تفسير جامع البيان في تفسير القرآن / الطبري _ت 310 هـ
{ *قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ } * { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } * { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * {وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ} * { حَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ }
قال تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد: أستجير بربّ الفلق من شرّ ما خلق من الخلق. واختلف أهل التأويل في معنى الفلق ، فقال بعضهم: هو سجن في جهنم هذا الاسم. عن ابن عباس ، {الفَلَقِ}: سجن في جهنم.
هشيم .. قال: قال: قَدِم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنظر إلى أهل الذمة ، وما هم فيه من العيش والنضارة ، وما وُسَّعَ عليهم في دنياهم ، قال: فقال: لا أبالك ، أليس من ورائهم الفلق؟ قال: قيل: وما الفلق؟ قال: بيت في جهنم ، إذا فُتح هَرّ أهل النار.
السُّدِّيّ يقول: الفَلَق: جُبّ في جهنم.
عن أبي هُريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: : أحسن عمل وأضلّ قوم ، رضيت لكم الفلق ، قيل: وما الفلق؟ قال: بيت في جهنم إذا فُتح صاح جميع أهل النار من شدّة حرّه. ، !!!!!!: هو اسم من أسماء جهنم.
قال أبا عبد الرحمن الحبلي ، عن الفلق ، قال: هي جهنم.
وقال فلق: الصبح.
عن ابن عباس: {أعُوذُ برَبِّ الْفَلَقِ} قال: الفلق: الصُّبْح. حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا ابن أبي عديّ ، قال: أنبأنا عوف ، عن الحسن ،
في هذه الآية: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} قال: الفلق: الصبح
عن جابر ، قال: الفَلَق: الصبح.
، عن القُرَظِيّ ، أنه يقول في هذه الآية: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} يقول:
فالق الحبّ والنوى ، قال: فالق الإصباح.
عن مجاهد قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} قال: الصبح.
ثنا سعيد ، عن قتادة {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} قال: الفَلَق: فَلقَ النهار.
عن قتادة ، قال: الفلق: فلق الصبح.
قال ابن زيد ، في قول الله: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} قيل له: فَلَق الصبح ،
قال: نعم ، وقراءة:{ فالِق الإصباحِ وَجاعِلُ اللَّيْلِ سَكَ عمومًا }
فَلَق: الخلق ،
عن عليّ ، عن ابن عباس {الفلق}: يعني الخلق.
والصواب من القول في ذلك ، أن يقال: إن الله جلّ ثناؤه أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم يقول: {أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} والفلق في كلام العرب: فَلق الصبح ، تقول: هو أبينُ من فَلَق الصبح ، تقول العرب ، هو أبينُ من فَرَق الصبح ، ومن فَرَق الصبح. وجائز أن يكون في جهنم سجن اسمه فَلَق.
كان صوتًا كان كذلك ، وكان وصفًا كان جلّ ثناؤه وضعَ دلالة على أنه عُنِي بقوله {بِرَبِّ الْفَلَقِ} بعض ما يُدْعَى الفلق دون ،
. وقال جلّ ثناؤه: {مِنْ شَرِ ما خَلَقَ} لأنه أمر نبيه أن يستعيذ
من شرّ كل شيء ، إذ أنه الجامع.
وقوله: {وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ} يقول:
ثم اختلف أهل التأويل في المظلم الذي عُنِي في هذه الآية ،
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منه ، فقال بعضهم:
هو الليل إذا أظلم.وعن ابن عباس: { غاسِقٍ أذَا وَقَبَ } قال: الليل.
وثنا ابن أبي عديّ ، قال: أوّل الليل إذا أظلم.
و عن القرظي أنه كان يقول في: {غاسِقٍ أذَا وَقَبَ} يقول:
النهار دخل في الليل.
و عن محمد بن كعب {وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ} قال: هو غروب الشمس إذا جاء الليل ،و ثنا الحسن ، عن مجاهد ،
: {غاسِقٍ} قال: الليل {إذَا وَقَبَ
و عن الحسن {وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ} قال: الليل إذا أقبل. حدثنا بشر ، قال: ثنا سعيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ،
ابن عباس ، {إذَا وَقَبَ} يقول: أقبل. وقال بعضهم البعض: هذا النهار.
عن محمد بن كعب القُرَظِيّ {وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ}
قال: هو غروب الشمس إذا جاء الليل. وقال انه كوكب.
و قال ابن زيد ، في وبخ: {وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ} قال: كانت العرب تقول: الغاسق: سقوط الثريا ، وإعداد الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها ، وترتفع عند طلوعها. ولقائلي هذا القول عِلّة
من أثر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم
و عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم
{وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ} قال: النجم الغاسق
وقال: بل الغاسق إذا وقب: القمر ، ورووا بذلك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم خبراً.
عن عائشة قالت: أخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم بيدي ، ثم نظر إلى القمر ، ثم قال: "يا عائِشَةُ تَعَوَّذِي باللّهِ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ ،
وَهَذَا غاسِقٌ إذَا وَقَبَ" ، وهذا لفظ حديث أبي كُرَيب وابن وكيع.
وأما ابن حُمَيد ، ظهر قال في حديثه: قالت أخَذَ النبيّ صلى الله عليه وسلم بيدي ، فقال: " أتَدْرِينَ أيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ تَعَوَّذِي باللّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا ،
وعن عائشة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر.
فقال: "يا عائِشَةُ اسْتَعِيذِي باللّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا ، فإنَّ هَذَا الْغاسِقُ إذَا وَقَبَ"وأولى الأقوال في ذلك ، أن يقال: إن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم يستعيذ {مِنْ شَرِّ غاسِقٍ} وهو الذي يُظْلم ، يقال: غَسَق الليل يَغْسُق غسوقاً: إذا أظلم. {إذَا وَقَبَ} يعني: إذا كان في ظلامه والليل إذا دخل في ظلامه غاسق ، والنجم إذا أفل غاسق ، والقمر غاسق إذا وقب ،
ولم يخصص ذلك ، بل عمّأ الأمر بذلك ، فكلّ غاسق بعض الشيء ،
فكلّ غاسق ، كان يُؤمر بالاستعاذة من إذاّه. وقب.
وكان قتادة يقول في معنى وقب: ذهب
و عن معمر ، عن قتادة {غاسِقٍ إذَا وَقَبَ} قال: إذا ذهب.
ولست أعرف ما قال قتادة في كلام العرب. وقوله: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ} يقول: ومن شرّ السواحر اللاتي ينفُثن في عُقَد الخيط ،
حين يَرْقِين عليها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
وعن ابن عباس: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ}
قال: ما خالط السِّحر من الرُّقَى. حدثنا ابن بشار
، وعن الحسن {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ} قال: السواحر والسَّحَرة.
حدثنا ابن عبد الأعلى ،و تلا قتادة: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ}
قال: إياكم وما خالط السِّحر من هذه الرُّقَى
كان الحسن يقول: كان الحسن يقول إذا جاز {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي العُقَدِ} قال: إياكم وما خالط السحر. عن جابر ، عن عقد مجاهد وعكرِمة {النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ} قال: قال مج: الرُّقى في عُقَد الخيط
وقال عكرِمة: أنا في الخيط. حدثني يونس ، قال: قال ابن زيد ،
في: {وَمِنْ شَرّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ} قال: النفاثات: السواحر في العقد.
وقوله: {وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ}: مختلف أهل التأويل في الحاسد الذي أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال بعضهم: ذلك حاسد
أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شرّ عينه ونفسه
عن قتادة {وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ} قال: من شرّ عينه ونفسه وسمعت ابن طاوُس عن أبيه ، قال: العَينُ حَقٌّ ، وَلَو كان شَيءٌ سابق القَدرِ ،
سَبَقتْه العَينُ ، و اسْتُغْسِل أحدُكم فَلْيَغْتَسل. !!!!!!: بل أُمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بهذه الآية أن يستعيذ من شرّ اليهود الذين حسدوه.
قال: قال: قال ابن زيد ، قال: قال ابن زيد ، قال: {وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ} قال: يهودا ، لم يمنعم ، إلا حسدهم. وأولى القولين بالصواب في ذلك ،
قول من قال: أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من إجابة سحره ، أو بغاه سوءاً. وإنما قلنا: إجراء أولى بالصواب ،
لأن الله عزّ وجلّ لم يخصص ، لأنك في عمومه
إختصره:قدرى