[color=red]عائشه الباعونيه ............حسين جلعاد
هي الدمشـقية الشافعـية الصوفية صـاحبـة الحـسب والنسب
عمّان...
" المعرفة في المرأة"، يقول إمام الصوفية ابن عربي.
وهو نفسه الذي عُرفتْ شاعريته بقوله: "كل مكان لا يُؤنًّث،
لا يُعوّل عليه".
معرفة يحار المرء في مدى سطوع تنويريتها
في مجتمع طالما أشيع أنه ذكوري يضطهد المرأة،
وخصوصا وسط معمعان العصور الوسطى
وأزمنة دول الطوائف والاحتراب الداخلي آنذاك.
بيد أن التاريخ نفسه لا يمضي ضمن مسار خطي،
فيخبرنا أنّ وضع المرأة لم يكن قاصرا كله،
في فترات اشتهرت بوصفها نموذجا للتردي والجمود.
عرفت العصور القروسطية ازدهاراً
وصلت فيه المرأة إلى قمة الحياة الاجتماعية والثقافية وحتى الفقهية،
وشاركت النساءُ الرجالَ في تحمّل أعباء المراحل العصيبة،
حتى أن بعضهن نهضن بأعباء السلطة السياسية وتسيير شؤون الدولة،
فخُطب بأسمائهن في المساجد، وللمرة الاولى في التاريخ الإسلامي؛
مثل: ضيفة خاتون (الشام)،
غازية خاتون (حماة)،
وشجرة الدر (مصر)،
والأهم أن بعضهن اعتلين منابر الدرس والفقه،
وأخذ الناس عنهن العلم والمعرفة، وكنّ،
الى ذلك، شخصيات اجتماعية مشهورة،
يؤخذ رأيهن إذا تحدثن في شؤون العامة.
عائشة الباعونية، الشاعرة والفقيهة والمتصوفة الأردنية،
نموذج مضيء في تاريخ الحضارة العربية – الإسلامية.
كانت واحدة من أشهر نساء القرنين
التاسع والعاشر الهجريين اللذين عاشت فيهما،
وعرفت بكونها سباقة أكثر من علماء جيلها
في حقول المعرفة المختلفة كالتصوف
والفقه والسيرة النبوية وعلوم العربية.
الباعونية تعود في أيامنا هذه؛
لتكون واحدة من الشخصيات
التي تتحرك في الثقافة المعاصرة بوصفها أديبة وشاعرة
ومتصوّفة
ساهمت بحفر مسار مضيء في المعرفة الإنسانية.
فقد أعلنت الاونيسكو 2006
سنة للاحتفال بها لمناسبة مرور خمسمئة عام
على ولادتها،
لتكون ضمن المكرمين خلال احتفالات المنظمة العالمية
بإحياء ذكرى الذين ساهموا في خدمة الثقافة والمعرفة،
ويحتفي بها فى مهرجان جرش للثقافة والفنون،
وهو التظاهرة الأبرز بين الأنشطة الثقافية في الأردن.
تنتسب عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر
"الباعونية الدمشقية الشافعية الصوفية
صاحبة الشرف والنسب،
المتوفّاة سنة 922 هجرية" إلى قرية باعون
قرب مدينة عجلون الأردنية،
و"تنحدر من بيت اشتهر بالعلم والأدب
ونما في جنباته زهد وتصوف
ودارت على جلسات موائده أحكام الفقه والإفتاء،
فقد كان أبوها القاضي يوسف أحمد الباعوني
من علماء القضاء في الأردن"،
بحسب ما تنقل بعض السير والتراجم.
وتصفها كتب التاريخ بأنها "امرأة فاضلة أديبة لبيبة عاقلة،
كان على وجهها لمحة جمَّلها الأدب
وحلَّتها بلاغة العرب،
فجعلتها بغية الراغبين في العلم والأدب،
وكانت عالمة بالفقه والنحو والعروض"،
[color:4023=red:4023]وفقا لخير الدين الزركلي في كتابه "الأعلام".