aldrwesh Admin

عدد الرسائل : 332 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
 | موضوع: الـــــــورع الأربعاء أغسطس 22, 2007 4:29 pm | |
|
الورع
قال الأستاذ الإمام رضي الله عنه:
أما الورع، فإنه: ترك الشبهات. كذلك قال إبراهيم بن أدهم: الورع ترك كل شبهة، وترك مالا يعنيك هو ترك الفضلات.
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
" كنا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام " . وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: " كن ورعاً تكن أعبد الناس " .
قال الجنيد بن محمد : سمعت السرى يقول:
كان أهل الورع في أوقاتهم أربعة: حذيفة المرتعش، ويوسف بن أسباط، وإبراهيم بن أدهم، وسليمان الخواص، فنظروا في الورع فلما ضاقت عليهم الأمور فزعوا إلىالتقلل.
وقال الشبلي: الورع أن تتورَّع عن كلِّ ما سوى الله تعالى.
وروي ان اسحق بن خلف؛ قال: الورع، المنطق: أشد منه في الذهب والفضة، والزهد في الرياسة ك أشد منه في الذهب والفضة، لأنك تبدلهما في طلب الرئاسة.
وقال أبو سليمان الداراني: الورع: أول الزهد، كما أن القناعة: طرف من الرضا. وقال أبو عثمان: ثواب الورع خفَّة الحساب.
وقال يحيى بن معاذ: الورع: الوقوف على حدِّ العلم من غير تأويل.
وقال عبد الله بن الجَّلاء : أعرف من أقام بمكة ثلاثين سنة لم يشرب من ماء زمزم إلا ما استقاه بركوته، ورشائه، ولم يتناول من طعام جاب من مصر.
وسمعته يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت علي بن موسى التاهرتي يقةل: وقع من عبد الله بن مروان فلس في بئر قذرة، فاكترى عليه بثلاثة عشر ديناراً حتى أخرجه، فقيل له في ذلك، فقال: كان عليه اسم الله تعالى.
وقال يحيى بن معاذ : الورع على وجهين: ورع في الظاهر؛ وهو: أن لايتحرك إلا لله تعالى. وورع في الباطن، وهو: أن لايدخل قلبك سوى الله تعالى: وقال يحيى بن معاذ: من لم ينظر في الدقيق من الورع لم يصل إلى الجليل من العطاء.
وقيل: من دق في الدين نظره جل في القيامة خطره.
وقال ابن الجلاء: من لم يصحبه التقي في فقره أكل الحرام النص.
وقال يونس بن عبيد: الورع: الخروج عن كل شبهة، ومحاسبة النفس في كل طرفة.
وقال سفيان الثوري: ما رأيت أسهل من الورع: ماحاك في نفسك تركته، وقال معروف الكرخي: احفظ لسانك من المدح كما تحفظه من الذِّم.
وقال بشر بن الحارث: أشد الأعمال ثلاثة: الجود في القلَّة، والورع في الخلوة، وكلمة الحقِّ عند من يخاف منه ويرجى.
وقيل: جاءت أخت بشر الحافي إلى أحمد بن حنبل وقالت: إنا نغزل على سطوحنا،فتمر بنا مشاعل الظاهرية، ويقع الشعاع علينا، أفيجوز لنا الغزل في شعاعها؟.
فقال أحمد: من أنت؟ عافاك الله تعالى.
فقالت: أخت بشر الحافي.
فبكي أحمد وقال: من بيتكم يخرج الورع الصادق، لاتغزلي في شعاعها.
وقال علي العطار: مررت بالبصرة في بعض الشوراع، فإذا مشايخ قعود وصبيان يلعبون، فقلت: أما تستحون من هؤلاء المشايخ؟! فقال صبي من بينهم: هؤلاء المشايخ قل ورعهم فقلت هيبتهم. وقيل: إن مالك بن دينار مكث بالبصرة أربعين سنة، فلم يصح له أن يأكل شيئاً من تمر البصرة، ولامن رطبها، حتى مات ولم يذقه. وكان إذا انقضى وقت الرطب قال: يا أهل البصرة، هذا بطني ما نقص منه شيء ولا زاد فيكم.
وقيل لإبراهيم بن أدهم: ألا تشرب من ماء زمزم؟ فقال لو كان لي دلو لشربت منه.
سمعت الأستاذ أبا الدقَّاق يقول: كان الحارث المحاسبي إذا مدَّ يده إلى طعام فيه شبهة ضرب على رأس إصبعه عرق فيعلم إنه غير حلال.
وقال: إن بشراً الحافيَّ دعي إلى دعوة، فوضع بين يديه طعام، فجهد أن يمد يده إليه، فلم تمتد. ففعل ذلك ثلاث مرات. فقال رجل يعرف ذلك منه: إن يده لا تمتد إلى طعام فيه شبهة، ما كان أعنى صاحب هذه الدعوة أن يدعو هذا الشيخ؟!
وسئل سهل ابن عبد الله عن الحلال الصافي، فقال: هو الذي لا يعصي الله تعالى فيه.
وقال سهل: الحلال الصافي: الذي لا ينسى الله تعالى فيه.
ودخل الحسن البصري مكة، فرأى غلاماً من أولاد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قد أسند ظهر إلى الكعبة يعظ الناس، فوثب عليه الحسن وقال له: ما ملاك الدين؟ فقال: الورع. فقال له: فما آفة الدين؟ فقال: الطمع. فتعجب الحسن منه.
وقال الحسن: مثقال ذرة من الورع للسالم خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة.
وأوحى الله سبحانه، إلى موسى، عليه الصلاة والسلام: لم يتقرب إلى المتقربون بمثل الورع والزهد.
وقال: أبو هريرة: جلساء الله تعالى غداً: أهل الورع والزهد.
وقال: سهل بن عبد الله: من لم يصحبه الورع أكل رأس الفيل ولم يشبع!! وقيل: حمل إلى عمر بن عبد العزيز مسك من الغنائم، فنبض علي مشامه.
وقال: إنما ينتفع من هذا بربحه، وأناأكره أن أجد ريحه دون المسلمين.
وسئل أبو عثمان الحيري عن الورع، فقال: كان أبو صالح حمدون عند صديق له، وهو في النزع، فمات الرجل، فنفث أبو صالح في السراج، فقيل له في ذلك، فقال: إلى الآن كان الدهن له في المسرجة، ومن الآن صار للورثة. اطلبوا دهنا غيره.
وقال كهمس: أذنبتُ ذنباً أبكي عليه منذ أربعين سنة؛ وذلك: أنه زارني أخُ لي؛ فاشتريت لأجله بدانفق سمكة مشوية، فلما فرغ أخذت قطعة طين من جدار جار لي حتى غسل بها يده ولم أستحله.
وقيل: كان رجل يكتب رقعة، وهو في بيت بكراء، فأراد أن يُترب الكتاب من جدار البيت، فخرط بباله أن البيت بالكراء.. ثم إنه خطر بباله أنه لا خطر لهذا، فترب الكتاب، فسمع هاتفاً يقول: سيعلم المستخف بالتراب ما يلقاه غداً من طول الحساب!! ورهن أحمد بن حنبل، رحمه الله تعالى، سٍطلاً له عند بقال بمكة، حرسها الله تعالى، فلما أراد فكاكه أخرج البقال إليه سطلين، وقال: خذ أيهما هو لك.
فقال أحمد أشكل عليَّ سطلي، فهو لك، والدراهم لك.
فقال البقال: سطلك هذا، وأنا أردت أن أجربك.
فقال: لا آخذه. ومضى. وترك السطل عنده.
وقيل: سيب ابن المبارك دابة قيمتها كثيرة، وصلى صلاة الظهر، فرتعت الدابة في زرع قرية سلطانية، فترك ابن المبارك الدابة ولم يركبها.
وقيل: رجع ابن المبارك من مرو إلى الشام في قلم استعاره فلم يرده على صاحبه.
واستأجر النخعي دابة، فسقط سوطه من يده، فنزل، وربط الدابة، رجع فأخذ السوط، فقيل له: لو حولت الدابة إلى الموضع الذي سقط فيه السوط فأخذته كان أسهل لك فقال: إنما استأجرتها لأمضي هكذا.. لا هكذا!! وقال أبو بكر الدقاق: تهت في تيه بني إسرائيل خمسة عشر يوماً.. فلما وافيت الطريق، استقبلني جندي فسقاني شربة من ماء، فعادت قسوتها على قلبي وتألمت ثلاثين سنة.
وقيل: خاطت رابعة العدوية شقاً في قميصها في ضوء مشعلة سلطان، ففقدت قلبها زماناً، حتى تذكرت، فشقت قميصها، فوجدت قلبها.
وروِّي سفيان الثوري في المنام، وله جناحان يطير بهما في الجنة من شجرة إلى شجرة. فقيل: بم نلت هذا؟: فقال: بالورع.
ووقف حسان بن أبي سنان على أصحاب الحسن، فقال: أي شيء أشد عليكم؟ فقالوا: الورع. فقال: ولا شيء أخف علي منه.
فقالوا: فكيف؟ فقال: لم أرو من نهركم منذ أربعين سنة.
وكان حسان بن أبي سنان لا ينام مضطجعاً، ولا يأكل سميناً ولا يشرب ماء بارداً ستين سنة، فرؤي في المنام بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟. فقال: خيراً، إلا أني محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أردها.
وكان لعبد الواحد بن زيد غلام خدمه سنين، وتعبَّد أربعين سنة: وكان في أبتداء أمره كيالاً، فلما مات رؤي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: خيراً، غير أني محبوس عن الجنة، وقد أخرج علي من غبار القفيز الذي اكتلته أربعين قفيزاً.
ومر عيسى ابن مريم؛ عليهما السلامِ بمقبرة، فنادى رجلاً منها، فأحياه الله تعالى: فقال: من أنت؟ فقال كنت حمالاً أنقل للناس، فنقلت لإنسان يوماً حطباً، فكسرت منه خلالاً تخللت به فأنا مطالب به منذ متُّ.
وتكلم أبو سعيد الخراز في الورع.. فمر به عباس بن المهتدي، فقال:
يا أبا سعيد، أما تستحي، تجلس تحت سقف أبي الدوانيق، وتشرب من بركة زبيدة، وتتعامل بالدراهم المزيفة، وتتكلم في الورع؟! _________________ وإذا غلا شيء علي تركته .. فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
إبراهيم بن أدهــــم
| |
|