تبيّن لي ..
"إن المغالطة الكبرى تكمن في أننا عندما أردنا فهم الإسلام، رجعنا بتفكيرنا من القرن الواحد والعشرين إلى القرن السابع ، وبذلك أردنا أن نفكر كما فكروا هم، وهذا مستحيل عقلا، وخاصة أننا بعد ذلك انتقلنا من القرن السابع إلى القرن الواحد والعشرين لنقدم إسلام القرن السابع لأهل القرن الواحد والعشرين، في هذه العملية جرى تشويه التاريخ و التطور والزمان والمكان، ونتج لنا إسلام خيالي يعيش في فراغ خارج التاريخ، وصورة لدين لاعلاقة له بالحياة بل تدور محاوره خارج الحياة، لأنها صورة تصلح لأهل زمان غير زماننا، فهذه الصورة بكل بساطة من صنعهم هم، وفق مايتناسب وظروفهم ، ولايمكن أن تكون مفيدة لنا، فهذه العملية إن لم ننتبه إليها ونصححها فلا أمل في تقدم المسلمين والخروج من المأزق الذي يتخبطون فيه، لأنه عليهم فهم الإسلام وفق معطياتهم هم وصنع صورتهم الواقعية التي تتناسب مع ظروفهم من خلال تفاعلهم الحقيقي مع التنزيل الحكيم، فالخروج من هذا المأزق هو إستيعاب السنة بمفهومها الحقيقي، وإدراك الفرق بين مايؤخذ منها ومالا يؤخذ ، وهذا امر جد مهم، وحينها فقط نكون واثقين من أنفسنا، وقادرين ونحن في القرن الواحد والعشرين على الاجتهاد لأنفسنا"