ولمارية شأن كبير عند النبي محمد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
استوصوا بأهل مصر خيرًا، فإن لهم نسبًا وصهرًا" والنسب منجهة هاجر أم إسماعيل، والصهر من جهة مارية القبطية
وكانت مارية بيضاء جميلة الطلعة وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة،
فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله بها، وقالت عائشة: "ماغرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية"
عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في المحرم من السنة السادسة عشر،
ودعا عمر بن الخطاب الناس وجمعهم للصلاة عليها فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار
ليشهدوا جنازة مارية القبطية، ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي وإلى جانب ابنها إبراهيم
ويقول فرج عبد العزيز، مدير مكتب تنشيط السياحة بمنطقة تونا الجبل لـ"العربيةنت"،
إن أصل المنطقة قرية تسمى "بسا"، وهو إله فرعوني قديم،
ثم أقيمت عليها مدينة "هيبنو آتي" نسبةً إلى الطبيب الخاص لرمسيس الثاني حاكم #مصر
وتوجد بالقرية آثار فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية، كما أنها القرية التي ولدت وتربت بها السيدة ماريا
وأضاف أن القرية نفسها حملت اسم "انتينيو بوليس" أيضاً بعدما أسسها الإمبراطور هادريان
على اسم غلامه تخليدا لذكراه، ويوجد بها بقايا معبد رمسيس الثاني
وبقايا مقابر فرعونية ومسرح روماني وبوابة النصر
وتابع: "في العصور التالية للعصور الفرعونية، أطلق على القرية اسم حفن وفي العصر الإسلامي
اهتم الصحابة بهذه القرية وأعفاها معاوية من الخراج"
وأضاف أنه "وفق مصادر تاريخية كثيرة، عقب وصول عمرو بن العاص إلى مصر وفتحها،
كان ضمن الجيش الصحابي عبادة بن الصامت وبعد موقعة البهنسا،
انطلقت الجيوش بقيادة عبادة للقضاء على فلول الرومان بالصعيد، وإكمال الفتح الإسلامي،
حيث وصل إلى القرية، وعلم من الأهالي أنها المنطقة
التي جاءت منها زوجة الرسول #ماريا_القبطية،
فقرر البقاء هناك، وبنى مسجدا في المكان الذي كان يوجد به منزل أسرة ماريا،
وكان هذا هو أول مسجد في ملوي"
واستقر عبادة بن الصامت في تلك المنطقة وجعلها مقر إقامته، لتسمى القرية بعد ذلك باسمه "قرية الشيخ عبادة"