مناقشة لفتوى في البحر الميت هل هو مقر قوم لوط ؟؟
موضوع الفتوى هل البحر الميت هو مكان قرية قوم لوط(ص) والمفتى عبدالله الفقيه
وكان السؤال هو :
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل منطقة البحر الميت أو الغور في الأردن هي موقع قوم لوط وهل هناك دليل قطعي على ذلك؟
وهل يجوز أن نذهب ونجلس في مثل هذه المواقع وكذلك نستطيع أن نصلي فيها؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله كل خير ومع جزيل الشكر"
واكما الجواب على السؤال فكان هو :
"الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أرسل الله جل وعلا لوطاً عليه السلام إلى قومه، وكانوا يسكنون سدوم وعمورة. قال تعالى: (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [الصافات:133-138] .
وقال تعالى: (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) [الحجر:67] .
جاء في تفسير الجلالين ، وأهل مدينة سدوم هم قوم لوط. .
وقال ابن كثير : فبعثه الله إلى أهل سدوم ، وما حولها من القرى يدعوهم إلى الله عز وجل ، ويأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عما كانوا يرتكبونه من المآثم والمحارم ، والفواحش التي اخترعوها لم يسبقهم أحد من بني آدم ، ولا غيرهم. أ.هـ.
قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا) [هود: 82] .
قال ابن كثير وغيره (جعلنا عاليها) وهي سدوم (سافلها) ، وقال في تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) [الحجر:76] .
أي وإن قرية سدوم التي أصابها ما أصابها من القلب الصوري ، والمعنوي ، والقذف بالحجارة حتى صارت بحيرة منتنة خبيثة بطريق مَهْيَع مسالكه مستمرة إلى اليوم . ومن هنا قال من قال : إن البحر الميت هو مكان خسف قرى قوم لوط، وكما تواطأت كتب التفسير والتاريخ الإسلامي على أن البحر الميت هو مكان الخسف بقرى قوم لوط ، فقد نصت على ذلك الكتب التي بأيدي أهل الكتاب ، جاء في صحيفة الصنداي تايمز اللندنية في العدد الصادر في نوفمبر عام 1999: إن مدينة سدوم - أكثر المدن إثما في نظر الكتب المقدسة - على وشك أن تستقبل أول زائر لها منذ رحل عنها النبي لوط بسرعة قبل أن تدمر بنيران شديدة منذ 4 آلاف سنة ، سيقوم باحث بريطاني في غواصة صغيرة هذا الأسبوع بمغامرة في قاع البحر الميت حيث يعتقد أن بقايا مدينة سدوم ترقد هناك
وهذه المنطقة ، كما هو معروف أكثر منطقة على وجه الأرض انخفاضاً ، بل ذكر بعض الباحثين أن الانخفاض فيها يزداد على مر السنين ، مما دعا بعض الخبراء إلى الدعوة لإنفاذ البحر الميت عن طريق ضخ مياه البحر الأحمر إليه عبر قناة تسمى بقناة البحرين .
يقول الباحث إلياس سلامة وهو :
أستاذ للجيولوجيا بالجامعة الأردنية : إنه في بداية الستينات كان منسوب المياه في البحر الميت 392 متراً تحت سطح البحر ، واليوم يبلغ منسوبة 412 متراً تحت سطح البحر .
وبيئة البحر الميت بيئة فريدة تجعل من الصعب أن تعيش فيه كائنات حية إذ ترتفع فيه درجة الملوحة بشدة ، حتى إن اللتر الواحد يحتوي على 300 جرام من الملح مقابل 35 في المتوسط من البحار الأخرى . فإن ثبت قطعاً أن البحر الميت هو مكان خسف قرى قوم لوط، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخول على المعذبين ومساكنهم، فضلاً عن الجلوس والصلاة في تلك الأماكن ، إلا أن يكون الرجل باكياً، فإن لم يكن باكياً ، فلا يدخل عليهم ، ولا يمر بديارهم . وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين ، فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم " وقد قال صلى الله عليه وسلم ذلك في ديار ثمود قوم صالح ، ويلحق بهم كل قوم أهلكوا بعذاب من عند الله ، ومنهم قوم لوط ، هذا إذا ثبت أن البحر الميت هو مكان عذاب قوم لوط ، ولكننا إلى الآن لم نجد ما يشهد لثبوت ذلك ، بل الغالب على الظن أن كل ما ورد مما يتصل بهذا الموضوع قد أخذ عن أهل الكتاب ، وقد أمرنا أن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما ليس في شريعتنا ما يشهد بصدقه أو كذبه .
وما دام الأمر كذلك ، فإن مثل ذلك لا يثبت به حكم شرعي ، بحيث يأخذ البحر الميت حكم ديار ثمود ، إلا أن الأورع للمرء أن يبتعد عن الانتفاع بمنتوجات هذا البحر ، وعن زيارته ، وذلك اتقاءً لمواطن الشبهات. والله أعلم"
بالطبع الاجابة غير صحيحة وتكذب كتاب الله لأن الله حدد موقع قرية لوط(ص) بأنها بالقرب من مكة حيث كان كفار مكة يفوتون عليها بالليل والنهار كلما خرجوا لمسارحهم خارج مكة
وفى هذا قال سبحانه :
"وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
كما بين أنها قريبة من الظالمين وهم كفار مكة حيث قال :
"فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ"
ومكة بعيدة عن البحر الميت بمئات لأميال
أضف لهذا أن اليابس لا يتحول لبحر ولا العكس لأن الله يحافظ على حدود المياه العذبة والمالحة كما قال :
" مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان"
ومن ثم حدود الماء واليابس ثابتة منذ بداية الخلق فالشواطىء لا تتغير
والغريب أن الفقيه يعتمد نص الكتابيين عن تحول قوم لوط لأعمدة ملح
ومع أن العمدان الملحية ليست بحر مائى إلا أنه يصدق ما جاء عندهم بينما الله وصف عذابهم بـأنه رماهم بحجارة من طين كما قال :
"قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
فما هى علاقة حجارة الطين بأعمدة الملح ؟
قطعا لا توجد علاقة والفوارق بين الحكايتين في كتاب الله والعهد الجديد كثيرة حيث ما في العهد الجديد فيه مصائب أهمها مصيبة أن رسول من رسل الله(ص) وهو لوط(ص) متهم بأنه زنى مع ابنتيه بعد أن سقته الاثنتان خمرا ليجامعهما رغبة كما يزعمون في عدم فناء النسل وهو اتهام يناقض كتاب الله في قوله سبحانه :
"هؤلاء بناتى هن أطهر لكم "
فهنا بنات لوط(ص) طاهرات فكيف يتم اتهامهن بالتهمة الشنيعة ومع آباهم ؟