النبي وآل بيته ...

عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله الأطهار

يقول العربي الدرقاوي في أحد رسائله :

فالنفس أمر عظيم فهي الكون بأسره إذ هي نسخة عنه كل ما فيه فيها وكل ما فيها فيه، فمن ملكها ملكه لا محالة .

واسمعوا بعض ما لمالكها من الفضل والخير والسر والبركة، فقد كان الثمار عند أهل تفيلالات لا ينجح فإذا بهم لما كانوا بالحجاز وأظنهم بقصد الحج ، قد تنبهوا لأمر عظيم وذلك بأن قالوا ثمارنا لا ينجح لنا فلا يفيدنا إلا أن نأخذ من هنا شريفا فيكون ذكارا لنا ولثمارنا ولبلادنا ، فاجتمع رأيهم على أن قصدوا بعض الأشراف رضي الله عنهم ورزقنا محبتهم ، فسألوه أن يتفضل عليهم بأحد من أولاده فأعطاهم إياه بعد أن نادى على أحدهم حتى حضر بين يديه ثم قال له : فمن يحسن إليك من الناس فأي شيء تصنع معه فقال : نحسن إليه كما أحسن إلي ، قال : ومن يسيء إليك ، قال : نسيء إليه كما أساء إلي فتركه ، ونادى على آخر فأجابه بمثل ما أجابه أخواه وهكذا حتى جاء صغيرهم رضي الله عنهم كلهم ، وقال له فما الذي تصنع مع من يفعل معك خيرا قال نفعل معه خيرا قال ومن يفعل معك شرا قال نفعل معه خيرا قال كيف هو يفعل معك شرا وأنت تفعل معه خيرا قال نعم فهو على شره وأنا على خيري حتى يغلب خيري شره . فحينئذ أعطاهم إياه ودعا له ولهم بخير فكان في ذلك الرأي خرق العوائد من الفوائد لأنه قد أصلح الله بالشريف البلاد والعباد ، الأصل في القضية محبة النبي صلى الله عليه وسلم فبها أصلح الله الشريف الذي كان من شأنه الناس يسيئون إليه وهو رضي الله عنهم يحسن إليهم حتى غلب خيره شرهم ، فهكذا تكون ملكية النفس وهكذا يكون الشرف وهكذا يكون الخلق الكريم وقد أخرج الله من صلبه شرفاء كثيرون أولياء وعلماء وأمراء وشجعان يشبهون الصحابة رضي الله عنهم وأما الكرم والحياء وعلو الهمة وحسن الخلق والتواضع فذلك شأنهم وذلك دأبهم رضي الله عنهم ورزقنا محبتهم آمين …والسلام