سعد الدين محمود الشبسترى ، نسبة إلى شبستر التى ولد بها بإيران ، بالقرب من تبريز ، سنة 1250 م ، ووفاته بتبريز سنة 1320 م ، وديوانه " كلشن راز " قيل فيه إنه من أهم الأشعار الصوفية ، ويعتبر من الكلاسيكيات التى يعتد بها فى الأدب الصوفى ، وله رسالتان نشريتان بعنوان : " حق اليقين " ، و " مرآة المحققين " ، والرسالة الأولى تستمل على ثمانية أبواب تلكم فيها عن مسائل المبدأ والمعاد ، والوحدة والكثرة ، والجبر والقدر ، والسلوك ، والفناء والبقاء ، وبرغم أنها رسالة صغيرة إلا أنه جمع فيها رؤوس المسائل الصوفية جميعها . وأما الرسالة الثانية فضمنها شروحه على معرفة النفس ، وعلم معرفة الله ، ومعرفى بقاء الحق بواسطة صنائع وبدائع وعجائب وغرائب قدرته فى الآفاق والأنفس .
والشبسترى بديوانه " كلشن راز " أو حديقة الورد يبلغ الذروة فى المعرفة بعقائد التصوف وتفسير لغة الصوفية وحقائق التصوف بلغة أهل العلم والفلسفة والوجدان .
وترجم الكتاب إلى اللغات الأوروبية بدءاً من سنة 1700 م ، اعتقاداً من الأوروبيين أنه تنصر . وهذه مجموعة من أشعاره : ــ
خُلق عالم الخلق والأمر فى لمحة واحدة
وعاد فى اللحظة التى أتى فيها
ولكن ليس فى المنام من مجئ وعودة
ولو أنعمت النظر لرأيت أن الذهاب ليس إلا الإياب
تعالى الله القديم الذى هو فى لحظة واحدة
يبدأ إنشاء العالم وإنهاءه
لقد أصبح عالم الخلق والأمر حين هنالك واحداً
وصار الواحد كثيراً والكثرة قلة !
وهذه الصورة المغايرة هى وهجك
فإن النقطة دائرة من سرعة السير
والأنبياء فى هذا السبيل كالحداة
أدلاء القوافل وهداتها
وسيدنا من بينهم أمسى آمراً للركب
فهو الأول وهو الآخر فى هذه المهمة
والفرق بين أحمد وأحد هو ميم واحدة
وغرق العالم فى تلك الميم
والأنبياء فى هذا الطريق من خلف وأمام
يدلّون الناس على منازلهم
وحين وافق الكلام المنازل
وقع المشكل فى أفهام الخلائق
والكلام لا يستوعب المعانى أبداً
لأن بحر القلزم لا يستوعبه إناء
يتبع