مادة ( ص ر ف )
التصرف - التصريف
في اللغة
" تَصَرَّفَ الشخص : سلك سلوكاً معيناً .
تَصَرَّفَ في الأمر : أداره .
صَرَّفَ الأشياء : نَقَلَهَا وبَدَّلَهَا ". .
في القرآن الكريم
وردت مادة ( ص ر ف ) في القرآن الكريم (30) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : " انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهونَ ". .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي
التصريف : هو تصرف المتحقق بالهمة القلبية العالية الغيبية في الأنام بالكلام من سير الفهوانية في الحضرة الإلهية ، وهي كلمة : كن يقول الله لوليه : أنا أقول للشيء كن فيكون وقد جعلتك تقول للشيء كن فيكون. .
الدكتور عبد الحميد صالح حمدان
التصريف : هو العمل بعلم الحروف عند أهل الطريقة ، وهو ما تسميه العامة :
كرامة . .
ويقول : " التصريف : هو ما يعطيه الله سبحانه وتعالى للعبد من التمكين في تصريف الكونية ، فيقول للشيء : كن فيكون بإذن الله ". .
" مسألة - 1" : في أقسام التصرف
يقول الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي :
" التصرف على أقسام :
تصرف خاص وعام ، ظاهر وباطن ، قدسي وأقدسي ، أسمائي وصفاتي ، وذاتي وعرشي ، وفرشي تفصيلي وإجمالي ، وتصريف جامع لسائر الأقسام وهو خاص بالمحمدي يثربي المقام ، وقد يكون في اليقظة لا المنام أو بهما أو بالنوم فقط ، وصاحبه قد يشعر بذلك وقد لا يشعر وربما يكون باطناً من حيث الحقيقة غير ظاهر للنفس الوثيقة ". .
" مسألة - 2" : في أنواع تصرف العارفين
يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
" العارفون لهم تصرف بالحروف الرقمية ، ولهم تصرف بالحروف اللفظية ، ولهم تصرف بالحروف الخيالية ، والتصرف الرابع يسمونه التصرف بالجانب الأحمى ، ولا يعلم هذا التصريف إلا الرسل دون الأنبياء جعله الله محل أسراره وهو موضع النسب الإلهية ". .
" مسألة - 3" : في مقامات التصرف
يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني :
" التصرف على ثلاثة مقامات : وجد ، وفناء ، وفناء عن الفناء ". .
" مسألة - 4" : في كون التصريف مقرون بالإذن الإلهي
يقول الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي :
" التصريف يعطي للكامل إذنه فيما قل وجل من المضار والمنافع ، ومن دونه يتصرف بالإذن بحسب النوازل والوقائع . ومن أعطى التصريف لا يخرج عن مشيئة الفاعل بالاختيار ، ومن زعم غير ذلك حجبت عنه المعارف والأنوار ". .
" مسألة - 5" : في أن التصريف لا يكون إلا للكمل وأهل التمكين
يقول الشيخ محمد المجذوب :
" التصريف لا يكون لكل الأولياء ، سواء أكان في الحياة أم بعد الممات ، بل التصريف التام لا يكون إلا للكمل وأهل التمكين ، فهم متفاوتون في قوة التصريف بقوة الأحوال والمنازل والمراتب وعلى حسب مشاربهم ، والتفاوت إذا كان ثابتاً لمراتب الأنبياء الذين مراتبهم أعلى الكمالات البشرية فمن دونهم من المراتب أولى ، وتحقيق ذلك : أن كل مرتبة من المراتب الثابتة للأولياء لها طرفان ، بداية ونهاية ، ومن انتهى إلى طرف البداية من أي مرتبة كان ، عُدَّ من أهلها ويبقى التفاضل بينهم بحسب الاستعدادات والكمالات والسوابق والعنايات ". .
" مسألة - 6" : في عدم تعلق التصريف بالكمال
يقول الشيخ علي الخواص :
" كم من كامل لا تصريف له ، وكم من ناقص بالنسبة إليه يتصرف في الوجود ليلا ونهارا ". .
" مسألة - 7" : في تعلق التصريف بالأرواح
يقول الشيخ محمد المجذوب :
" إن التصريف في الحقيقة إنما هو للأرواح ، والأرواح باقية ". .
" من حكايات الصوفية " :
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" كان لسيدي إبراهيم الأعزب بالعراق له خمسون ألف مريد ، فورد عليه فقير ، فقال : كيف يقدر هذا على تربية هؤلاء ومعرفتهم ؟
فلما دخل على الشيخ وجد عليه قميصاً أزرقاً وطاقية زرقاء فقال له مكاشفاً : ليس عليّ تعب في تربيتهم ، لأن الله تعالى جعل قلوب الكل بيدي ، ثم قام فوقف على باب الرواق وجمع أصابع كفه في الهواء ، وإذا بهم يهرولون من كل مكان حتى امتلأ الرواق ، ثم بسط أصابعه فرجع كل واحد منهم من حيث جاء ، حتى لم يبق في الرواق أحد ، فلا هو كلمهم ولا هم كلموه . فانظر يا أخي إلى هذا التصريف العظيم ". .
" من أقوال الصوفية " :
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
" لكل تصريف حد ، ولكل حد تعجيز ". .
حفظ عهد التصرف
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " حفظ عهد التصرف ، يشيرون به : إلى حفظ أنبياء الله تعالى وأوليائه للأدب معه تعالى ، عندما يمكنهم من التصرف في العالم بظهور الآيات على أيديهم ". .
_________________
وإذا غلا شيء علي تركته .. فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
إبراهيم بن أدهــــم