الشاعر الصوفى الفارسى الأشهر ، كنيته نور الدين ، ولد سنة 817 هــ بناحية جام من أعمال هراة ، وتوفى بهراة سنة 898 هــ ، وأسرته من دشت بالقرب من أصفهان ، ولذا كان يوقع تخلصه دشتى قبل أن يسمى " جامى " .
ويتمتع جامى بشخصية هادئة ، وقد أقبل منذ أن وعى الحياة على التصوف ، وكان نقشبندياً ، تتلمذ على يد الشيخ سعد الدين الكاشغرى تلميذ الشيخ الأكبر بهاء الدين نقشبند ، وليفته على الطريقة من بعده ، وتزوج جامى ابنة سعد وأنجب منها أربع أطفال ، مات منهم ثلاثة فى الطفولة ومات الرابع فى الشباب .
وشعر الجامى ونثره يتخذ الرمزية كالشعر الصوفى الفارسى عند " سنائى وأوحدى ونظامى " ، وله المثنويات السبعة " الأكاليل السبعة من أسماء الصورة السماوية المعروفة بالدب الأكبر " وهى ثلاث مجموعات تشكل ديواناً وتشتمل على مراحل حياته كلها ، والمجموعة الأولى اسمها " فاتحة الشباب " ، والثانية اسمها " واسطة العقد " ، والثالثة اسمها " خاتمة الحياة " . وله " سلسلة الذهب " وهى مجموعة من الحكايات يعرض فيها وجهة نظره الفلسفية والدسنسة والأخلاقية ، و " سلمان وأبسال " وهى الرواية الرمزية التى تناولها ابن سينا وابن طفيل ، وقصيدة " تحفة الأحرار " فى مدح شيخ الطريقة ناصر الدين المعروف باسم خواجاى أحرار .
وله أيضاً آثار نثرية لتفسير القرآن والحديث ، وشروح أيضاً لفصوص تبن عربى وخمرية ابن الفارض ، وله كتاب " نفحات الأنس " وهو كتاب موسوعى يتضمن سير الصوفية ، مع دراسة للتصوف .
ويقول "جامى " فى الجذبة :-
إن السالك الكامل فى السير إلى الله تتحقق له الجذبة بالجلوس فى الخلوة غائباً عن وجود نفسه ، متخلياً عن ذاته وصفاته ، يرى نفسه فى مرآة حبيبه ، وير حبيبه فى مرآة نفسه ، ويقرأ فى مرآة نفسه أحوال حبيبه وصفاته .
ومن غزليات جامى :-
اسم محبوبنا حرز الأرواح ، فما أعز اسمه وما أعلاه
واسمه كنز كتاب اللاهوت ، وكنز الغيب الذى يظهره
وكل الأسماء مظاهر للذات ، وكل الأشياء مظاهر للأسماء
ولست أرى فى الوجود إلا هو ، انمحى اسم الغير وذهب نقش السوى
هو وجود مطلق : أين هو ، وأين أنت ، وأين أنا ؟
فنيت الأنا والهو والأنت وصار سر الوحدة من الكل واحداً .