مراجعة كتاب واقعة بدر الكبرى
الكاتب هو عبد الكريم الحسيني القزويني وموضوع الكتاب هو غزوة بدر من وجهة نظر شيعية وإن كان الكاتب يعتمد بالأساس على كتاب سنى وهو السيرة النبوية لابن هشام وهو كتاب لا يمكن أن يكون مؤلفه مسلما لكثرة ما فيه من التعارضات مع كتاب الله ولكثرة تكذيب الروايات لكتاب الله واتهام النبى(ص) والمؤمنين معه بأبشع التهم
كتب الكاتب مقدمة طويلة اخذنا منها هذا القول وهو أهمها حيث قال :
"وقد اعتبر رجال معركة بدر الكبرى من طلائع كتائب المجاهدين في سبيل الله؛ ولهذا قال العلامة المجلسي:
اجتمعت الأمة ووافق الكتاب والسنة، أن لله خيرة من خلقه، وأن خيرته من خلقه المتقون؛ لقوله تعالى:
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وأن خيرته من المتقين المجاهدون؛ لقوله تعالى: (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة) ، وأن خيرته من المجاهدين السابقون إلى الجهاد؛ لقوله تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل) ، وأن خيرته من المجاهدين السابقين أكثرهم عملا في الجهاد؛ وقد اجتمعت الأمة على أن السابقين إلى الجهاد هم البدريون، وأن خيرة البدريين علي بن أبي طالب، فلم يزل القرآن يصدق بعضه بعضا بإجماعهم حتى دلوا بأن عليا خير هذه الأمة بعد نبيها (ص)"
بالطبع كل ما يهم الرجل هو جعل على هو خيرة القوم وهو كلام بلا دليل من كتاب الله حيث فضل الله المجاهدين دون تحديد أسماء ولم يفضل الله أهل بدر فى أى موضع من كتابه كما تدعى الروايات الكاذبة عند الفرق كلها فلا يمكن يقول الله لهم اعملوا ما شئتم حراما أو حلالا فقد غفرت لكم فمن كفر بعد إسلامه فمصيره النار ولو كان بدريا
وتناول مكانها وزمانها حيث قال :
"معركة بدر الكبرى
مكانها:
بدر اسم بئر، وهو يبعد عن المدينة المنورة بأربع مراحل، وسميت باسم الرجل الذي حفر بئرها، وهو من غفار اسمه بدر كما قيل"
بالطبع لا دليل على كونها وقعت عند بئر اسمها بدر فقوله سبحانه " ولقد نصركم الله ببدر " بدل على أن بدر اسم مكان كبير وليس بئر فليس معقولا أن يتجمع أكثر من ألف إنسان فى موضع بئر لا يتجاوز لو كبر عشرة أذرع
وأما وقتها فيقال أنه رمضان حيث قال :
"زمانها:
وقعت المعركة في بدر، بين قوى الخير (المسلمين) وبين قوى الشرك والضلال (المشركين)، يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، من السنة الثانية للهجرة ، واستمر القتال من الصباح إلى آخر النهار وانتهت بالنصر الحاسم للمسلمين"
بالطبع لا دليل على كونها حدثت فى رمضان لأنها لو كانت حدثت فيه لذكر الله حكم الفطر فى رمضان فى الجهاد أو ذكر عدم الصوم أى أى شىء له علاقة برمضان
وتناول عدد الفريقين حيث قال:
"التعداد الكمي للجيشين وعدتهما:
أ - قوة الإيمان:
القوة التي خرجت مع الرسول الأعظم، لمطاردة القافلة التجارية بقيادة ابي سفيان، وكان قوامها ما يقارب تلثمائة وثلاثة عشر (313) راجلا فكان القرشيون وحلفاؤهم ومواليهم - وعددهم (86) -، والبقية من الأنصار وأتباعهم - وعددهم (227) -، وقد تخلف ثمانية من هذا العدد لعذر شرعي
مجموع المقاتلين (305)، لأنهم لم يخرجوا مستعدين للمجابهة الحربية؛ وإنما للتصدي للقافلة المذكورة فقط
عدتهم:
المسلمون في المدينة كانوا بدرجة من الضعف والفاقة لا يتصورها إنسان؛ والسبب في ذلك أزمة المهاجرين الذين خرجوا من مكة فرارا بدينهم وعقيدتهم نتيجة الاضطهاد الشركي، تاركين أموالهم وبيوتهم فلما توافدوا على المدينة شاطرهم الأنصار بأموالهم وبيوتهم ولهذا السبب ضربت الفاقة على الجميع إذا فلم تكن لديهم العدة الكافية للوقوف بوجه الأعداء؛ ولهذا كانت عدتهم من المؤن والعتاد الحربي قليلة جدا، فإنهم لا يملكون من وسائل النقل أكثر من سبعين (70) بعيرا؛ عشرون منها زودهم بها سعد بن عبادة، وثلاثة من الخيل، قال الواقدي :
فراح رسول الله (ص) من بيوت السقا لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، وخرج المسلمون معه ثلاثمائة وخمسة (305)؛ فكانت الإبل سبعين (70) بعيرا، وكانوا يتعاقبون الإبل الاثنين والثلاثة والأربعة، فكان رسول الله (ص) وعلي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد، يتعاقبون بعيرا واحدا مساويا لجميع المسلمين
فقال علي ومرثد: «يا رسول الله نحن نمشي عنك»
فأجابهما النبي (ص) بقوله:
«ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما»
فلما نظر الرسول القائد إلى أصحابه، وهم يتعاقبون ركوبا وسيرا على الأقدام، توجه إلى السماء قائلا:
«اللهم إنهم حفاة فاحملهم، وعراة فاكسهم وجياع فأشبعهم، وعالة فاغنهم من فضلك»
فاستجاب الله دعاءه، فما رجع أحد من أصحابه بعد انتهاء الحرب يريد أن يركب، إلا وجد ظهرا للرجل البعير والبعيران، واكتسى من كان عاريا، وأصابوا طعاما من ازوادهم، وأصابوا فداء الأسرى، فأغنى كل عائل
ب - قوة الشرك:
القوة التي استنفرتها قريش كانت تستهدف عدة أغراض؛ وهي مايلي:
1 - حماية القافلة التي كانت أكبر قافلة تجارية لقريش؛ وتعد بحمولة ألف بعير
2 - تأديب المسلمين واستئصال جذورهم، حتى لا تقوم لهم قائمة، كما صرح أبو جهل قائد المشركين، بقوله:
أيظن محمد أن يصيب منا ما أصاب بنخلة وأصحابه، سيعلم أنمنع عيرنا أم لا!
3 - إبراز العضلات أمام القبائل العربية الأخرى، لتخويفها وفرض هيبة قريش عليها، لا سيما بعدما تعرض المسلمون لقوافلها، كما صرح أبو جهل بذلك حينما سلمت القافلة من الخطر وطلب إليه الرجوع، قال:
والله لا نرجع حتى نرد بدرا، فنقيم عليه ثلاثا، فننحر الجزر، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها، فامضوا
ولهذا بذلت أقصى الجهد، في تجميع أكبر عدد ممكن في حملتها هذه؛ فكانت القوة التي أرسلتها تقدر بألف فارس؛ بكامل عدتها وعتادها
عددها وعتادها:
وأخذت تستعد لهذه الحرب أياما تعد العدة والسلاح وتحض على جمع التبرعات لشراء الأسلحة والذخيرة الحربية، ذكر ابن أبي الحديد:
فأقامت قريش ثلاثا تتجهز، وأخرجت أسلحتها واشتروا سلاحا، وأعان قويهم ضعيفهم، وقام سهيل بن عمرو في رجال من قريش، فقال: يا معشر قريش، هذا محمد والصباة معه من شبانكم، وأهل يثرب قد عرضوا لعيركم ولطيمتكم، فمن أراد ظهرا فهذا ظهر، ومن أراد قوة فهذه قوة
وقام زمعة بن الأسود قائلا:
إنه، واللات والعزى، ما نزل بكم من أمر أعظم من أن طمع محمد وأهل يثرب أن يعرضوا ليعركم فيها خزائنكم، فأوعبوا ولا يتخلف منكم أحد، ومن كان لا قوة له فهذه قوة، والله لئن أصابها محمد وأصحابه، لا يروعكم منهم إلا وقد دخلوا عليكم بيوتكم
وتكلم آخرون يحثون الناس على التبرع، ويستنهضونهم على الخروج مع هذه الحملة التأديبية، وأقبلت قريش تجمع التبرعات، وتعد الجيوش والسلاح والرجال، مع كامل عدتهم وعددهم
وهكذا تجمع ما يقرب من ألف رجل مع سبعمائة (700) بعير، ومن الخيل ما يقارب (100) رأس، فقد ذكر الواقدي:
وكانت الخيل لأهل القوة منهم، وكان في بني مخزوم منها ثلاثون فرسا، وكانت الإبل سبعمائة بعير، وكان أهل الخيل كلهم دوارع، وكانوا مئة وكان في الرجالة دوارع سوى ذلك
وبعث أيماء بن رحضة الغفاري إلى قريش حين مروا به، ابنا له مع عدة ذبائح أهداها لهم، قائلا:
إن أحببتم أن نمدكم بسلاح ورجال فعلنا فأرسلوا إليه مع ابنه:
(إن وصلتك رحم، قد قضيت الذي عليك، فلعمري، لئن كنا إنما نقاتل الناس، فما بنا من ضعف عنهم، ولئن كنا إنما نقاتل الله، كما يزعم محمد، فما لأحد بالله من طاقة "
وهذا الكلام عن الأعداد لا يتوافق مع كتاب الله فالله يبين أن عدد الكفار ضعف عدد الكفار فى قوله سبحانه :
" يرونهم مثليهم رأى العين "
كما لا يتوافق مع أن عدد المسلمين فى ذلك الزمان كان عدة آلاف بدليل قوله سبحانه :
"وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين"
وكل ما فى كتاب الله أن عدد الكفار كان كبيرا وعدد المسلمين كان أقل منهم بالضعف ولذا جعل الواحد المسلم يغلب اثنين حيث قال :
"الآن خفف عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين"
وهو ما يعنى أن 1000 و300 فرد أعداد كاذبة ليس عليها دليل وإن اتفق الرواة عليها
وتناول أهداف الغزوة حيث قال :
"أهدافها:
أراد المسلمون في غزوتهم هذه، أن يستفيدوا منها النقاط التالية:
1 - أن يستردوا بعض أموالهم؛ التي تركوها في هجرتهم من مكة إلى المدينة المنورة؛ لتساعدهم على الضنك الذي يعيشونه
2 - إضعاف قريش من الناحية الاقتصادية
3 - إضعاف معنوية قريش وكسر شوكتها وهيبتها "
وتناول الاستعداد للغزوة مبينا أن سبب الغزوة هو الاستيلاء على أموال القافلة حيث قال :
"الرسول (ص) يستعد لهذه الغزوة:
هذه هي بعض الأهداف المستوحاة من هذه الغزوة، ولهذا لما سمع الرسول الأعظم (ص)، برجوع القافلة من الشام بقيادة أبي سفيان، ندب إليها المسلمين، قائلا:
«هذه عير قريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل ينفلكموها»
فاستجاب المسلمون لنداء النبي (ص)، وخرج النبي يوم الاثنين لثمان ليال مضت من شهر رمضان بالعدد المذكور، وتخلف بعض الناس؛ وذلك أنهم لم يظنوا أن الرسول يلقى حربا؛ وإنما هي غزوة تصد لقافلة لا أكثر، والتصدي لا يحتاج إلى كثير رجال؛ ولهذا تخلف غالبية المسلمين
القافلة وأخبارها:
القافلة القرشية كانت جدا حذرة في سيرها ومسيرها،لأنها تخشى من المسلمين وسيطرتهم عليها، ولهذا نرى قائد القافلة أبا سفيان يسير قبل القافلة بمسافة كبيرة؛ لأجل استخبار الوضع وتحصيل المعلومات عن تحرك المسلمين وتواجدهم، فلما وصل أبو سفيان ومعه عمرو ابن العاص إلى الزرقاء، وقيل إلى تبوك، لقيه رجل من جذام، قائلا:
قد كان عرض محمد لكم في بدأتكم في أصحابه، فقلنا: ما شعرنا، قال: بلى، فأقام شهرا، ثم رجع إلى يثرب، وأنتم يوم عرض محمد لكم مخفون، فهو الآن أحرى أن يعرض لكم؛ إنما يعد لكم الأيام عدا، فاحذروا على عيركم، فو الله ما أرى من عدد ولا كراع ولا خلقة
ففكر أبو سفيان مع جماعته وقر رأيهم؛ أن يرسلوا رسولا إلى قريش يخبرهم بذلك فبعثوا رجلا اسمه ضمضم بن عمرو الغفاري، وأمروه أن يسير بالسرعة القصوى، فإذا وصل إلى مكة، أن يدخلها بهيئة مخصوصة ويستغيث بنداء يثير الهمم، فلما وصلها عمد إلى أنف بعيره فقطعه، وحول رحله، وشق قميصه من قبل ودبر، وصرخ مستغيثا مناديا:
يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى إلا أن تدركوها، الغوث، الغوث
فعندها تجهزت قريش سراعا، فكانوا بين رجلين: إما خارج، وإما باعث مكانه رجلا ولم يتخلف من أشرافها أحد، وخرجوا مسرعين
أبو سفيان ينجو بقافلته:
ولما علم أبو سفيان بخروج محمد (ص) وأصحابه في المدينة للسيطرة على القافلة، غير مسراه؛ وسار في طريق غير مسلوك سيرا لا يهدأ ليلا ولا نهارا، حتى أفلت من قبضة المسلمين وأرسل رسولا إلى قريش يخبرهم بسلامته وسلامة قافلته، قائلا:
إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله، فارجعوا
الخلاف يدب بين صفوف قريش:
ولما سمعت قريش بنجاة القافلة ووصولها سالمة، اختلفوا فيما بينهم، فبعضهم أراد الرجوع، وعلى رأسهم الأخنس بن شريق بن عمرو الثقفي، فإنه قام خطيبا في بني زهرة، وكان حليفا لهم في منطقة الجحفة، قائلا:
يا بني زهرة، قد نجى الله لكم أموالكم، وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل - وكان مع القافلة -، وإنما نفرتم لتمنعوه وماله، فاجعلوا بي جبنها وارجعوا، فإنه لا يصلح لكم بأن تخرجوا في غيرة صنيعة؛ أي منفعة، لا ما يقول هذا - ويعني بأبي جهل - فرجعوا فلم يشهدها زهري واحد
ثم جاء حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة، قائلا له:
يا أبا الوليد، إنك كبير قريش وسيدها والمطاع فيها، هل لك أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر؟
فقال عتبة:
وما ذاك يا حكيم؟، قال: ترجع
بالناس، وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي، قال: قد فعلت أنت علي بذلك، إنما هو حليفي فعلي عقله وما أصيب من ماله، فأت بن الحنظلية - ويعني بأبي جهل - فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره، ثم قام خطيبا، قائلا:
يا معشر قريش، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته، فارجعوا، وخلوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوه فذاك الذي أردتم، وإن كان غير
ذلك، ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون
أبو جهل رأس المعارضة:
ولما انتهى عتبة من كلامه؛ وكان رجلا منصفا، سار حكيم بن حزام إلى أبي جهل، فقال له: يا أبا الحكم، إن عتبة أرسلني إليك، وسرد عليه ما قاله عتبة فانتفخ سحره غاضبا، قائلا:
(كلا، والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، ولكنه رأى أن محمدا وأصحابه أكلة جزور، وفيهم ابنه، فقد تخوفكم عليه)
ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي - وكان أخوه قتله المسلمون، فقال له:
هذا حليفك - يعني عتبة - يريد أن يرجع بالناس، وقد رأيت ثأرك بعينك، فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك
فقام أخو القتيل مناديا صارخا:
واعمراه واعمراه
فحميت الحرب، وفشلت مساعي السلم، وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة"
وكل هذه الأحداث الروائية عن القافلة وما حدث من استعدادات وهروب وغير هذا ليس هناك دليل واحد على حدوثها فى كتاب الله وهى اتهام لله تعالى بان ينسى ذكر الحدث الرئيسى للغزوة وهو القافلة كما نسى عند الرواة الخندق فى غزوة الأحزاب وهو اتهام لله تعالى بأنه ينسى أهم حدث فى كل غزوة مع أنه نفى النسيان عن نفسه فقال :
" وما كان ربك نسيا"
بالطبع لم تكن هناك قافلة ولم يكن سبب الحرب هو قدوم قريش للقضاء على المسلمين فى المدينة كما قال سبحانه :
" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز"
والكاتب يحاول أن يعطى عليا الدور ألأعظم فى المعركة فيحكى لنا أن الرسول(ص) أرسله كرئيس لدورية استطلاع حيث قال :
"علي يرأس دورية الاستطلاع:
فلما وصل الرسول الأعظم إلى قرب بدر، أرسل فرقة استطلاعية يرأسها علي لاستكشاف الحال وجمع المعلومات عن تحركات الأعداء، فسار علي بفرقته الاستكشافية، حتى وصل إلى ماء بدر، فظفر برجلين؛ أحدهما اسمه: اسلم، وهو مولى لبني الحجاج، والثاني اسمه: عريض، أبو يسار، مولى لبني العاص بن سعيد؛ يستقيان الماء لجيش قريش، فأتى بهما مخفورين إلى الرسول (ص)، فسألهما قائلا:
نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء
فقال الرسول (ص): «اخبراني عن قريش؟»،
قالا: هم والله وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى - (وهم العقنقل) -، فقال لهما الرسول (ص): «كم القوم؟»،
قالا: كثير، قال (ص): «ما عددهم؟»، قالا: لا ندري
قال (ص): «كم ينحرون كل يوم؟»،
قالا: يوما تسعا، ويوما عشرا
فقال رسول الله: «القوم فيما بين التسعمائة والألف»
ثم قال(ص) لهما: «فمن فيهم من أشراف قريش؟»، قالا:
(عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو البختري بن هشام، وحكيم بن حزام، ونوفل بن خويلد، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة بن عدي بن نوفل، والنضر بن الحارث، وزمعة بن الأسود، وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو بن عبد ود "
وكما سبق القول الرواية كاذبة فى عدد الكفار كما سبق الاستدلال بكتاب الله على عدد الفريقين
وتناول ما أسماه استشارة الرسول(ص) للمجاهدين حيث قال :
"الرسول يستشير أصحابه
فلما علم الرسول (ص) أن قريشا قد أعدت العدة الكافية لمحاربته، والقضاء على دعوته، ولم يكن هو مستعدا لهذا الجيش القادم؛ وإنما كان استعداده لمقابلة قافلة تجارية، تحميها عشرات من الرجال، كان أمره (ص) يدور بين أن يرجع وبين أن يقتحم المعركة ويقاتل بجيشه الصغير عدة وعددا، والكبير روحا ومعنوية فعندها التفت إلى أصحابه ليستخبر نياتهم، ويستكشف غاياتهم، وهو في منطقة (وادي ذفران)، قائلا: «أشيروا علي، هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها»
فقام إليه المقداد بن عمرو قائلا:
يا رسول الله، امض لما أراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى، بل نقول:اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه
فدعا له رسول الله (ص) خيرا، ثم توجه نحو الأنصار، قائلا:
«أشيروا علي أيها الناس»
فأجابه سعد بن معاذ، قائلا:
والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟
فقال (ص): «أجل!»، قال سعد: (فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا من السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر، فخضته، لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله)
الرسول يأذن لأصحابه بقتال الأعداء
فلما انتهى سعد من كلامه، سر رسول الله (ص) به كثيرا، ثم تلا قوله تعالى:
(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، (والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين * فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)
ثم أخذ يعد العدة لذلك اللقاء، ويحث أصحابه على اقتحامه، ويبث فيهم روح النصر والفوز، بقوله:
«سيروا وابشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن انظر إلى مصارع القوم»"
الرواية بالطبع تخالف كتاب الله فالرسول (ص) لم يطلب رأى المؤمنين فى القتال وإنما أمره الله بحض المؤمنين على القتال لأن العديد منهم خرجوا حياء مكرهين أو كارهين للموت حيث قال:
"كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون"
وكعادة المؤلف فى تضخيم دور على جعله حامل اللواء حيث قال :
"الرسول يسير، و لواؤه يخفق بيد علي:
فلما عزم الرسول على المسير للقاء قريش أعطى لواءه بيد علي، فأخذه، واقتحم به ساحة القتال بكل بسالة وشجاعة، والمسلمون يسيرون خلفه بعزم ثابت وروح عالية، كما قال ابن عباس:
(كان المهاجرون يوم بدر سبعة وسبعين (77) رجلا، وكان الأنصار مئتين وستة وثلاثين (236) رجلا، وكان صاحب راية رسول الله (ص) علي بن أبي طالب عليه السلام)
ولا غرو، فقد كان الإمام علي هو صاحب لواء الرسول في كل الحروب والغزوات التي خاضها الرسول الأكرم"
وحدد الكاتب حسب الرواية طريق المسلمين إلى بدر وهو كلام ليس عليه دليل حيث قال :
"الرسول في طريقه إلى بدر: