أبويا عدلان _أحببته

..و الشيخ عدلان قال" نحن سفارة الطريق" و فسرت لى يعنى منتخب الطريق .. من كل الطرق الصوفية أو الدروايش والمحبين ..
تجد فى هذة الساحة العطائية .. كافة التلاميذ من كافة الطرق
طيبة المدينة المنورة تشع من بين أجفان هذا الولى
...... ورقة الحبيب تظهر على الملامح السمراء والعيون الخضراء..

كنا شباب حين تشذ لنا .... درسنا الشريعة فى صبانا .......
وما أحلى حفظ القران فى طفولتنا فى مدرسة الأزهر على يد الشيخ عبد الفتاح والشيخ عبد الملك لكن أستاذنا المحبوب ونحن أطفال كان فنانا من أبطال العرب فى حرب اليمن ....... ممشوق القوام فارسأ نبيلا ممشوقا بالوجاهة أسمة سمير الجابري..
تشر بنا مع الدين على يدة ..... جمال الخطوط العربية......
وألوان طيف قوس قزح ......وعرفناأمير الشعراء وطه حسين ونحن نتسائل عن البخاري ومسلم




وجرت الأيام سريعا الى الجامعة ....الذهاب الى العاصمة فرصة .....والوجود فى القاهرة يحل رباطة شعرنا .. لنجرى بين الندوات والمسارح.. وما اكثر الكتب حبيبتنا وعشيقتنا هناك ..حيث سور المحبة سورالعشق
اقصد سور الازبكية للكتب ......فى القاهرة تجد التاريخ بين يديك ..
هذا هو سيدنا الحسين والسيدة زينب أمام ناظريك الأمر قريب من عينيك..
صديقى رفيق الشعر الذى تشذل على يدى ..يدعونى لرؤية الفتى "تعال فقط" .. "لتراه فقط" لتبدى رأيك فقط0 إسمه" طايع مختار قمر" ما أجمل الإسم والملامح كتب شعره بالعامية المصرية .. وهو من أبطال أكتوبر قال قبل الحرب " طول مالمدنه صوتها عالى .. فجرك يامصر جى " وجاء الفجر ..
يدعونى لرؤية فتى .....و الفتى ولى صالح ...إنه بجانب قريتنا......
إنه عدلان لإسم يلفت النظر ويسترعى السمع
.....كل شئ اخضر......القلوب الخضراء والعيون الخضراء .....
الا الصورةأبيض وأسود .. فى مندرة منزل طايع...."القرية بجوارنا "........ما أجمل أن تسلك بين الحقول من قري لأخرى من طرق فرعية يعرفها الفلاحين ...... يخضر قلبك بسرعة ......وينفتح الصدر للهواء اللطيف ..وللراحة بعد التنهيدات......نسمات هواء الريف المصرى لا تنساها مهما رحلت بين المدن

التجربة الشاذلية فى التصوف يغلب عليها النظام والترتيب ..
علاقات المريدين ببعضهم .. وبالخليفة وبالسجادة
..مواعيد الحضرة... والرابعة( ختم القرآن )
..مواعيد المجلس .. مجلس الإنشاد ..
كل شيىء فى الطريق له جدول ..
عينونى خليفة وأنا غض ..
حتى أنى فى صباى
تصورت أن هناك أجندة مع الشيخ
مكتوب فيها برنامج الحياة داخل الطريق ..
تجربة نظامية جدا فى الظاهر ..تحتاج إلى شرح
وقد نتحدث عن خبراتها الباطنية إذا حالفنا الحظ ..
فالبحر الشاذلى زاخر بما لاعين رأت ..
ولايصدقه إلا من عرف بحور أهل الله
وما أدراك ماأهل الله .. ماالمقدسين الصالحين ..
صورة تغلب الخيال العلمى ..
صورة تتسع لكل خيال
ويقف الخيال أمامها متفرجا يتمنى الوهم..
رجال نبحث عنهم فى البلاد

فى المدن فى القرى .. ولو فى الجبال . .
تكاد ترفع كل حجر تلقاه لعل تحته أثر للسماء ..
أما الآن فالأمر قريب جدا من متناول العين والقلب ..
إنه بجوارنا قريب من مدينتنا .. هناك فى هذه القرية ..
" هيا بنا " صديقى يدعونى لزيارة الولى
..تذكرت مولانا إبراهيم ابن أدهم ..
وصدحت الخواطربالآيات ..
ألم يأن للذين آمنو أن تخشع قلوبهم لذكر الله
.. مؤمنون .. خاشعون ..قادمون ..
الصورة على شاشة عينى لأبو موسى الأسود
ذاك الراهب العظيم الذى غلب الشيطان ..
نعم لابد أن اذهب سريعا لرؤية سيدى عدلان
قال لى صديقى نحن لانقول سيدى عدلان لكن نقول أبى عدلان ..
فهو لنا الآب .. هيا بنا .. هيابنا ..
إتجهنا صوب موقف السيارات ..
السيارة بين الشجر ..
والمرور على سيدى عامر وأبو قاسم
على طرف مدينة بلقاس ..
حيث الحقول وصفصاف الأكاليل ..
أهل المدينة يخرجون فى شم النسيم ليحتفلوا حول المقام ..
الشعب يحب الله بكل طريقة .. وللفقهاء مايطلبون ..
ليس هناك أى تعارض ..
أخبرتنى أمى الطيبة أن جدتها مدفونة فى هذا المقام ..
جذور عائلية فى آل البيت .. لامانع .. خير ..
تنفعنا أحيانا فى دعاء لحظة الإفتقار ..
نمر على الشيخة صابحة ..
الأولياء فى كل مكان تجدهم لو تطلبهم ..
كل يجد مايطلبه فى الحياة ..
نعم الرب ربنا لو أطعناه ماعصانايعطى الخلق مايطلبون
الفواتح للأولياء .. بأسمائهم ..
الأقطاب والسلاسل الذهبية ..
إنها مقابلة ولى ..
وصلت السيارة إلى مدينة شربين ..
سنركب السيارة بعد ذلك من نفس المكان إلى قرية الخضرواية
.. هيا بنا ..
أوه ..
أنظر هناك ..
على الأرض ..
على قارعة الطريق
.. صديقى يصرخ ..
مدد يابا .. إنه هنا .. أبويا عدلان ..
إنه هنا فى الموقف فى مدينة شربين ..
يجلس على الأرض إنه ينتظرك ..
لقد خرج لمقابلتك .. لقد جاء إلى هنا ليلقاك
.. مدد يابا قدرى .. ابتسمت..
صديقى درويش .. يترجم كل شيىء ..
ويمعن كل إشارة .. نظرت فى الوجه ..
فتوة ..نظرت فى العينين .. كل شيىء أخضر ..
حاولت أنفذ أكثر فتستربأدب النبوة ..
هكذا هم كجدهم ..
رشحات الحبيب..
مددت يدى لأقبل يده قبلنى من رأسى ..
استحيت أحتضنه فاحتضنى ..
وضعت روحى تحت إبطه ..
وأخذنا وعاد بنا إلى القرية
دخلتها معه ..
وتساقطت عنى أوراق الأحزان على أبواب القرية..

[

ارتبطت الخضراوية عندى بالخضر سلام الله عليه ..
كما ذكر لى الدراويش...
أن هذا سر تسمية الشيخ عطية وهو الجد الأكبر لأبويا عدلان ..
. هذه القرية لها الإسم ..
لم أجد فى القرية بيوت كثيرة ..
إعتبرها قرية عائلية .. قلت اعتبرها قرية لآل البيت ..
المشرب الخضرى مشوق جدا لكل متصوف .. وكل درويش ..
والخضر سند عظيم للصوفية .. حسب القرآن ..
ومجرد أن يذكر بعض السابقين أنهم التقوا بالخضر سلام الله عليه ..
فذلك يجذب الأرواح جذبة إلى عالم الخيال والوهم ..
إلى عالم الحقيقة .. نقطة فاصلة بين الحياة والموت ..
خط أخضر قائم بين الوهم والواقع ..
برزخ حى قائم هناك الكثيرين من المقدسين حكوا عنه ..
فى جميع الأديان والمذاهب ..
قد ينكر البعض بعض ذلك لكن لايمكن للكل إنكاره كله ..
مازال الدرويش محمد أبو حشيش
ذلك الموظف المدير الذى اعتزل الحياة ..
يقص علينا كثير عن المشرب الخضرى ..
عن خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ..
أول ماتعلمنا فى المشرب الحامدى
هو كسر ميزان العقل عند الإقتراب من حضرة القدس ..
وأبو حشيش يحكى عن شيخه زعلوك..
أن خرق السفينة هو خرق القانون ..
خرق قانون المعتاد من الأحوال والأفعال
بل والأقوال أحيانا ..

كل سنة وانت طيب ... يا باعدلان ... يا بحر الحنـــان
قالت لى البنت الصغيرة لكنك لم تحكى لى عن جدى عدلان ..
قلت لها هذا هوعدلان ..
روح يطلقك فى البرازخ دواما لتعود من جديد
من رحلة تستعد إلى أخرى ..
وتشهد له هذه البرازخ وتزكيه وتوثقه ..
علمت منه
أن الجد الأكبر عطية انتهت نسبته فى الطريق
لسيدى أحمد البدوى .. وأن رايتهم حمراء ..
لكنى رأيت العمامة خضراء
ورأيتها سوداء ..
بل وزرقاء ..
هنا الكل أنت فى الكل ..
أنت فى المنبع والفيض .. بمنتهى الأدب والهدوء والسلام ..
قد تجد من ينجذب ويغلبه الحال ..
لكنه لن ينجذب ولن يغلبه الحال ..
ستجد كل مايستحق المدح .. وكم رأيت مادحين ..
وكم رأيت من يحب أن يمتدح ..
فإذا بدأت المدح والثناء فيه
سيقوم بهدوء ليتناول حذاءه
وينصرف كأنه سيأتى حالا ..
ولكنه لن يجلس مرة أخرى ..
أول مارأيته وجدت قوة مهيبة ..
تكوينه الجسمانى يذكرنى بما قرأت عن سيدنا على كرم الله وجهه ..
وطراوة يده وعبقها ذكرتنى بمن طابت أياديهم ...ملوك الحى ..

استهوتنى القرية ..
كنا فى المدينة ونحن صبية نتشاتم
فنعير المتأخر منا بأنه فلاح ...
كنت فى قمة الخجل بعد تعرفى على أبويا عدلان من ذلك .
.وأصبحت أتباهى وأقول فى القاهرة أنا فلاح
بلدتى صغيرة
وبها قرى صغيرة كثيرة
وسلام على القرى

من أقوال الشيخ عطية

جاء غراب ينعق فوق النخلة
وكانوا يطاردون الغربان
أنها تأكل المحصول
فقال سيدى عطية متبسما لتلاميذه
" لاتطردوها . من أين تأكل ؟
هل تذهب للسوق تشترى لتأكل ؟


رأى أحد الأغنياء أن زوار سيدى عطية كثيرين .
وأنه يطعمهم جميعا فأرسل له عربة كبيرة
عليها هدايا وحبوب كمساعدة
وردها سيدى عطية
وقال قولته المشهورة فى الساحة
" مازالت المخازن عندنا مملوءة
وعندنا المخازن فى الصعيد لم تفتح بعد "


إنهم يفسرون هذه الكلمة
على الإمام العربى وتلاميذه
لأن أحد لم يكن يعرف أن هناك مجموعة كبيرة فى الصعيد
مرتبطة بسيدى عطية عن طريق شيخهم
وهو الشيخ الإمام أبو الفتوح العربى

سألو الشيخ عطية أبو حسن
عن الطرق الصوفية
فقال أن من يسافر منهم يأتى بهم السادة إلى ساحتنا

قال سيدى عطية أبو حسن المغفرة على الله لكن أولا تراضو بينكم

وقال مفتاح الجنة رغيف العيش