، لكانت جيفة بدورها ، والجيفة تسمى جيفة لأنها ميتة ، لا من أجل رائحتها النتنة وقذارتها
- لما كانت ذرات ذلك العالم ذرة ذرة من الأحياء العالمة بالنكات الدقيقة والمتحدثة ،
- فلا راحة لها في عالم الموتى ، فإن هذا العشب ليس لائقا إلا بالأنعام .
- وكل من تكون له الرياض محفلا ووطنا ، متى يشرب الخمر في مستودع القمامة ؟
3595 - وموضع الروح الطاهرة هو عليين ، ويكون دودة ذلك الذي يجعل البعر موطنا له .
- والكأس الطهور من أجل السكران بالله ، والماء المالح من أجل هذه الطيور العمياء .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 503 :
- وكل من أسفر له النور الحقيقي عن وجهه ، متى يصير قانعا بالظلمة والدخان ؟
- وكل من أكل في جوعه طعام الله ، متى يحمل هم الخبز والحساء ؟
وكل من نام في الرياض ، متى يميل إلى مستودع القمامة كالبلهاء ؟
وكيف يتجب المصاب بالاستسقاء الماء ؟ وكيف يبتعد المخمور عن الشراب ؟
ولا يشبع عاشق قط من الحبيب ، ولا يمل المريض قط من الطبيب .
ولا يكون العاشق نفورا من المعشوق ، إذ يرى به كل الكون والمكان .
ولا أحد قط لم يصر عاشقا لغير الحق ، ولم يصر أحد واقفا على ذلك السر إلا الحق .
( 2 ) ج / 12 - 503 : - وربما يعانق أحدٌ ميتا ، إن لم يكن له علم بدنيا الروح .
“ 371 “
- وكل من لم يبدُ له عدل عمر رضي اللّه عنه ، يكون الحجاج السفاح عادلا في رأيه .
- وإنهم ليعطون البنات الصغيرات دمية جامدة ، إذ ليس لديهن علم باللعب الحية .
- وعندما لا يكون للأطفال من الفتوة يد قوية ، يكون السيف الخشبي أفضل بالنسبة لهم .
3600 - والكفار قد صاروا قانعين بصور الأنبياء ، التي صوروها على جدران الأديرة .
- ولما كانت لنا نوبة الضياء من هؤلاء العظماء ، فليس لدينا أدنى اهتمام بنقوش الظلال .
- لقد بقيت صورة أحدهم في الدنيا ، لكن الآخر صورته كالقمر في كبد السماء .
- وهذا فمه متحدث بالنقاط الدقيقة مع الجليس ، وذاك متحدث مع الحق ، وهو له جليس .
- وأذن جسده مسجلة لهذا الكلام ، وأذن روحه تجذب الأسرار من قائل " كن "
3605 - وعين الجسد ناظرة إلى حلية البشر ، وعين السر حائرة فيما زاغَ الْبَصَرُ.
- وقدم الظاهر مصطفة في صف المسجد ، وقدم المعنى في طواف فوق الفلك .
- وهكذا فعدد أعضائه عضوا عضوا على هذا النسق، هذه داخل الوقت ، وتلك خارج الحين.
- وما هو في وقت يكون حتى الأجل ، لكن أعضاء المعنى رفيقة للأبد ، قرينة للأزل .
- وإن " أحدهم " ليسمى ولي الدولتين ، ويوصف الآخر بأنه إمام القبلتين .
“ 372 “
3610 - فلا تلزمه خلوة ، ولا تلزمه أربعينية ، فلا غيم قط يستطيع أن يحجبه .
- فإن قرص الشمس هو منزل خلوته ، فكيف يحجبه الليل الغريب ؟
- ولقد انتفت عنه العلة والخشية ، ولم يبق بُحران ، صار كفره إيمانا ، ولم يبق ثم كفران .
- صار متقدما كالألف من استقامته ، وهو لا يملك شيئا من أوصاف نفسه
- وصار منفصلا عن كسوة طباعه ، وصارت الروح عارية إلا من ذلك الذي يطيل العمر .
3615 - وعندما مضى عاريا إلى ذلك المليك الفرد ، كساه المليك ثوبا من الأوصاف القدسية .
- ولبس خلعة من أوصاف المليك ، وحلق من حضيض البئر ، إلى إيوان الجاه
- هكذا مثلما صفا ماءٌ كدر ، فصعد من قاع الطست إلى أعلى الطست .
- فبالرغم من أنه ملوث بالكدر من قاع الطست ، ومن شؤم امتزاجه بأجزاء البدن ،
- والرفيق السوء قد عقد جناحه وقوادمه ، إلا أنه كان في الأصل مبرزا .
3620 - وعندما وجهوا إليه العتاب ب " اهبطوا " ، علقوه منكسا كهاروت .
- لقد كان هاروت من ملائكة السماء ، وعقابا صار معلقا هكذا .
- ولقد نكس ، لأنه ابتعد عن الرأس ، وجعل نفسه رأسا ، وساق " مركبه " منبتا .
- وتلك السلة عندما رأت نفسها مليئة بالماء ، استغنت وانفصلت عن البحر .
- فلم تبق على كبدها قطرة واحدة من الماء ، فأشفق عليها البحر ، واستدعاها إليه .
“ 373 “
3625 - إنها رحمة بلا علة ، " ولا تسبقها " طاعة ، تأتي من البحر في ساعة مباركة .
- قائلة : ناشدتك الله ، طوفي حول شاطيء البحر ، بالرغم من أن أهل السواحل يكونون صفر الوجوه .
- حتى يأتي لطف العطاء ، ويحمر الوجه الأصفر من الجوهر " الإلهي " .
- إن اصفرار الوجه هو أفضل الألوان بالنسبة له ، ذلك أنه يكون في انتظار هذا اللقاء .
- لكن اللون الأحمر على ذلك الوجه الذي يكون لامعا ، كان هكذا لأن روحه قانعة .
3630 - فإن هذا الطمع يصيب بالنحول والاصفرار والذلة ، ولا يكون هذا بسبب الأبدان العليلة .
- وعندما يرى أحد وجها أصفر بلا سقم ، فإن جالينوس نفسه يصاب منه بالحيرة .
- وما دمت قد طمعت في أنوار " هو " ، فإن المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم يقول في أمثالك [ ذلت نفسه ] .
- والنور بلا ظل لطيف وعال ، وذلك " الظل " المشبك هو ظل الغربال .
- والعشاق يريدون الجسد عاريا ، وعند المصابين بالعنة ، سواء الثوب والبدن .
3635 - وذلك الخبز ، وتلك المائدة يكونان للصائمين ، وسواء عند الذبابة الحساء والقدر .
“ 374 “
استدعاء الملك لإياز مرة أخرى قائلا له : فسر لنا عملك ،
وحل مشكلة المنكرين والطاعنين ، فليس تركهم في هذا اللبس من المروءة
- إن هذا الكلام يفوق الحد والحصر ، فيا إياز ، تحدث الآن عن أحوالك .
- فإن أحوالك هذه نابعة من منبع جديد ، ومتى تصير أنت راضيا بهذه الأقوال ؟
- هيا ، وقص علينا " طرفا " من تلك الأحوال الطيبة ، وليكن التراب على أحوال العالم المحسوس “ 1 “ ودرسه .
- وإذا كان حال الباطن لا يتأتي في مقال ، فإنني أشرح لك حال الظاهر أزواجا وأفرادا .
3640 - فمن لطف الحبيب تصير مرارتنا على الروح أحلى من سكر النبات .
- ولو أن ذرة واحدة من ذلك السكر تمضي إلى البحر ، لتحولت ملوحة البحر كلها إلى حلاوة .
- وعشرات الآلاف من الأحوال قد وردت هكذا ، ثم عادت إلى الغيب أيها الأمين .
- وحال كل يوم ليس شبيها بحال الأمس ، مثل جدول في جريانه ، إن لم يكن ثم سدود .
- وسرور كل يوم من نوع جديد ، ولفكرة كل يوم تأثير آخر .
تمثيل جسد الإنسان بدار ضيافة وأفكاره المختلفة بمختلف الضيوف ، والعرف في رضاه بتلك الأفكار المحزنة والمفرحة مثل المكرم للضيف المتلطف مع الغريب كالخليل عليه السّلام ،
فإن باب الخليل كان مفتوحا دائما لإكرام الضيف ، سواء كان كافرا أو مؤمنا أمينا أو خائنا ،
وكان يبش في وجه كل ضيف
..............................................................
( 1 ) حرفيا : عالم الحواس الخمسة والجهات الستة .
“ 375 “
3645 - إن هذا الجسد أيها الفتى كأنه دار ضيافة ، يأتيه مسرعا كل صباح ضيف جديد . “1“
- هيا ولا تقل لقد بقي كَلا علىّ “ 2 “ ، فإنه لن يلبث حتى ينطلق طيرانا نحو العدم .
- فكل ما يأتي من عالم الغيب ، هو ضيف في قلبك فأكرمه .
حكاية ذلك الضيف الذي قالت عنه ربة الدار :
لقد انهم المطر وبقي الضيف في رقابنا
- نزل ضيف على أحدهم فجأة ، فجعله كالطوق في العنق " إكراما " .
- ومد السماط وأبدى له أنواع الإكرام ، وفي تلك الليلة كان هناك حفلٌ في حيه .
3650 - وأسر الرجل إلى زوجته قائلا : أعدى فراشين الليلة أيتها السيدة
- ومدى فراشنا إلى جوار الباب ، أما فراش الضيف فمديه في الناحية الأخرى .
- فقالت المرأة : بكل احترام وبكل سرور ، سمعا وطاعة يا نور عيني .
- ومدت المرأة الفراشين ومضت إلى حالها ، نحو حفل الختان ، وبقيت هناك .
- وبقي الضيف العزيز مع زوجها ، وقد وضعا بينهما النُقل من أخضر ومجفف .
3655 - وتسامرا بما شاء لهما السمر من خير ومن شر حتى منتصف الليل .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 516 :
- لا ، لقد أخطأت ، إنه يأتي لحظة بلحظة ، ذلك الضيف الجديد ، والفكرة السارة والفكرة المحزنة .
- فكن مضيفا متهلل الوجه كالخليل عليه السّلام ، ولا تغلق الباب ، وقف منتظرا في الطريق .
( 2 ) حرفيا : بقي في رقابنا .
“ 376 “
- ثم إن الضيف غلبه النوم وتعب من السمر ، فمضى إلى الفراش الذي عند الباب .
- ولم يقل له الزوج شيئا حياءً ، لم يقل له : إن موضع نومك في الجهة الأخرى أيها العزيز .
- أو : لقد مددت لنومك فراشا يا ذا الكرم في الناحية الأخرى .
- وبُدل ذلك الترتيب الذي كان قد رتبه مع زوجته ، وراح الضيف في النوم على الفراش الآخر .
3660 - وفي تلك الليلة انهمر المطر مدرارا ، بحيث تعجبت السحب نفسها من شدته .
- وجاءت المرأة ظانة أن الزوج قد نام إلى جوار الباب ، وأن الضيف قد نام في الناحية الأخرى .
- وذهبت كالعروس عريانة تحت اللحاف ، ومنحت الضيف عددا من القبلات برغبتها .
- وقالت : كنت أخشى أيها الرجل العظيم ، وما خشيته قد حدث ، ما خشيته قد حدث ! !
- كنت أخشى أن يحبس الطين والمطر ذلك الرجل الضيف ، ويبقى لاصقا بك كأنه الصابون السلطاني .
3665 - فمتى " يمكنه " أن يذهب في هذا المطر والوحل ، وسوف يبقى غرما على رأسك وروحك .
- فقفز الضيف على وجه السرعة وقال : دعيني أيتها المرأة فلدى حذاءٌ برقبة ، ولا يهمني الطين .
“ 377 “
- إنني ذاهب إلى حال سبيلي ، ولكم الخير ، ولا أراح الله الروح من السفر لحظة واحدة .
- حتى تمضي بأقصى ما تستطيع من سرعة نحو معدنها ، فإن هذا التوقف في السفر ، يكون قاطعا للطريق .
- فندمت المرأة على قولها السخيف ، عندما نفر ذلك الضيف الفرد ، ومضى إلى حال سبيله .
3670 - وأخذت المرأة تردد : الخلاصة أيها الأمير ، لقد كنت أمزح ، فلا تدقق . . من طيبتك .
- لكن سجود المرأة وضراعتها لم تجد فتيلا ، ومضى وقد تركهما في حسرة .
- ولبس الرجل وزوجته من بعدها ملابس الحداد ، عندما رأيا وجهه كالشمع ، بلا حوض " يوضع فيه "
- لقد أخذ يمضى ، والصحراء من نور شمعه ، تحولت إلى جنة ، وانفصلت عن ظلمة الليل .
- وحول " الرجل " منزله إلى دار ضيافة ، من حزنه لما حدث وخجله منه .
3675 - وفي داخل كليهما ، وفي كل لحظة ، ومن طريق خفي ، كان خيال الضيف يحدثهما قائلا :
- لقد كنت رفيقا لكما وكأنني الخضر عليه السّلام ، وكنت سأنثر عليكما مائة كنز من الجود ، لكن لم يكن من نصيبي كما .
“ 378 “
.
يتبع