الصفاء عند الصوفية
في اللغة
صفا الشيء : كان نقياً لا يكدره شيء .
في الاصطلاح الصوفي :
الإمام جعفر الصادق {عليه السلام}
يقول : الصفا : هي الروح لصفائها عن درن المخالفات .
ويقول : الصفا : هو صفاء المعرفة .
من أقوال الصوفية :
قيل : حقيقة الصفاء : طرح القلب على بساط الامتنان ، واستقامة السر مع الملك الديان
وقيل : تصفية القلوب لعلام الغيوب .
وقيل : صدق الافتقار مع دوام الاضطرار ، وترك الاختيار مع حسن الانتظار .
وقيل : فناء الكلية تحت كمال القدرة ، وطيران الهمة بأجنحة الشوق نحو رب العزة .
وقيل : هجرة السر إلى الله من المراتب والدرجات ، والفرار إلى الله من المنازل والمقامات .
وقيل : هي مجانبة دواعي النفس ، ومتابعة دواعي الروح ، وإخماد صفات البشرية تحت صفات الربوبية .
وقيل : أن الصفا : موقف التصفية من كدورات الدنيا وهوى النفس .
وقيل : الصفاء : هو سقوط التلون .
وقيل : من أراد الصفا ، فليلتزم الوفاء .
الشيخ أحمد الرفاعي الكبير
يقول : الصفاء : هو طيران القلب بأجنحة الاشتياق لرب العالمين .
ويقول إن للصفاء ظهراً وبطناً ، فأما ظهرها : فإن تصفي كليتك من أدناس النفس والخلق والدنيا
وأما بطنها : فإن تصفي كليتك من غبار رؤية الأعمال ، وطلب الأعواض على الأعمال ، والالتفات منه إلى ما سواه .
ويقول
حقيقة الصفاء : هي التخلق بخلق المصطفى والاقتداء بأصحابه أولي الصدق والوفا ، والانقطاع إلى الملك الأعلى .
الإمام القشيري
يقول : الصفاء : هو الخلوص من أثر الطبع ، والتعلق بالحقائق ، وترك المذمومات .
الشيخ سهل بن عبد الله التستري
يقول : الصافي : هو الذي لا ينسى الله منه .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : الصفاء : اسم للبراءة من الكدر عن قلب صفي من الصدأ
وإنما يصفو القلب عند انطواء حظ العبودية في حق الربوبية
وحينئذ يتبين له أن السلوك إنما كان عن حجابية خلقيته إلى كشف أنوار حقيقته بعد فنائه عن ظلمة الحدث في نور الأزل .
يقول الشيخ ذو النون المصري :
إن لله عباداً يبلغون في درجة الصفاء مقاماً تقع فراستهم على سر الناس ، فيعرفون السعداء من الأشقياء .
الشيخ محمد بن وفا الشاذلي
يقول : الصفاء : هو تصفي الناطقة من شوائب الحيوانية بانحسام مادة الطبيعة .
و يقول غاية الصفاء : محو ظلمة القبح عند بدو أنوار شمس الفتح المشهود بأعين الوجل المطلقة
ويقول
حقيقة الصفاء : طهارة القلب من نجاسة الشرك الخفي بنور التحقيق بتوحيد الأفعال مطلقاً .
ومن أقوال الصوفية :
قال سيدنا الخضر {عليه السلام}: لا يحصل للعبد صفاء الصدر
حتى لا يبقى فيه شيء من الخبث لا لعدو ، ولا لأحد من خلق الله ، وهناك تستأنس الوحوش والطيور بك ، بل لا تنفر منك .
يقول الشيخ ابن عباد الرندي :
قالوا : الزهاد يخرجون المال عن الكيس تقرباً إلى الله تعالى ،
وأهل الصفاء يخرجون الخلق والمعارف من القلب تحققاً لله ـ عز وجل ـ .
الشيخ عبد الغني النابلسي
صفاء الخلوة : هو ركون النفس أو سكون أمواج الخواطر والأنس بطيب القلب
فقط ، وذلك من آثار رضوان الله ـ عز وجل ـ .
الشيخ أبو بكر الكتاني
يقول : صفاء الصفاء : هو مزايلة الأحوال والمقامات والدخول إلى النهايات .
الصافي
الشيخ سلامة الراضى يقول :
إذا انشرح صدرك واتسع وعقل المذاكرة وسمع
فاعلم أنها باب من أبواب التعرف قد فتح لك فالزمه وأد حقوق أدبه
وانهض وجد في طلبه فإن القرب مأمول فتتيسر الوصول وتنال الرضى والقبول
ويقول : فتح باب الذوق في ملازمة المحبة والشوق ، فتح باب الشوق في تمام الصفاء
ولا يحصل ذلك إلا باطمئنان النفس ولا يتم الاطمئنان إلا برؤية الكمال ولايكون ذلك إلا بالتوجه التام .
ويقول سيدى سلامة الراضى :
الصفاء الروحي الذي يحدث بعد المناصفة يهوّن على المناصف كل عقوبة ،
وكذلك لإعتقاده بأن المناصفة تخفف عنه أمراً ربما لا يقدر على تحملة .
الشيخ محمد متولي الشعراوي
يقول : الصفاء : هو كونك تصافي الله فيصافيك .
الدكتور عبد المنعم الحفني
يقول : الصفا : إشارة إلى التصفي من الصفات الخلقية .
صفاء العارف
يقول الباحث محمد غازي عرابي :
صفاء العارف : هو تأهله لأن يكون محط تجلي الأنوار التي إذا تألقت أحالت العارف إلى قمر يعكس سنا هذه الأنوار العلوية .
يقول : الصفا : بمعنى تصفية النفس حتى يزول شرها وجماحها من الصفات الذميمة والأخلاق اللئيمة ، وهي المسمى : بالمجاهدة والرياضة .
وختاماً يقول سيدى سلامة الراضى فى كتاب النفحة المحمدية فى الحكمة الروحانية :
أحبابي : إذا أحببتم اثنين فقد انقسم القلب نصفين وكل نصف ينازع الآخر ، والنزاع كدر ، والكدر ينافي صفاء المحبة ،
المحبوب لا يألف إلا الصفاء .