زيارات المشاهير والرؤساء للمسجد والضريح
ولم يفت الكثيرين من زوار مطروح أن يأخذوا بركة سيدى العوام والصلاة فى مسجده
وشهد المسجد والضريح زيارات المشاهير منهم رؤساء ووزراء ومحافظون فقد زاره الرئيس جمال عبدالناصرفى عام 1969
وكان معه وقتها كل من الرئيس معمر القذافى والرئيس الأوغندى عيدى أمين، كما زاره أيضا الرئيس انور السادات وبشار الأسد،
وجعفر نميرى، إضافة إلى عدد من السفراء والوزراء والمشاهير من الكتاب والمثقفين،
كما يعد المسجد والضريح الآن مزاراً سياحيا لكل مصطافى مطروح وكل من يسمع عن قصته يحب أن يزوره ويصلى بمسجده
ويتبرك بتلك الزيارة والتى تعد من ضمن أجندة مزارات كثير من مصطافى المدينة كل صيف تقريباً.
حكايات حفيد سيدى العوام
وهناك حكاية أخرى تروى بقوة عن أصل سيدى العوام وهى تقول إنه ذات يوم دخل رجل مسن على إمام مسجد سيدى العوام
وقد بدت عليه آثار هرم السن ويبدو أنه قد تعدى الثمانين من عمره لحيته بيضاء وعلى وجهه علامات التقوى ويرافقه شابان يساعدانه على المشى والحركة
وأقسم هذا الشيخ الكبير لإمام المسجد إن سيدى العوام هو جده الخامس وهو من نسل الأشراف فسأله إمام المسجد عن أى إثبات أو برهان
ولم يكن متاحاً للشيخ العجوز فى زيارته الأولى أى دليل على كلامه إلا صدق الرواية التى تظهر عليه وهو يحكيها وذهب الشيخ المسن
لكنه عاد بعد عدة أشهر وفى يده وثيقة تقول إن سيدى العوام اسمه «الشارف عبدالله الشارف الإدريسى» ليبى الجنسية.
وقدم الشيخ المسن لإمام المسجد مخطوطة قديمة تقول إن سيدى العوام اسمه الحقيقى هو العربى بن محمد بن عبد القادر بن أحمد،
وينتهى نسبه إلى سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه، وأنه لقب بـ«الأطرش وأبى البحار»، وولد فى ولاية «مستغانم» بالجزائر.
ويحكى حفيد العوام قصة جده التى تروى سبب ظهوره على شواطئ مطروح
بأن جده خرج فى رحلة للحج ومعه ثلاثة من أبناء أخيه وبعض الحجاج المغاربة عن طريق البحر وأثناء عودته وافته المنية
ولكن لم يبلغ أقاربه ربان السفينة بوفاته لحرصهم على دفنه فى الأراضى الحجازية المقدسة جوار الرسول- صلى الله عليه وسلم- كما يتمنى أى مسلم أن يدفن.
ولكن رفاق المركب أبلغوا ربانها بوفاة سيدى العوام فأمر الربان بإلقاء الجثمان فى البحر بحسب قانون البحار،
فرفض أولاد أخيه أمر الربان ونشب بينهم وبين الربان خلاف شديد استمر لأيام إلى أن رأى كل منهم رؤيا واحدة
يأمرهم فيها عمهم بأن يلقوا جسده فى البحر وأنه سيرافقهم إلى ما شاء الله، وتم اتفاقهم على هذه الرؤيا فأبلغوا الربان
أن يتخذ الإجراءات المطلوبة وبعد صلاة الجنازة ألقى الجثمان فى البحر، ولاحظ الجميع أن الجثمان يسير بمحاذاة السفينة
وبعد غروب الشمس ودخول الليل لاحظ الجميع نورا بجانب السفينة واستمر الوضع لمدة يومين أو ثلاثة ولم ير الجثمان فى اليوم الأخير،
وقيل لأبناء أخيه بعدها إن أقرب شاطئ اختفى قربه جسد عمهم هو شاطئ مرسى مطروح المصرية،
وألقت أمواج البحر الجثمان الشريف على الشاطئ إلى أن عثر عليه السكان بالمنطقة فى كفنه وعلموا أنه من الصالحين ودفنوه».
لتبدأ رحلة الجسد الغريق والقبر وحتى الضريح والمسجد والمولد الذى انفض عن سيدى العوام ولكن سيرته لم تنفض من قلوب محبيه من مطروح وخارجها.
علي الشوكي _المصرى اليوم