مادة ( ح ج ب )
الحجاب
في اللغة
" الحجاب : كل ما يفصل بين شيئين ". .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم ( 8 ) مرات بصيغ مختلفة ، منها قوله تعالى : " وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلّا وَحْياً أو مِنْ وَراءِ حِجابٍ ". .
في السنة المطهرة
عن ابن عباس أن النبي بعث معاذ بن جبل إلى اليمن ... الحديث ، وفي آخره قوله : " واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب ". .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ السراج الطوسي
يقول : " الحجاب : حائل يحول بين الشيء المطلوب المقصود ، وبين طالبه وقاصده ". .
الشيخ أبو سعيد بن أبي الخير
يقول : " الحجاب بين العبد والله : هو ليس السماء والأرض ، وليس العرش والكرسي ، وإنما هو ظنك وأنانيتك ، فانتزعهما لتصل إلى الله ". .
الإمام أبو حامد الغزالي
الحجب : هي الطرق الموصلة إلى الله تعالى. .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الحجاب : كل ما ستر مطلوبك عن عينك ". .
ويقول : " الحجاب : هو أعظم الحرمان ، وهو عدم الرؤية ". .
ويقول : " الحجاب : الوقوف خلف الباب ". .
الحجب : هي ليست إلا الوقوف مع الأشياء كائناً ما كانت . .
الشيخ أبو الحسن الشاذلي
الحجاب : هو الستر الذي يحجب الولي عن اعتقاد الناس فيه . ولكل ولي حجاب ، وأنا حجابي الأسباب . .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " الحجاب : انطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق ". .
الشيخ محمد بافتادة البروسوي
الحجاب : هو جهالة النفس بنفسها وغفلتها عنها . .
الشيخ أحمد السرهندي
يقول : " الحجاب : هو العبد لا غير . فما لم يخل العبد من مراد نفسه كلية ، لا يكون الرب مراده ". .
الشيخ قاسم الخاني الحلبي
يقول : " الحجب : هي في الحقيقة ، عدم المناسبة بين الطالب والمطلوب ، فتبديل الصفات تقرب المناسبة ". .
الشيخ محمد بن حسن السمنودي
يقول : " الحجب عند المحققين : هي بعد المناسبة ". .
الدكتور عبد المنعم الحفني
يقول : " الحجاب : هو حائل يحول بين الشيء المطلوب المقصود وبين طالبه وقاصده
وقيل : الحجاب : هو الذي يحتجب به الإنسان عن قرب الله ". .
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : " حجابك : عينك . وقولك : أنا هو الحجاب ، فلا أكثف منك حاجزاً . ولقد ولد الإنسان محجوباً ، ثم يسر إلى كشف هذا الحجاب بأساليب شتى . فتضاربت الآراء في القرب والعبد ، وفي كينونة الله نفسه وصفاته وأفعاله ، و : " كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحونَ ". . وعانى الغزالي من هذه الحجب ما عانى ، فلقد كان همه نشدان الحقيقة ، حتى أذن المؤذن من ذاته ، فدعاه إليه ، فوجده فيه ، فسكن إليه واطمأن به وعلم أن هذا طريق الحق . فالحجب الأساليب إلى المعرفة عند الغزالي ، ورفع الحجاب هو إدراك المعرفة الحقيقية . فالواجب العثور على المفتاح الحقيقي . قال سبحانه : " وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ ". ، والغيب هو علم الحجاب ، إذ الحجاب الجهل به ، ومتى رفع الحجاب واستبان القرب ، حذف المقرب فصار المقرب مقرباً ". .
" مبحث صوفي " : الحجاب ومعانيه عند الصوفية
يقول الدكتور حسن شرقاوي :
" وردت في القرآن الكريم كلمة ( حجاب ) بمعنى الستر والمنع ، سواء كان هذا الستر حسيا أو معنويا ، كما وردت بمعنى محجوب ، أي ممنوع ، ومحجوبون حيث أنهم أصحاب نفاق ورياء ، أي : أنهم ممنوعون - إهانة لهم - على الدخول على العظماء ، كما يقال انهم ( مستورون ) فلا يرونه تعالى " . .
" وقد وردت آيات كثيرة بهذا المعنى وذلك في قوله تعالى : " وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفونَ كُلّاً بِسيماهُمْ ". ، كما ورد لفظ الحجاب في قوله تعالى :
" فَقالَ إِنّي أحببْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبّي حَتّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ ". ، كما وردت كلمة حجابا في قوله تعالى : " وَإِذا قَرأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذينَ لا يُؤْمِنونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتوراً ". ، كما وردت كلمة محجوبون في قوله تعالى : " كَلّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجوبونَ ". .
والصوفية يستخدمون كلمة الحجاب بمعان متعددة حسب الحال الذي يتكلمون فيه ، فيقال مثلا : إن هذا السالك أو هذا المريد الصادق قد كشف عنه الحجاب ، أي رفع عنه حجاب الدنيا ، وبدت التجليات ، والمنن والعطايا ، تتوارد على قلبه ، وأصبح من أصحاب المكاشفات والفتوحات ، أي وصل إلى مقام الولاية ، أي من أصحاب الأسرار . كما يستخدم الحجاب بمعنى الحجب فعندما يسقط الولي ، ويقع في الالتباس ، فينتكس ويتلف ، ويقال عنه عند ذلك أنه قد حجب ، أي رجع إلى نظره وبصره وحسه ونفسه ، ومدركاته الحسية ، وفقد المنن الربانية ، والفيوضات الرحمانية ، والعلوم الإشرافية التي تقذف في قلب الأولياء ، وأهل الحق ، والعارفين بالله .
ويمكن أن يستخدم الحجاب بمعنى الستر ، أي لا يعرف حال العبد الصالح فهو مستور عن الخلق ، معروف لله ، فلا يعرف مقامه عند الناس ، وما أفاض الله به عليه من النعم ، والرحمات والمنن ، ولهذا العبد في هذه الحالة حجاب من نفسه على نفسه ، فلا تعلم يده ، ما ذاقه قلبه من ثمرات المجاهدة ". .
" مسألة - 1 " : في أن الحجب ليست أموراً حسية
يقول الشيخ قاسم الخاني الحلبي :
" لا تعتقد أن الحجب أمور حسية ، ولا أن البعد بعد مسافة كما يفهمه البعض . فإنه تعالى منزه عن البعد والقرب الحسيين ، ومنزه عن الجهة والمكان والزمان ، وغير ذلك من سمات الحدوث ". .
" مسألة - 2 " : في أن حقيقة الحجب هي توهم وجود الأغيار
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
" ما حجبك عن الله موجود معه إذ لا شيء معه ، ولكن حجبك عنه توهم وجود معه ". .
" مسألة - 3 " : في أن الحجاب من العبد
يقول الشيخ علي الخواص :
" حجاب العبد منه وليس يدري ، وذلك أنه يرى ربه بقلبه ، ولا يعرف أنه هو ، ويقول عن كل شيء بدا له : الله بخلاف ذلك . وفي الآخرة يعرف أنه هو بلا شك ، وإن توالت عليه التجليات أبد الآبدين ودهر الداهرين . لكن ذلك خاص بمن عرفه في هذه الدار في جميع أنواع التنكرات ، ومن لم يعرفه هنا كذلك . فغاية أمره في الآخرة أن ينتقل إلى مقام العارفين هنا ".
" مسألة - 4 " : في عدد الحجب وخصائصها
يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
" عدد الحجب التي فوق العرش سبعون حجابا ، بين كل حجاب وحجاب سبعون ألف عام ، وغلظ كل حجاب سبعون ألف عام . ومن فوق ذلك عالم الرقا : عالم مملوء بالخلق ، يعني : الملائكة . وكل هذه الحجب مملوءة بالملائكة الكرام ( عليهم السلام ) . وكل حجاب هو عالم ، ومن وراء هذه الحجب كلها الطوق الأخضر ، وهو انتهاء عوالم المخلوقات ، ومن ورائه لا خلا ولا ملا : " كان الله ولا شيء معه ".". .[b]