علي زين العابدين
عدد الرسائل : 149 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 18/08/2007
| موضوع: سيدنا أبو طالب السبت نوفمبر 10, 2007 8:24 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الوجود
أما بعد :
لقد جرى على ألسنة عموم الناس أن أبو طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم مات ولم يسلم غير أن هذا الكلام ليس مقبولاً فإن أبو طالب مات على دين الإسلام وقد مات موحداً ولم يشرك بالله طرفة عين ، وسوف نقوم فى هذا البحث بالإتيان بالدلائل والبراهين على أن أبو طالب مات مسلما ولم يكن كافراً .
هناك حديث مشهور بين السنة والشيعة رواه القاضى الشوكانى أنه قال صلى الله عليه وسلم " نزل علىّ جبريل فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول : إنى حرمت النار على صُلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحِجْر كفلك " .
روى ابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة طبعة دار إحياء الكتب العربية ، روى حديثاً أسنده إلى الإمام على كرم الله وجهه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال لى جبريل : إن الله مشفعك فى ستة : بطن حملتك " آمنة بنت وهب " ، وصُلب أنزلك " عبد الله بن عبد المطلب " ، وحِجْر كفلك " أبى طالب " ، وبيت آواك " عبد المطلب " وأخ لك فى الجاهلية قيل يا رسول الله : وما كان فعله ؟ قال : كان سخيّاً يطعم لطعام ، ويجود بالنوال ، وثدى أرضعتك " حليمة السعدية .
ومن الأدلة الهامة جداً والتى هى بعيدة عن أعين الكثير هى أنه لما سُئل سيدنا زين العابدين السجّاد عن إيمان أبى طالب فقال : واعجباً! إن الله تعالى نهى رسول الله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ، وقد كانت السيدة فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبو طالب حتى مات أى إذا كان أبو طالب غير مسلم لفرّق سيدنا رسول الله بينه وبين زوجته السيدة فاطمة بنت أسد حينما أسلمت .
وفى الحديث المشهور : إن جبريل قال للنبى صلى الله عليه وسلم ليلة مات أبو طالب أخرج منها – أى من مكة – فقد مات ناصرك .
ومن أقوى الأدلة أيضاً على أن أبو طالب كان مسلما أشعاره فى الإسلام وهذه الأشعار موجودة فى ديوانه وقد نقل بعضها ابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة ج 14 / 71 -81 ، ط دار إحياء الكتاب العربى ، منها ميميته المشهورة :
يُرجون منا خُطّة دون نيلها
ضِراب وطعن بالوشيج المقوَّم
يُرجون أن نسخى بقتل محمد
ولم تختضب سحرُ العوالى من الدّم
كذبتم وبيت الله حتى تُفلِّقوا
جماجم تُلقى بالحطيم وزمزم
وتُقطع أرحام وتنسى حليلة
حليلاً ، ويُغشى محرم بعد محرَم
على ما مضى من مقتكم وعقوقكم
وغشيناكم فى أمركم كل مأثم
وظلم نبى جاء يدعوا إلى الهدى
وأمر أتى من عند ذى العرش قيِّم
وإليكم أيضاً قصيدته اللامية الشهيرة وهى أيضاً مطبوعة فى ديوانه وذكرها كثير من الأعلام إلى حضراتكم بعضها :
أعوذ برب البيت من كل طاعن
علينا بسوء أو يلوح بباطل
ومن فاجر يغتابنا بمغيبة
ومن ملحق فى الدين مالم نحاول
كذبتم وبيت الله نبزى محمداً
ولمّا نطاعن دونه ونناضل
وننصره حتى نصرع دونه
ونذهل عن أبنائنا والحَلائل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهُلاك من آل هاشم
فهم عنده فى نعمة وفواضل
لعمرى قد كلّفت وجداً بأحمد
وأحببته حب الحبيب المواصل
وجُدت بنفسى دونه فحميته
ودافعت عنه بالذرى والكواهل
فلا زال للدنيا جمالاً لأهلها
وشَيناً لمن عادى وزين المحافل
وأيّده رب العباد بنصره
وأظهر ديناً حقه غير باطل
ومن شعره المطبوع فى ديوانه أيضاً ونقله ابن أبى الحديد :
يا شاهد الله علىّ فاشهد
أنّى على دين النبى احمد
من ضلّ فى الدين فإنى مهتد
بالله عليكم إخوانى الكرام هل من المعقول أن يكون صاحب هذا الكلام غير مسلم ؟؟؟؟
وتعالوا معاً أن نُعمل العقل ونسأل : إذا كان أبو طالب كافراً كما يزعم البعض فلماذا لم يعارض النبى من حين إعلانه النبوة والرسالة ؟؟؟؟؟ فلو كان أبو طالب غير مؤمن بكلامه وغير معتقد برسالته لكان من المفروض أن ينتصر لدين قريش ومعتقدات قومه ، فينهاه عن هذا الكلام ويوبخه كما فعل معه قومه من الكفار . ولكن أبو طالب عندما قال له النبى صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أمرنى بإظهار أمرى وقد أنبأنى واسنبأنى فما عندك يا عم ؟ فأيّده أبو طالب وقال له : أخرج يا بن أخى ! فإنك الرفيع كعباً ، والمنيع حزباً ، والأعلى أباً ، والله لا يسلقك لسان إلا سلقته ألسن حداد واجتذبته سيوف حداد ، والله لنذلّلن لك العرب ذل البهم لحاضنها .
ثم أنشأ يقول :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسّد فى التراب دفينا
فانفذ لأمرك ما عليك مخافة
وأبشر وقرّ بذاك منه عيونا
ودعوتنى وزعمت انك ناصحى
ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
وعرضت ديناً قد علمت بأنه
من خير أديان البرية دينا
لولا المخافة أو حذارى سبِّه
لوجدتنى سمحاً بذاك مبينا
ذكر هذا الشعر ابن أبى الحديد وقد نقله سبط ابن الجوزى فى التذكرة وتجده فى ديوان أبى طالب أيضاً .
ولو راجعتم ديوانه ، لوجدتم أشعاراً أخرى فى تصديق سيدنا رسول الله ونصرته .
فأنصفوا أيها الحاضرون وخاصة أنتم أيها العلماء ، هل لكم أن تنسبوا هذا الكلام إلى الكفر والشرك ؟؟؟؟؟
بالله عليكم هل من المعقول أن يكون مربى النبى وكافله وحاميه ومعينه كافراً ؟
| |
|