ذات ليلة........
كنتُ سمعتُ موسيقا رائعة تنبعثُ من أعماق البعيد القريب ،
اِذ لولا الهيام العجيب ماكنتُ قلت :
ساحرٌ صوتَه....
البحرُ مالك الملكِ في كفَّه.............
ورعاياه أطفالٌ مشطتهم أصابع الريح بما شاءتْ وشاؤوا من ألوان / بذور
على شكل قصائد ....... لوحات ..........حروف ........ لآلىء........ تتخطفها
العصافير ، الأسماك ، النحل، الرمل ، الماء ، لتبنيَ فصولاً من الخصب الدائم........
وكان أن رافقتُ المجهول الساكن في عناب الكلام .........
كان أن تغيرتِ الألوان ...... الخطوط........ فتمازج الظل بالضوء........
تمازجَ الحبر بالدم .....
وسبح كلٌّ في موج الصحراء تموِّجُهُ صحراء المواجد بين أحاسيس
ذكريات....... فواصل........ نقاط........ صور....... أجناس ......
من كل بهيجٍ باذخٍ لهذا اللامرئي الذي رمى هذيانه الكوني في روح المعنى
فإذا الشمس عروس البحر.........
اذا الزرقةُ تيه المواكب..........
وإذا الوصلُ الحلم..........
الحلم الذي كنتُ قررتُ بشجاعة أن أراه بعدما كنتُ عنه / فيه كمثل الزاهد ..
ربما لو نظرتَ ملياً لتعرفتَ إليكَ في كل هذا الخصب الذي
حلَّ واحتلَّ المحال....
حيث اللغةُ تترجمها اللغات......
حيث الذهب روح الكلام........
حيث المعاني تباريحٌ من دنان ياقوت سافر مع آنات العقيق / مرجان الأناشيد
التي رافقت البحر كشراعٍ الى جزيرة الكنز ...........................
................................................................................
إلاَّ أن القوافل ضلتِ الدرب
الريح شرعها التحدي .......... وكانت أن تظاهرتْ بأنها عكس التيار .........
أرادتْ بلوغ الأعالي .........
وقد آن لها أن تضع رأسها على صدر الوطن .......
تكونه / يكونها......
ومعاً يصبغا بياض الأفق بأبجدية حلمٍ قُدَّتْ ماساً خالصاً
من أعماق الينابيع ........ثلجِ المعاني ...........وخدر الأعالي
حيث الحبارى والكروان ......... الياسمين ....... الظلال......
ورقص الخمائل على حفيف الجمال الذي كان وعداً ولايزال
بأن اللغة قضيةٌ شائكة وقد آن الأوان أن يصبح لها عنوان..........
" اشرب يالآن ........ يالأمس....... يالغد المتعَب..... ياالحلم .......... ياأنا........
اشرب لتعرفَ لذة الواصل الى الكوثر المكنون في الأنا الكوني الذي فينا
انطوى ...........
اشرب لتعرف كيف تعالج الجرح.........
كيف يُبنَى من الحرف وطن للربيع الدائم على شرفات الفصول .........
كيف يبدأ الفجر من برعمٍ فاغمٍ كان أعلنَ شرع المحبة وهو الآن :
في سُكرين من خمرٍ وعين ..........
قل للحرف / المليح / الجميل / القمر / في خماره ,,,,,,,, ماذا
فعلَ بقلبي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
............................
23 تموز 2007