الزاهدة العابدة ، من حلقة جلساء السيدة رابعة العدوية ، وكانت من أهل المحبة ، ولها المخاطبات والمناجات مع الله ، ولها الشعر فى المحبة ، والمواقف مع كبار السادة الصوفية ومنهم السيدة رابعة العدوية نفسها ، وتدل على ما بلغته فى الطريق ، وما ارتفعت له من مقامات .
ومن مناجياتها : يا واجدى ! تُمتعنى بالليل التلاوة ، ثم تقطعنى عنك بك فى ضياء النهار ؟ إلهى ! وددت أن النهار ليل حتى أتمتع بقربك !
وكانت حيّونة تصوم حتى اسودّت من الصيام ، وعوتبن فى ذلك ، فرفعت طرفها للسماء وقالت : قد لامنى خلقك فى خدمتك ! فوعزتك وجلالك لأخدمنك حتى لا يبقى لى عَصَب ولا قَصَب ! ولعله لهذا سميت " خادمة الله " ، وشعرها أقل جودة من شعر رابعة ، تقول :
يا ذا الذى وعد الرضا لحبيبه أنت الذى ما إن سواك أريد
و تقول أيضاً : " من أحب الله انس ، ومن أنس طرب ، ومن طرب اشتاق ، ومن اشتاق وَلِه ، ومن وله خرُم ، ومن خرم وصل ، ومن وصل اتصل ، ومن اتصل عرف ، ومن عرف قرب ، ومن قرب لم يرقد وتسوّرت عليه بوارق الأحزان " .
وكانت لديها إحدى المرات " ريحانة " وهى عابدة اخرى من حلقة رابعة ، فلما جنّ الليل جاء المطر والريح الشديد ، ففزعت ريحانة ، وضحكت حيّونة من فزعها ، وقالت : " لو علمت أن فى قلبى محبة غيره ، أو خوف سواه ، لوجأته " أى قلبها بالسكين .