أعظم من عجائب الدنيا السبع
خالص جلبي -
25/06/1428هـkjalabi@hotmail.com
ظن كثير من الناس أن التحنيط عند الفراعنة سر لن يصل إليه العلم،
وفي زمن ابن خلدون في القرن الرابع عشر للميلاد
استولت على الناس فكرة أن الأهرامات شيدها العمالقة
فلا يستطيع البشر تشييد صرح من هذا الحجم،
وفي عام 1878 م عكف جيوفاني شياباريللي
GIOVANI SCHIAPARELLI من ميلانو في إيطاليا
على رسم قنوات زعم أنها موجودة على ظهر المريخ،
قامت بصناعتها مخلوقات ذكية، تضخ الماء من القطب المتجمد،
إلى الصحاري الاستوائية العطشى على ظهر الكوكب
. وتعارف الناس على أن أعظم العجائب التي شادها الإنسان
في العهد القديم هي سبع مثل: تمثال زيوس ( الكولوس )
في جزر اليونان التي كانت تمر السفن من تحته،
ومنارة الإسكندرية التي انتشلت حجارتها من فترة قريبة من البحر،
و حدائق بابل المعلقة، وأهرامات مصر.
ولم يكن سور الصين العظيم معروفاً عند اليونان
الذين كتبوا التاريخ من منظورهم.
والذي ثبت أن سر التحنيط لم يعد سراً،
والعلم يستطيع أن يحنط اليوم الجثث إلى أجل غير مسمى
في رحلة تقترب من الأبدية، وفي نوع من التقنية
يتحسر عليها كهنة هليوبوليس، وأن الأهرامات
بأحجارها المليونية دشنها المصريون بالعقول الهندسية المبدعة،
والسواعد الجبارة في وقت لم يكن الحديد معروفاً بعد؛
فكان الحجر يقد من الصخر بحجر أشد قسوة منه.
وتبين أن المريخ كوكب ميت وجثة باردة في الصقيع منذ أربعة مليارات سنة،
وأن أقنية المريخ التي استمر الفلكي الأمريكي
بيرسيفال لويل PERCIVAL LOWELL في متابعة رسمها
ليست أكثر من خدعة بصرية. وطلب مشركو قريش سبع عجائب
دليلاً على النبوة على شكل خوارق صبيانية
من حيازة بئر أرتوازي وحديقة عنب وتمر أو امتلاك فيلا مزخرفة
والصعود في السماء.
وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا
أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا
أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا
أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء
ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه.
وكان جواب القرآن لهم في اتجاه مختلف تماماً
حين زحزح موضع النقاش كلية، فهو مع قناعته من شهادة التاريخ،
أن المعجزات بما فيها دابة تنشق عنها الأرض،
لم تنفع في تبديل عقول أشد قسوة من جلمود الصخر،
فكان الرهان على سنة الله في خلقه،
فهي المعجزة المتفجرة لكل عقل في أي زمان أو مكان.
قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا.
وأما عجائب العالم القديم السبع فلا تعادل
لو جمعت كلها مشروعاً واحداً مما يزمع اليابانيون بناؤه اليوم،
فكل أهرامات الفراعنة بما فيها أهرامات ( خوفو وخفرع ومنقرع )
لا تزيد على حجر واحد
في مشروع بناء (إكس ـ سيد 4000 X - SEED ) الماموت،
الذي سيرتفع كناطحة فوق سحاب، بارتفاع أربعة كيلومترات
فوق سطح البحر الياباني، ينهض فوق وسادات خرافية
من الحديد الغاطس في الماء، يهتز بنعومة مع غضب الزلازل
في أرض التيفون والأعاصير،
لبناء يعيش فيه سبعمائة ألف إنسان،
من حجم مدينة متوسطة عصرية.
مايحمله المستقبل أكبر من الخيال، وأبعد من التصور،
ويخترق المستحيل الذي تعارفنا عليه لأن المستحيل في عقولنا فقط.
ولتعلمن نبأه بعد حين