الحملة الفرنسية على مصر
في 19 مايو 1798 أقلع أسطول فرنسي مكون من 260 سفينة من ميناء طولون بفرنسا
محملاً بالجنود والمدافع والعلماء وعلى رأسهم نابليون بونابرت قاصداً الإسكندرية ومر في طريقه بمالطة،
ولما بلغ الإنجليز خبره عهدوا إلى سفنهم بقيادة نلسون باقتفاء أثره ومعرفة وجهته وهدفه، فقصد نلسون مالطة
وهناك علم أن مراكب نابليون غادرتها نحو الشرق منذ خمسة أيام، فرجح أنها ذهبت إلى مصر فاتجه إلى الإسكندرية
ووصل إليها يوم 28 يونيو 1798، وأرسل وفداً إلى حاكم المدينة محمد كريم كي يسمح لأسطوله بالنزول إلى المدينة وشراء الميرة،
لكن محمد كريم رفض طلبهم قائلاً «ليس للفرنسيين أو سواهم شيء في هذا البلد فاذهبوا أنتم عنا»،
فتوجه أسطول نلسون إلى شواطئ الأناضول ليتزود من مدينة أخرى، ولم يمض على رحيله غير أسبوع حتى ظهر الأسطول الفرنسي أمام شواطئ الإسكندرية.
وعندئذ بعث السيد محمد كريم إلى القاهرة مستنجداً بمراد بك وإبراهيم بك. واستقر الرأي على أن يسير مراد بك مع جنوده إلى الإسكندرية
لصد الفرنسيين ويبقى إبراهيم بك في القاهرة للدفاع عنها. وصل الأسطول الفرنسي إلى شواطئ الإسكندرية عند العجمي في 1 يوليو 1798 وبادر إلى إنزال قواته ليلاً إلى البر
ثم سير قسماً من قواته إلى الإسكندرية يوم 2 يوليو 1798، ولم يكن عدد سكان المدينة يومها يزيد على ثمانية آلاف نسمة،
ولم يكن بها من الجنود ما يكفي لصد الجيش الفرنسي المزود بالمعدات الحديثة، ولم تكن حالة حصون المدينة وقلاعها تسمح بالدفاع عنها.
استعد محمد كُريم ومعه أهالي المدينة للدفاع عنها بأي شكل، وظل يقود المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين حتى بعد أن اقتحم الفرنسيون المدينة،
ثم اعتصم بقلعة قايتباي ومعه فريق من الجنود حتي فرغت ذخيرته فكف عن القتال وتم أسره هو ومن معه،
ودخل نابليون المدينة وأعلن بها الأمان. أعجب نابليون ببسالة وشجاعة محمد كُريم فسلم إليه سلاحه
وأبقاه حاكماً للإسكندرية وعين معه الجنرال كليبر حاكماً عسكرياً للمدينة.