الصوم – الصيام
فى المصطلح الصوفى
مادة ص و م
في اللغة
"صَامَ الشخص : أمسك .
صوم في الشرع : إمساك عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النيَّة .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم ١٣ مرة بمشتقاتها المختلفة ،
منها قوله تعالى : يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ
كَما كُتِبَ عَلى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقونَ .
في الاصطلاح الصوفي
الإمام علي بن أبي طالب
الصيام : زكاة البدن .
الشيخ الحكيم الترمذي
يقول : "الصيام : هو كف النفس عن الشهوات ساعات من عمرك ،
بياض يومك ، ثم تعود إليها" .
الشيخ فارس البغدادي
يقول : "الصوم : هو الغيبة عن رؤية الخلق برؤية الحق ـ عز وجل ـ" .
الشيخ السراج الطوسي
الصوم : هو التخلق بالصمدية .
الشيخ أبو طالب المكي
يقول : "الصوم : هو مفتاح الزهد في الدنيا ، وباب العبادة للمولى ،
لأنه منع النفس عن ملاذها وشهواتها من الطعام والشراب" .
ويقول : "الصوم : هو ذكر الله { عز وجل } وهو سر" .
الشيخ أحمد الرفاعي الكبير
يقول : "الصوم : هو صون الجوارح وصون القلب عن كل مناف للحق" .
الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : "الصيام : هو هو الإمساك عن ملاحظة الأغيار ،
وطلب الاختيار ، والركون إلى غير الملك الجبار"
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : "الصوم : هو مبدأ الصلاة والصواب ، وأصل في الانتصاب ،
وحقيقة في الانتساب" .
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : "الصوم : هو إشارة إلى الامتناع عن استعمال المقتضيات البشرية ، ليتصف بصفات الصمدية" .
الشيخ عبد الوهاب الشعراني
يقول : "الصوم : هو صفة صمدانية مطهرة
من الشوائب النفسانية والشيطانية" .
الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي
يقول : "الصوم في شرع القوم : هو الإمساك عما سوى محبوبهم" .
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : "الصوم : هو فطم النفس عن شهواتها ،
وهي حاجة ملحة لخروج النفس من قمقمها المادي بمعنى كسرها إياه لا بمعنى المفارقة .
والصوم عماد الدين بعد الصلاة ، هو توأمها ورديفها الثاني .
فمن دون الصوم لا يمكن للعبد أن يتفكر في ما اعتاده في حياته
من عادات ثابتة" .
مسألة كسنزانية : في أنواع الصوم في الطريقة
نقول : للصوم في الطريقة أنواع عديدة ، منها : الصوم عن الذنوب ،
الصوم عن الغيبة ، الصوم عن النفاق ، الصوم عن البهتان ، الصوم عن الحسد ،
الصوم عن النظر الحرام ، الصوم عن التجسس ، الصوم عن تخريب البلد ،
إلى غير ذلك من الأنواع ، وكلها تجعل حياة المريد في صوم روحي دائم .
فليس الصيام أن تترك الطعام والشرب فقط
وإنما الصيام أن تترك الذنوب والمعاصي ، فالصيام هو صيام الجوارح .
إضافات وإيضاحات
سبب فرض الصيام
يقول الإمام علي بن أبي طالب :
"فرض الله ... الصيام ابتلاءً لإخلاص الخلق" .
الصوم باب العبادة
يقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} :
"لكل شيء باب وباب العبادة : الصوم ، وإنما كان الصوم مخصوصاً
بهذه الخواص لأمرين : أحدهما أنه يرجع إلى كف وهو عمل سري
لا يطلع عليه غير الله تعالى …"
والثاني : أنه قهر لعدو الله ، فإن الشيطان هو العدو ولن يقوى الشيطان
إلا بواسطة الشهوات ، والجوع يكسر جميع الشهوات التي هي آلة الشيطان " .
غاية الصوم
يقول الباحث محمد غازي عرابي :
"غاية الصوم الجوهرية : إحداث شق كزلزلة في قلب العبد
ليلتفت إلى خالقه ويتفكر في سماء الروح وأرض البدن" .
أنواع الصوم
يقول الباحث محمد غازي عرابي :
"الصوم صومان :"
صوم جسدي : وهو الامتناع عن تناول الطعام والشراب والنكاح .
وصوم نفسي : وهو الأصح ، وهو امتناع الصائم عن الغيبة ، وفحش القول ،
وتكريم النظر بحفظه ، وإمساك الجوارح عن السير في غير طريق الله " ."
فوائد الصوم
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
"الصوم ... يجفف رطوبة الأسباب القاطعة عن وجه المطلوب ، ويلين يبوسة"
الأحوال المانعة من الشأن الموهوب ، وتركد الحواس ، وتستيقظ النفس
و تعمل ما يجب على ما يجب في الوقت الذي يجب " .
ثمار الصوم
يقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} :
"الصوم يميت مراد النفس وشهوة الطبع ، وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارح
وعمارة الظاهر والباطن ، والشكر على النعم والإحسان إلى الفقراء ،
وزيادة التضرع والخشوع والبكاء وجل الإلتجاء إلى الله وسبب انكسار الهمة
وتخفيف السيئات وتضعيف الحسنات ، وفيه من الفوائد ما لا يحصى" .
ويقول الحكيم الترمذي :
"الصوم : ثمرته تطهر النفس" .
فضيلة صوم يوم الاثنين
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
"صوم يوم الإثنين يجمع العبد ، بين خلق وحق
في بساط مشاهدة وحضور أنس لتحصيل علم الأسماء الإلهية" .
الفرق بين الصوم لله والصوم بالله
يقول الإمام القشيري :
"من شهد الشهر صام لله ، ومن شهد خالق الشهر صام بالله ."
فالصوم لله يوجب المثوبة ، والصوم بالله يوجب القربة .
الصوم لله تحقيق العبادة ، والصوم بالله تصحيح الإرادة .
الصوم لله صفة كل عابد ، والصوم بالله نعت كل قاصد .
الصوم لله قيام بالظواهر ، والصوم بالله قيام بالضمائر .
الصوم لله إمساك من حيث عبادات الشريعة ، والصوم بالله
إمساك بإشارات
الحقيقة "
الفرق بين صوم الزاهد وصوم العارف
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني
"الزاهد صائم عن الطعام والشراب ، والعارف صائم عن غير معروفه ..."
صوم الزاهد نهاراً ، وصوم العارف نهاراً وليلاً ، لا فطر لصومه حتى يلقى ربه ـ عز وجل ـ ،
العارف صائم الدهر دائم الحمى ، صائم الدهر بقلبه محموم بسره " ."
من مكاشفات الصوفية : في أفضل الصوم عند الله تعالى
يقول الشيخ الأعظم عبد القادر الكيلاني :
"قلت : يا رب أي صوم أفضل عندك ؟"
قيل لى : " الصوم الذي ليس فيه سوائي والصائم عنه غائب " .
من حكايات الصوفية :
لما احتضرت السيدة نفيسة وهي صائمة ألزموها الفطر .
فقالت : واعجباه لي منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن ألقاه وأنا صائمة أفأفطر الآن ، هذا لا يكون . ثم أنشدت تقول :
اصرفوا عني طبيبي ودعوني وحبيبي
زاد شوقي إليه وغرامي ونحيبي
ثم ابتدأت بسورة الأنعام فلما وصلت إلى قوله تعالى :
لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ
رَبِّهِمْ خرج السر الإلهي " .
صوم أهل الحق
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : "صوم أهل الحق : هو صون السر عما سوى الحق كائنا ما كان" .
صوم الباطن
الإمام القشيري
يقول : "صوم الباطن : هو صون القلب عن الآفات ،
ثم صون الروح عن المساكنات ، ثم صون السر عن الملاحظات" .
صيام الجوارح
الشيخ عبد الغني النابلسي
يقول : "صيام الجوارح : هو خشوعها وكفها عن العبث
ولا يكون ذلك إلا بخشوع القلب ، فالعارف لا يصلي
إلا اذا صامت جوارح نفسه ، أي : كفت وأمسكت عن العبث" .
صوم الحقيقة
الشيخ الأعظم عبد القادر الكيلاني
يقول : "صوم الحقيقة : هو إمساك الفؤاد مما سوى الله تعالى ،
وإمساك السر عن محبة مشاهدة غير الله تعالى" .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : "صوم الحقيقة : هو صيانة الباطن عن خواطر السوء" .
الصوم الحقيقي
الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي
يقول : "الصوم الحقيقي : هو إمساك عن السوى بالكلية" .
صوم الخاصة - صوم الخصوص
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : "صوم الخاصة : ويقال : صوم أهل الطريقة ،
ويراد به صون البطن والفرج بل جميع الجوارح … عن التصرف في شيء من الآثام" .
السيدة فاطمة اليشرطية الحسنية
تقول : "صوم الخصوص : هو كف الجوارح عن الآثام" .
صوم خصوص الخصوص
الإمام أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي
يقول : "صوم خصوص الخصوص : هو صوم القلب عن الهمم الدنيئة
والأفكار المبعدة عن الله تعالى ، وكفه عما سوى الله تعالى بالكلية" .
صوم خلاصة الخاصة
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : "صوم خلاصة الخاصة : ويقال : صوم أهل الحقيقة
ويراد به صون القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية" .
صوم خلاصة خاصة الخاصة
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : "صوم خلاصة خاصة الخاصة :
ويقال : صوم أهل الحق ، ويعنى به : صون القلب عن طلب عوض عما ترك للحق
أو عن غرض من الحق سبحانه لاشتغال القلب به عما سواه من طلب الجزاء في الدنيا والآخرة" .
صوم الروح
الشيخ مظفر القرمسيني
يقول : "صوم الروح : هو بقصر الأمل" .
الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : "صوم الروح : هو عن ملاحظة الروحانيات" .
صوم السر
الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : "صوم السر : هو صونه عن شهود غير الله" .
الشيخ عبد الغني النابلسي
يقول : "صوم السر : هو رفعة عن عالم الأغيار ، وإمساك عن موارد الاختيار ،
وجزاء ذلك الإفطار على آيات فضل وواردات ألطاف
واختطاف إلى عوالم الشهود" .
صوم الشريعة
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : "صوم الشريعة : هو الصوم المشروع" .
صوم الطريقة
الشيخ الأعظم عبد القادر الكيلاني
يقول : "صوم الطريقة : هو أن يمسك جميع أعضائه عن المحرمات والمناهي"
والذمائم ... وصوم الطريقة مؤبد " .
الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : "صوم الطريقة : هو الإمساك عن الأوهام شغلاً لمحبة رب الأنام" .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : "صوم الطريقة : هو صون النفس عن المعاصي" .
صوم العابدين
الإمام القشيري
يقول : "صوم العابدين : هو صون اللسان عن الغيبة ،
وصون الطرف عن النظر بالريبة" .
صوم العارفين
الإمام القشيري
يقول : "صوم العارفين : هو حفظ السر عن شهود كل غيرة" .
الشيخ الأكبر ابن عربي
صوم العارفين : هو صوم من تولاهم الله بالإمساك عن أنفسهم وجوارحهم وانتقلوا من بشريتهم إلى عقلهم ،
العقل المحض حيث لا شهوة عندهم وكمل نهارهم ففارقوا الإمساك والتحقوا بعالم الأمر .
صوم العموم
الإمام أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي
يقول : "صوم العموم : هو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة" .
صوم العقل
الشيخ مظفر القرمسيني
يقول : "صوم العقل : وهو بخلاف الهوى" .
صوم القلب
الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : "صوم القلب : هو عن مشارب المعقولات" .
صوم النفس
الشيخ مظفر القرمسيني
يقول : "صوم النفس : هو بالإمساك عن الطعام والمحارم" .
الصائم
الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي
يقول : "قال بعضهم : الصائم : هو الممسك عن كل ما لا يرضاه الله تعالى" .
الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : "الصائمين : هم الممسكين عما لا يجوز في الشريعة
والطريقة بالقلب والقالب فيصوم القالب بالإمساك عن الشهوات
ويصوم القلب بالإمساك عن رؤية الدرجات والقربات" .
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : "الصائم : هو عبد انقطع إلى الله ـ عز وجل ـ ، وهب جسمه وروحه ،
وتعذب وجد واجتهد ، فهو واقف ببابه ينتظر رحمته
وهي ثوب اسمه الإحسان يلبسه من يشاء من عباده ، ولذلك جعل الله جزاء الصائم من شأنه وحده
يثيبه عليه بالفتح المبين وقت ظهور نور الإشراق العظيم" .
موسوعة الكسنزان
إعداد:قدرى جاد
الهرم
رمضان 1444
مارس 2024