شرح الحكم العطائية
سيد الشرقاوى
** ذكر سيدي الإمام ابن عطاء اللّٰه السكندري رضي اللّٰه عنه في كتابه :
[مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر اللّٰه الكريم الفتاح]؛
أنَّ للنفس الإنسانية ظلمة بسبب اتباعها الشهوات تحجبها عن الوصول إلى اللّٰه بحجاب الظلمة،
ولا يُرفع هذا الحجاب ولا تزول تلك الظلمة إلا بالنور،
ولا يكون ذلك إلا بالصلاة علي النبي ﷺ لما روي عنه: ﴿إنَّ الصلاة عليَّ نور﴾
*وقيل لأحد العارفين: كيف الوصول؟!.
*قال: عليك بالنور.
*قال السائل: وأين أجد النور؟
*فقال العارف: في الصلاة على الرسول ﷺ.
*ولما كانت روح الإنسان ضعيفة لا تستقر لقبول الأنوار الإلهية
لذلك أمرهم اللّٰه عزَّ وجلَّ بالصلاة على النبي ﷺ لكي تستحكم العلاقة بينهم
وبين سيدنا النبي ﷺ المستقبل للأنوار والتجليات الإلهية من عالم الغيب،
فتنعكس تلك الأنوار على أرواح المصلين عليه ﷺ وتخرجهم من الظلمات إلى النور؛
فصلاتك ﻋﻠﻰ سيدنا النبي ﷺ ﺍﺳﺘﻤﺪﺍﺩ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻲ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ النبي ﷺ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺑﺸﺮﻳﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺩ سائلاً؛ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ في ﺣﺎﻝ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺘﻪ،
فقد رُوي عنه ﷺ أنَّه ﻗﺎﻝ: ﴿ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺳﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳُﻌﻄﻰ﴾